hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

تيمور جنبلاط جال في الشوف: لطي صفحة الماضي الأليم والتطلع نحو المستقبل

الأحد ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 18:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

جال تيمور جنبلاط اليوم، على عدد من كنائس منطقة الشوف لوضع اكاليل من الزهر، اجلالا لارواح الشهداء الابرياء، الذين سقطوا في 16 آذار العام 1977، عقب اغتيال الزعيم الشهيد كمال جنبلاط، مشددا على "العيش المشترك الذي يبقى الضمان لنا جميعا، في ظل الوضع الاقليمي والحرائق المشتعلة المحيطة بنا، وعلى طي صفحة الماضي الأليم، والتطلع نحو المستقبل".

استهل تيمور جنبلاط جولته من بلدة بطمة الشوف، يرافقه النواب: نعمة طعمة، ايلي عون، علاء الدين ترو، عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي وليد صفير، وكيل داخلية الشوف رضوان نصر.

وكان في استقباله في باحة كنيسة مار بطرس وبولس للروم الكاثوليك، كاهن الرعية الاب روبير سمعان ولجنة الوقف المسيحي، وأعضاء المجلسين البلدي والاختياري، ومشايخ وفاعليات وحشد من ابناء البلدة دروزا ومسيحيين.

وبعدما نوه الاب سمعان ب"مبادرة تيمور جنبلاط لتعزيز وترسيخ عيش الاخوة، لا سيما في هذه البلدة"، القى سامي الحداد كلمة لجنة الوقف وابناء البلدة، فقال: "كان لوالدكم الزعيم وليد جنبلاط الفضل الاول في المصالحة التاريخية، التي طوت الماضي الأليم، واننا سنعمل معك كل ساعة لتثبيت وحدتنا وايماننا في هذه الارض الطيبة".

أضاف "نداؤنا الى اهلنا عودوا كلكم الى قريتكم، عمروها لنتابع معا مسيرة الآباء والاجداد، وان ما قمتم به يا استاذ تيمور اليوم عمل كريم ومميز بمدلولاته ونتائجه".

ورد تيمور جنبلاط بكلمة،فقال: "سأختصر القول في هكذا مناسبة، بأن بطمة جارة المختارة وهي اول من تعمد بالدم يوم اغتيال كمال جنبلاط، لكنها حافظت على العيش المشترك وستبقى تحافظ، ولنفكر سويا بالمستقبل لتأمين حياة افضل للشباب وللصبايا في هذه المنطقة".

أضاف "أحييكم ابناء بطمة، واعتذر على التأخير على هكذا زيارة، واهم شيء بان نتطلع معا نحو المستقبل، ونأخذ العبر من الماضي الأليم لطي صفحته نهائيا، من اجل جميع ابناء هذه المنطقة العزيزة".

ثم وضع اكليلا من الزهر على مذبح الكنيسة.

وانتقل تيمور جنبلاط والوفد المرافق الى بلدة معاصر الشوف، حيث اقيم له استقبال حاشد في صالون كنيسة مار ميخائيل للروم الكاثوليك، وكان في مقدمة المشاركين النائب الاسقفي العام الارشمندريت نعمان قزحيا ممثلا راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إلياس حداد ومشايخ وكاهن الرعية الاب سمعان، وأعضاء المجلسين البلدي والاختياري واهالي البلدة دروزا ومسيحيين.

وبعدما وضع تيمور جنبلاط اكليلا من الزهر على نية شهداء عامي 1977 و 1983، القى الارشمندريت قزحيا كلمة ترحيبية، فقال: "هذا هو لبنان الذي نتوق اليه، لبنان القلب الصافي والمبادرات الطيبة كهذه المبادرة الغالية، التي ليست بغريبة عنكم. وما غرتنا الموضة يوما بقانون انتخاب ام سواه، هنا في الشوف لدينا قانون المحبة وضمانته الزعيم وليد جنبلاط والاستاذ تيمور جنبلاط من جهة، والكنيسة من جهة ثانية. وكم كانت فرحتنا كبيرة عندما رأينا والدكم يصافح قداسة البابا بما يؤسس لسلام للتاريخ".

ورد تيمور جنبلاط قائلا: "بلدة معاصر ضحت بالدم على شتى الصعد، وانني اعدكم بان هذه الزيارة لن تكون الاخيرة بل الاولى، وهي للتعارف كما للاعتذار عن التأخير عن هذا الواجب. ان ما نستطيع القيام به معا في ظل الوضع الاقليمي الحاصل هو المحافظة على العيش المشترك، وانكم تتابعون وتسمعون الاخبار الحاصلة حيث المنطقة كلها تشتعل، ويبقى علينا المحافظة على بعضنا بعضا".

