يواصل وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي جولته البترونية، وكانت له محطة في بلدة تنورين استهلها بزيارة لمركز القوات فيها، وكان في استقباله رئيس مجلس ادارة مستشفى تنورين الدكتور وليد حرب وعدد من القواتيين.
وانتقل الى القصر البلدي حيث كان في استقباله رئيس المجلس البلدي المهندس بهاء حرب ونائبه سامي يوسف والاعضاء ورئيس دير حوب الاب نبيه خوري ومخاتير تنورين وعدد من ابناء تنورين.
ورحب حرب ببو عاصي "في تنورين بلدة الارز الشامخ الصامد الحر"، وقال: "كلنا سمعنا ومن ألد الاخصام ان الوزيرين دولة الرئيس غسان حاصباني وبيار بو عاصي هما من أنجح الوزراء في الحكومة أداء ونظافة كف وحسن معاملة مع المواطنين ومحاربة الفساد في الادارة. هذا فخر لنا وليس لكم لأن هذا هو لبنان الذي نريد ونعمل ونطمح لبنائه".
وتوجه الى بو عاصي بالقول: "تنورين محرومة، تنورين معدومة، تنورين مشلولة عن الحركة والنهوض، فنحن فعلا نريد مد يدكم لنا ودعم وزارتكم دعما غير محدود لمركز الشؤون الاجتماعية وكل ما تستطيعون تأمينه لتنورين. لا تجعلوا زيارتكم وحيدة وبخيلة بل اتركوا بصمة وجودكم بعملكم هنا معنا".
ورد بو عاصي بكلمة شكر فيها لحرب الاستضافة، وقال: "بهاء حرب اسم نفتخر به كرئيس بلدية ناشط في بلدته الكبيرة بعدد سكانها ومساحتها الجغرافية، فتنورين كبيرة بعطاءاتها والبصمات التي تركتها على لبنان. لدى وصولي الى تنورين وعند كل زيارة لي الى هذه المنطقة اكتشف من جديد ان هذه المنطقة التي امضيت فيها مرحلة من حياتي وعشت فيها لفترات سبب قناعتنا ان تضحياتنا لم تذهب سدى، تنورين تشبه لبنان وهي في قلبه ولبنان يستحق كل التضحيات. اليوم الظرف صعب بدون شك وقد واكبت مواسم التفاح منذ 3 سنوات من خلال مسؤولياتي الحزبية وبتوجيهات رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، وقد نجحنا في بعض الاماكن ولم نوفق في أماكن اخرى، وهنا لا بد من ايجاد حلول".
أضاف: "تنورين لحسن الحظ لا تزال مسكونة من اهلها خلافا لمناطق اخرى تصحرت من اهلها، فاذا تصحرت قرانا تصحرت قلوبنا وهويتنا. لكي تكون هويتنا شبيهة بجبالنا علينا ان نبقى في ارضنا، ومن اجل ذلك علينا ان نسعى لتحقيق حركة اقتصادية سليمة واذا لم نفعل فنحن بذلك نعرض قرانا لأخطر ما يمكن اي التصحر. واجباتنا كدولة لبنانية، وانا اليوم اتكلم من مركز البلدية لكل ابناء تنورين وكوني وزيرا لكل الشعب، اذا لم نجد حلا لاعادة الحركة الاقتصادية المحلية عندئذ سنواجه مشكلة صعبة جدا وخصوصا ان في قرانا التي نعتز بها لم يتعودوا على التسول وهذا مدعاة فخر لنا. الاهم بالنسبة الينا ان يتمكن مزارعو تنورين من تصريف انتاجهم وعلينا كدولة ان نقوم بكل ما يلزم لتصريف الانتاج وإبقاء ابناء تنورين صامدين في ارضهم لا يحتاجون لأحد ويجنون رزقهم من عرق جبينهم كما رباهم أجدادهم وكما هم تعودوا ان يعيشوا".
