hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الباحث جو حتي وقع كتاب "شهادة وتاريخ" (الجزء الأول) برعاية جعجع

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 11:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قع الباحث جو حتي كتاب "شهادة وتاريخ" (الجزء الأول)، برعاية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ممثلا بالنائب فادي كرم، على مسرح بلدية الجديدة البوشرية السد، في حضور الأب شهاب عطالله ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطر الراعي، سيمون ضرغام ممثلا رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، جورجيت عسال ممثلة تيار المستقبل، عضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية إدي أبي اللمع وفعاليات.

بعد النشيد الوطني ونشيد القوات، قال كرم:"نخطىء ان اعتبرنا أن كتاب جو هو مجرد صفحات من كلمات معبرة او من أدب جميل او من قصص مختارة. فلمعرفتي القديمة بجو، قدم الطفولة، ادرك أن قضية جو مع كتابه هذا كما مع الكتب الأربعة التي سبقته، هي قصة ضمير ووجدان وعقل، هذا الكتاب هو جو حتي. فمن المقدمة نفهم بوضوح أن القضية الحية دائما في ضمير جو، هي التي تكتب أسطر الكتاب، ولذلك نفتح غلاف الكتاب القضية بكل مسؤولية لنركز على جوانبه كافة، فصفحاته مليئة بالأحداث العظام وبالدقة في الوصف، وبأسماء الشهداء، وأسماء الأحياء والشوارع والقرى والمدن، ولكل زاوية قصتها مع النضال، فأضحت أسماء الأبطال محطات وطنية تاريخية، ولأنه لم يحدث في التاريخ أن رجلا عاديا قد ترك اسما له قد يتذكره به الآخرون، فلأبطالنا الكثير مما نتذكر من نقش في الوطن علينا تخليده".

أضاف:"يدخلنا جو بالفعل في أجواء الأحداث والمعارك والشعور البطولي في حينها، ولم يعد ينقص الا أن يعلمنا بعدد الطلقات التي أطلقت في كل معركة. ومع تقليبنا لصفحات شهادة... وتاريخ التي تناهز 488 صفحة، فنتلمس أمانة جو، على مسيرة النضال، يسحبنا من خلالها الى داخل قلبه وعقله ويجول بنا في مراحل دقيقة وخطيرة من مراحل تاريخ هذا الوطن".

وتابع:"من الصفحة الأولى، ندرك أننا غرقنا في بحر من محطات بطولية لشعبنا المناضل، الذي اعطى المعنى الحقيقي للمقاومة. مقاومة ابقت شعبا، وانقذت وطنا، وثبتت تاريخا. قد يكون لجو حب للتاريخ، ولكن ما دفعه فعلا للكتابة هو حبه للقضية وتفانيه للوجود، وتعلقه بالارض، وتقديره لتضحيات الرفاق".

وقال:"إنه الأمين ليس فقط على التاريخ، بل ايضا على الحاضر والمستقبل. فنادرا ما جالست جو، وما فاتحني بتاريخ أجدادنا، ليس من أجل المحادثة، بل من أجل الحرص على الاستمرار، من اجل الحرص على أن نحفظ التاريخ كي نحافظ على المستقبل".

وتابع:"هناك قول لجيمس بالدوين، حيث يقول الناس تؤسر في التاريخ، والتاريخ يؤسر فيهم. وأنا أقول لك جو،انت لم تؤسر في التاريخ، بل اسرت التاريخ لصالح المستقبل. وآخر جلساتنا كانت منذ بضعة أيام، عندما اسر لي جو بكل بطولة لاستعداده لتحمل اقسى التضحيات لأجل القضية ولحماية أبناء القضية. فيغذى من وفاء الرجال ومن عطائهم حتى التضحية".

أضاف:"هذه هي كلمات جو في الخاتمة، وهي كلام يقصده جو الى درجة التضحية. عظمتنا يا جو ليست بإننا لن نسقط ابدا، بل لأننا نقف في كل مرة نقف فيها، فيغادر رفيق لنا ويستلم الراية آخر فيستمر، لنبقى".

وختم:"شكرا جو، لأنك كنت دائما المثال الذي يحتذى للمدافعين عن القضية، فمن خلال كتبك استطعت أن تمنع أعداء القضية من تشويهها، وتجار القضايا من بيعها. المقاومة المستمرة التي تقوم بها الآن هي مقاومة تشويه صفحات التاريخ. وكما كانت البداية يا جو، سنستمر، وستكون النهاية، استراتيجية قضية، ندرك من هو عدوها، ونعرف خططه وأساليبه، ونحن له بالمرصاد".

