hit counter script

خاص - ليبانون فايلز

زينة افرام: رئيس الجمهورية متمسّك بإكمال مهرجانات جونية مسيرتها

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكّدت رئيسة جمعية مهرجانات جونية الدولية زينة افرام في حديث إلى موقع "ليبانون فايلز" أنّه تمّ تجاوز كل العراقيل التي وُضعت أمام الجمعيّة التي قبلت التحدّي من أجل جونيه والاستمرار برسالة لبنان الحضاريّة، لافتة في السياق ذاته إلى تمسّك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالمهرجان وتشديده على وجوب أن يُكمل مسيرته. وإذ شرحت افرام ملابسات رفض البلديّة تأجير الجمعيّة الملعب، عرضت لبرنامج مهرجان العام 2017 والألعاب الناريّة الضخمة التي ستُقام في اختتامه، مشدّدة على أنّه يساهم في تحريك العجلة الاقتصادية في المدينة ومحيطها. وهنا نص الحديث:
لماذا تقرّر تغيير موقع المهرجان هذه السنة؟
نحن نُقِيم المهرجان منذ سبع سنوات في ملعب مجمّع فؤاد شهاب البلدي في جونية الذي نستأجره من البلديّة بموجب عقد، عِلماً أن رئيس البلديّة يكون حُكماً رئيس المجمّع، وفق العُرف المتّبَع. وكنا تواصلنا مع البلديّة في شهر أيلول الفائت لجهة نيّتنا إقامة مهرجان العام 2017 ولكنّنا لم نحصل على جواب. عندها زرنا شخصياً في 15 تشرين الثاني رئيس البلديّة جوان حبيش وعرضنا عليه برنامج المهرجان ووَعَدَنا بأن يجيبنا بعد 15 يوماً. لكنّ الجواب لم يأتنا إلا بعد أشهر وبطريقة غير رسميّة، سواء من مصادر في البلديّة، أو حتى عبر وسائل الإعلام، ومفاده أنّ الملعب غير متوافر لأسباب عدّة أحدُها أرضيّته العشبيّة. وبدا لنا الأمر مستغرَباً، إذ إنّ الذريعة الثانية التي برّروا بها عدم السماح لنا بإقامة المهرجان على الملعب، وهي أنّ إحتفالات خاصة بهم سيجرونها على الملعب، تُناقِض كلياً الذريعة المتعلقة بالأرضية العشبيّة، علماً أننا كنّا كل سنة، بالإضافة إلى عقد الإيجار، نغطي كلفة صيانة أرض الملعب العشبيّة بعد تفكيك معدّاتنا. وعندما سألناهم ما إذا كانت احتفالاتهم أهم من المهرجان الذي حقّق على مدى سبع سنوات نجاحات باهرة واكتَسَبَ وأَكسَبَ جونية شهرةً دوليّة، كان جوابهم أنّ الاحتفالات التي سيقيمونها أهم بكثير!
نحن قمنا بكل ذلك كي نبيّن عن انفتاح ونظهر أنّ نوايانا صافية، ولسنا بوارد أنْ نتّهم وأنْ نهاجم أحداً. لكن بالنتيجة أكرّر مقولتي في حفل الإعلان عن المهرجان بأنّه لا يصحّ إلا الصحيح والحقد مثل الجمرة لا يحرق إلا صاحبه. ونحن وجونية نحبّ الحياة وقرّرنا تجاوز كل العراقيل التي وُضعت أمامنا وقرّرنا من أجل جونية قبول التحدّي والاستمرار برسالة لبنان الحضاريّة.
عرضوا تأجيركم مرأب الملعب فلماذا اخترتم أرضاً أخرى؟
صحيح. كانوا عرضوا علينا المرأب، لكننا فضّلنا ميدان الملعب لأنه من الأمكنة المعتمدة عالمياً لإقامة المهرجانات. وبعد رفضهم النهائي تأجيرَنا الملعب، عدنا وسألناهم عن المرأب، لكنهم أبلغونا بأنّه لم يعد متوافراً في الوقت الراهن، فاضطررنا عندها للجوء إلى حلول أخرى للبقاء في جونية، لكنّنا كنّا نواجه عراقيل ونعود إلى نقطة الصفر. وعندها فقط خرجنا إلى العلن ورفعنا الصوت وعرضنا المسألة على فاعليات المنطقة التي أيّدت كلّها المهرجان وضرورة إقامته كونه جزءاً من الإنماء في المنطقة ككل. وفي هذا السياق،عُرِض علينا استئجار قطعة أرض تقع عقارياً في منطقة غزير لكنّها تشكّل امتداداً طبيعياً لخليج جونية، وكانت أنشطتنا الافتتاحيّة تشملها سابقاً.
