hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

موسيقى العالمي حرفوش تبهر الجمهور، على درج قهوة "التل العليا" في طرابلس

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٧ - 11:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تمايلت أدراج قهوة "التل العليا" الأثرية مع نغمات الموسيقار العالمي عمر حرفوش الذي تألق مع فرقته الموسيقية المؤلفة من انا بنداريكو، يوسف بنداريس، ومحمد العتر، أمام أكثر من مئتي شخص جلسوا شاخصين وشاهدين على ابداع ابن طرابلس القادم من العاصمة الفرنسية باريس، تلبيةً لدعوة "الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس" لاحياء آخر أيام مهرجان "تراثي تراثك" من خلال المشاركة في اختتام احتفالاتها بمناسبة يوم التراث العالمي.
حرفوش الذي وصل الى لبنان لتمضية عدة أيام في بلده الأم، لم يهدء هاتفه من رنين الأصحاب والأحباب للاطمئنان والتمني عليه تلبية دعواتهم لاحياء حفلة هنا أو المشاركة في مناسبة هناك. وبسبب ضيق الوقت، مدّد ابن الفيحاء اقامته في بيروت لتلبية أكبر قدر ممكن من تلك الدعوات، وهو المدهوش من ردة فعل الناس وتعلّقهم في كل ما يقدّمه من لوحات فنية، ومعزوفات موسيقية يحاول من خلالها استرجاع واحياء ذكريات الزمن الطرابلسي الجميل في عقل وقلب كل انسان عاصر ذاك الزمان.
ومع انتهاء عزف كل مقطوعة موسيقية، يقف حرفوش سعيداً بتحية الحاضرين وتفاعلهم مع ما يقدمه، ويروي لهم قصة المعزوفة الأخرى، وهكذا دواليك، لحين ألحّ عليه الجمهور باعادة عزف بعضاً من مقطوعاته الموسيقية، عندما شعروا بقرب انتهاء الحفل.
كما روى حرفوش، كيف حضر منذ يومين ليلاً الى منطقة التل، فوصل أمام فندق "بالاس اوتيل" القديم، دخل الى الفندق فوجد صاحبه يشاهد التلفاز بالأبيض والأسود، وعندما لمحه، أسرع بالترحيب به، وقال له:" منشوف حالنا فيك، عم نشوفك بالتلفزيون يابطل" . شكره حرفوش، مستئذناً منه الاطلاع على تفاصيل وأجزاء الفندق، وهو ما تمّ بالفعل. في نفس الليلة، لم يستطع حرفوش النوم، فكتب ولحّن أجمل قطعه الموسيقية - كما قال- وأطلق عليها اسم "بالاس اوتيل"..
أحدهم قال لي:" بعد انتهاء الحفل، وانا في طريق العودة الى منزلي، شعرت بأن الحفل لم ينته، وبأن شعوراً من البهجة والسرور والحب والعشق يتملكني، وبأنني أصبحت أثير شرقيتي، وأنا المثقف والمنفتح على كل أشكال الحضارات والثقافات.. هذا الرجل سحرني؟.. "
في اليوم التالي، اتصلت بعمر هاتفياً، وتواعدنا على اللقاء، دخلت عليه فوجدت السعادة تغمره، أيقنت أن السبب يعود الى ردة فعل الجمهور على حفل الأمس، وسيل الاتصالات التي يكون قد تلقاها طوال ليل الأمس، والعروضات التي انهالت عليه لاحياء حفلات في المستقبل..
لكن حشريتي الزائدة جعلتني أسأله عن سرّ سعادته، ففوجئت، بأن أخرج أمامي جواز سفره اللبناني البيومتري الجديد، قائلاً:" أنظر صديقي، ما في أحلى من جواز سفرنا".
ابتسمت، وتذكّرت بأن عمر حرفوش، هذا الموسيقار العالمي، ابن مدينتي طرابلس، رغم الشهرة والأضواء، الا أنه رفض كل الجنسيات الأخرى التي عرضت عليه، وصمّم على الاحتفاظ بجنسيته اللبنانية حصراً الى الأبد!.."

(بقلم عبدالله البارودي)

  • شارك الخبر