hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مطر والاسمر شاركا تلامذة مدرسة مار روكس إختتام حياتهم الدراسيّة

الخميس ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 13:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، إختتام العام الدراسي لمدرسة مار روكس الرعائيّة في الحازميّة، بدعوة من رئيسها الخوري بسّام سعد والذي استضافته بلدية الحازميّة والذي كان ضيف الشرف فيها رئيس البلديّة وابن المدرسة الأستاذ جان الأسمر، وشارك فيها، الإمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب بطرس عازار ورؤساء مدارس الحكمة وكهنة ورهبان وراهبات وأفراد الهيئتين التعليميّة والإداريّة وأصدقاء المدرسة وأهلي التلامذة المحتفى بهم.
وبعد عروض فنيّة مسرحيّة وغنائيّة للتلامذة، ألقى الخوري بسّام سعد كلمة شكر فيها المطران مطر على رعايته للإحتفال ودعمه المتواصل للمدرسة وتلامذتها ولرئيس بلدية الحازميّة الإستضافة والمحبّة، وقال:

"تحيّةَ محبّةٍ وتقديرٍ أحملُها إلى حضراتِكم في هذه المناسبة المميّزة والغالية على قلبي، لأنّها المرّة الأولى التي سنُطلق فيها براعِمَ مدرستِنا، مدرسة مار روكس الحازميّة، ليكونوا ورودًا وتفوحُ منها رائحة الأخلاق والتربية والحكمة.
الحكمة التي طبعت حياتي المدرسيّة، وكذلك حياتي الإكليريكيّة، فوقوفي اليوم أمامكم يا صاحب السيادة، يُعيدُني بالذاكرة سبعة عشر عامًا إلى الوراء، يوم كنْتُ في صفِّ المُتَخرّجين في مدرسة الحكمة – الجديدة - حيث تخرّجْتُ طالبًا "حكماويًّا" من الطّراز الأوّل، كما يحضر أمامي مشهد ارتسامي كاهنًا بوضع يد سيادتكم، وها أنا اليوم وبرعايتكم الأبويّة وبركتكم الروحيّة، أخرّج الدّورة الأولى التي تحمل اسم سيادتكم وسوف تحمل كلَّ القِيَم الّتي زوّدْتَنا بها على مرّ السّنين وعلى رأسها الحكمة الّتي تميّزْتم بها مع الجميع وكانت الّسراج الذي يُنير دروبَنا وسوف نزرعها في قلوب أجيالنا وعقولهم لكي تنبت الحكمة في كلّ مكان وتعطي أفضل الثّمار وذلك بدعمكم الشّامل دائمًا.
وخير دليلٍ على ذلك، هو وجودنا في هذا الصّرح الكريم، لإحياء هذه المناسبة الخاصّة، بفضل رئيس بلديّة الحازميّة: السيّد "جان الياس الأسمر" الذي فتح لنا الأبواب على مصراعيها، وقدّم لنا كلّ دعم،ٍ فكان الّضيف والمُضيف في الوقت عينه، فالريس، مع مجلسه البلدي الكريم، واقفون دائمًا إلى جانبنا، ومعًا نفتخر بتلامذنا وبكلّ ما حقّقوه وسيُحقّقوه من نجاحات بإذن الله. وهذا ليس بغريبٍ في منطقةٍ تُعرَف بمدينة العراقة والتطوّر.
ولأستمرَّ في الحكمة لا يَسَعُني سوى أن أشكر من عمل بحكمة ومحبّة، على بناء أمْتن الجسورِ بين مدرستنا ومدرسة الحكمة – برازيليا، إنّه الخوري "بيار أبي صالح" الذي عمل ولا يزال يعمل بكلّ ما أوتيَ من قوّة وقدرة على دعْم مدرستنا من مخْتلِف النواحي لكي تبقى منارةً للعلم والحكمة وحُضْنًا دافئًا وصخرةً صلبةً تُواجه كلّ أنواع العواصف.
