hit counter script

خاص - ليبانون فايلز

مدير عام دويتشه فيله: لبنان يجب أن يكون مثالاً إيجابياً لبلدان المنطقة

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في إطار زيارته إلى لبنان قام بيتر ليمبورغ، المدير العام لمؤسسة دويتشه فيله الألمانية، بلقاء خاص بعدد من الصحفيين من بعض وسائل الإعلام اللبنانية ومن بينها موقع "ليبانون فايلز" في بيروت تطرق فيه إلى موضوعات عدة تخص واقع العمل الإعلامي ومستقبله في ألمانيا ولبنان وبعض الموضوعات الحيوية مثل ملف اللاجئين وتأثيره على البلدين.
وقد بدأ ليمبورغ كلامه مؤكدا على حرص مؤسسته على إعلاء قيمة حرية الصحافة مشيراً: "نحن في دويتشه فيله نعوّل كثيراً على حرية الصحافة، حيث نعمل بشكل مضاعف في تلك المناطق من العالم التي لا تتوافر فيها هذه الحرية لضمان إيصال الخبر الصحيح إلى متابعينا". وأضاف في هذا السياق قائلا: "مهمتنا كمؤسسة إعلامية دولية هي الدفاع عن حرية الصحافة، حيث لا وجود لديموقراطية بدون صحافة حرة". ولدى سؤاله عن ما يأتي في المقام الأول المصداقية أم السرعة في نقل الخبر، شدد ليمبورغ على أن "المصداقية هي الأساس وتأتي في المرتبة الأولى، خصوصاً في ظل الانتشار السريع والسهل للمعلومات والأخبار في يومنا هذا"، مؤكداً أنه من دون مصداقية لا يمكن للمؤسسة الإعلامية أو الصحافي الحصول على ثقة المتابعين. وأضاف ليمبورغ: "تمتاز دويتشه فيله بكونها مؤسسة دولية تشتهر منذ 60 عاما بمصداقية كبيرة لدى متابعيها. ونحن نعتبر تلك المصداقية حجر الأساس التي يرتكز عليه نجاحنا كمؤسسة إعلامية". وفي هذا السياق، كشف ليمبورغ عن جائزة دويتشه فيله لحرية الرأي والتعبير والتي تمنح سنويا تقديرا لصاحبها على المساهمة في إرساء حرية الصحافة حول العالم .
وعن هدف زيارته إلى لبنان، كشف ليمبورغ أن الزيارة تأتي في إطار تقوية الشراكات التي تقوم بها مؤسسة دويتشه فيله مع عدد من وسائل الاعلام اللبنانية بغية تأمين عمل مشترك أفضل، فضلاً عن البحث عن مهمات جديدة يمكن تحسينها سوياً بهدف تقديم ما هو أفضل للمشاهد العربي بصفة عامة واللبناني بشكل خاص.وعن التعاون القائم بين مؤسسة دويتشه فيله وعدد من وسائل الإعلام اللبنانية المحلية، من مرئية ومسموعة ومكتوبة وإلكترونية، أوضح ليمبورغ: "أننا نسعى في إطار تفعيل إستراتيجتنا نحو الشركاء إلى الوصول إلى قاعدة أكبر من المتابعين حول العالم، وهذا ما أوصلنا إلى العالمية، علماً أن هدفنا تقديم محتوى إعلامي بشكل أفضل في المستقبل". "واعتبر أنه "من خلال وسائل الإعلام المحلية، بتنا قادرين على الوصول إلى الجمهور المحلي، خصوصاً أن هذه الوسائل قادرة على معرفة حاجات المشاهدين والقراء التي تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى".
ويرى ليمبورغ أن لدى مؤسسة دويتشه فيله فرصة حقيقة في الوصول إلى مزيد من المشاهدين في العالم العربي، علماً انها تمكنت خلال السنوات الماضية من مضاعفة عدد مستخدميها في المنطقة. وأكد ليمبورغ أنه "لطالما كانت ألمانيا شريك صلب وقوي في المنطقة العربية، وهذا ما ينطبق بدوره علينا عن طريق تقديم إعلام هادف وجاد". وأشار إلى أن "ما واجهناه في مصر من معارضة بعض وسائل الإعلام لبعض من برامجنا عانت منه وسائل إعلام مصرية أيضا، لاسيما ما حصل مع الإعلامي باسم يوسف، علماً إننا نؤكد أن برامجنا لا تستهدف على الإطلاق استفزاز الجانب المصري".
