hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

افتتاح المؤتمر الاقليمي العربي بعنوان: "اعادة الاعتبار الى الانسانيات"

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٧ - 13:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انطلقت صباح اليوم اعمال المؤتمر الاقليمي العربي للعلوم الانسانية الذي ينظمه "المركز الدولي لعلوم الانسان" في مقره في جبيل ايام الخميس والجمعة والسبت 18 و19 و 20 أيار الجاري، برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، تحت عنوان: "اعادة تمركز العلوم الانسانية: نظريات ومقاربات وانتاج معرفة"، بالتعاون مع منظمة الاونيسكو، والمجلس الدولي للفلسفة والعلوم الانسانية، والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية، والمؤتمر العالمي للانسانيات في بلجيكا. ويهدف الى تجميع آراء المفكرين العرب واقتراحاتهم لاعادة تعزيز العلوم الانسانية وتفعيلها، في مواجهة الهجمة الرقمية والالكترونية، ونقل هذا الموقف العربي الموحد الى المؤتمر الدولي الذي سيعقد في لياج- بلجيكا بين 6 و 12 آب المقبل، في حضور 1500 مشارك من مختلف انحاء العالم.

ويشارك في هذا المؤتمر 50 مفكرا وباحثا من 14 دولة عربية هي: لبنان، فلسطين، قطر، الاردن، العراق، مصر، تونس، عمان، الجزائر، المغرب، سوريا، الامارات العربية المتحدة، السودان واليمن، ويعملون في مختلف مجالات العلوم الانسانية والتي تهتم وتتعلق بالانسان والمجتمع مثل : الفلسفة، وعلم الاجتماع، والحقوق والعلوم السياسية، والآداب، والتاريخ، وحقوق الانسان، والانتروبولوجيا، والفنون والاعلام. وسترفع التوصيات التي ستصدر في نهاية هذا المؤتمر وتوزع على حكومات العالم العربي لتبنيها والعمل بموجبها.

في كلمته الترحيبية اكد وزير الثقافة د. غطاس خوري انه " لا يمكن تجاهل الاوضاع التي نمر بها من تطرف ونزاعات مسلحة وتهجير وتغييرات ديموغرافية. ولا بد ان اوصي بأن التصدي لهذه الآفات، كما غيرها، توجب علينا بناء اهداف واضحة المعالم، على ان تبنى هذه الاهداف من خلال مبادرات عملية، تطال مختلف شرائح مجتمعنا وخصوصا الشباب والشابات منهم". واعتبر ان ما سيصدر عن "المؤتمر الدولي من توصيات، يجب ان يترافق مع منهجية ومقاربات عملية ودليل عمل ونشاط، تتوجه الى مختلف فئات المجمع، لتعزيز التلاقي ونبذ العنف والتطرف واستعمال لغة الحوار واللاعنف وسيلة اساسية بين المجموعات، لانه لا يمكن ان نتصدى لموجة التطرف والمغالاة بالعنف، الا من خلال تدريب اهلنا على التفاعل الايجابي، وحل النزاعات بالطرق السلمية، واحترام الآخر وقبوله كما هو. وهذا كله يحتاج منا ان نذهب نحن الى القواعد الشعبية، وخصوصا الشبابية، من خلال برامج تدريب ونشاطات ميدانية(...)".

من ناحيته اكد مدير المركز الدولي لعلوم الانسان الدكتور ادونيس العكره في كلمته الافتتاحية ان "الانسانيات تنطوي على ذهنية المجتمع واخلاقياته وعاداته وانماط سلوكه المبنية على قيم الحق والخير والجمال، مضافا اليها المواطنة التي اصبحت قيمة اخلاقية معيارية يعز تحقيقها في بلداننا"، وأشار الى انه "عندما تراجعت الانسانيات امام الرقميات، حل الترداد محل الابتكار، والتسطيح محل الابداع، والاستهلاك بديلا عن الانتاج، منعكسا كل ذلك على جميع احوال الحياة البشرية ومستوياتها الخاصة والعامة. والصالح العام، ارقى ما توصلت اليه العلوم الانسانية، اصبح سلعة يتاجر بها الحاكم والمحكوم بالميزان الرقمي". واعتبر انه "لكي تستعيد الانسانيات مكانتها واعتبارها، ثمة حاجة قصوى الى ان تستعيد الفلسفة دورها، ويعود الفلاسفة الى الساحة العامة". وختم قائلا:" بعد ان اطلق الفيلسوف العربي ناصيف نصار دعوته من وطنه لبنان الى قيام نهضة عربية ثانية، اثبت لنا هذا المؤتمر، ان هذه الدعوة ليست فقط عربية بل اونسكوية تشمل العالم بأسره".

من ناحيتها اشارت مساعدة المديرة العامة لليونسكو، وحدة العلوم الاجتماعية والانسانية، ندى الناشف الى ان هذا المؤتمر "يهدف الى تحريك منتجي المعرفة ووصلهم بصانعي القرار والعاملين الاجتماعيين لمساندة التحولات الاجتماعية الايجابية، عبر المحادثات داخل الحكومات وعلى مستوى السياسات الوطنية". واشارت الى "ضروة وضع جدولي اعمال: الأول يتعلق بما يجب ان تقوم به العلوم الانسانية في السنوات العشرين المقبلة، بالتعاون الوثيق مع العلوم العلوم العلمية والاجتماعية، لانتاج معرفة جديدة. والثاني سياسي حول كيف تشرك منظمة اليونسكو اعضاءها في الانسانيات". واكدت ان الجمعية العمومية لليونسكو التي ستعقد في تشرين الثاني 2017 "ستأخذ بالاعتبار التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر الدولي للانسانيات الذي سيعقد في آب المقبل في لياج، وستطلب الى الدول الاعضاء رسم خطة عمل لدعم هذه العلوم في البلدان العربية".

وفي الختام تحدثت المديرة العامة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية الدكتورة ستناي شامي شارحة اهدافه ومؤكدة "تماهي اعمال هذا المؤتمر مع تطلعات المجلس، وتمنت ان يكون خطوة فعالة نحو فهم اعمق وتشخيص ادق لمختلف الموضوعات المطروحة في المجالات الانسانية، وأملت ان " نلحظ التقاطعات والتشابكات المعرفية والمشتركة بين اكثر من مجال وحقل معرفي، بما يتيح ذلك من امكنات وفرص عبر تضافر الجهود والرؤى للمساهمة في توسيع مجالات وادوات التحليل والتعيين للمعضلات التي تواجه المجتمعات".  

  • شارك الخبر