hit counter script
شريط الأحداث

متفرقات

التقبيل... وأهمِّيته النفسيَّة

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قليلة هي الدراسات العالمية وخصوصاً العربية التي درست معنى التقبيل وأهميته في كلّ مرحلة من مراحل نموّ الإنسان. التقبيل، هو نوع من أنواع التعبير عن الحبّ والشغف الذي يشعر به الإنسان تجاه الآخر. لطالما سعى الإنسان وبشتّى الطرق إلى التعبير عن حبه من خلال التقبيل أو من خلال وضعيّة الجسم واللمس وإستعمال الشفاه... عملية التقبيل مهمّة لكنها ليست بالسهلة، فربّما قبلة أولى سيّئة تُنذر بأنّ العلاقة لن يُكتب لها الإستمرارية. والإنسان ربّما يكون المخلوق الوحيد الذي يُقبّل ويستعمل شفاهه للتعبير عن حبّه وشغفه. فما هو التقبيل؟ وكيف يفسّره علم النفس؟ وما أهميّته في حياة الإنسان؟
قبلة الجبين أو الخد أو القبلة على الشفاه أو على الرقبة... يمكن أن تعبّر عن مشاعر الحب والعاطفة والرومانسية والإنجذاب الجنسي والمودة.... فقبلة الجبين معناها السموّ، وقبلة الخدود رمزاً للحنان والحب والعاطفة، وقبلة الأيدي رمز التقدير والاحترام.

ومهما كانت القبلة، سريعة أو طويلة، عميقة أو سطحية، مقصودة أو لا، القبلات على الأماكن الحساسة أو القبلات الرومانسية... للقبلة سحرها الخاص وأهميّتها عند الجميع، وتأخذ طابع الرومنسية والمشاعر القوية عند كلا الحبيبين. ولا يجب أن تكون القبلة عملية مكانيكية، بل أن تتميّز بمجموعة من الأحاسيس.

أنواع القبلات

الشعب العربي من أكثر الشعوب التي تقبّل. وهناك أنواع كثيرة من القبلات: قبلة المحبّة، التي يتشاركها الأقارب بين بعضهم، وقبلة الثقة وهدفها تعزيز المحبة بين الأصدقاء والأصحاب. وهناك قبلة الأم التي تقبّل طفلها في كل مكان، وجهه، رأسه، قدميه... علماً أنّ قبلة الأمومة تكون دافئة ومليئة بالعاطفة.

أضف إلى ذلك، قبلة الإحترام وهي كعربون شكر لشخص ما، وقد تُعطى للأم والأب والجدّ والجدّة، وأيضاً لكبار السن... كما هناك قبلة التقديس ومحتواها معنوي ومقدّس كتقبيل الإنجيل المقدّس أو القرآن الكريم.

ونجد أيضاً قبلة البركة، التي يعطيها شخص ذو مكانة معنوية عالية إلى شخص أقل منه من أجل مباركته. بالإضافة إلى أنواع أخرى من القبلات، كقبلة الصفقات، أو قبلة التعاطف أو قبلة السلام والصلح... أما بالنسبة للحب، فنجد قبلة الرغبة التي تضيف رونقاً حماسياً إلى العلاقة ما بين الحبيبين، والقبلة العميقة وقبلة الإنسجام والقبلة القوية...

التقبيل على الصعيد البيولوجي والكميائي

من المعروف بأنّ عملية التقبيل ليست فقط عملية فزيولوجية تُستعمل فيها الشفاه التي تحتوي على الكثير من الخلايا الحسّية، واللسان، وعضلات الرقبة... ولكن هي عملية ذات طابع بيولوجي وكميائي.

يعني ذلك، أنه خلال عملية التقبيل، التي يعتبرها البعض سهلة وسريعة وغير معقّدة، يتمّ بعث كمية هائلة من الرسائل العصبية - البيولوجية وطبعاً المواد الكيميائية التي تجعل الشخص ينجذب للآخر. فمن خلال وجود «الأندروستينول» Androstenol في عرق الرجال، تنجذب بعض النساء جنسياً إلى هذه الرائحة.

كما هناك هورمون إسمه «كوبولين» Copulins ويساعد على رفع مستوى هورمون التيستوستيرون ورفع الشهوة الجنسية عند الرجل. ويزيد التقبيل عند الجنسين من إفراز الأوكسيتوسين Oxytocin وهو هورمون الحبّ أو الإرتباط الإجتماعي.