وتطرق الى موضوع الشؤون الاجتماعية ومركز الخدمات الانمائية وقال: "تنورين بحاجة لمركز جديد لأن المركز الحالي لا يليق بتنورين، فهي بحاجة لمركز اكبر يكون الوصول اليه اسهل ليقدم خدمات افضل أقله على المستوى الصحي، يعني ضمن شبكة الرعاية الاولية وانا اعمل بالتعاون مع فريق العمل ودولة الرئيس الوزير غسان حاصباني لتنفيذ مشروع شبكة مستوصفات للرعاية الاولية فلا نفتتح مستوصفا وسط احتفال وهمروجة ثم نتركه عرضة للصدأ والاهمال والادوية المنتهية الصلاحية. قريبا سنصل الى حل لهذا الموضوع بمساندة البلدية. اما بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة فهم في قلبنا ووجداننا واذا لم نقدم لهم كل الاحترام والتقدير والمساعدة لتخطي الصعوبات الخاصة بهم عندئذ نكون لا نشبه حالنا. لطالما كنا بجانب الضعيف لمساندته فلا نستقوي عليه".
ودعا إلى "الافتخار بكل حامل اعاقة مهما كان نوعها جسدية او ذهنية او فكرية او اي تأخر والعمل على مساعدتهم. هذا نحن وهذه قيمنا ونحن لكل لبنان وبناء دولة تشبهنا هو مشروع نضعه نصب اعيننا، وليس صعبا ان نبني دولة تشبهنا خالية من اي ذرة فساد ويكفي ان نكون اوفياء للقيم التي ورثناها عن اجدادنا".
ثم توجه بو عاصي لزيارة مركز الشؤون الاجتماعية حيث اطلع من العاملين فيه على واقع المركز ووعد "بالعمل على تحسين وضعه وخدماته"، وطالب رئيس بلدية تنورين "بتقديم الدعم لتأمين مركز".
ومن تنورين توجه وزير الشؤون الى بلدة دير بللا حيث زار مقر البلدية وكان في استقباله رئيس المجلس البلدي جورج مراد والاعضاء، واستمع الى مطالب الاهالي وحاجات البلدة.
وتحدث اليهم قائلا: "أولا على المستوى الصحي، لا أحب القول عن البترون بأنها منطقة حرمان لأن هذا الكلام لا يليق بالبترون، الافضل ان نقول ان هناك نقصا في مواضيع أساسية يجب تعويضه، ونستطيع ذلك بدراسة جدية وتعاون مع بعضنا البعض. لا يوجد في منطقة البترون مراكز خدمات إنمائية صحية تابعة للرعاية الأولية. تستطيع ان تقول ان هناك مستوصفا تابعا لوزارة الشؤون أو لوزارة الصحة، وبالتعاون بيني وبين وزير الصحة سنقوم بفتح مستوصفات في البترون تليق بهذه المنطقة وتليق باسم مستوصف وهذا سيحصل".
أضاف: "كما قلنا سابقا بأننا عملنا لتحقيق التنمية التي طلبتموها، عملية المولد حصلت وغيرها. اما في موضوع التنمية فنعني تنمية ري، تنمية مصنع، التنمية شيء يحسن حياة الناس حتى لو اضطررنا لأن نصعد فوق العشرة آلاف دولار لنقوم بمشاريع أكبر، قد يكون له علاقة بالصرف الصحي، هذه تنمية تثبت الناس في أرضها فلنفكر في التنمية الفعلية أكثر. الناس تترك قراها لأنه لا يوجد تنمية، فلنقم بتنمية فعلية وإذا إحتجنا لتأمينها من الخارج سنفعل من إمكانيات الوزارة، ولكن برأيي هذه أهم من بيك آب ومن الاثاث وكل هذه الأمور، وأنا مستعد لأن أقوم بكل هذه المشاريع".
