hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

جاد تابت حاضر عن أسباب ترشيح مدينة الخليل لإدراجها على لائحة التراث العالمي لليونسكو

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٧ - 09:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حاضر نقيب المهندسين والعضو في منظمة اليونسكو جاد تابت في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، بدعوة من مؤسسة الدراسات الفلسطينية، عن "مدينة الخليل القديمة على لائحة التراث العالمي لليونسكو - أبجدية الاحتلال والتراث المقاوم"، حضره الوزيران السابقان طارق متري وعادل قرطاس، ونخبة من المهتمين.

بداية، كلمة تقديم من الروائي الياس خوري باسم مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومعهد عصام فارس قال فيها: "إن مدينة الخليل واحدة من أجمل مدن المشرق العربي، يختزن تاريخها جهدا إنسانيا، كما تعتبر عمارتها المملوكية تحفة فنية مهددة بسبب الاحتلال الاسرائيلي، موجها التحية للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال".

وأثنى على جاد تابت، واصفا إياه بعد فوزه بالنقابة "بأنه صار نقيبا لنا جميعا، وقال: "هو معماري كبير، والكاتب الذي رسم ملامح بيروت في مؤلفاته، وعمل على تربية جيل من المهندسين، وهو المناضل، ومعه تعلمنا أبجدية الحرية، منوها بهذا الوطن الذي قاوم الاحتلال، وبفلسطين التي تقاوم بإصرار على البقاء".

ثم تحدث تابت بصفته عضوا في منظمة اليونسكو العالمية، ولمناسبة ترشيح مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي لليونسكو كجزء من التراث الانساني العام، مستذكرا "إقدام مجموعة من المثقفين العام 2009 على القيام بحملة من أجل حماية تراث الخليل"، مشيرا الى "انتشار المستوطنات كالسرطان في انحاء المدينة بفعل الوحشية الاسرائيلية".

وعرض لقيامه بقراءة مجموعة من الصور عن المدينة بالاضافة الى قراءة واقعها وتاريخها، وذلك لتكوين صورة متكاملة عنها تتيح توافر الشروط المعيارية التي تضعها اليونسكو لقبول المشروع المطروح على لائحتها.

وقال: "إن الخليل تقع على بعد 35 كلم جنوب القدس، لكنها من اقدم المدن المسكونة في العالم، وشكلت خلال التاريخ ملتقى طرق عدة، ولعبت دورا هاما كمركز اقتصادي ومركز للحج. يعتقد أن أصلها كنعاني وفيها آثار تدل على الألف الثالث قبل الميلاد، وأنها حسب الرواية التوراتية إنتقل النبي ابراهيم الخليل إليها من أور في العراق ، وأنه حسب المصادر التوراتية والاسلامية فإن الحرم الإبراهيمي الذي بناه هيرودوس توجد فيه مقابر النبي ابراهيم وزوجته ساره وأبناؤه اسحاق ويعقوب والنبي يوسف، كما أن المدينة تمت تسميتها نسبة الى نبي الله ابراهيم الخليل".

أضاف: "أعيد تأسيس المدينة بعد العهد الاسلامي، واعتبرت مدينة مقدسة كما القدس والمدينة المنورة، وقد سقطت بأيدي الصليبيين العام 1099 ميلادي، وتم طرد المسلمين واليهود منها، وتم بناء كنيسة فيها، وقد استعادها صلاح الدين الايوبي إثر معركة حطين العام 1137، وعاشت عصرها الذهبي في عهد المماليك العام 1250، إذ بنوا الجوامع والمدارس والتكايا، وشبكات المياه، وتطورت فيها الزراعة والصناعة، وتحولت الى مركز للتعليم ولمكرز صوفي مميز، ومركزاً للبريد بين دمشق والقاهرة، وسكنها أكراد وشركس، ومن اليهود الفقراء".

وتابع: "ما تزال الآثار المملوكية الى الآن قائمة، ونسيجها قد تشكل في عهدهم، في حين أنها شهدت توسعا في العهد العثماني في أطراف المدينة. لا يمكن مقارنة مدينة الخليل مع المدن المملوكية الأخرى مثل الشام والقاهرة، لأنها تمتاز عنهم أنها حافظت على الشكل المديني الذي نشأ في عهد المماليك، وأن الأحواش الخليلية النادرة الوجود في المدن العربية تشبه الخلايا المتراصة، فالحوش الخليلي نموذج عضوي يتميز بقدرته على النمو، من خلال إضافة غرفة من دون أن يؤثر ذلك على تناسق البناء ككل. وهناك تشابه بعض بؤر الأحواش في طرابلس مع تلك في الخليل".