وختكم "اشكركم على هذا الاستقبال الجميل".

ثم زار تيمور جنبلاط والوفد المرافق بلدة مزرعة الشوف، واقيم له استقبال حاشد في كنيسة مار جرجس المارونية، تقدمهم كاهن الرعية الاب جان عزام، قاضي المذهب الدرزي الشيخ فؤاد البعيني، لجنة الوقف، مشايخ، وأعضاء المجلسين البلدي والاختياري والاهالي دروزا ومسيحيين"، ثم وضع اكليلا من الزهر على نية الشهداء.

والقى الاب عزام كلمة ترحيبية، فقال: "من بيت نحبه وبيننا وبينه علاقة خاصة من المودة والاحترام، ونتقدم بشكرنا الجزيل باسم اهالي والرعية حضورك بهالزيارة الرمزية والمعنوية والفعلية، حيث فرحتنا كبيرة اليوم بقدومكم".

ولفت الى "اهمية تحقيق العودة في البلدة حينها بشكل سريع بين الدروز والمسيحيين، وهذه اللحمة الموجودة حقيقية وغير مصطنعة وستبقى الى الابد".

ولفت رئيس البلدية يحيى ابو كروم الى ان "بلدة مزرعة الشوف ستبقى وفية لكم يا تيمور بك وعهدك الواعد، وستبقى على عهدها في الحفاظ على المحبة والعيش الواحد والمشترك بين جميع ابنائها، ومن اجل المستقبل والحفاظ على الوطن".

وحيا تيمور جنبلاط الحضور، ثم قال: "بلدة مزرعة الشوف ضحت كثيرا، خصوصا يوم اغتيال كمال جنبلاط، وكل ما اتمناه ان نطوي صفحة الماضي، ونفكر بالمستقبل وفي كيفية تأمين الشباب والصبايا، الذين نعيش واياهم في هذه المنطقة. طبعا هذه اول زيارة ولن تكون الاخيرة للتعارف، وباذن الله المرة القادمة سيكون الوقت متاحا اكثر للحديث في مجمل المواضيع والقضايا، التي ترغبون في طرحها ومناقشتها بهدوء، نستمع الى المشكلات ونحاول حلها معا".

وختم "شكرا على حسن الاستقبال وعذرا على التأخير على الطريقة اللبنانية، بسبب الظروف وشكرا لكم جميعا".

وتابع تيمور جنبلاط والوفد المرافق جولته بزيارة الباروك، فأقيم له استقبال في كنيسة مار انطونيوس للروم الملكيين الكاثوليك، بمشاركة النائب جورج عدوان ومشايخ دروز، كاهن الرعية الاب جان القاضي، أعضاء المجلسين البلدي والاختياري واهالي من كافة عائلات البلدة.

وبعد أن وضع تيمور جنبلاط اكليلا من الزهر، والقى الاب القاضي كلمة ترحيبية، فشكر "الاستاذ تيمور جنبلاط على هذه الخطوة، التي تدعم المحبة والسلام، وتشد القلوب بعضها الى بعض، وعلينا جمعيا دور كبير في السعي بثبات دائم الى السلام، وهذه الخطوة تندرج في تثبيت السلام بين اللبنانيين وخصوصا بين ابناء الجبل".

وحيا تيمور جنبلاط الحضور، معتذرا عن "التأخير على هذا الواجب"، فقال: "الباروك قدمت تضحيات جلى على مذبح الوطن، كما ودفعت الثمن بالدم يوم اغتيال كمال جنبلاط ومهما فعلنا لا نعوض ما خسرته قبل 40 عاما، لكن الذي نستطيع فعله هو الحفاظ على العيش المشترك بموازاة ما يجري حولنا من احداث عديدة، وهذا يبقى الاهم بالنسبة لنا جميعا لا سيما في الجبل".

من جهته، قال عدوان: "كما ذكرت تيمور بك لا شيء يعوض على الناس الذين وقع عندهم ضحايا، انما العبرة بأن نكون تعلمنا جميعا، خصوصا في هذا الجبل، بأن نحافظ وبكل جهد معا على العيش المشترك، الذي ليس شعارا بل عمل نقوم به يوميا، وحرص كل منا في الحفاظ على كرامة الآخر لبناء العيش المشترك مدماكا تلو المدماك، وكما سرنا مع الاستاذ وليد جنبلاط في المصالحة، التي اقامها مع غبطة البطريرك صفير، فان قرارنا مع الاستاذ تيمور جنبلاط استكمال البناء مدماكا فوق مدماك كي لا تقوى ابواب الجحيم علينا".

