hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

بهية الحريري: التربية قضية مجتمعية وطنية وبناء المواطنة مسار وليس قرار

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 19:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقامت اللجنة الثقافية الفنية في المنطقة التربوية في الجنوب حفلا تكريميا لرئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري في دارة مجدليون، تقديرا لمسيرتها التربوية الوطنية ورعايتها ودعمها للتربية والتعليم والثقافة والفنون في صيدا والجنوب .

حضر الحفل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، منسق عام تيار "المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيس منطقة الجنوب التربوية باسم عباس، رئيسة دائرة التربية في الجنوب سمية حنينة، رئيسة تعاونية موظفي الدولة في الجنوب لورا السن، رئيس فرع الجنوب في رابطة التعليم الأساسي الرسمي حسين جواد، مدير التربية والتعليم في الأونروا بالجنوب محمود زيدان، منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب، وعدد كبير من مديري صيدا والجنوب وأسرة المنطقة التربوية وأعضاء اللجنة الثقافية الفنية فيها.

بعد النشيد الوطني، ألقى منسق الشبكة المدرسية نبيل بواب كلمة قال فيها: "إن الابتسامة ليست بسر، والمعرفة ليست بسر، والشجرة ليست بسر. الوفاء هو السر، بل هو سر الأسرار، وأنا احدثكم على الملأ، كما يتحدث الغيم إلى قوس قزح، والمطر مع البحر، والشجرة مع الارض لأن اخضرارها يألف الغابة... إنه لقاء الأوفياء للبوح بكل نقاء وصفاء وبهاء، جدائل الألق والسمو للتربية والانسانية تجتمع في الدار، لا بل تكتب في صدر الدار، شكرا رئيسة لجنة التربية النائبة بهية الحريري".

من جهته، قال السعودي: "عادة ما أبدأ كلماتي في مناسبات التكريم بتعريف صغير عن المحتفى به، ولكن مما لا شك فيه أن المحتفى بها اليوم غنية عن التعريف، فلبنان من أقصاه إلى أقصاه يعرف ما قدمته النائبة بهية الحريري خلال ولايتها في الوزارة، ويعرف ما قدمته وما زالت كنائب ورئيسة للجنة التربية في مجلس النواب، لكني اود ان اسلط الضوء اليوم على بداية المسيرة، يوم اختارت السيدة بهية مهنة التعليم لتبدأ بها حياتها العملية، فمما لا شك فيه أن كل من يختار مهنة التعليم يعرف سلفا ما هو مقدم عليه من انكار للذات واعادة ترتيب سلم الأولويات من النفس الى الغير، خصوصا أن هذا الغير هم أطفال أو شباب في بداية العمر، ويحتاجون إلى أقصى درجات الرعاية في مسيرة تحصيلهم العلمي، والتي ستترك اثرا في مسيرة حياتهم المستقبلية، وهذا الخيار في مسيرة التعليم يعكس من دون شك جوهر الانسان، وما يتمتع به من قدرات على العطاء والقيادة. لذا، كانت الشخص المناسب في المكان المناسب عندما ترأست منذ عام 1979 مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، والتي كان لها فضل كبير على الكثيرين من ابناء لبنان من كل المناطق، وكانت اليد اليمنى والشريك الأساسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري في تعليم أكثر من 30 الف طالب لبناني في فترة كانت الحرب اللبنانية لا تبقي ولا تذر في لبنان حتى في مسيرة العلم والتعلم".

أضاف: "اليوم، وإذ نجتمع لتكريم السيدة بهية نجتمع لتكريمها في ما نعرف عنها وفي ما ظهر من انجازات، لكني على يقين أن ما خفي أعظم بكثير مما قدمته لمسيرة العلم والتعلم في لبنان، وأنها كانت في كثير من المواقع الجندي المجهول، بل الضابط المجهول إن صح التعبير، ونسأل الله أن يوفقك الى المزيد من العطاء لما فيه خير هذه المسيرة".

وتحدث حسين جواد باسم رابطة التعليم الأساسي في الجنوب فقال: "قليل ان نكرم السيدة بهية فهي تستحق منا اكثر من ذلك عرفانا منا بجميلها علينا. اشكر رئيس المنطقة التربوية الأستاذ باسم عباس الذي اتاح لي الفرصة كي اتحدث باسمي وباسم زملائي في رابطة التعليم الاساسي، ولأن اليوم يوم تكريم للسيدة بهية الحريري التي كان لها الباع الطويل في اقرار جملة المشاريع التربوية التي تحققت في عهدها وبهمتها وبدعم مباشر منها. وأذكر اننا اتينا لدعوتها مرة باسم اللجنة الثقافية في الجنوب، فإذ بها تحدثنا عن مطالبنا بمعرفة أكثر مما نعرف نحن، الى ان استدعى ذلك ان نقول لها سيدة بهية اتركي لنا شيئا نحكيه لأنه لم يعد هناك شيء نقوله.. فباسم رابطة التعليم الاساسي في الجنوب وباسم مديري الجنوب كل الجنوب ومديري النبطية، نشكر السيدة بهية على كل ما قدمت، ولن نطرح اي موضوع من مواضيع المطالب، ونقول لها شكرا لك علنا نستطيع ان نفيها حقها".