وتابع: "النقطة الثالثة التي هي عملية الفقر ودعم الأسر الأكثر فقرا، هذا البرنامج يريح المحتاجين بشكل مرحلي. لا تستطيع ان تريح الإنسان مدى العمر وهو جالس في منزله ويقبض. الحل الوحيد هو العمل. الجزء الذي أدخلته في هذا البرنامج أسميناه التفريج من خلاله نساعد لمدة ستة أشهر، سنة، سنة ونصف حتى يكون قد حصل على عمل، وأنا مستعد لأن أساعده وأدربه ولكن عليه أن يحصل على عمل لا الجلوس في منزله والحصول على المال، هذا أولا. توجد حالات لا تستطيع العمل إما إعاقة شديدة أو مسنون متروكون، هؤلاء مجبورون على البقاء بقربهم. والأهم من هذا وأنا كوزير حزبي أقول بألا يجوز تسييس العمل الإنساني، ففي لحظة تسييسه نقتله. لغاية اليوم لم أر استمارة فقر مرت الى مكتبي. يذهب محققون ويكشفون ويسجلون ويرسلون الى حيث يجب أن تكون ومن ثم الى السرايا الحكومية والبنك الدولي ويقررون إذا كان يجب دعم هذه العائلة أم لا".
وختم: "ممنوع أن يكون هذا الموضوع في منطق انفعال سياسي وإلا نكون قد قتلنا البرنامج ولم نخدم أحدا. إذا وجد أناس هم فعلا بحاجة، ترسل الطلبات الى الوزارة وأنا أرسل مراقبين للكشف، وعليهم تعبئة الاستمارة وإرسالها للسرايا الحكومية وتأخذ مسلكها الطبيعي للوصول. المهم أن تعلموا أن لدي إصرارا على أن تكون تنمية لمنطقة البترون وأن تكون لديها صحة لائقة بأهل البترون".
بعد ذلك زار بو عاصي سيدة الراس في شناطا الفوقا.
الى حردين، بلدة القديس نعمة الله كساب الحرديني، وصل بوعاصي وزار مقر البلدية وكانت في استقباله رئيستها الزميلة رمزى عساف واعضاء المجلس البلدي وعدد من الاهالي.
ورحبت عساف ببو عاصي في "بلدة القداسة، هذه الزيارة ليست لتقديم المساعدة ولكن لأنك فكرت بهذه القرية قبل باقي القرى وتقدر معنى حردين ولا أستغرب لأنك إبن بيئة وحضن وكنت رمزا للمقاومة وللتضحية والوفاء".
وقالت: "أنت في قرية على مر التاريخ حاربت وقاومت وهزمت الغزاة وحرقت سبع مرات ولم يدخل إليها أحد في التاريخ القديم، أما في التاريخ الحديث فكانت السد أمام الإحتلالات وتحت أقدامها تكسرت كافة الإحتلالات وبقيت حرة بفضل أناس ومدرسة تخرجت منها معاليك. نحن اليوم يكفينا فخر أن نستقبل وزيرا عندما يذكر إسمه سواء الخصم أو الحليف يقول يساوي الوفاء والشهامة والشجاعة والأخلاق، هذه أصبحت مرادفة لإسم بيار بو عاصي ولكل وزراء القوات اللبنانية. نحن نشكرك ونريد أن تميز حردين، صحيح بأنك خصصت زيارة لمنطقة حردين ساهمت بها وزارة الشؤون ولكن نريد أن نحملك مسؤولية أكبر بأن حردين بحاجة أكثر، حردين بحاجة الى مستوصف وأغتنم هذه المناسبة لأقول بأننا نريد منك وعدا بمساعدتنا لإقامة مستوصف في حردين، حردين أرض القداسة".
أضافت: "عاصي إبن البيئة التي عصت ولا تزال على الإستسلام للأمر الواقع، الإستسلام للفساد أنتم تعصون وحردين كانت مثلك وأنت تشبه حردين بصلابتها وعنفوانها وصخورها وجبالها، من أجل هذا ستبقى بحردين، وأريد القول، الذي لا يعلم بأن معالي الوزير في الحرب حمل السلاح ووقت السلم كان في فرنسا وكان ديبلوماسيا، قام بعمل ديبلوماسي وأبدع وأصبحت لديه علاقات ديبلوماسية وظفها لخدمة لبنان والحزب والآن هو وزير ونقول أينما كان في الميدان أو الوزارة معالي الوزير إن لبست مرقطا أو ربطة عنق ديبلوماسية أنت رمز الشهامة في حردين والأهم انك كالصخرة تلين ولكن لا تنكسر بمعنى أن قراره جريء وهذا سمة معالي الوزير ولكن بحق وعلى طريقة قل كلمتك وإمشي".
