hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

عن "مجتمع مدني" فعلي يخرجنا من رتابة المشهدية السياسية

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يعتبر اقرار قانون انتخابات قائم على النظام النسبي لاول مرّة في تاريخ لبنان، حدث بحدّ ذاته، يتطلب مواكبة حثيثة من السلطة السياسية حتى لا يكون انجازاً يتيماً وانما ان يعقبه سلسلة اصلاحات طال انتظارها، يطالب بها المجتمع المدني من فترة وجيزة.

ولكن في مقابل ذلك، يجدر التساؤل: هل سنصل الى يوم نشهد فيه على ولادة مجتمع مدني حقيقي فعلي، يشكّل تأسيسه واعلانه قفزة نوعية في حياتنا السياسية والوطنية؟
وكيف السبيل للوصول الى هذا "المجتمع المدني" العصري الحديث المنبثق من طموحات شباب وشابات لبنان، على اختلاف مشاربهم، دون التفاتة الى انتماءاتهم الدينية أو الطائفية أو المذهبية أو العرقية.
ومن سيكون نواة المجتمع المدني الموعود، وما هي أفكاره وطروحاته الخارجة عن مألوف السياسية اللبنانية التقليدية، والحالمة بلبنان أفضل، قائم على قيم الحرية والكرامة والعدالة والمساواة لجميع أبنائه.
هي أسئلة مشروعة في ظل ما نشهده اليوم من تركيبات سياسية معقّدة، وبوسطات حزبية، ومال سياسي عفن، وآراء تزلّمية رجعية لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين، هذا القرن الذي باتت فيه الحدود مفتوحة بين الدول والشعوب والحضارات، وتحوّل فيه الفرد الى صاحب رأي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وللتذكير فان كل ملف شائك في لبنان تحوم حوله الشكوك، يجب ان يكون قضية رأي عام توضع على مشرحة البحث والتمحيص من قبل السلطات القضائية والرقابية اذا كنّا فعلاً نريد الدخول في مدار دولة القانون والمؤسسات. ودور الاعلام في هذا المجال يجب أن يكون مكمّلاً لهذه السلطات، وأحياناً هو يضيء على قضايا تتطلّب المعالجة، وهكذا فان تكامل المسؤوليات السياسية والقضائية والاعلامية يكون لمصلحة لبنان الدولة.

 

  • شارك الخبر