hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الجميّل: هناك نزعة أحادية والعـزل لا يخيفنـا

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 16:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

غابت الكتائب الدائرة في فلك "المعارضة البناءة" التي يتمسك بها رئيس الحزب النائب سامي الجميل عن اجتماع بعبدا الذي اقتصر على زعماء المكونات الحكومية. وفي وقت حاول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضخ بعض الحياة في عروق الفريق الوزاري، بدا البيان الختامي الذي أقر باجماع المشاركين، وكأنه استعادة لعموميات يلتقي عليها الجميع، فيما بقي غياب المكونات المعارضة موضع استهجان البعض، خصوصا في ضوء الطابع الجامع الذي يحرص عون على سبغه على ولايته الرئاسية، فيما ذهب بعض آخر إلى الكلام عن أحادية في التصرف الوطني".

وفي معرض التعليق على لقاء بعبدا الأخير، أعلن الرئيس أمين الجميل لـ"المركزية" "لا أعرف إلى أي مدى عزز اجتماع بعبدا الأخير شعور الناس بالتفاؤل، بل قد نكون قمنا بخطوة إلى الوراء. ذلك أن الحوارين السابقين لدى الرئيس السابق ميشال سليمان، والرئيس نبيه بري كانا أشبه بجمعة وطنية كبيرة تجلت فيها الوحدة الوطنية والتضامن بين اللبنانيين، وصدرت في ختامهما بيانات على مستوى الحدث. غير أن الاجتماع الأخير كان ناقصا، على رغم إعطائه رهجة. وأتى منقوصاً بحجة أنه يجمع الأحزاب المشاركة في الحكومة، وكأنه اجتماع سلطوي، بدلا من أن يكون وطنيا، وهو ما يخفف من رهجته هذه، إضافة إلى أن البيان الختامي أكد على عموميات، وخلا من النقاط التي يمكن البناء عليها والتوقف عندها".

وفي معرض الغوص في أسباب الغياب الكتائبي عن طاولة بعبدا، قرأ البعض بين السطور ردا رئاسيا مبطنا على معارضة نائب المتن الشاب نهج الحكومة منذ إنطلاقتها، بدليل المعارك الكبيرة التي خاضها في سياق مواقفه السياسية الأخيرة. وفي هذا الاطار، أوضح الجميل أن "القيادة الكتائبية تتحمل مسؤولية مواقفها، وأنا أتضامن معها وأشجعها. غير أنني أحتك بالناس والمواطنين العاديين، وأفاجأ بتلقف الرأي العام مواقف الحزب الأخيرة، بحماس كبير، ويدعون للشيخ سامي، شاكرين له قوله كلمة الحق. وإذا كان ذلك لا يُصرف سياسيا على المدى القريب في لبنان، فعلى الأقل، هناك صوت ينادي بالحق، بعيداً من الزبائنية والمسايرة السياسية الرخيصة. وقد يدفع الحزب الثمن على المدى القصير، إلا أن الحماس والتأييد الشعبي الذي نلمسه في صفوف المواطنين العاديين الذي لا تهمهم إلا مصلحة البلد، فإنهما يشجعان ويقويان، وقد يترجمان في صناديق الاقتراع".

وعما إذا كان استبعاد الكتائب دليل عدم تقبل السلطة مواقف معارضة قد يدفع النائب الجميل ثمنها في الانتخابات، لفت إلى أن "حزب الكتائب جرّب سياسة العزل في مراحل سابقة. ومع كل محاولة، خرجت الكتائب أقوى على الصعيدين الشعبي والسياسي. لذلك، فإن العقدة من حضور الحزب لم تؤثر فيه يوما، بل على العكس من ذلك، أعطته قوة وزخما وزادت ثقة الناس به لأنه لا يساير في القضايا الأساسية والجوهرية".

وفند الجميل العلاقات الكتائبية مع الأفرقاء السياسيين، على وقع اختلاف واضح في المواقف مع عدد من حلفاء الأمس، لا سيما القوات والمستقبل، فأشار إلى أن "بالنسبة إلى تيار المستقبل، لا يجوز أن ننسى أن بيننا وبين آل الحريري، معمودية دم (الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزير الشهيد بيار الجميل)، حيث امتزج دم الشهادة وكتب صفحات من تاريخ لبنان، لا يمحوها موقف سياسي من هنا أو من هناك، وهذا أمر أقوى من السياسة اليومية. وإذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر، يبقى ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا. وفي ما يتعلق بالقوات، فإن مؤسسها هو الرئيس بشير الجميل، وما يربطنا بالقوات على الأرض أمتن وأقوى وأقدس من أن تؤثر عليه مواقف أو عقد أو سلبيات عابرة.

وقال: في ما يتعلق بالتيار العوني والحزب الاشتراكي، فإن الكتائب والتيار واجها معا الاحتلال السوري، وأول وثيقة وقعت في الجبل جاءت بعد زيارتي النائب وليد جنبلاط. لذلك، أنا أدعو إلى النظر إلى الأمور في عمقها، لا من الزاوية الهامشية والظرفية.

وفي سياق رسمه رؤيته للمشهد االسياسي، في ضوء بيان بعبدا الختامي، قال الجميل "لا شك في أن هناك نزعة أحادية في التصرف الوطني، والبيان الذي صدر لا يشفي غليل اللبنانيين، لأنه لم يطمئن الناس بالقدر الذي توقعوه. ذلك أن اجتماعا عقد على وقع كثير من الطبل والزمر، كان من المفترض أن يخرج بنتيجة مطمئنة أكثر، حتى ان بعض المشاركين لم يعرفوا ما خرج به الاجتماع فعلا".

وكان الجميل زار أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأوضح معلقا على اللقاء أن "يهمنا انتشال البلد من المستنقع الذي يتخبط فيه منذ فترة طويلة، سواء على الصعيد السياسي، أو على الصعيد الانساني والاجتماعي. وفي سياق التطورات الجارية من حولنا، يقف لبنان على حافة الهاوية، وفي وضع خطر جدا. ومن المطلوب تضافر الجهود لننقذ الشعب اللبناني الذي كان بدأ يأمل في فجر جديد".

 

المركزية 

  • شارك الخبر