hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

من البترون الى بعلبك... جعجع: أنا من أقرّر

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من البترون الى بعلبك-الهرمل ترشيحان قواتيان خلال فترة شهرين "اخترقهما" ترشيح غير رسمي لـ "التيار الوطني الحر" في المتن. كل ذلك وقانون الانتخاب "مخنوق" في عنق زجاجة السقوف العالية والابتزاز المتبادل فيما الانتخابات النيابية نفسها في علم الغيب.

"القوات" طاحشة في ترشيحاتها بغض النظر عن وجهة القانون وهويته. في البترون فجّرت أزمة قبل أوانها حين فاجأت "خيّها" التيار الوطني الحر بترشيح بدت فيه معراب كمن يحسب حساب كل الاحتمالات بما في ذلك الدخول في مواجهة انتخابية مجددا مع حليفها المسيحي الاول جبران باسيل ابن مدينة البترون. اختارت فادي سعد (الوسط) بدلا من وليد حرب (الجرد) فتركت السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها في ظل توتر عوني قواتي يرتفع "رصيده" تدريجا.

لكن في بعلبك الهرمل قواعد اللعبة مختلفة تماما. لا نتحدث هنا عن بقعة مسيحية قرار المواجهة فيها او التحالف للثنائي المسيحي فقط. في بعلبك الهرمل بحكم الجغرافيا والعدد والتوازنات والاحجام الكلمة الاولى والحاسمة لـ "حزب الله". ليست المرة الاولى التي تٌقدم فيها "القوات" على هذه الخطوة. سبق لها أن رشّحت شوقي الفخري غير الحزبي عام 2009. اليوم هي تستبق إقرار قانون الانتخاب من دون توافق ولا تنسيق مسبق كالعادة مع "التيار الوطني الحر" لتعلن مرشحها الحزبي انطوان حبشي رئيس جهاز التنشئة السياسية في "القوات" عن المقعد الماروني في بعلبك الهرمل.

تكتل نواب بعلبك الهرمل يضمّ عشرة نواب. 6 شيعة بينهم نائب "حركة أمل" غازي زعيتر ونائب "البعث" علي قانصوه وأربعة من حصة "حزب الله". نائبان سنيان هما كامل الرفاعي والوليد سكرية. مروان فارس نائب "القومي" عن المقعد الكاثولكي بدعم من "حزب الله" و8 آذار. وأميل رحمة النائب عن المقعد الماروني منذ الـ 2009 بقرار من "حزب الله" وبموافقة عونية ورضى سليمان فرنجية الذي سقط لاحقا عن رحمة بعد تصويته لصالح ميشال عون في انتخابات الرئاسة.

اليوم يمثل الموارنة (نحو 22 الف ناخب) في بعلبك الهرمل جزءا من لوحة جغرافية يسيطر عليها الصوت الشيعي (اكثر من 160 الف ناخب) والسنة نحو 35 الف ناخب. المقعدان الكاثوليكي والماروني يعودان الى  ما بعد الاستقلال، في مقابل مقاعد نياببة أخرى استحدثت بعد رفع عدد النواب من 108 الى 128.

وكان لافتا ترشيح "القوات" لانطوان حبشي في ظل محاولات لم تتوقف من قبل معراب لنقل مقعد بعلبك الهرمل الماروني الى بشري  كما وصل الامر الى حدّ المطالبة بنقل المقعد الى جبيل.

ولا يمكن تجاهل موعد الاعلان عن الترشيح الذي تلا مباشرة "قداس بشوات" يوم الاحد ودعا اليه نائب المنطقة أميل رحمة. قداس  حضره السفير البابوي غبريال كاتشيا إضافة الى ممثل عن رئيس الجمهورية والحكومة هو وزير الدفاع يعقوب الصراف، وممثل رئيس مجلس النواب النائب علي فياض إضافة الى عدد من النواب، فيما حضر القداس النائب في كتلة "القوات" طوني أبو خاطر  بصفته الشخصية وبحكم صداقته مع رحمة لكنه لم يشارك في مأدبة الغداء، وحضر طارق حبشي خال النائب رحمة على رأس وفد من آل حبشي وهو يشبّه بـ "بطرس حرب دير الاحمر".

في اليوم التالي للقداس غادر رحمة الى روما حيث يشارك الاربعاء بقداس برئاسة البابا كما يلتقي بنائب وزير خارجية الفاتيكان لشؤون الشرق الاوسط. وفيما كان رحمة خارج السمع فإن المقربين منه يجزمون ردّا على ترشيح معراب بأن رحمة "يهوى المعارك الانتخابية ولا يحب التزكية".

وردّا على حظوظ هذا الترشيح في ظل التفاهم المسيحي القائم اليوم خصوصا في بقعة يسيطر عليها الصوت الشيعي ومحسوبة على مناطق المقاومة  يقول هؤلاء "لا نعلم، لا بد من سؤال سمير جعجع... "لوين رايح"؟ لكنهم يتكلّمون بلغة الجزم "التحالف الذي كان قائما عام 2009 سيبقى نفسه عام 2017 لو مهما كان شكل قانون الانتخاب. و"التيار الوطني الحر" تحديدا في بعض المواقع الانتخابية كبعلبك الهرمل يصعب أن يدخل بمواجهة أو يفرض قراراته فرضا على "الحزب"  في ظل تنسيق عوني قواتي قد يصل الى حد تبنّي "التيار" مرشحين لـ "القوات" في أكثر من منطقة".

أوساط "التيار البرتقالي" تؤكد بأن خطوة "القوات" بإعلان الترشيح  "غير منسّقة معنا تماما كما حصل في البترون"، رافضة التعليق على تأثيرات ذلك على التحالفات بين الفريقين في المناطق. يذكر ان ثلاثة مرشحين عن "التيار" فازوا ضمن الانتخابات الداخلية في المرحلتين الاولى والثانية عن المقعد الماروني في بعلبك الهرمل وهمّ خليل شمعون (نال الرقم الاعلى)، فادي غانم وجورج الحاج.

بالأمس رَسَم جعجع مشهدا نوعيا واكب إعلان الترشيح من معراب. بداية لأنه اختار مرشحا يحمل بطاقة حزبية مع خطاب سياسي سقفه الادنى "الاسد بالشام رح يهرّوا أسنانو". جعجع نفسه شدّد على "استثنائية" هذه المنطقة بالنسبة اليه على المستوى الشخصي إضافة الى كيفية التعاطي معها، واصفا يوم الترشيح بـ "الاستثنائي" أيضا.

والأهم أنه في حديثه عن مبادرة تقدّم بها حيال قانون الانتخاب شدّد على ضرورة خطوة نقل المقاعد كمعبر إلزامي الى التمثيل العادل وهذا يعني ان مقعد بعلبك الهرمل هو على رأس اللائحة، معتبرا أنه لم يكن هناك وجود لنائب فعلي في المنطقة طوال فترة الاحتلال السوري وفي ظل كافة قوانين الانتخاب "السيئة".    

ويتعاطى جعجع، كما أعلن، مع واقع ان المقعد الماروني في بعلبك الهرمل "شاغر" ولذلك فمرشحه أنطوان حبشي، حتى في ظل عدم إقرار القانون والذهاب نحو الانتخابات النيابية، هو "قائمقام" بعلبك الهرمل حتى إشعار آخر... 

  • شارك الخبر