شكرًا إلى كل المحسنين والمحسنات، الحاضرين دائمًا لتلبية النداء أخص بالذكر السيدة تريز عيراني ولا أنسى أبدًا الجمعية الخيرية للسيدات، بشخص رئيستها السيدة سيمون عيراني.
وتحت عنوان الحكمة أيضًا، أُلقي الضوء على حدثٍ أثّر فيّ كثيرًا، وهو أنّني تلقّيْتُ رسالتيْن من تلاميذ الصّفّ الأساسيّ السّادس لهذا العام ، واحدة باللغة العربيّة والثانية باللغة الفرنسيّة ولكن، ما يجمع بينهما هو الهدف الذي يصبّ في رغبة هؤلاء التلاميذ في فتح صفٍّ جديد في المدرسة كي لا يفترقوا في نهاية العام الدّراسيّ.
هذه الأفكار صادرة عن أجيال تربّت على أيادٍ تعبَت وضحَّت وسهرت وأعطت من ذاتها بكلّ حبّ ليصل هؤلاء التلاميذ إلى أعلى المستويات. فألف شكرٍ إلى كلّ معلّمة وكلّ والد ووالدة أعطوا عطاءً ممزوجًا بالحبّ والحكمة معًا. أيها التلاميذ الأعزاء، وأنتم تنطلقون إلى مرحلة جديدة، تسلّحوا بما تعلّمتموه خلال السنوات التي عشتم فيها في مدرسة مار روكس، وتعلموا كيف تعيشون قوة الفرح والحكمة لتخطي الصعوبات التي تعترضكم.
ولا يغيب عن فكري أيضًا، أن أذكر في هذه المناسبة مدرسةً لا تزال صامدة صمود الجبل حتّى اليوم بفضل حكمة سيادته وهي "مدرسة مار جرجس المارونيّة في عين دارة" التي تسعى أيضًا إلى التقدّم والاستمرار في مسيرتها التربويّة السامية. وأضمّ صوتي إلى كلّ الأصوات التي تطالب وتدعو وتتمنّى أن تعود مدرسة "مار نهرا" لتفتح أبوابها من جديد بهدف نشر العلم والتربية الصالحة للحفاظ على أجيال المستقبل برعاية سيادتنا وحكمته.
ومن أرقى أنواع الحكمة : التكريم. فكيف إذا كان تكريم إنسانة رائعة، أمضت ستّةً وأربعين عامًا من حياتها في هذه المدرسة، وكانت مثال الأمّ الحنون. تمثّل المرأة الرصينة والمسؤولة. صاحبة الوجه المُشعّ والابتسامة السّاحرة، والتي لا ترضى إلّا أن تتعامل بحسب الآداب والأصول. سلاحها الكلمة الحلوة، شعارها الحبّ، وهدفها إيصال الأولاد إلى أعلى المستويات. إنّها السّيدة الفاضلة:"ماري سابا مهاوج" التي مهما قلنا لن نفيَها حقّها.
وللختام، أردّد على لسان الأم تريزا القديسة: " الأعجوبة ليست في ما نعمل، بل في سعادتنا ونحن نعمله." وسعادتي اليوم لاتوصف وحبّي لكم لا يُقدّر وأتمنّى أن يكون النجاح عنوان المراحل الآتية وأن تملأ المحبّة كلّ القلوب وتُضيء الحكمة كلّ الدروب.
رئيس البلديّة
وألقى الأستاذ جان الأسمر كلمة افتخر فيها بأن يكون من تلامذة مدرسة مار روكس الرعائيّة، وقال: قدمت أولى الراهبات الأنطونيات في العام 1943، الى الحازمية مع فجر الاستقلال، مرسلات بعناية ربّانيّة، حين كانت الحازمية تشدّ آنذاك الرحال الى نهضة عمرانية، بشراً وحجراً، فجمعن التلامذة، وبما تيسّر من ضيق مكان، وبناء وملعب ومستلزمات، وضعن الأساس لمستقبل كبير كان بإنتظارهن.
فكانت المدرسة الرعائية.

