احتفلت رعية بلدة حدشيت، بتدشين المستوصف الجديد في البلدة المجهز بكافة المعدات الطبية المتطورة.

واستهل الاحتفال بقداس ترأسه المطارنة مارون العمار، جوزيف نفاع، أنطوان شربل طربيه، وعاونهم الوكيل البطريركي الخوري كوني الآغا وكهنة الرعية، في حضور المتبرع الأول ببناء المستوصف وتجهيزه طوني بشير مرعي وعقيلته، النقيب جوزيف إسحق ممثلا نائبي بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز، رئيس بلدية حدشيت روبير صقر والرئيس السابق إيلي الحمصي وحشد من أبناء حدشيت وفاعلياتها.

وألقى المطران العمار عظة تحدث فيها عن "علاقة أبناء حدشيت وتعلقهم ببلدتهم الأم، وعن المشاريع التي قاموا بإنجازها، ولا سيما المغتربين منهم في أستراليا".

بدوره، شكر كاهن الرعية الأب جورج عيد في كلمته "المطران طربيه الذي يسعى دائما لمساعدة أبناء حدشيت في أستراليا، ويحضهم على العلاقة الطيبة بوطنهم الأم، وكذلك المتبرعين على عملهم الذي قد يسهم في مساعدة أبناء البلدة المقيمين، على تخطي الصعاب الصحية والإجتماعية".

وبعد القداس قص المطارنة وإسحق ومرعي الشريط التقليدي للاحتفال، وأزاحوا الستار عن اللوحة التذكارية، التي تحمل إسم مركز "بشير وأميرة الطبي"، وقاموا بجولة في العيادات داخل المستوصف، التي تحتوي أفضل المعدات الطبية من آلات شعاعية وآلات فحص العيون وضغط الدم وتخطيط القلب وبعض الآلات المتطورة، وبارك المطران العمار والمطارنة المستوصف برش المياه المقدسة.

ثم أقيمت مأدبة غداء تكريمية بالمناسبة، ألقى خلالها الأب طوني الآغا كلمة، إستهلها بقول للأديب الفيلسوف جبران خليل جبران: لا تجالس أنصاف العشاق ولا تصادق أنصاف الأصدقاء ولا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة ولا تمت نصف موت لا تختر نصف حل ولا تقف منتصف الحقيقة...إذا صمت فإصمت حتى النهاية وإذا تكلمت فتكلم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم ولا تتكلم كي تصمت.

وقال: "بهذه الكلمات التي نطق بها النابغة اللبناني، أستطيع أن أقول إن طوني بشير مرعي هو من هذه الطينة المميزة، الذي عرف كيف يستثمر حياته كلها في الخدمة والتضحية والعطاء، لا أي عطاء بل العطاء المجاني. أيها الأحباء نجتمع لندشن مستوصفا جديدا يعود بالخير والفائدة على بلدتنا حدشيت وعلى كل المنطقة. مستوصف ليس كغيره ولا يشبه آخر، ليس لأنه يحوي عيادات خمسة تهتم كل منها بإختصاص محدد، من عين وأذن وأمراض نسائية ومعالجة الأطفال وأمراض القلب حتى الطب العام، لكنه مميز لأن من نذره للعطاء شخص مميز، وسلامي له يفوق المسك نفحة".

وخاطب أبناء البلدة: "هذا مستوصفكم الجديد، حافظوا عليه إن كان بحاجة عليكم فلا تبخلوا عليه بخدمة، وإن إحتجتم إليه فخدماته تحت تصرفكم، إنه لكم من أجلكم ومن اجل صحتكم، التي أتمناها لكم جيدة على الدوام، وافرة الحيوية والنشاط".

من جهته نوه المطران طربيه ب"العمل الإنساني الذي قام به طوني مرعي، وبدور المغتربين، ولا سيما في أستراليا، وتعلقهم بوطنهم الأم لبنان وحرصهم الدائم على دعم عائلاتهم وأبناء بلداتهم وقراهم".

وتطرق الى "النجاح الذي حققه أبناء حدشيت في وطنهم الثاني أستراليا"، داعيا إياهم الى "التمثل بالرجل المعطاء طوني مرعي، لدعم بلدتهم الأم على مختلف الأصعدة"، مشيرا الى أن "هذا المركز الطبي سوف يقدم لأبناء البلدة الخدمات الطبية اللازمة بواسطة الأجهزة المتطورة والمتخصصة".

وختم داعيا أبناء بلدة حدشيت الى "عيش المحبة والتمسك بكنيستهم وبإيمانهم والحفاظ على العلاقة الطيبة مع إخوانهم المنتشرين في كل أنحاء العالم"، حاضا إياهام على "العودة الى وطنهم الأم، عبر زيارات متكررة، ليتعرفوا على تراثهم العريق ومنطقتهم، التي إنطلق منها آباؤنا الأولون الى كل أنحاء المعمورة".