اما رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور فقال:"نقول طبعا شكرا للرفيق جو الذي يوثق مراحل وفصولا في حياتنا وتاريخنا النضالي، طبعا هو شخص مناضل حمل البندقية، وهذا شرف له ولكل من واكب تلك المرحلة. وهذا العمل الذي ينجزه ليس من أجله، وهو يعرف جيدا ان كل رفيق استشهد في تلك المرحلة، هؤلاء الشباب الذين استشهدوا هم من كتب التاريخ، وهم من صنع التاريخ وسطر الملاحم وهم أوصلونا الى ان نكون لا نزال موجودين اليوم، فما كتبه جو موجه الى الأجيال المقبلة، التي لم تولد بعد. واستطعنا ان نظهر لكل الناس عندما يكون هناك خطر يكون هناك قوات، جبهة لبنانية، أحزاب مسيحية تستطيع الوقوف دفاعا عن نفسها، عن وجودها، عن كيانها".

أضاف:"الكتاب الذي أنجزه الرفيق جو لكي نروي لكل الناس، أخصاما وحلفاء، داخل بيئتنا وخارجها، أنه ممنوع أن يخطىء أحد معنا مرة أخرى. نحن لسنا هواة حرب على الإطلاق، ولم يكن لدينا ولو للحظة ترف حمل السلاح، نحن ضد حمل السلاح، ولكن عندما نجبر فنحن نحمل السلاح".

وتابع:"التاريخ الذي كتب عنه الرفيق جو هو تاريخ نرفع رأسنا به لأننا حققنا فيه البطولات، وأظهرنا أننا شعب عندما تمس كرامته في لحظة ينتفض دفاعا عن نفسه، ونحن يجب ان نرفع رأسنا بكل شهيد سقط لنا ونرفع رأسنا طبعا بقائدنا التاريخي والإستثنائي الذي دخل بقدميه الى المعتقل، وهو يعي انه مكان سلطة وسيطرة النظام السوري مؤكدا للجيل المقبل أن المسيحيين يقاومون بجدية ويقاومون صح ولا يهابون أحدا ومنطق الإيد اللي ما فيك عليها بوسها وادعي عليها بالكسر هو منطق مرفوض".

وقال:"نحن أسسنا لثقافة جديدة داخل بيئتنا لم تكن قائمة قبلنا إذ كانت سائدة ثقافة الخنوع، وقد صمدنا خلال ألف وأربعمئة سنة من المواجهة، ولا نزال قوات لبنانية، أسسنا تاريخ الدولة، أسسنا محطة جديدة، أسسنا مرحلة جديدة، أرخها رفيقنا جو على أمل أن يدرك الجيل الجديد كم دفعنا من تضحيات حفاظا على 10452 كلمترا مربعا، لا يرمى مسيحيو لبنان خلال ثمانية وأربعين خارج البلد، البعض اعتقد في 1975 أن في غضون أسبوع أو اثنين يستطيع تركيعنا، وفشلوا في تركيعنا في 1975 و في 1990".

بدوره قال رئيس بلدية القاع بشير مطر:"ندرس التاريخ كي نتعلم، وعلينا قراءة هذا الكتاب القيم الذي يتضمن شهادات عن كل المحطات التاريخية بتمعن، كي نتعلم من قولنا ما حصل في تلك الحقبة، والتاريخ عادة يتذكر الزعماء الكبار مغفلا الأبطال الصغار، هناك العديد من الشباب الذين قاتلوا وسقطوا شهداء، على الناس أن تذكرهم وتذكر الجيل الطالع بهم وبتضحياتهم. فلو لم يكونوا هم لما كنا".

وتحدث الكاتب والناقد السياسي عبدالله الخوري وقال:"أولاني المؤرخ الصديق جو حتي شرف مخاطبتكم والغوص في جهد زمني يراعي دقة التسلسل في الأحداث الحاصلة المتعلقة بالمسيحيين اللبنانيين ويسلط الضوء الثاقب على تعاقب المحطات المفصلية. يجعلنا الكاتب نجول بالذاكرة بين حاضر غارق في مستنقع الأزمات المتتالية والملمات الكيانية المرهقة للاستقرار النفسي، وبين ماض دونه بحرفية عالية، باسطا في ثناياه المساحة التي احنضنت الحقبة الممتدة بين 1969 و1982 والتي خاض خلالها المسيحيون اللنانيون معركة القاء المدونة بظل قيادات سياسية وروحية وعسكرية".

اما الصحافي والخبير العسكري سامر قسيس فقال:"يحملنا الكتاب الى مرحلة ما قبل اندلاع الحرب اللبنانية، وما حملته هذه المرحلة من مؤامرات لتفتيت هذا الوطن، وأحداث، عجزت الدولة الضعيفة من مواجهتها في ظل هجمة شرسة داخلية وأقليمية لتدمير هذا الكيان. ثم يدخل المؤرخ في تفاصيل الحرب اللبنانية، ولم ينس الدخول في أدق التفاصيل التي يمكنها أن تحمل الصورة الكاملة لأحداث كتبها أبطال وشهداء من المقاومة اللبنانية".

