hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

درويش ترأس رتبة تكريس كاتدرائية سيدة النجاة: هذه الكاتدرائية هي هديتي لزحلة

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 21:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش رتبة تكريس كاتدرائية سيدة النجاة بعد تجديدها، في قداس احتفالي اقيم في الكاتدرائية، شاركه فيه راعي ابرشية كندا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم، وراعي ابرشية طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، وعاونهم لفيف من الكهنة بحضور المطارنة انطونيوس الصوري وبولس سفر، المونسنيور عبده الخوري ممثلاً المطران جوزف معوض، النواب انطوان ابو خاطر وشانت جنجنيان، الوزراء السابقون خليل الهراوي و كابي ليون، النائب السابق سليم عون، رئيس بلدية زحلة – المعهلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العقيد بشارة الحداد، رئيس دائرة الأمن العام ألأولى في البقاع المقدم بشارة ابو حمد، القاضي نقولا منصور، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن، وعدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الإقتصادية والثقافية في زحلة والبقاع.
وجمهور كبير من المؤمنين.
بداية الإحتفال مع دخول موكب المطارنة يتقدمه حملة الشموع والمراوح والصليب والبيارق، ومن ثم الأخوية والشبيبة الذين حملوا الشموع المضاءة، الجوقة، الإكليركيين، الشمامسة والكهنة. ومع وصول الموكب الى امام الإيكونوستاز حيث وضعت طاولة عليها الأندميسي والإنجيل المقدس، وبارك المطران درويش الماء الممزوج بماء الزهر، ورش به الكاتدرائية والمؤمنين الحاضرين. ومن ثم قام المطارنة الثلاثة بمسح ايقونات الإيكونوستاز وجدران الكاتدرائية بالميرون المقدس.
ومن ثم اتجه المطارنة الثلاثة الى الهيكل من الباب الملوكي، حيث قام المطران درويش بغسل هيكل الوسط وتنشيفه ونضحه بالميرون المقدس، كذلك فعل المطارنة ابراهيم وضاهر بمذابح اليمين والشمال. وركع المطران درويش امام اليهكل وتلا صلاة خاصة ومن ثم وضع الذخيرة في مكانها في الهيكل، وبعدها تم تلبيس الهياكل بالشراشف ووضعوا عليها الشموع والمراوح والصليب وكتاب الليترجيا والإنجيل المقدس.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة جاء فيها :
" أرحب بكم جميعا وأحييكم وأثمن حضوركم في هذا الاحتفال الذي ندشن به هذه الكاتدرائية بعد ترميمها والتي يعود تاريخها إلى بداية القرن التاسع عشر كما وجدنا في الوثائق التاريخية المحفوظة لدينا.ففي سنة 1775 بنا المطران يوسف فرحات كنيسة سيدة الانتقال في الدار الأسقفية ونعرفها الآن باسم الكابلا، أما كنيسة سيدة النجاة فبدأ بناءها المطران مكاريوس طويل ووسعها وأكمل بناءها المطران شاهيات. ورممت لأول مرة في سنة 1861 بعدما طال الحريق "نفائسها الأدبية والدينية والعلمية. ثم قامت ورشة ترميم 1897 على عهد المطران أغناطيوس ملوك. اما المطران أفتيميوس يواكيم فحسّن بناءها وبلّطَها عام 1927 .
