مجتمع مدني وثقافة
يازجي افتتح مطرانية حمص المرممة: مدينة القديسين أكبر من أن تلويها أزمة
الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 16:19
افتتح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الاثوذكس يوحنا العاشر يازجي مطرانية حمص بعدما رممتها البطريركية.
وصل البطريرك إلى حمص صباحا وكان في استقباله عند مدخل المدينة متروبوليت حمص وتوابعها المطران جورج أبو زخم ولفيف الآباء الكهنة.
ولدى وصوله إلى دار المطرانية كان في استقباله محافظ حمص طلال البرازي والمتروبوليت سابا اسبر، والأساقفة: موسى الخوري، لوقا الخوري، أثناسيوس فهد، إيليا طعمة، ديمتري شربك وأفرام معلولي وأعضاء من مجلس الشعب ومطارنة الكنائس الشقيقة ولفيف الآباء الكهنة والشمامسة وحشد من أبناء الأبرشية غصت بهم دار المطرانية وكنيسة الأربعين شهيدا.
وقد دخل البطريرك على أنغام التراتيل وأقام صلاة الشكر التي خدمتها جوقة الأبرشية.
وفي ختام الصلاة، ألقى المطران ابو زخم كلمة رحب فيها بالبطريرك، شاكرا له جهوده وجهود البطريركية في "ترميم الدار ومساعدة أبناء الأبرشية".
وألقى البطريرك يوحنا العاشر كلمة جاء فيها: "من حمص العدية جارة العاصي يطيب لي أن أخاطبكم في هذا اليوم المبارك. من حمص التي يعني اسمها الوسطى، يطيب لي أن أحيي قلب سوريا وشريانها الأوسط وأن ألمس بقلبي قلوب الصامدين في الرجاء، قلوب إخوتي التي الرب جامعها وهو في وسطها فلن تتزعزع. قبل أعوام، نالت من هذه الدار الكريمة نار أزمة عصفت وتعصف بسوريا إلى يومنا. لكننا هنا لنقول نحن من العاصي كياننا. لنا إيمان بالله، وبعونه تعالى لنا أن نعصى رياح هذي الدنيا التي تحاول اجتثاثنا من أرضنا. وللريح نقول أنت زائلة، وبقوة ربنا نحن مغروسون في هذه الأرض. ونحن عصاة التاريخ إذا كلح وجه التاريخ، لأننا أصحاب حق وأبناء إرادة".
وأضاف: "إذ نفتتح من جديد هذه الدار الكريمة، نؤكد أن ذوي الإرادة هم أبناء الحياة. نحن هنا لنقول رغم كل الجروح النازفة فان مدينة القديسين اليان الحمصي ورومانوس المرنم وغيرهما العديد العديد من القديسين هي أكبر من أن تلويها أزمة. نحن هنا لنقول إن مدينة يتجاور ويختلط فيها الوجود الأخوي المسيحي والإسلامي ويقوم فيها ضريح ابن الوليد الى جانب أجراس الكنائس لهي في ذاتها رسالة أن أخوة التاريخ كانت وباقية وستبقى. ونحن مسيحيي هذه البلاد ومسلميها سد واحد في وجه من يلبس الدين برقع تفرقة وافتتان. إن نار التكفير والإرهاب التي زُرعت في أرضنا بدأت تلدع في غير مكان وهذا ما حذرنا ونحذر منه. وما سمي ربيعا قد حمل بصماته دمارا في أكثر من مكان قربنا. نحن مدعوون بمنطق المصالحة الى أن نبني هذا الوطن. ونحمد الله أن مدينة حمص قد عادت بالكامل خالية من أي وجود مسلح غير شرعي. وصلاتنا دوما من أجل المهجر والمخطوف، صلاتنا من أجل أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين وسط صمت عالمي معيب. نتوجه اليوم بالتحية إلى إخوتنا المسلمين في طليعة شهر الخير والبركة ونقول رمضان كريم. أعاده الله على الجميع باليمن والبركات. ولأبنائنا في حمص: سلام من القلب إلى قلب كل منكم. إن نوائب الدهر تلوى بالعزيمة والرجاء".
وتابع: "نحن هنا في كنيسة الأربعين شهيدا الذين تراكَم عليهم ضيق الدنيا لينكروا المسيح، لكن الدنيا سقطت عند أقدامهم، ومن قلب لجة ضيقهم قلبوا العالم بشهادتهم للمسيح. ونحن، المسيحيين الأنطاكيين، مدعوون دوما الى أن نقلب وجه التاريخ شاهدين دوما لوجه المسيح وحضوره في هذا الشرق. في ثلاثينيات القرن الماضي وقريبا جدا من هنا، حوصر تلاميذ في أول صروح هذه الأبرشية، في المدرسة الغسانية في حريق نشب فيها. يومها اندفعت يدا الشماس الياس معوض، بطريرك أنطاكية لاحقا ولوت حديد النافذة وأخرجت التلامذة".
واكد "أننا وفي هذه الظروف مدعوون دوما أن نلوي الحديد لنغير وجه هذا الزمن ونخرجِ من لجج الضيق إخوتنا وندمغ قلبنا بختم الإرادة الحق وننشد عشقنا لهذه الأرض، للحميدية وبستان الديوان ومار اليان وأم الزنار وللحجارة السود والأزقة المغروسة في الوجدان".
وختاما، جال البطريرك في ساحة المطرانية واستمع إلى نشيد قدمه جوق الأطفال، واتجه إلى دار المطرانية وأزاح الستار التذكاري.
تلا ذلك استقبال في صالون المطرانية حيث صافح البطريرك مستقبليه.