كيف تفاضلين بين الموقعين القديم والجديد للمهرجان؟
الأرض التي وقع عليها اختيارنا هي بالتأكيد أفضل من الملعب لجهة مساحتها وتبلغ نحو عشرة آلاف متر وموقعها المشرف مباشرة على الخليج ممّا يسمح لنا بإضافة ليلة الافتتاح إلى المهرجان عبر حدثٍ يشكّل إنطلاقته كونه من الموقع الجديد يمكن مشاهدة عرض المفرقعات الناريّة بشكل رائع.
وبالتالي، بالمقارنة بين الموقعين، فإنّ الموقع البديل الذي اخترناه يقع في مكان أفضل للمهرجان ومتطلباته، لكنّنا مع ذلك كنا نرغب أن نكون في جونية وفي الملعب الذي انطلقنا منه وإفادة بلديّة المدينة، لكنّها رَفَضَت وتتحمّل مسؤوليّة قرارها. ونظراً إلى الانتقال أصبحت تسميتنا الرسميّة: مهرجانات جونية الدوليّة- الواجهة البحريّة.
هل سيؤثّر الانتقال على مردود المهرجان لمدينة جونية؟
بتاتاً، فالاستفادة من المهرجان لم تقتصر يوماً على بقعة جغرافية واحدة، بل كل المطاعم والفنادق الواقعة على امتداد خليج جونية وصولاً إلى جبل حريصا تستفيد منه، إذ انّ المهرجان يستقطب يوم الافتتاح نحو 400 ألف شخص، وفق إحصاءات سابقة لوزارة الداخليّة والبلديّات، يُضافون إلى السكّان وعددهم 150 ألفاً. كما أنّ نحو نصف الذين يحضرون حفلات المهرجان يُكمِلون سهرتهم في المنطقة، أي أنّها تستفيد بأكملها، لأنّ لا قدرة لمكان واحد على استيعابهم.
ثمّة من لا يرى أيّ إفادة من هذا المهرجان، ولكن وفق إحصاءاتنا، فإنّ أصحاب المحال والمصالح المختلفة في المنطقة، يضاعفون في يوم الافتتاح كميّات سلعهم لأنّ الحركة التي تحصل لا تقتصر على المطاعم التي تمتلئ، إنّما أيضاً هناك أهل المدينة الذين يستضيفون أقاربهم وأصدقائهم الآتين لمشاهدة الحدث، ويُحيون سهراتهم بشكل متناسب مع ميزانيّتهم.
ويكفينا أنّ المهرجان يُدخل أجواء فرح إلى قلوب الجميع من أفقر الناس إلى أغناهم، وليس فقط لأبناء المنطقة إنّما لجميع اللبنانيّين.
كيف أتت فكرة الألعاب الناريّة التي تُميِّز المهرجان كل سنة؟
هي استعادة بطريقة عصريّة لطريقة استقبال أهالي جونية الموسم الصيفي عبر التوجّه إلى الخليج وإقامة احتفالاتهم هناك. وفكرة الألعاب الناريّة تطوّرت منذ الدورة الأولى للمهرجان وأصبحنا اليوم نستعين بشركة عالمية متخصصة، بالإضافة إلى شركة محليّة، كون لهذا الحدث متطلّبات كثيرة لوجستياً، وخصوصاً لجهة المعدّات المتطوّرة المستخدمة والتي يتم شحنها خصّيصاً لافتتاح المهرجان، وتخضع لإجراءات شديدة من وزارة الدفاع الوطني. وهذه السنة ستكون أضخم من السابق ومختلفة.
ما هي أجمل ذكرى لك في المهرجان؟
عام 2011 وقبل المصالحات بكثير حظينا بأجمل صورة جَمَعَت القيادات اللبنانيّة في صفٍ واحدٍ واستبقنا فيها "ورقة النوايا" العام الفائت.
ألهذا السبب زرتم رئيس الجمهوريّة ميشال عون؟
طبعاً فهو من أوّل الداعمين لمهرجان جونية كزعيم وطني وكنائب عن كسروان قبل أن يُنتَخَب رئيساً للجمهوريّة. وعندما زرناه في قصر بعبدا، سألناه هل يقبل بأن تُطوى صفحة المهرجان بعد أنْ جَمَعَ في انطلاقته جميع الزعماء المتباعدين فَصَنَع مشهد الوحدة قبل حصوله، فأكّد لنا أنّه معنا وشدد على وجوب أن نُكمِل المسيرة. واللافت أنّه سألنا بالتفصيل عن مسرحيّة Notre Dame de Paris وعن الممثّلين المشاركين فيها.
ماذا تقولين عن المسرحيّة وماذا يتضمّن المهرجان من أعمال أخرى؟
المسرحية من أبرز الأحداث الثقافيّة التي سيشهدها لبنان وهو عمل يتوجّه إلى مختلف الأعمار ويمكن للعائلات أن تشاهده. وهي متطلّبة جداً لوجستياً وسيُشرف عليه المنتج والمؤلّف الموسيقي أسامة الرحباني وهو من بطولة النجمة اللبنانيّة هبة طوجي بدور إزميرالدا، وسنكون على موعد مع العرض يوم السبت 8، الأحد 9، الإثنين 10، والثلاثاء 11 تمّوز.