وقال: "إن المدينة بعد الحرب العالمية الأولى اصبحت كما فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ونتيجة لازدياد الهجرة اليهودية والصهيونية حصلت صدامات عدة وعنيفة في مدينة الخليل، فغادرها اليهود سنة 1929، وأصبحت مركزا لمحافظة الخليل العام 1964، وبعد العام 1967 صارت تحت الاحتلال الاسرائيلي، ومنذ العام 1968 تأسست مستعمرة كريات أربع وهي أكبر مستوطنة الى جنوب الخليل، وغيرها من المستوطنات في قلب المدينة. أما بعد اتفاق أوسلو فقد تم إبرام بروتوكول الخليل بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل أدى الى تقسيم الخليل الى قسمين، قسم تحت سيطرة المنظمة وقسم تحت سيطرة اسرائيل بما فيها الحرم الإبراهيمي ، مشيرا الى ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين فيها من خلال منعهم من السير في بعض طرقاتها وإقفال محالهم التجارية، ونوافذ بيوتهم بالحديد، فتحولت المدينة القديمة الى مدينة أشباح، لكن المستوطنين كانوا يرمون نفايات بيوتهم على البيوت الفلسطينية".

وأضاف: "بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبها باروخ غولدشتاين العام 1994 فقد أدت الى تقسيم الحرم الابراهيمي الى قسمين بين المسلمين واليهود، وبنت سلطات الاحتلال كنيسا في قسم منه، ومارست التمييز العنصري مما أدى الى نزوح الفلسطينيين من المدينة القديمة".

وتوقف عند لجنة إعادة إعمار الخليل التي شكلها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات العام 1994 والتي ساعدت على إعادة عائلات فلسطينية الى المدينة القديمة، وهذا جزء من صراع البقاء قائلا: "إذا كان النسيان هو تدريب الخيال على احترام الواقع فإن الذاكرة الحية هي تدريب الواقع على مخاطبة الخيال".

وسأل: "ماذا يعني إدراج مدينة الخليل على لائحة اليونسكو؟ ستعقد المنظمة في الفترة ما بين 2 و12 تموز المقبل إجتماعا لها للبحث بترشيح مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي. إن عملنا هذا لأننا نريد الاعتراف من المجموعة الدولية بأن مدينة الخليل جزء من التراث الفلسطيني، وأن ننزع الشرعية عن الاحتلال الاسرائيلي، وأن هذا الإقرار يدحض إدعاء اسرائيل بيهودية المدينة لأنها برأينا مدينة مركبة".

وأشار الى أن "منظمة اليونسكو تستخدم مفردة هبرون - الخليل في تقاريرها"، موافقا في رده على أحد الأسئلة من أن "التوراة ليست مصدرا علميا في التاريخ، ولكننا نعتمد ما ورد في التوراة والقرآن من تطابق الرواية حول النبي ابراهيم، وهو ما أشرت اليه في محاضرتي ولم أستخدم باقي الرواية التوراتية، وهذا أيضا ينزع من اليد الاسرائيلية فكرة أن الرواية مكتوبة عندهم فقط، بل هي عند الأديان الثلاثة".

وأكد أن "الملف عن مدينة الخليل بدأ تحضيره العام 2009، وأنه يستجيب للشروط المعيارية المطلوبة تقنيا، ولكن يبقى الجانب السياسي والحصول على تصويت أعضاء اليونسكو على قبول إدراج المدينة على لائحة التراث العالمي".

وعن أهمية تسجيل المدينة على هذه اللائحة قال: "إنها كي تؤكد أن هذه المدينة جزء من تراث فلسطين، وهذا يعني أنه في كل سنة يذهب وفد من اليونسكو لمراقبة العناصر التي تهد تراثها، وهذا يساعد على مقاومة الناس وهو ما نحتاجه. فالحفاظ على التراث جزء من المقاومة. 

  • شارك الخبر