hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الإسكوا تحيي اليوم العالمي لمكافحة التصحّر والجفاف بمشاركة زعيتر

الخميس ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 18:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في أول إطلالة إعلامية له بعيد تعيينه على رأس الإسكوا، قال الدكتور محمد علي الحكيم: "عندما نتكلم عن الأسباب (المتعلقة بالتصحّر) لا يسعنا إلاّ أن نتوقف عند محنة لجوء ونزوح داخلي أصابت أكثر من عشرة ملايين شخص في منطقتنا، وتفاقمت في الأعوام القليلة الماضية. وهذه المحنة تتأثر بالمشاكل البيئية وتؤثر عليها. وقد عمّقت حالةَ عدم التوازن في التوزيع السكاني وزعزعت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في العديد من البلدان.
الحكيم كان يتكلّم صباح اليوم في قاعة المؤتمرات الكبرى في بيت الأمم المتحدة، في بيروت، إحياءً لليوم العالمي لمكافحة التصحّر والجفاف الذي رعاه وزير الزراعة اللبناني غازي زعيتر.
وتكلّم بلإضافة إلى زعيتر والحكيم، كلٌّ من رئيسة مؤسسة رينيه معوض السيدة نائلة معوض؛ ومدير برنامج التغيّر المناخي والبيئة في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور نديم فرج الله؛ وملكة جمال لبنان ساندي تابت والمسرحي اللبناني القدير جورج خباز.
ولفت الحكيم في كلمته إلى أنّ "أرضنا، بيتنا، مستقبلنا" هو شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحّر والجفاف لهذا العام. شعار أرادت به الأمم المتحدة تذكيراً للعالم بأسس ثلاثة لمعيشة الشعوب: الأرض موطن الجذور، والبيت موئل الأمان، والمستقبل الذي يشاد على صلابة الجذور ورسوخ الأمان. على الأرض ينمو الاقتصاد ويتماسك المجتمع لبناء المستقبل وتتحقق التنمية المستدامة. وأي جهود لتحقيق التنمية المستدامة لن تثمر طويلاً ما لم تنب في أرض خصبة وتنعم ببيئة سليمة.
وقال: "تعمل الإسكوا على وضع الأبحاث والدراسات، وتقارير المتابعة؛ وإطلاق برامج بناء القدرات الوطنية في مجال تقييم آثار تغيّر المناخ وتقلبات إمدادات المياه على الإنتاج الزراعي وعلى نمط الحياة اليومية؛ وتنفيذ المشاريع الهادفة إلى دعم الأمن الغذائي والمائي من خلال دعم ممارسات الزراعة الجيدة وتطبيقها وتعميم التجارب الناجحة؛ وتشجيع أنشطة الاقتصاد الأخضر وتوسيع الاعتماد على التكنولوجيات الخضراء. وتندرج هذه الأنشطة في إطار متكامل يهدف إلى التصدي لآثار تغيّر المناخ ومكافحة التصحّر وحماية خصوبة الأرض واستدامة البيئة. ونحن مدركون لمخاطر التحديات البيئية والمناخية وأضرارها على شعوب المنطقة ومحيطها، خاصة إزاء المخاطر الأمنية التي تشكل تهديداً إضافياً للأرض والبيت والمستقبل.

وكان الاحتفال قد استُهِلَّ بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الأمم المتحدة بعزف موسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة الرائد أنطوان طعمه ثمّ برسالة لملكة جمال لبنان ساندي تابت جاء فيها: "أعرف أنّ مشاكل بلدنا الاقتصادية والسياسية والبيئية كبيرة وأنّ إمكانيات الدولة لا تسمح أن تعالج كلّ هذه المشاكل بمفردها ولكن أعلم أنّ في لبنان مجتمع مدني ناشط وفعّال وأعلم أن في لبنان جامعات ومؤسسات علمية يمكن أن تفيد البلد وأنّ هناك قطاعاً خاصاً يحمل عبئاً كبيراً عن الدولة، والأهم أنّ لبنان محظوظ بوجود المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الإسكوا التي تقدم دعماً كبيراً له وللدول العربية حتى تضع سياسات وبرامج تمكّنها من تخطي المشاكل والسير نحو تنمية مستدامة حقيقية."

