hit counter script

- روبير فرنجية

هل المطلوب توبة لجبل لكي لا يفقد "الهيبة" هيبته؟

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 06:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لست منحازا لشركة انتاجية او ملحقا اعلاميا لاحداها، مع احترامي لهذه المهمة وللزملاء العاملين في هذا الاطار. لم التق لا على الهواء ولا في الهواء الطلق ولا بين أربعة جدران المنتج صادق الصباح لكنني أعترف انني تابعت السنة مسلسلا واحدا هو "الهيبة "، كمشاهد اما كناقد، فتابعت كل الاعمال التي غلب عليها "الهيبة" و"الخيبة".
لم أخف على اولادي من خطيئة التأثر بالبطل جبل وهم يدركون ان كل الجبال تنهار أمام القانون. لم أحكم على الكاتب ظلما وأعاتبه كيف تجعل جبل الازعر والمنحرف والشبيح والميلشيوي قدوة في العشق والحب والدونجوانية. لم أشعر للحظة ان جبل كان يجب ان يكون الممثل علي سعد او احمد الزين او الان الزغبي الذين عرفوا بأدوار الشر. فمن قال ان رجال المافيا والعصابات والقبائل ليس لديهم وسامة وكاريزما وحبيبات؟
من قال ان "قطاع الطرق" له عشيقة وليس له حبيبة؟ من قال ان النساء لا تقع بغرام رجل متمرد على القوانين والدساتير مثل جبل؟ ألم تقع الفنانة هدى في المحطة بغرام انطوان كرباج الحرامي وهل تسقط من ذاكرتنا عبارتها "وبيضل يقللي عندو عيلي"؟.
ومن قال ايضا اننا حين نشاهد فيلما عن هتلر لا يجوز ان نثني على تنفيذه لان أدولف هتلر كان مجرما او سفاحا ودمويا؟ ألم يكن السلطان في حريم السلطان دمويا ومستبدا و"الحريم" متيمات به؟.
في "الهيبة" يتكامل الكاستينغ مثل لعبة "البازل (puzzle)" ثنائية نادين وتيم عادلة وندية وودية ووردية والسنة أكثر نضوجا ورسوخا. اذا كان الثنائي عليا وجبل او "جبل وجبلية" اي نادين نسيب نجيم وتيم حسن برعا في التناغم في خصومتهما واتفاقهما وفي كرهها له او في عشقهما المتبادل الصامت والصارخ، فان كل طاقم الممثلين كانوا أشبه بفرقة موسيقية تعزف لهما وتديرها المايسترو - الايقونة منى واصف. فبدا كأن عبدو شاهين يعزف الكمان وسلطان ديب يحتضن العود وأويس مخللاتي يرافقهما على القانون، وجهاد الاندري ومعه ختام اللحام على البيانو وميشال حوراني ينفخ بالقصبة، وحسان مراد يحمل الغيتار، اما وجيه صقر وخالد السيد وكارلا بطرس وليلى قمري وشادي عرداتي وجورج حران و... يشكلون الكورس الاصيل للعمل.
ثمة من شبه القصة بملامح وظلال المسلسل التركي "عشق وجزاء" وبعضهم أعتبر ان جبل هو شخصية حقيقية لبنانبة فارة من وجه العدالة. وثمة من اعتبر ان الهيبة هي عرسال او قرية بقاعية حدودية لكن "الهيبة " هي في الجغرافيا الدرامية مثل "كحلون" في "ميس الريم" من اختراع كاتبها وناسها لا وجود لهم على لوائح الشطب وسجلات النفوس وان كانت بعد الحلقة الاخيرة ستحفر في القلوب والنفوس.
هناك في الذاكرة التاريخية للدراما عليا واحدة هي الممثلة القديرة الراحلة عليا النمري وجبل الشيخ وجبل المكمل وجبل "اللي بعيد اللي خلفوا حبايبنا" اما اليوم فدخلت عليا (نادين نسيب نجيم) وجبل وصخر وشاهين (بعد شاهين شو جابك عضيعتنا - صباح) قاموس الاسماء بحضورهم وقصصهم وعوائدهم العشائرية التي لا تشبه الا عشيرة الدراما في الهيبة.
الهيبة مهما علقنا وتعلقنا بأحداثه ومهما تفاوتت ملاحظاتنا حوله وتمنينا توبة لجبل لينام على فراش العشق نادما على كل خطأ وخطيئة لا بد من الاعتراف على كرسي الاعتراف الاعلامي انه أعاد هيبة الدراما العربية المشتركة. أعاد الهيبة بعد غيبة. فرض الهيبة هيبته بثنائية عليا وجبل في الساحل والوسط والجبل .

  • شارك الخبر