الجدير بالذكر أن السيد ليمبورغ قد قام بعد مغادرته للبنان بزيارة إلى مصر إلتقى من خلالها بعض المسؤولين الحكوميين وشخصيات إعلامية وصحفيين، حيث أكد لهم على حرص مؤسسة دويتشه فيله على إلتزام المهنية في عملها الإعلامي مؤكدا على موضوعيتها في تناول الأحداث بعيدا عن تبني أي مواقف سياسية.
وعن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، كشف ليمبورغ "إننا أطلقنا عملية لمواكبة هذا التطور الحاصل بدءاً من تغيير كيفية وطريقة إدراتنا للمؤسسة والعملية الإعلامية"، لافتاً إلى "أن هدفنا، حتى نهاية العام الحالي، التحول الى منظومة إعلامية رقمية، في نشر كل تقرير أو موضوع نتناوله على أن يوافق حاجات وتطلبات سوق وسائل التواصل الاجتماعي".
ولفت ليمبورغ إلى أن عمل دويتشه فيله مهم في العالم العربي وألمانيا على السواء، مشيراً إلى أن العولمة لم تعد أمراً نظرياً بدليل الشعور المتزايد عند الجميع بأن الصراعات والمشكلات لم تعد أمراً بعيداً عن أي مكان، كما يتضح ذلك من خلال ملف اللاجئين الذي يلقي بظلاله على الجميع في ألمانيا وكذلك العالم العربي ولا سيما لبنان.
وشدد على أن لبنان، على الرغم من مساحته الجغرافية الصغيرة، يتمتع بأهمية كبيرة في مجال الإعلام، لافتاً إلى أن ما يذهله هذه التعددية الدينية الموجودة في هذا البلد وقدرة التواصل والتعايش الذي يتمتع به اللبنانيون. واعتبر ليمبورغ أن لبنان يجب أن يكون مثالاً يحتذى به للدول الآخرى والمنطقة ككل فيما يخص التعايش والوحدة الوطنية التي تسوده، وهذا ما يمنحه طابعه المميز والخاص.
وأعرب عن اهتمامه في زيارة سلسلة من البرامج الاجتماعية في المنطقة، مثل مخيم اللاجئين في برّ الياس حيث صورت فريق عمل دويتشه فيله حلقتين خاصتين من برنامج "شباب توك" الذي يذاع على قناة دويتشه فيلهDW عربية، معتبراً "أن ما قام به لبنان من خلال استضافة اللاجئين أمر مميز وتاريخي، وبالتالي على الشعب اللبناني أن يشعر بالفخر لما قاموا به، لأنه أمر رائع". وعن برنامج "شباب توك" ، أكد ليمبورغ أن البرنامج يقوم على طرح مواضيع مهمة وحساسة للغاية وهذا سبب نجاحه، حيث يتحدث عن "التابو" مشيرا: "إننا لا نريد استفزاز الناس، بل نعتبر أن الوقت حان لطرح ومناقشة افكار وآراء مختلفة حول كيفية العيش".
هذا وقد عرضت الحلقة الخاصة الأولى من "شباب توك" على شاشة DWعربية وتليفزيون الجديد يوم الثلاثاء الماضي على أن تعرض الحلقة الثانية يوم الثلاثاء المقبل الموافق 23 آيار على القناتين.
من جهة أخرى، أعرب ليمبورغ عن افتخاره بأكاديمية دويتشه فيله التي إضافة إلى كونها تقوم بتعليم الصحافيين كيفية القيام بعملهم وتطوير قدراتهم الإعلامية، تحاول مواكبة التطور وتقديم المساعدة اللازمة والمختلفة في المجتمعات التي تنشط بها.
وشدد على أهمية مساعدة المجتمع في معرفة المزيد عن الإعلام لاكتساب القدرة على التمييز بين الأخبار الصحيحة وتلك الملفقة والكاذبة خصوصا في ظل إساءة استخدام وسائل الإعلام و"البروباغندا" في يومنا هذا. وبسؤاله كشف ليمبورج عن صعوبة العمل الصحافي في تركيا، مشيرا إلى مصادرة الحكومة التركية لمقابلة أجرتها دويتشه فيله مع وزير الشباب والرياضة التركي، ومستشهدا بأن تركيا تسجل أعلى نسبة اعتقال للصحافيين. واعتبر ليمبورغ أنه لا يوجد اي سبب يسمح باعتقالهم أو منعهم من القيام بعملهم
وفي ختم حواره دعا ليمبورغ الصحافيين جميعاً إلى التعامل مع الأخبار التي ينقلونها بموضوعية وشفافية مطلقة، مع طرح كل المعلومات والحقائق، علماً أنه "لا يوجد موضوعية مئة في المئة، إلا أننا نحاول إظهار الجوانب المختلفة لأي قصة ".


 

  • شارك الخبر