وختمت: "نقول لك معالي الوزير قل كلمتك ولكن لا تذهب من هنا إبقى عندنا".
بدوره قال بو عاصي: "أشكر لكم استقبالكم في هذه القرية الجميلة والإرث الغني جدا الذي تتميز به. أولا الإرث الروحي والإرث الثقافي بالمعنى الواسع بمعنى الهوية لا توجد ثقافة من دون هوية ولا هوية دون ثقافة. عندما أقول أنني أنتمي الى حردين لأن جزءا كبيرا من هويتي وتقريبا كل هويتي تشبه حردين. حردين إرث القداسة الذي أعطتنا إياه جميعا وحردين إرث المجتمع المقاوم الصلب المستمر في هذا الشرق الذي نفتخر وندافع عنه يوميا. هذا تحد مستدام وأنا أكيد أنه لا يوجد احد هنا من حردين، أجدادنا جميعا أتوا الى حردين لم يأتوا ليروا المناظر الجميلة، أتوا ليعيشوا بكرمهم وكان أسهل عليهم ان يعيشوا في الساحل أو في أي سهل ولكن اختاروا المجيء الى الجبال ويعيشوا في قرى قاسية مثل حردين لأن كرامتهم وهويتهم وثقافتهم أغلى عليهم بكثير من أي شي آخر ومن رغد الحياة هذه ثقافتنا وهذا تاريخنا".
أضاف: "أنا اليوم وزير وأفتخر بأنني أمثل حزب القوات اللبنانية في هذه الوزارة. أكيد يوميا نبني دولة ويوميا نحارب الفساد ولكن بروحية أجدادنا التي ورثناها عنهم، نبني على المدى الطويل وعندما نرى كنائسنا والبيوت والجلال التي بنوها أجدادنا، بنوها لتستمر الى مئات السنين الى الأمام وهم كانوا يعلمون بانها ستعيش أكثر منهم أي تعيش طالما كل ما هو مجتمعنا حي ومجتمعنا والحمد لله بفضل هذا الإرث مستمر".
وتابع: "محاربة الفساد أكيد هو تحد كبير، الأساس فيه هو الصلابة وعدم الرضوخ لأي شكل من الأشكال، لا الضغط ولا الأمر الواقع ولا التجربة، وهذه أيضا من صلب قيمنا وهذا الذي يجمعنا وهذا واجبنا تجاه أهلنا وتجاه كل مواطن لبناني في كل الأراضي اللبنانية. قرانا تعاني من دون أي شك، حردين قرية جميلة من قرميد وترتيب ونظافة ولكن أعلم أنه خلف كل هذا توجد معاناة الناس، تترك أرضها وتذهب إما الى المدن أو تهاجر، والسبب الأساسي بأنها لم تجد دورة إقتصادية سليمة في المكان الموجودة فيه، فعلينا أن نتعاون جميعا كسلطات محلية، واول حلقة في السلطة الديموقراطية هي البلدية، والحلقات الأخرى تستمر مرورا في مجلس النواب وسنصل الى الإنتخابات قريبا الى تشكيل الحكومات والسلطات التنفيذية التي أنا جزء منها اليوم".
وختم: "علينا جميعا وضع الجهد لنرى كيف ننمي مناطقنا وخلق دورة إقتصادية سليمة في المناطق ليبقى اللبناني المتشبث في أرضه، أن يبقى فيها وهذا تحد كبير، ولا لحظة لدينا شيء يشبه اليأس أو التردد لأن لحظة اليأس والتردد شيء واحد يجب عمله وهو الذهاب الى حردين ليعود الأمل لديك وترى جمال الطبيعة وجمال الناس".
وفي الختام قدمت عساف لبو عاصي صورة القديس نعمة الله.