من جهته، تكلّم الدكتور نديم فرج الله وقال: لقد كنّا معنيين للغاية بتطوير المعرفة حول التكيف مع التغيّر المناخي ومقاومته في المناطق الريفية في المنطقة ــ علماً أن معظم سكان العالم و88 بالمئة من سكان لبنان يعيشون في المناطق الريفية. لقد توصّلنا من خلال الدراسة التي أعددناها في العام 2014 حول الجفاف وأثره على مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعات في لبنان إلى تلمّس كيفية تفاعل الحكومات والمجتمعات والمزارعين والمؤسسات مع هذه الظاهرة، ما سمح لنا بالخروج بأفكار حول الطريق الواجب سلوكها للمضي قدماً. إنّ عملنا على الترابط بين المياه والطاقة والغذاء نابع من اقتناعنا الراسخ بأن العلاقة بين المياه والأرض والتربة والإنسان لا يمكن تجاهله وغالباً ما يشكّل جوهر أفضل الحلول وربما الحلول الوحيدة الممكنة لمشاكل تردّي التربة والتصحّر.

ثمّ كانت كلمة للسيدة نائلة معوّض التي قالت: "في إطار إستراتيجية مؤسسة رينيه معوّض لتطوير القطاع الزراعي استطعنا تأمين مساعدات لحوالى خمس وعشرين ألف مزارع من خلال عقد ورشات عمل لبناء القدرات الزراعية وتوفير معدات زراعية للتعاونيات ومداخيل شهرية من عائدات مرافق التصنيع الزراعي وأعمال المنشآت الزراعية التابعة للمؤسسة. فتقدم المؤسسة الدعم الأساسي الضروري والوسائل الزراعية اللازمة في جميع مراحل الإنتاج والتسويق من أجل لتعزيز التعاونيات وجمعيات المزارعين، وتطوير المجتمع المدني في المناطق الريفية وإدخال أحدث التقنيات في الممارسات الزراعية الريفية لتحسين جودة المنتجات المزروعة والمُصنّعة، ودفع المزارعين لاتباع الممارسات الزراعية السليمة بيئياً بين المزارعين والمجتمعات التي تعمل معها، بمعنى آخر فإن من أولويات مؤسسة رينيه معوض تحسين الظروف المعيشية للفرد والمجتمع في القرى والمناطق النائية والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية والبشرية في تلك المجتمعات.

وقبل أن يختتم الحفل المسرحي جورج خباز بقصيدة أعدّها للمناسبة ووصفت الواقع اللبناني وربطته بالتصحّر الذهني والإنساني، تكلّم الوزير زعيتر وقال: "يعتبر نشاط الإنسان من أهم العوامل الحيوية التي أحدثت وتحدث تغييراً ملحوظاً على البيئة المحيطة. هذا ما حصل بعد حدوث الثورة الصناعية في العالم، والحاجة المتنامية في استغلال الموارد الطبيعية من غابات ونفط وغاز ومعادن، ممّا أعطى سبباً مباشراً للخلل الحاصل الآن على صعيد التوازن البيئي وبالأخص خطر الانبعاثات الحرارية وتأثيرها المباشر على البيئة، لا سيما على ازدياد حرارة الكرة الأرضية. هذه الأسباب وغيرها دفعت دول العالم قاطبة إلى دق ناقوس الخطر، وتداعت لعقد المؤتمرات الخاصة بالانبعاثات الحرارية وكيفية التخفيف من آثارها السلبية على البيئة والصحة".

وقال: "إنّ الفهم العميق لهذه الظواهر السلبية... تزيدنا اقتناعاً بالخطر الداهم المتمثل بظاهرة التصحّر وتأثيراتها السلبية ليس فقط على الغابات والمراعي بل أيضاً على ما قد تجرّه من تفكيك للبنية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات الريفية بسبب انحصار المناطق الزراعية وما قد تجرّه من ظواهر البطالة والهجرة نحو المدينة.
 ... نحن في وزارة الزراعة واعون لهذه التحديات، ورغم الإمكانات الضئيلة، نحاول بفضل دعم الجهات الدولية وضع وتنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة التصحّر. ... إنّ عدم توافر توجه سياسي داعم ومستمر للقطاع الزراعي عامةً ومكافحة التصحّر خاصةً انعكس سلباً على الموارد المالية المتخصصة للقطاع الزراعي وبالتالي على الموازنة السنوية المخصصة لوزارة الزراعة والتي لا تتعدّى 0.5 بالمائة من مجموع الموازنة العامة... نحن نسعى من خلال برنامج الأربعين مليون شجرة لوقف تدهور الأراضي وجعل لبنان أكثر قدرة على التكيف أو حتى على تخفيف آثار التصحّر".
 وفي الختام وُزعت على المشاركين شجيرات من الصنوبر والأرز قدمتها وزارة الزراعة اللبنانية.

  • شارك الخبر