وها نحن اليوم، وبعد تسعة أشهر من العمل، عمل فيها كهنة المطرانية، مهندسون وعمال من لبنان، ومن دول أخرى، عملوا كلهم كخلية نحل، بقلبٍ واحد ويد واحدة، وبإشراف المهندس ايلي عطالله. نقدم لزحلة وإلى للأبرشية جوهرة روحية، تستحق بجدارة أن يُقال عنها أنها صارت أم الكنائس. طبعا، كما تعلمون تعرضنا في هذه الأثناء إلى كلام بطّال بواسطة التواصل الاجتماعي، من أولادنا الزحليين، عن جهل أو عن معرفة أو عن قصد. لم يعد هذا مهما ... أنا أدعو هؤلاء ليزوروا الكاتدرائية في حلتها الجديدة ويتمتعوا معنا بهذا الجمال السماوي. (وأدعوهم أيضا ليركعوا أمام كراسي الاعتراف التي اكتشفناها لئلا يسببوا في المستقبل مزيدا من الاضطراب بين الناس)."
وأضاف " هذه الكاتدرائية هي هديتي لزحلة، لكم وللأجيال القادمة، لتكون لكم المكان المفضل لعبادتكم وابتهالاتكم وصلواتكم، وتكون منارة روحية، تأتون إليها لتوقدوا فيكم شعلة الإيمان.
الترميم طال كلّ ما في الكاتدرائية: من كشف الجدران وغرف الاعتراف الأربعة الفريدة من نوعها في العالم، الى ترميم الموزاييك وتبليطها برخام جديد وتمديدات الكهرباء والإضاءة والصوت والتدفئة ... ولا أنسى ترميم الهياكل الثلاث وطليها بالذهب الخالص والرسومات البيزنطية والصدف الطبيعي وتأهيل الأيكونوستاز والأيقونات والرسومات الجدارية ... والأهم من ذلك أننا اكتشفنا قاعة كبيرة تحت المذابح سنستعملها كمدافن للأساقفة والكهنة ... وعن قريب سندشن فيها كابلا القديس يوحنا الحبيب.
لقد أصبحت بعد ترميمها من أجمل الكنائس في لبنان. لكن جمالها لن يكتمل إلا إذا كنتم في داخلها، بهاؤها يتألق فيكم، وتتقدس في المصلين الذين يدخلون إليها. البناء مهم ومسكن الله يجب أن يكون جميلا، لكن الأهم هو الإنسان، هو أنتم، لأنكم موضع حب الله.
كنيستكم هي العائلة الكبيرة، عائلة يسوع المسيح ومركز وحدتنا وقوتنا، والنور الذي يهدي خطواتنا. وهي المكان الذي فيه نتصالح مع الله ومع الآخرين. نتلاقى فيها لنركع أمام الله الخالق، لنصلي، لنذرف دموع الفرح ودموع الحزن، لنستمع الى كلام الله وتعاليم الإنجيل، لنستمد قوة من العلاء ونحصل على نعم الروح القدس."
وختم درويش " في عيد القربان المقدس، نحن مدعوون لأن نقدم بشكل أقوى وبعلامات ملموسة، حضور الله في مجتمعنا، وأن يكون كل واحد منا أداة في يد الرب. وأردد أمامكم ما قاله الرب يسوع لتلاميذه: "خذوا الروح القدس" (يوحنا 20/21) ... أذهبوا "غيروا زحلة، لنشعر بأننا أقرب الى بعضنا البعض..." غدا صباحا سنلتقي في شوارع المدينة وأزقتها يباركُنا حضورُ يسوع في القربان المقدس، فليكن هذا العيد مناسبة روحية بامتياز، لتتقدس. في يوم التدشين هذا أشكر الذين ساهموا مع مطرانية سيدة النجاة بتبرعاتهم لإنجاز هذا العمل المُتقَن، والذين خططوا وأشرفوا ورافقوا عملية التأهيل يوميا، الذين تابعوا الأعمال في أدق تفاصيلها. إني أرفع الصلاة في هذا القداس الإلهي ليبارك الرب جهودهم ويغدق على الذين تبرعوا من أموالهم ومما جاد الله عليهم، محبة وفرحا ونعمة وقداسة.
اسمحوا لي باسمكم أن أشكر بخاصة شخصين تابعا الأعمال وبدقة لا متناهية وبمجانية لا حدود لها: المهندس ايلي عطالله والأب اليان أبو شعر، كما أشكر القوى الأمنية ووسائل الإعلام وبخاصة "نور سات.." وتلفزيون زحلة وأثمن حضوركم جميعا."  

  • شارك الخبر