كبرت الرعية وكنيستها، ومعها الى جانبها مدرستها، وكلتاهما على اسم شفيع البلدة مار روكس، وانتقلت ادارة المدرسة من الراهبات الأنطونيات الى مطرانية بيروت المارونية، فكانت ولا تزال، تقدّم العلم والثقافة والتربية بشكل شبه مجاني لكلّ طالب علم، من دون تمييز بالجنس والطائفة والإنتماء.

كأنني بمدرسة مار روكس الرعائية، أمام وطن صغير، وطن المحبة والسلام، وها هو الأمس القريب يعود حين كنت في اوائل الستينات من طلابها مع العديد من ابناء الحازمية الأعزاء.

بالمحبة نبني ونربيّ!
تطبقون أبتي الجليل، هذه المقولة بالفعل وبالإيمان، فنراكم تتحدّون الصعاب، وهي كثيرة، وتقاومون التحديات، وهي أيضاً كثيرة.

ونحن، مع سيادة مطراننا الحبيب والجمعيات الأهلية والمدنية الى جانبكم دوماً نقف، وندعم هذه المدرسة التي نحبّ، لتبقى وتستمرّ بالعطاء، فهي بركة رعيتنا ومدينتنا، ولها فضل كبير علينا، وبإدارتكم اللامعة لا شكّ أنها تطوّرت وستنتقل الى أفق رحبة، لتخرّج مجتمعاً جديداً متميّزاً بعطاءاته.

وأنتم أيها التلامذة الأحباء،

تنتقلون اليوم الى مرحلة جديدة من حياتكم التعليمية، والى مدرسة جديدة، حيث ستبنون صداقات أخرى، لكننا نوصيكم أن تبقوا مدرسة مار روكس بقلبكم وعقلكم وأن تعودوا اليها في المستقبل، عندما تتبؤون المناصب الريادية والقيادية، عودوا مثلي لتدعموها فتستمر باستقبال رفاقكم وتزدهر من أجل مجتمع أفضل.

على العهد باقون ...
والى غد أكثر اشراقاً، نحن واياكم سائرون ...
المطران مطر
كلمة الختام كانت لراعي الإحتفال المطران بولس مطر، جاء فيها.

Il est évident que cette cérémonie est digne des plus grands collèges car elle reflète une excellente organisation. D’ailleurs l’excellence en la performance et ensuite la magnifique organisation sont des signes d’un niveau élevé de l’utilisation de langue française ainsi que les valeurs que vous partagez et valorisez tant qui vous rends un groupe très unique et extraordinaire.

Je félicite tous les élèves et tous ceux qui les ont aidés à arriver jusque-là.

