hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

لبنان يشارك في احتفال اليوم العالمي للقضاء على عمل الاطفال في جنيف

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 13:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شارك الوفد اللبناني باطراف الانتاج الثلاثة الى مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف في الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على عمل الاطفال في مقر الامم المتحدة حيث اختارت وزارة العمل بالتعاون والتنسيق مع منظمة العمل الدولية جمعية بيوند العضو في اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الاطفال لالقاء كلمة باسم الاطفال العاملين في العالم باعتبار تجربة لبنان رائدة في مجال مكافحة عمل الاطفال عبر سياساته وخططه الوطنية .
افتتح الاحتفال مدير عام منظمة العمل الدولية السيد غاي رايدر وحضور المدراء العامين في اليونيسف والمفوضية العليا لشؤون الللاجئين بكلمة اكّد فيها استمرار المنظمة في دعم المجتمعات المضيفة لللاجئين في لبنان في مجال مكافحة عمل الاطفال ، مشددا على أهمية التنسيق بين المنظمة وأطراف الانتاج الثلاثة في هذا السياق لان عمل الاطفال له خصوصية وهو من اولويات اجندة منظمة العمل الدولية .كما تكلم عن زيارته الى لبنان في نيسان الماضي واطلاعه على تجربة لبنان في القضاء على عمل الاطفال حيث وصفها بالناجحة جدا .
ثم تحدث ممثلو عن اصحاب العمل والعمال في العالم عن دورهم في دعم الخطوات الايلة للقضاء على عمل الاطفال .
بعد ذلك تحدث الشاب عباس عاصي من جمعية بيوند ممثلا لبنان والاطفال العاملين في العالم عن التجربة التي خاضها ضمن برامج الحكومة اللبنانية ومنظمة العمل الدولية حيث ساهمت في دعمه ومساعدته وانتشاله من خطر عمل الاطفال واعادة تأهليه ودمجه في المجتمع وقال :
أنا، عباس عاصي، يشرفني أن أقف أمامكم اليوم، كممثل عن الأطفال العاملين وداعم ومدافع عن قضيتهم.
لقد بدأت قصتي منذ زمن بعيد، ولم أكن أتوقع أن تتاح لي الفرصة - أو الشجاعة – لأن أخبرها لأي أحد، لكنني هنا اليوم، بعد أن أتيحت لي الفرصة للتعبير عن نفسي من خلال "منبر الأطفال العاملين " في لبنان. حتى سن العاشرة من عمري، كنت أذهب إلى المدرسة، وألعب وأقضي وقت ممتع مع أصدقائي. ثم أصبحت طفولتي عبارة عن مطرقة وإزميل يطرقان أحلامي بإنتظام، وصاحب عمل غاضب يتوقع من الجميع أن يقومون بخدمته على مدار الساعة.
بدأت أجراس قصتي تُقرع بعد حرب لبنان في عام 2006، والتي قتلت عمي وجدي ثم جدتي. كل هذه الذكريات الحزينة أثرت على صحة والدي ولم يعد بإمكانه العمل لساعات طويلة لدعم الأسرة.
لذلك بدأت بمساعدته، من خلال القيام بالعمل في مجال الكهرباء وتمديد الكابلات بعد الدوام المدرسي، وخلال عطلات نهاية الأسبوع والأعياد. ثم إزدادت صحته سوءًا، وأصبحتُ أنا مسؤولاً عن إعالة الأسرة. بدأت العمل في ورشة عند رجل لم أكن أعرف عنه شيئًا.
لم أعد أتمكن من الذهاب إلى المدرسة بإنتظام ولم أتمكن من مواكبة دراستي. في نهاية المطاف، طلب مني صاحب العمل أن أترك المدرسة وأعمل معه بدوام كامل. كانت هناك أصوات كثيرة بداخلي، لكن صوت الأمل، الذي كدت أن أفقده، بدأ يرتفع ويرتفع عاليًا، ولا بد لي من أن أعترف هنا بفضل دعم والدتي العظيمة التي لا تزال تؤمن بتعليمي.
في هذه الأوقات الصعبة، أستاذي الفاضل رايدر، توصلت إلي المؤسسة التي قمت حضرتك بزيارتها في البقاع، وهي تابعة لجمعية بيوند ومدعومة من قِبل منظمة العمل الدولية ووزارة العمل. كنت قد بلغت سن 15 سنة، وبدعم منهم، تم تعزيز قوة الإختيار وإتخاذ القرار لدي، وتمكنت من إقناع صاحب العمل بأنني بحاجة إلى العودة إلى المدرسة ... وقد فعلت - عدت إلى حلمي وإلى مدرستي.
يا للعجب، لقد تلاشى صوت المطرقة والإزميل بداخلي، وفي سن ال 15، توقفت عن القيام بالعمل الخطر في الكهرباء وبدأت بإعطاء دروس تعليمية للأطفال، بدلاً من ذلك.
اليوم، سيداتي سادتي،
أنا طالب جامعي يدرس "إدارة المعلوماتية" و "القانون وحقوق الإنسان". إخترتُ دراسة هذه المواد آملاً أن أتمكن من الدفاع عن حقوق الأطفال، حتى ولو عن "طفل واحد".
بالرغم من ذلك، فقد صُدمتُ اليوم بواقع جديد، واقع الحروب التي تحيط بنا. ويبدو ان المشكلة ليست عمل الأطفال فقط، ولكن فعليًا، بقاء الأطفال على قيد الحياة. الأستاذ رايدر، سيداتي سادتي،
أنا الآن أعمل على مساعدة الأطفال اللاجئين في لبنان، الذين هم ضحايا عمل الأطفال. ما تعرضت له كان سيئًا ولكن ما يتعرض له الأطفال الآن في حالات الطوارئ والكوارث يعتبر أسوأ.
والمفارقة هي أننا كلما سمعنا المزيد عن السلام وحقوق الطفل، كلما شهدنا المزيد من الحروب والصراعات،يضطر الكثير من الأطفال للعمل، غالبًا في أشكال خطرة جدًا من أشكال العمل، من أجل البقاء على قيد الحياة. حمل بعض الأطفال السلاح، أو سقطوا ضحية لأصحاب العمل الذين يشبهون العصابات، والذين يجبرون الأطفال على العمل في ظروف شبيهة بالرق.
لم تعد ساحة اللعب مكان للعب وإستمتاع الأطفال مع بعضهم البعض. بل أصبحت ساحة معركة يُستعبد فيها الأطفال في عالم من الخوف والخطر، يدمر أجسامهم وقلوبهم وعقولهم.
هذا ناهيك عن الملايين من الناس الذين يضطرون إلى الفرار من منازلهم، بمن فيهم الأطفال، كما سبق لي أن شهدت، تاركين وراءهم أحلامهم وآمالهم وكرامتهم، وعلى ما يبدو، الحياة نفسها!
فلنعمل معًا على إنهاء عمل الأطفال ومعالجة أسبابه وإحتضان ضحاياه ، لا سيما الأطفال المحاصرين في الصراعات المسلحة، التي لها آثار مدمرة على الأطفال وعلى مجتمعاتهم . وفي ضوء موضوع اليوم العالمي لهذه السنة، آمل مخلصًا أن يتم القضاء على هذا الشكل من أشكال عمل الأطفال في وقت قريب جدًا، وأن يتم تعزيز المبادئ الإنسانية، لا سيما مبادئ منظمتكم الموقرة.
 

  • شارك الخبر