وحيا "رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس الشبكة المدرسية واللجنة الثقافية الفنية في المنطقة التربوية على نشاطهما وجميع المديرين والمديرات في كل الجنوب"، معتبرا أنهم "من أنشط المديرين في لبنان وأكثرهم حيوية وإخلاصا"، وقال: "السيدة بهية الحريري الغالية على قلوب الجميع تجعل من زورق الحروف طفلا تلاعبه بأرجوحة الماء، مستظلة بجناح النورس الخالم، هي المناضلة بامتياز خصوصا في الحقول التربوية والانسانية. تغني الجراح فيخضر في عينيها الألم، تجعل من الظلم محبرة فتروح تشعل قناديل المعرفة، تزرع احداقها على الورق فتورق غماما يعانق التراب. انت صاحبة المعالي تمثلين النموذج المثالي في كيفية التعامل مع الآخر باحترام وتفاعل انساني راق، لانك جعلت من الشبكة المدرسية شبكة امان ونهوض تربويين وحولت خان الافرنج الى واحة للثقافة والمعرفة والفن التشكيلي الراقي نكرمك، ولأنك بذلت جهودا مضنية لبث الحيوية في عاصمة الجنوب نكرمك، والاهم اننا نكرمك لانك تعاليت على الجراح في اشد الاوقات مأسوية فكنت حريصة على الوحدة الوطنية، رافضة اي تحرك طائفي او مذهبي او مناطقي، ولانك في أحلك الظروف بقيت شديدة الحرص على ايلاء القضية الفلسطينية عناية فائقة وجعلها القضية المركزية مهما كان الثمن".

أضاف: "لهذا كله نكرمك، فشكرا لك لأنك منحتنا فرصة التعبير عن بعض الومض الوجداني وعن بعض الوفاء لانك تستحقين كل الوفاء. فكل من تعاطى في الشأن التربوي بضمير مهني واخلاق عالية هو مقاوم بامتياز، ومعاليك في طليعة هذا الصنف من التربويين. كنت في طليعة المدافعين عن التربية والساعين للنهوض بها على الدوام، فمبارك ما زرعت ومبارك ما حصدت، ستبقين دالية معتقة تعصر اخلاصا واباء وتواضعا وحسا انسانيا وطنيا عميقا. هذه الدالية هي عناقيد معلقة في فضاء أرواحنا لأننا نتعاطى بإخلاص ووفاء كبيرين، نحن في المنطقة التربوية نعتز ونفتخر بتكريمك لاننا نكرم قامة تربوية وطنية تسهم في اعلاء شأن الوطن والانسان".

بدورها، قالت النائبة الحريري: "لقد وضعتموني في مكان دائما أهرب منه، لأني أحب أن أكرم لأني بذلك أتكرم بتكريمكم ومحبتكم أراها بعيونكم، وبكل محطة كنا نعيشها سويا. همي الكبير هو الأمانة التي بين ايديكم اي الطلاب، منذ بدأت بالتعليم، ثم انتقلت الى المؤسسة افكر كيف تكون لدى جميع الطلاب فرص متكافئة. وعندما غصت اكثر في الموضوع على الصعيد البرلماني، وبدأت بإدارة لجنة التربية، رأيت ما للتشريع من دور كبير في عملية تطوير العملية التربوية. وعندما استلمت الوزارة كنت طموحة جدا، وما زلت، إلى جعل التربية قضية مجتمعية على مستوى الوطن".

أضافت: "تبقى صيدا والجنوب وجهة الاهتمام التربوي الأكبر بالنسبة إلي، لأن هذه المنطقة عانت من الاهمال لسنوات طويلة. كما عانت من الحروب والانقسام ومن كل القضايا التي تفرق، ولكن كان هناك اصرار أن تكون متميزة في التربية والتعليم. ولا تتخيلوا فرحتي عندما يظهر التميز في صفوف طلابها، وفعلا لا تمر سنة إلا ويكونوا متقدمين والاوائل على مستوى لبنان في كل محطة، وهذا سببه تلك الارادة والتوق إلى الافضل الذي يتحلون بها".

وتابعت: "أعتقد أن التحدي أمامنا جميعنا هو كيف نعد قيادات شابة لتتابع المسيرة ونتيح لها فرصة استكمال مشوار بناء المواطنة، وهو ليس قرار، بل مسار. وبالنسبة إلي، لدي رسالة، ولكن لوحدي لا أستطيع أن أكمل، واذا لم تكن ايدينا بأيدي بعضنا البعض لا يمكن ان نتخطى الصعوبات. اني أعتبر هذا التكريم هو تكريم لكم جميعا ولكل واحد منكم ولهذه الكوكبة من المديرين، التي شكلها الاستاذ باسم حوله كلجنة ثقافية".

وشكرت "المنطقة التربوية واللجنة الثقافية فيها على مبادرتهما بالتكريم والى كل مديري المدارس والأسرة التربوية في صيدا والجنوب، والى المهندس السعودي والشريف والحضور على مشاركتهم".

ثم قدم عباس وجواد واعضاء اللجنة الثقافية وعدد من المديرين درعا تكريمية إلى الحريري. 

  • شارك الخبر