يدرك جميع السائقين مخاطر تشتّت الإنتباه اثناء القيادة، لكننا ما زلنا نرى في بعض الأحيان على الطرق، خصوصاً بعد منتصف الليل عند العودة من السهرات، أشخاصاً يداعبون السائق ويتبادلون القبلات معه أثناء القيادة. فلا بدّ من تسليط الضوء على مخاطر هذه التصرّفات على السلامة المرورية.
على رغم كون السائق هو الشخص الذي يتحكّم فعلياً بالسيارة، إلّا أنّ الراكب الى جانب السائق يتحمل مسؤوليات هامة متعلقة بالسلامة. فإذا حدث شيء ما للسيارة، فسوف يتأثر الراكب بالضبط كما يتأثر السائق. لذا، يُمنع على الراكب أن يشتّت إنتباه سائق السيارة كي يركز على الطريق.

أفعال في غير محلّها

نلاحظ في بعض الأحيان، خصوصاً بعد منتصف الليل، سيارة ما تسير على الطريق السريع أمامنا ببطء شديد دون الإلتزام بخط سير واضح وكأنّ سائقها ثمل، لنتفاجاً أنّ بداخلها شخصين يغازلان بعضهما غير آبهين أنّ هذه التصرّفات قد تؤثر في سلامة القيادة بشكل مباشر.

فهي أولاً تشتت من تركيز السائق، وتتطلّب أيضاً التحرّر من حزام الأمان، وجلوس الراكب الأمامي بطريقة خاطئة على مقعده، ما قد يتسبّب بحجب رؤية السائق للجهة اليمنى من خط السير وكذلك حجب رؤية المرآة اليمنى، ما يؤدي الى الحوادث عند الإنتقال بين حارات الطريق.

أضف إلى كل ذلك، أنّ هنالك سائقين هم مَن يغازلون صديقاتهم أثناء القيادة، من خلال ضمهم أو وضع أيديهم حولهم، لتقتصر بذلك قيادة السيارة على يد واحدة لتحريك المقود وتبديل السرعات والتحكّم بإشارات التوجيه وبالراديو وبغيرها من الأنظمة، ما قد يشكل خطراً حقيقياً على جميع الركاب في السيارة وعلى الآخرين على الطريق.

مع العلم أنّ طريقة الجلوس الخاطئة خلف المقود تشكل لوحدها خطراً على سلامة القيادة، فكيف إذا كانت أيضاً معزّزة بعوامل أخرى تزيد من نسبة الخطورة. وهذه التصرفات، على رغم مخالفتها قانون السير من نواحي عديدة، ما زالت كثيرة الإنتشار في لبنان، بحيث تتحوّل السيارات الى غرف نوم سائرة على عجلات في بعض الأحيان، تنتهي معها الرحلة في سريرَين منفصلين في إحدى المستشفيات.

والجدير ذكره أنّ دراسة نُشرت أخيراً، أجرتها إحدى مؤسسات تأمين السيارات في أوروبا، بيّنت أنّ واحدة من بين كل 10 نساء، إعترفت بأنها كادت تتسبّب بوقوع حوادث سير بسبب المداعبات والغزل مع الرجل المرافق لها الذي يقود السيارة. كذلك، أشارت الدراسة إلى أنّ 6 في المئة من الرجال إعترفوا بأنّ المداعبات الجنسية مع عشيقاتهم خلال قيادة سياراتهم كادت أن تتسبّب بوقوع حوادث سَيْر خطيرة.

شادي عواد - الجمهورية