وتطرق الصحافي ألان سركيس الى المرحلة المؤرخة من قبل حتي وقال:"علينا اليوم كمسيحيين ان نتوحد من جديد وحدة حقيقية، وقد انطلقت بوادر هذه الوحدة، لكي نكون الرافعة المسيحية في الشرق، بالأمس رأينا ما حل بالأقباط في مصر، وقبلها بالكلدان، والأرثوذكس والسريان وسائر الأقليات المسيحية. علينا اليوم مسؤولية الدفاع عن مسيحيي الشرق وينبغي ان يشكل نضالنا في هذا الإتجاه خطة استراتيجية.لهذا ينبغي ان يبقى المسيحيون دوما موحدين ويعرفوا جيدا تاريخهم المقاوم من قنوبين الى جزين والى ما بعد بعد جزين".

وختاما قال حتي:"حضوركم يشرفني أيها المؤمنون بقدسية القضية، التائقون الى الحرية بالمعرفة والوعي والتجذر والالتزام. لن أطيل عليكم الكلام لأن الذين سبقوني قد استفاضوا وزادوا. يقول المفكر كورنيس: بدون معرفة الماضي، تبقى معرفة الحاضر ناقصة، وعليه، فان الغاية الأولى من وضع هذا الكتاب هو مكافحة آفة النسيان، والتي أصابت قسما من مجتمعنا، والسعي الى المعرفة والتنور، وتلمس الحقيقة بالوفاء.أما الهدف الثاني هو أنه يتناول القراء هذا النص ليتعرفوا من خلاله على جزء من تاريخهم، ويعوا واقع ما مر عليهم من مآس وأهوال وجهاد أبطال قارعوا العدوان".

أضاف:"إن ننسى لن ننسى اولئك الذين استشهدوا لنبقى نحن، أن ننساهم تلك هي الخطيئة الكبرى.الى أولئك الذين عرفوا حقيقة الوجود، واستوعبوا أن الحرية ليست امتيازا بل محنة، واجتازوا امتحان الحياة الى السماء، ورفضوا الخضوع فامتشقوا السلاح، الى شهداء المقاومة اللبنانية المسيحية الحقة المقدسة الذين نجحوا بتسجيل أسمائهم على صفحات من نور، والى المناضلين المجهولين الذين ما زالوا يقاومون بصمت على الرغم من تعب السنين أقدم هذا الكتاب".

وتابع:"بين البحر والصحراء، كان لبنان، وطن الأرجوان، صخرة ووديان، وجبل لبنان، منشأ الوجدان، ملجأ الأديان، أرض العسل والأمان، بيت الجنان، شعب وعنفوان، في ملحمة التاريخ والهوان. وكانت المقاوكة كأرز الرب تجمع الشمل لتدافع عن الكيان. وكانت المقاومة كأرز الرب تجمع الشمل لتدافع عن الكيان، مقاومة لبنانية مبنية على رفض كل ما ينتقص من كرامة الانسان، ذبيحة حية منذ ستة عشر جيلا لا تتزحزح ولا تنزاح ليبقى لنا لبنان".

واشار الى انه "في زمن اضمحلال القيم، وجمود الهمم، وتكاثر الفتن، وازدياد المحن كان هذا الكتاب، رد عرفان بالجميل لمن تعب وكد وأعيق واستشهد. ففي زمن الوطنية النسبية والإهتزاز الحاصل وسطوة السلاح والفوضى الغوغائية، تبقى القضية في ظلال الأرز محمية آبية، والقوات الوفية. فتبقى القضية حية فينا لأنها حتمية تاريخية ترسبت الينا عبر الأجيال من تعب وعرق الآباء ودموع الأمهات ودماء الأبطال الشهداء. تبقى القضية وتستمر، تقاوم باللحم الحي رواسب الاحتلال المستكبرين الفالتين في ربوع الوطن والدوائر والمؤسسات. فتبقى القضية بشفاعة الروح القدس لتنتصر".

وختاما شكر "كل من شد على يدي مشجعا على اتمام هذا المؤلف، مع حفظ الألقاب: فادي كرم، شارل جبور، فرنسوا معرواي، ريمون فرنسيس، زياد شماس، ميشال يونس، الياس الغصين، وليم عقل، فارس سركيس، نسيم مرعب، جورج العلم، نزيه ليشع وغيرهم من الرفاق والأصدقاء يتعذر علي تعدادهم الآن. الرحمة للذين انتقلوا من بيننا الى المكان الأفضل، عشتم وعاشت الحرية على أرضنا التاريخية ليحيا لبنان".

بعد التوقيع كان حفل كوكتيل بالمناسب.

إشارة الى أن كتاب "شهادة وتاريخ" يؤرخ الحقبة الممتدة من 1969 تاريخ توقيع إتفاقية القاهرة ومعالجة المقاومة اللبنانية المسيحية لتداعياتها، وصولا الى العام 1982 تاريخ إنتخاب الرئيس بشير الجميل واغتياله وما كان لذلك من تأثير على مجريات الأحداث في لبنان خلال العام 1983". 

  • شارك الخبر