hit counter script

أخبار محليّة

الجيش... بطولات في الجرود وإنجازات على الحدود

الأحد ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في كل يوم يمر من عمر الأزمة المستفحلة في الجرود بسبب وجود الخطر الإرهابي، يزداد الجيش قوة ومنعة وتزداد معه إرادة المواجهة والإصرار على مواصلة المعركة حتى تحرير كامل الأرض مهما بلغت التضحيات وغلت الأثمان. وهذا الإصرار والتأكيد الذي يرسم طريق عناصر الجيش بكافة رتبهم نحو خيارين لا ثالث لهما: إمّا الحرية أو الشهادة، تؤكده عزيمة لا تكل ولا تهدأ تُترتجم في أرض الميدان، إمّا بعمل نوعي ينتج عنه إعتقال إرهابيين، وإمّا بتحرير أجزاء من الجرود اللبنانية وصولاً إلى تحريرها بالكامل.

إنجاز نوعي جديد سطّره الجيش في عرسال أمس تمثّل بمداهمة نفذتها قوة من الجيش تمكّنت خلالها من اعتقال المدعو «بلال البريدي» احد المخططين لعملية تفجير رأس بعلبك التي حصلت منذ يومين. وبحسب المعلومات أن البريدي مسؤول عن عدو عمليات تفجير حصلت في السابق في الداخل اللبناني وهو ينتمي إلى وحدة الاغتيالات التابعة للجماعات الارهابية في الجرود. وبعد العملية الأمنية النوعية، انتشر خبر يتعلق بتفجير البريدي نفسه بين عناصر من الجيش، إلا ان ميديرية التوجيه في قياد الجيش أصدرت على الفور بيان أشارت فيه إلى أنه أثناء قيام قوة من قيادة الجيش – مديرية المخابرات في بلدة عرسال بدهم مكان وجود الإرهابي بلال ابراهيم البريدي أحد المشاركين بالتفجيرات التي حصلت في بلدة رأس بعلبك منذ أيام، أقدم الأخير على تفجير تفسه مما أدى إلى مقتله واصابة بعض العسكريين بجروح غير خطرة حيث تم نقلهم إلى أحد المستشفيات للمعالجة».

إنجازات الجيش في حربه التي يخوضها في الجرود ضد الجماعات الإرهابية، باتت لا تُعد ولا تُحصى بعدما تحوّلت إلى أمر شبه اعتيادي، إذ لا يمر يوم إلا وتُنقل فيه أخبار من الجرود عن عمليات نوعية وأمنية سواء ضد مجموعات أو أفراد من بينهم قادة ومسؤولون كبار ينتمون إلى هذه الجماعات. وعلى مدى اليومين الماضيّن، تواصل مدفعية الجيش دكّها لمواقع المسلحين وتُحقق فيهم إصابات مباشرة تقطع عليهم التقدّم باتجاه الداخل اللبناني، ويتزامن هذا القصف مع تحرّكات واسعة لمخابرات الجيش سواء عند اطراف بلدة عرسال أو خلف ما يُعرف بخطوط العدو، يتم خلالها القبض على إرهابيين من بينهم قياديون كبار في تنظيم «داعش».

ومن هذه الإنجازات يدخل «العراسلة» في تأكيداتهم على أن الجيش في بلدتهم هو الضامن الوحيد لبقاؤهم وصمودهم، فمنه يستمدون قوتهم ومعه يواجهون الخطر نفسه. رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري يُشدد على أن «الجيش اللبناني هو الأمل الوحيد والضمان والحامي للبلدة وأهلها. ونحن مستعدون أن نكون جنود معه وتحت سلطته»، مستغرباً «ما يتداوله البعض حول وجود سيارات مفخخة في عرسال، فكل ما حصل هو عملية مداهمة وتوقيف نفذتها قوّة من الجيش في البلدة». وتتلاقى ثوابت الجيش في موضوع محاربته الإرهاب، مع دعم «العراسلة» له وتتجسّد في أن مسألة تنظيف الجرود من الإرهابيين بالنسبة إلى الجيش، هي مسألة ةوطنية بحت لا تخضع لا إلى ظروف ولا مساومات ولا تسويات أو إملاءات خارجية.

والأهم أن الجيش ومن خلال العمليات النوعية التي يُنفذها، عاد ليرسم خطوط سير المعارك التي يخوضها في الجرود، وليقول للأقربين والأبعدين، إن الممرّات التي كانت تُعتبر في ما مضى «آمنة»، ما عادت كذلك اليوم، وإن محاولات التسلل إلى داخل الوطن ذهبت إلى غير رجعة بعدما أصبحت قصصاً من نسج الخيال، وبالتالي لم يعد تطبيقها مُمكناً على أرض يطوقها الجيش بنيران مدفعيته وثبات عناصره. وهذا التطويق الخانق، بدأ ينعكس على الجماعات الإرهابية نفسها في الجرود التي تشهد منذ يومين معارك عنيفة بينهم سقط خلالها العديد من العناصر بين قتلى وجرحى. هذا الثبات الذي يؤكده الجيش في الجرود التي يُسطّر فيها يوميّاً بطولات في مواجهة المد الإرهابي على خط طول يزيد على عشرة كيلومترات، يؤكد أنه اليوم وغداً ومستقباًل، مُستعد لكل الإحتمالات التي يُمكن أن تطرأ في أي لحظة بما فيها قيامه بخطوة مصيرية محسومة، يُمكن أن تُنهي أي وجود للارهابيين على حدود الوطن.

وفي السياق نوّه قائد الجيش أمس، بـ»العمليات النوعية الاستباقية التي نفّذتها مديرية المخابرات خلال الأيام الماضية في منطقة عرسال»، مشيراً إلى أن «توقيف الإرهابيين المسؤولين عن تفجيرات بلدة رأس بعلبك بالسرعة القصوى، قد حال دون استمرارهم في تنفيذ مخطّطاتهم الإجرامية، وجنّب وقوع الكثير من الضحايا في صفوف المواطنين»، مؤكداً «القدرة الاستخباراتية والاستعلامية للجيش على اجتثاث الخلايا الإرهابية من مخابئها أينما وجدت، ومهاجمة مواقع التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، وتضييق الخناق عليها وصولاً إلى دحرها بصورة نهائية». ويُمكن قراءة هذا الواقع، من خلال التنسيق والدعم السياسي اللامُتناهي بين أركان العهد رئاسيّاً وحكوميّاً، وأيضاً من خلال عمليات التنسيق بين وحدات الجيش وكيفية إنتشارها على الأراضي كافة وتحديداً البقاعية، بالإضافة إلى شبكة نيران مدفعيّة تكوّنت في الفترة الأخيرة في الجرود من شأنها أن تصعّب على المسلحين حركتهم أو التعامل معها أو حتّى اختراق مداها ودقتها.
علي الحسيني - المستقبل

  • شارك الخبر