hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

حاصباني حاور تلامذة مدرسة البشارة الأرثوذكسية:الفشل هو سر النجاح

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٧ - 19:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 عاد نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني بعد ظهر اليوم إلى المدرسة التي نشأ فيها وهي مدرسة "سيدة البشارة" الأرثوذكسية في الأشرفية وحاور التلامذة في لقاء خاص عقد في مسرح المدرسة تحت عنوان "فلنبن الشجاعة" تم تنظيمه في إطار "البرنامج الثقافي" في شبكة مدارس "EDUVATION" التابعة لأبرشية بيروت للروم الأرثوذكس، والتي تضم ثانوية السيدة الأرثوذكسية في رأس بيروت، ومدارس: الثلاثة الأقمار وزهرة الإحسان وسيدة البشارة الأرثوذكسية في الأشرفية.

حضر اللقاء عميد الصناعيين في لبنان جاك صراف وعميد شبكة مدارس Eduvation الإيكونوموس جورج ديماس، مديرة مدرسة البشارة الأرثوذكسية غيا سعيفان، مدير مدرسة زهرة الإحسان نيكولا رزق وحشد من الأساتذة والإداريين وتلامذة المرحلة الثانوية في شبكة المدارس المذكورة. وتميز اللقاء بالهدية الرمزية التي قدمها الإيكونوموس ديماس للوزير حاصباني، وهي صورة من أرشيف المدرسة لصف الروضة الذي كان حاصباني في عداد تلامذته.

وكان اللقاء الحواري بدأ بكلمة ترحيب من المديرة سعيفان أبدت فيها اعتزازها ب"تبوؤ الوزير حاصباني وهو أحد تلامذة المدرسة، موقعا رسميا متقدما في الدولة اللبنانية".

ثم ألقى حاصباني محاضرة تناول فيها أهمية مبدأين أساسيين في الحياة: الثقة والشجاعة، وقال: "كنت أقف على هذا المسرح من أجل إلقاء شعر أو التمثيل في مسرحية ما إنما لم أفكر يوما بأنني سأعود وأقف على هذا المسرح بصفتي الحالية. فمن المؤكد أن أي شخص لا يستطيع تنبؤ مستقبله، ولكن بإمكان كل واحد منا أن يحلم. فلا تترددوا من أن تحلموا الأحلام الكبيرة، حتى تلك التي تبدو أكبر بكثير مما تستطيعون فعله. لا تضعوا حدودا لكم".

واشار الى أنه "كتب في خلال مرحلته الدراسية مسرحية، وقد ساعده على تنقيحها أستاذه في ذلك الحين الممثل والفنان اللبناني جان قسيس. وبالفعل عرضت المسرحية في نهاية السنة الدراسية. ولفت إلى أنه لم يكن يعلم ما إذا كانت المسرحية ستلقى نجاحا إنما كل ما فعله أنه بادر وسعى وحقق ما كان يرغب في تحقيقه. وهنا تكمن الثقة في قدرة الإنسان على إنجاز ما يود إنجازه بصدق".

وتوسع في الحديث عن الثقة مؤكدا أن "التلميذ يتلقن هذه القيمة الكبيرة في المدرسة. أضاف أن الوقوف على المسرح وتكرار ذلك ضمن نطاق المدرسة والإلقاء والقراءة، كلها أمور تنمي الثقة"، وقال: "منذ أيام الدراسة ومن على هذا المسرح بالذات، باتت لدي تلك الثقة بأن أعبر عن رأيي بثقة تامة. وقد خدمتني هذه الثقة بنسبة ثمانين في المئة من مراحل العمل في حياتي، أما العشرون في المئة الباقية فعززتها الدراسة العلمية".

ونبه حاصباني إلى "أهمية التمييز بين الثقة بالنفس والوقاحة"، مضيفا أن "قمة الثقة بالنفس تؤدي إلى التواضع واحترام الآخر، علما أن الكثيرين من الذين يتمتعون بالثقة بالنفس قد لا يكونون تحت الأضواء بل يلعبون أدوارا خلفية إنما لها كل التأثير الإيجابي. وتحدث في هذا السياق عن جان مونيه الذي كان موظفا في الإدارة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية. ولم يكن معروفا على الإطلاق. إنما كان يفكر بطريقة لعدم تكرار الحرب. فتقدم باقتراح تبناه والقادة الأوروبيون وقضى بتوحيد صناعات الحديد والفحم بين فرنسا وألمانيا في سوق واحدة إنضمت إليها إنكلترا في وقت لاحق، وكانت هذه السوق نواة للسوق الأوروبية المشتركة والإتحاد الأوروبي".