ثم انتقل تيمور جنبلاط والنائب عدوان والوفد الى كنيسة مار جرجس المارونية، وكان في استقبالهم فاعليات البلدة ومشايخ وكاهن الرعية الخوري خليل ابو جودة واهالي البلدة دروزا ومسيحيين.

والقى الخوري ابو جودة كلمة ترحيبية بتيمور جنبلاط، فقال: "سلام الى الزعيم وليد جنبلاط، الذي سعى مع غبطة البطريرك صفير إلى وضع اسس المصالحة في الجبل وترسيخها على قاعدة الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق والواجبات، وتقبل المجموعات المكونة للوطن بعضها لبعض، فتبني معا مستقبل واعد زاخر بالآمال والاستقرار والوحدة".

أضاف "رحم الله الشهداء الذين سقطوا وخضبوا ارضنا بدمائهم الزكية، وسامح كل من سولت له نفسه ارتكاب المعاصي والمنكرات، وبلسم جراح كل الذين تلوعوا، وألهمنا جميعا ان ننبسط الى الامام لنعمل يدا بيد، ليبقى الجبل قلب لبنان النابض حياة وشموخا واباء".

والقى رئيس بلدية الباروك - الفريديس ايلي نخلة كلمة، اعتبر فيها ان "للزيارة رمزية كبيرة عندنا، ورمزية الاستشهاد حينما سقط الزعيم الشهيد كمال جنبلاط القامة الوطنية الكبيرة في السياسة، وسقط معه ابرياء عزل من الباروك، نتيجة مؤامرة حيكت علينا جميعا. سندفن معا الحزن ونمسك بأيدي بعضنا رافعين الرايات البيضاء، وننشد السلام في هذه البلدة الابية، بلدة التعايش والوفاق وهو الهدف من المصالحة، التي اسس لها والدكم الزعيم وليد جنبلاط".

ثم رد عدوان قائلا: "ان الجبل بوحدته وعيشه المشترك يبقى الصخرة الاساسية لوحدة لبنان وعيشه المشترك، وهذا عنوان كبير يأتي قبل السياسة والانتخابات والمصالح الضيقة وكل "العنعنات" التي ممكن ان تجري، نحن اتخذنا قرارا، الاستاذ تيمور وانا وكل الشباب، بأن اولويتنا العيش سويا بكرامة ومحبة، ومهمتنا تثبيت العيش المشترك اولا، ونعمل من الجبل قدوة لكل اللبنانيين ليعلموا انه كلما كانوا موحدين ومأتلفين سيقوى لبنان، وعندما يتفرقون، فالغريب يدخل بيننا ويضعف بلدنا".

أضاف "ربما بعد عام تأتينا الانتخابات، والاهم من هذه الانتخابات والسياسة نحن "بالمنيحة والوحيشة " سنبقى سويا ولن يستطيع اي كان ان يفرقنا دروزا ومسيحيين".

وختاما تحدث تيمور جنبلاط، فقال: "قبل نحو 6 سنوات عندما اتى والدي الى باريس، وكنت تخرجت من جامعتي، ووصل مع الست نورا والاستاذ غسان سلامة، وقتها قال لي على حدة بضع عبارات ستبقى برأسي طيلة حياتي. قال: مهما حصل في لبنان- وكان ذلك قبل احداث سوريا والعراق، والربيع العربي...مع الاسف الى اين وصل، عليك ان تدافع عن وجودك، وتحافظ على الوجود الدرزي والمسيحي في الجبل. وقال ايضا: مهما حصل فلن يستطيع احد تغيير اي شيء في لبنان، وطبعا لن نستطيع تغيير شيء، لاحظوا اننا وصلنا الى ذلك".

أضاف "سأكون الى جانبكم ونتشاور بمنتهى الصراحة، بعيدا عما نشاهده من "حفلات" سياسية وخطابات طويلة لساعات وفلسفات سياسية حول تاريخ لبنان، هل نستطيع ان نفعل شيئا للبنان؟! ان شاء الله خير! سنكون الى جانبكم نحن والاستاذ جورج والنواب لمعالجة اية مشكلات، وسأعمل قبل اي شيء لنحافظ على ما تبقى من لبنان ونحافظ على العيش المشترك فيه وخصوصا في هذا الجبل، وشكرا لكم جميعا وشكرا على حسن الاستقبال". 

  • شارك الخبر