إذاً التقبيل عملية بيولوجية وكميائية، تؤدي دوراً بارزاً، وتُساعد «المقبّل» على إظهار مشاعره وبالتالي، رغبته الجنسية والشعور بالحاجة للشريك ولحنانه وصولاً إلى الرعشة الجنسية.

أسباب التقبيل

أما بالنسبة لأسباب التقبيل، فيمكن تقسيمها إلى 3، وهي التالية:

أولاً، القبلة للحاجة البدنية والحاجة للشعور بعاطفة الآخر. هذا النوع من القبلات مهم جداً لجميع الأشخاص ولنموّهم النفسي.

ثانياً، القبلة للتعبير عن الحب والإهتمام بالآخر.

أما السبب الثالث للتقبيل فهو الحاجة الروحية. إنّ فائدة القبلة الروحية أكبر من فائدتها البدنية لأنها تخلق نوعاً من الارتباط والتلاحم بين الشخصين.

القبلة والتحليل النفسي

على رغم إنتقال بعض الأمراض عبر التقبيل، ولكن يبقى اللجوء إلى هذه الوسيلة من الأكثر رواجاً، عندما يهدف الحبيب إلى التعبير عن مشاعره تجاه حبيبته.

أمّا الأمراض الأكثر إنتقالاً عبر التقبيل، فمنها ليس خطراً ومنها شديد الخطورة، ويمكن أن نذكر: الأنفلونزا، والتهاب الحمى والأمراض الجلدية.
ويَعتبر التحليل النفسي بأنّ القبلة لها تأثيرها الطويل على الإنسان، فهي طريقة سهلة وعميقة للتعبير عن الحب والود. والتقبيل جزءٌ لا يتجزّأ من عملية أكل اللحوم حيث «يلتهم» الشخص «جسم» الآخر من خلال القبلة.

ويمكن أن تكون القبلة نوعاً من الإجتياف (أي الدخول إلى الجوف) للسيطرة على الحبيب أو إستملاكه. كما اعتبر سيغموند فرويد، أب التحليل النفسي، في نظرياته عن القبلة، أنّه منذ يكون الطفل (أنثى أو ذكر) جنيناً في بطن أمه، مروراً بفترة رضاعته حتّى فطامه، يتعلّم مبدأ التقبيل. ومرحلة الطفولة من أكثر المراحل التي يتلقى خلالها الطفل كمية كبيرة من القبلات.

القبلة العميقة وتفسيرها النفسي

هناك أنواع عديدة من القبل، تختلف باختلاف المناسبات. على رغم أهمية التقبيل عند الإنسان، هناك أكثر من سبعمئة مليون شخص لم يتعرّفوا يوماً الى معنى القبلة لأسباب تقليدية أو أنتروبولوجية. في المقابل الكثير من سكان العالم يعتبرون بأنّ التقبيل أساسيٌّ في الحياة. فمن خلال دراسة علمية في إحدى الجامعات الأميركية، سنة 2007، تبيّن أنّ الذكور والإناث ينظرون إلى القبلة العميقة بشكل مختلف تماماً.

فالذكور يرون أنها أساسية للعلاقة الجنسية مع الشريكة، أمّا الإناث، فاعتبرن أنّ القبلة العميقة أساسية للعلاقة العاطفية مع الشريك. كما رأين أنها نوعٌ من الإلتزام الجدّي في العلاقة، وهذه الفكرة ليست موجودة عند الذكور الجامعيين.

التقبيل وفوائده

التقبيل ليس فقط أداة للتعبير عن الحب، بل له فوائد كثيرة، غير الفوائد العاطفية، ومنها الصحّية وهي:

أولاً، التقبيل يزيد من كمية اللعاب في الفم والذي يلعب دوراً في نظافة الأسنان والفم على حدٍّ سواء.

ثانياً، تشير الدراسات إلى أنّ التقبيل يرفع مستوى هورمون الـOcytocine، الذي بدوره يبعث الراحة في الجسم، والشعور بالسعادة.

ثالثاً، القبلة طريقة ممتازة للتخلّص من السعرات الحراريّة، وحرق ما بين 2 و6 سعرات حرارية في الدقيقة. طبعاً لا يمكن إستبدال الرياضة بالقبلة ولكن للإثنين إيجابيات وأهمية.

رابعاً، وأخيراً، القبلة تلعب دوراً أساساً في تحريك عضلات الوجه.

د. أنطوان الشرتوني - الجمهورية

  • شارك الخبر