وسيسبق المسرحيّة حفلاً في 2 تمّوز للنجم الكبير وائل كفوري، ونحن كل سنة نسعى إلى أن يتضمّن المهرجان وجوهاً لبنانيّة على غرار ما فعلنا العام الفائت مع ميشال فاضل وراوول دي بلازيو.
في 14 تمّوز يُحيي الفريق الفني العائد لـ"ميوزيك هول" وهم الأَخَوان شحادة، طوني حنّا وبلال وغيرهم مع أجمل الأغاني اللبنانيّة والوطنيّة.
أما السبت 15 تموز فسنكون مع الحفل الختامي وعرض الألعاب الناريّة المنتظر الذي سيرافقه هذه السنة عرضاً موسيقياً من تأليف الفنّان ميشال فاضل مع مجموعة من العازفين.
ما هو وَقعِ المهرجان خارج لبنان؟
نظراً إلى علاقاتي الوثيقة مع الاغتراب اللبناني، لَمَستُ أنّ اللبنانيّين في أوروبا وأميركا ودول الخليج العربيّة يرغبون فعلاً في مشاهدة يوم افتتاح المهرجان خصوصاً من البحر على متن زوارقهم. وتلبية منّا لمراسلات كثيرة منهم نقلنا موعد المهرجان من آخر أسبوع في شهر حزيران إلى أوّل أسبوع من شهر تمّوز ليتناسب مع العطل المدرسيّة عندهم.
فضلاً عن ذلك، تمّت تغطية الافتتاح من قبل قنوات فرنسيّة كالـTV5 وصحيفة "لوفيغارو" أيضاً، وكذلك أضاءت عليه قناة CNN الأميركيّة.
كيف يتم تمويل المهرجان؟
في المقام الأوّل لدينا الجهات الراعية وهي معنا منذ سبع سنوات، وثمة دعم من وزارة السياحة يأتي بعد سنة من انتهاء المهرجان، بالإضافة إلى مردود بيع البطاقات. إلا أنّنا نقع كل سنة في عجز ولا نستطيع أن نغطّي التكلفة، فما مِن مهرجان في لبنان يحقّق ربحاً أو يهدف إلى ذلك أصلاً. ونحن نتحمّل هذا العجز لأنّنا نؤمِن بالمساهمة التي نقوم بها للبنان.
في هذا السياق، ما هو أثر الضرائب عليكم؟
الضرائب تزيد الضغط المالي علينا وهي تهدّد المهرجانات ككل في لبنان. ونحن على تواصل دائم مع إدارات المهرجانات الكبيرة الأخرى بهدف السعي أمام الوزارات المعنيّة لتخفيف وقع الضرائب علينا، فالأرقام مخيفة فعلاً وهي مؤشّر على ما قد نصل إليه إذا أكملنا بهذا النهج، فهي ليست 35% فقط إنّما عند جمعها تلامس الـ40%. الموضوع ليس سهلاً فالفنّان الأجنبي لا يقبل أن يتحمّل قيمة الضرائب ويفضّل أن يقصد أماكن تعفيه منها، ممّا يجبرنا على دفعها عنه.
البعض ينتقد صرف الأموال الطائلة على المهرجانات فماذا تقولين؟
صحيح أنّ ثمة نسبة فقر عالية ونحن كنّا وسنبقى إلى جانب المحتاجين ولم نقصّر تجاههم وهم ليسوا بالتأكيد منسيّين، ومن خلال المهرجان نقدّم لهم الفرح أيضاً، وهذا ما يعكسه مشهد العائلات التي تصطف على الطرق المشرفة على خليج جونية في يوم الافتتاح. ولكن إلى جانب المعوزين يجب ألا ننسى أنّ ثمة أكثريّة من أصحاب المتاجر الصغيرة والكبيرة والمصالح التي توظّف الناس وغالبيّتها في حالة ضيق وتستفيد كثيراً من الحركة التي يخلقها المهرجان. وردّاً على المنتقدين نسأل: هل يجب أن نوقف كل المهرجانات في لبنان؟ نحن متمسّكون بثقافة الحياة في وطننا.
8 متطوّعين
"Phellipolis" كلمة يونانيّة تعني "أصدقاء المدينة" وهي جمعيّة تأسّست عام 2011 تعمل على مستوى قضاء كسروان الفتوح في الرياضة والبيئة وإقامة المهرجانات. وفي إطارها، تتولّى تنظيم هذه المهرجانات "جمعيّة مهرجانات جونية الدوليّة" التي تترأسها السيّدة زينة افرام ويعاونها ثمانية متطوّعين.

  • شارك الخبر