بالفعل نحن فخورون هذا المساء، بمدرسة مار روكز الخيريّة ورئيسها العزيز الخوري بسّام سعد، الذي يكمّل التراث بالعراقة ويطوّره. كما أخذت الحازميّة شعارًا لها، وهي على حقّ في ذلك. وكلمتي مقتصرة على الشكر، لله أولًا الذي يعطينا أن نخدم جميعًا، كلّ في موقعه، وأن نخدم بإخلاص وتقنيّة عملًا بقول كان يردّده أبينا نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الكلي الطوبى، الذي يستحق أن نعمله، علينا أن نقوم به جيدًا. هذا هو شعار المدرسة وشعار الحازميّة، وكل ما يقوم به رئيس بلديّة الحازميّة الأستاذ جان الأسمر ورفاقه الأعزاء، تقومون به جيدًا، مع الذين سبقوكم وأنتم تكمّلون وهذا ما نفخر به. لقد نقلتم الحازميّة من ضيعة صغيرة، إلى مدينة عريقة، بشوارعها وثقافتها وحضورها وبصرح بلديتها الكبير وبمدارسها وبما كلّ ما تضمه من قيم. نحن نفاخر بهذه البلدة وبهذه المدينة على كتف بيروت.
مدرسة مار روكز، تُسّمى مدرسة مطرانيّة، مجانيّة بالأساس، أو شبه مجّانيّة، تُساعدها الدولة مساعدة صغيرة، وبفضلكم ،أيها الكرام، تقوم هذه المدرسة.
أشكر من صميم القلب البلديّة ويدها الممدودة إلى هذه المدرسة وتلامذتها، من العطاء، كافأكم الله خيرًا. أشكر الذين لن أذكر أسماءهم، والله يعرفهم، وهم يساعدون المدرسة ماديًا ومعنويًا، حتى تقوم بواجباتها خير قيام. أشكر المعلمات والمعلمين الذين أعطوا الكثير هذه المدرسة منذ عهد، الراهبات، المستوى الجيد، وتلامذتها كانوا يذهبون إلى مدارس الحكمة ويكونون من بين الأوائل فيها، سواء في الحكمة بيروت أو برازيليا. وإنها مناسبة لأشكر رئيس مدرسة الحكمة برازيليا، الخوري بيار أبي صالح الذي أوفد ثلاث معلمات مديرات للدروس في مدرسته، ليساعدن هنا المعلمات مجانًا، وكلّنا مسؤولون بعضنا عن بعض، من أجل مستوى هذه المدرسة وتطوّرها. وأتمنّى أن تكون هذه قاعدة بالنسبة لكلّ مدارسنا. نعرف أن التعاون كبير بين مدارسنا، لنقدّم ما هو أفضل لأبنائنا.
ونهنىء أبناء مدرسة مار روكز وبناتها، لقد أظهرتم قيمة في ما قمتم به وأظهرتم وفاءً من تلميذ لأمه، التي كم تعبت من أجله. هذا يؤثّر فينا جميعًا. الوفاء قيمة يجب أن نتمسّك بها. أهلنا أعطونا ونحن نعطي سوانا. هكذا هي الحياة. لا فرح من دون عطاء، ولا نجاح من دون حبّ. أنتم تعرفون أن التلميذ، إن لم يحبّ معلّمته أو معلّمه لا يدرس. المحبّة أساس النجاح. نشكر الله على كلّ محبّة تُعطى لهذه المدرسة حتى يكبر أولادنا على المحبّة وعلى القيم الإنسانيّة والروحيّة، حتى يكونوا في مجتمعهم زهرات موّاحة عطرة وجماعة خير ونسمة خير أينما كان.
طبعًا سنتابعهم حتى يصلوا كبارًا في الحياة، نتابعهم بكل ما نستطيع بصلواتنا ودعمنا. وقال لي حضرة رئيس مدرسة الحكمة في بيروت الخوري جان- بول أبو غزاله، انه مستعد لأن يقبل التلميذ الأول مجانًا السنة الدراسيّة المقبلة، وسنضع خطة في مدارس الحكمة لنتابع هؤلاء التلاميذ. لقد كان في أبرشيّة بيروت المارونيّة 105 مدارس مجانيّة. والأن لدينا مدرستان فقط. لذلك نحن ندعم المدرسة المجانيّة في الأبرشيّة ما دامت هي قادرة أن تستمر. في عين دارة لدينا مدرسة مجانيّة تعلم فيها أهل البلدة من المسيحيين والدروز معًا. المدرسة المجانيّة لها فضل وعلينا دعمها وعلى الدولة أن تعرف كيف تدعمها، كما يجب.
شكرًا حضرة الأب الرئيس الخوري بسّام سعد على كلّ تعبك وكنت مميزًا هذه السنة، وفقك الله وأدامك بهذه الهمة حتى تصد بهذه المدرسة إلى سلّم الرقي نحو العلى ولكم منّا جميعًا، محبتنا وشكرنا.
دروع تقديرّيّة
وفي ختام الإحتفال سلّم المطران مطر والخوري سعد دروعًا تقديريّة إلى الخوري بيار أبي صالح والأستاذ جان الأسمر وإلى السيدة ماري سابا مهاوج بعد 46 سنة خدمة لأجيال المدرسة.
كما قدّم الخوري سعد درعًا تقديريّة إلى المطران مطر عربون وفاء ومحبّة للدعم الذي يقدمه للمدرسة".

 

  • شارك الخبر