وتابع: "أن الثقة تأتي بالشجاعة، علما أن هذه الشجاعة يجب أن تكون مبررة. فالشجاعة لا تعني المخاطرة بالحياة الشخصية أو بحياة الآخرين أو القيام بتصرفات لامسؤولة". وشدد على "ضرورة إيمان الإنسان بما يقوم به فلا يؤثر أي خوف أو تردد على شجاعته في الإقدام على الأعمال. كما أن عيش الشجاعة يتطلب حس القيادة. فمن هو واثق وشجاع لا يخاف من مواجة خصم له يخالفه الرأي. كما أن الموضوعية أساسية في الشجاعة بحيث تكون مبنية على أفكار واضحة تطرح بشكل متناسق وعلمي".

وشدد على أن "المهم في الشجاعة هو القدرة على احتضان المجهول؛ فالكثير من الأعمال التي يتم الإقدام عليها تكون مجهولة الأفق والمصير، وهذا لا يمنع من الإقدام عليها أيا كانت نتائجها إذ يمكن من خلال الشجاعة تقليص السلبيات من خلال الإبتكار والمبادرات الجديدة".

أضاف: "ان الثقة والشجاعة عاملان أساسيان في تحقيق النجاح، ولكن من المؤكد أن ليس من نجاح من دون فشل. وتابع أن أسوأ أنواع الناس الذين لا يعرفون النجاح هم الذين يجلسون جانبا ويقضون حياتهم من دون إحداث أي تغيير في مجتمعهم بل يواظبون على انتقاد الناجح كما الفاشل".

وتوجه للطلاب قائلا: "لا تخافوا الفشل لأن الخوف من الفشل هو أكبر رادع للشجاعة. ليس من نجاح من دون فشل. وليس من ممثل ينجح على المسرح إن لم يكن خائفا في الكواليس، وليس من قائد ينجح في المعركة إن لم يشعر برهبتها وخطورتها. فلا تخافوا أن تخافوا. بل خافوا وتشجعوا وقوموا بما عليكم أن تقوموا به من دون أن تتركوا الخوف يضعفكم".

حوار
ثم كان حوار مع التلامذة سئل فيه حاصباني أسئلة عن وزارة الصحة والوضع السياسي العام كما عن مسيرته الشخصية.

وقال ردا على سؤال: "إن الكتاب الأول الذي أصدره باللغة الإنكليزية وكان في الرابعة والعشرين من العمر من الإنجازات التي يعتز بها لأن تأليف هذا الكتاب شكل بالنسبة إليه إبحارا في مجهول لم يكن يعرف عنه شيئا وهو عالم الكتابة. وقد تلاه بعد ذلك عدة إصدارات، مشددا على أهمية الكتابة لما لها من تأثير إيجابي على فكر الناس ومعتقداتهم. ولفت إلى أن أساس النجاح يتحقق من العطاء ولا يقاس بالمال أو بالنفوذ بل بما يحققه الإنسان من اكتفاء ذاتي وداخلي".

وأعلن أنه ب"صدد وضع مشروع مستقبلي لتأمين التغطية الصحية لجميع اللبنانيين. وحول المهن الطبية التي يحتاج إليها لبنان، شدد حاصباني عن الحاجة إلى ممرضين وممرضات بمعدل ضعفي الموجودين حاليا. وقال إنه في المستقبل ستكون التكنولوجيا جزءا كبيرا من الرعاية الصحية وأي اختصاصات لها علاقة بالصناعة الصحية التكنولوجية والـROBOTICS تساعد على أن تكون للمرء وظيفة مهمة ومؤثرة في السنوات العشرين المقبلة".

وبالنسبة إلى الأوضاع في لبنان، شدد على "ضرورة استعادة المواطنين الثقة بالدولة إذ إن لبنان في هذا المجال يأتي في المرتبة الأخيرة بين سائر الدول". ورأى أن "هذه الثقة تحتاج إلى مسار يبدأ بمصداقية القضاء ونزاهته واستقلاليته وتطبيق مجلس الوزراء للقوانين ومحاسبة الوزراء على أساس تطبيقهم القوانين والتزامهم الشفافية".

وردا على سؤال حول توقعه لموقع لبنان بعد عشر سنوات، أجاب حاصباني ان "العالم يتوقع تسجيل نمو وازدهار في الفترة الواقعة بين 2020 و2030، ويؤمل أن ينجح لبنان في إعداد نفسه لملاقاة هذه الفورة الإقتصادية العالمية فيستفيد منها جميع اللبنانيين الذين عاشوا طيلة السنوات السابقة ويعيشون حاليا أوضاعا بالغة الصعوبة".


 

  • شارك الخبر