hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

وزير البيئة في حفل تخرج في جون: اقبلوا الآخر وإحذروا التعصب والعنف

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 16:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت ثانوية سيدة البشارة للراهبات المخلصيات في جون، حفل التخرج السنوي لتلامذة الصف التاسع الاساسي والثالث الثانوي، برعاية وزير البيئة طارق الخطيب وحضوره. كما حضره مدير عام الوصاية في وزارة الطاقة والمياه محمود بارود، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الام منى وازن، ممثل الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب النائب العام رئيس دير المخلص الأرشمندريت نبيل واكيم، رئيس دير الراهبات نجوى مهنا، ورؤساء بلديات: مزرعة الضهر حسيب عيد، المطلة ارنست عيد، مزبود فادي شحادة، كترمايا محمد نجيب حسن، المغيرية محمد حماده ومخاتير وراهبات ورهبان وحشد من الشخصيات واهالي التلاميذ.

وكان استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم قدم تلامذة المدرسة عدة رقصات، وكانت كلمات للتلاميذ باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية.

بعدها، القت رئيسة المدرسة الام حياة اسكندر كلمة رحبت فيها بالوزير الخطيب، شاكرة رعايته ووقوفه الى جانب المدرسة.

ثم القى الوزير الخطيب كلمة قال فيها: "قل دير المخلص ... وكفى، ينهل فيض من السجايا، يعيدنا بالذاكرة إلى تاريخ من العطاء بدأ منذ تأسيسه في بدايات القرن الثامن عشر، تجسيدا لرؤية رآها بأم العين سيادة المطرانِ أفتيموس الصيفي مطران
أبرشية صور وصيدا للروم الملكيين الكاثوليك".

اضاف: "قل دير المخلص ... وكفى، تظللنا ظلال المخلص الذي بآلامه ودمه خلص البشرية،
قل دير المخلص.. وكفى، فنهنئ أنفسنا ويصفو وجداننا ونعيش إنسانيتنا بأبهى صورها،
قل دير المخلص ... وكفى، تطوف بنا الذكريات إلى زمن المجاعة في مستهل القرن العشرين، حيث كان هذا الدير يعرف باسم "العامر " وكان الرغيف يقتسم بين الجياعِ؛ وآخر الآكلين كان ساكني الدار".

وتابع: "ثم تعود هذه الذكريات مرة أخرى فإذا بنا أمام دير لم يكن للرهبانِ فحسب، بل كان ملاذا لكل مظلوم، ومكان امن لكل خائف؛ إن نكبة فلسطين عام 48 تشهد لهذا الدير كم كانت دار ضيافته دار ترحيب للأخوة الفلسطينيين الذين هجرتهم آلة العدوانِ الصهيونية؛ كما تشهد للدير نفسه نكبة الحرب الأهلية منذ عام 1976. بعده حين شرعت الأبواب لاستقبال الهاربين من جور الرصاص، من دون النظر إلى طائفة أو مذهب".

اضاف: "وبعد انتهاء الحرب، عاد العامر بمؤسساته ولا سيما منها هذه المدرسة ليحتضن أبناءنا من جديد، يوجههم نحو الحق والخير والجمال، ويعلمهم ويعزز مفهوم قبول الآخر لديهم وانفتاح مكونات المجتمع بعضها على بعض والفضل الكبير في ذلك للأم الفاضلة مديرة المدرسة التي فهمت بإيمان عميق وصاف معنى قول السيد المسيح عليه السلام في إنجيل يوحنا: "لدي خراف أخرى لا تنتمي إلى هذا القطيع".

وختم: "هذا الكلام الكبير إن دل على شيء، فإنما يدل على ضرورة فهمنا لحتمية وجود الآخر في حياتنا وعلى معنى تعدد سبل الإيمان إلى الإله الواحد. فألف تحية أيتها الأم الفاضلة على عظيم عطائك والشكر موصول أيضا إلى كل من ساعدك ويساعدك في إدارة هذه المدرسة وإلى الحتفى بهم أقول:

وقال: "إعلموا أيها الأحبة أن العلم من الإيمان وهو مفروض في كل الأديان، ألم يقل المسيح عليه السلام: "ليس تعليمي من عندي بل من عند الذي أرسلني". وحثا على طلب العلم قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "طلب العلم فريضة". فتعلموا وتفوقوا لأن العصر عصر التفوق، إقبلوا الآخر فالآخر هو إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، إزرعوا الورد على طرقاتكم وساهموا في تنظيف بيئتكم، نموا غرسة المحبة في وجدانكم، إحذروا التعصب الطائفي والعنف والإرهاب، لا تكونوا إنهزاميين فتعيشوا على هامش الحياة ولا تسمحوا لأي كان أن يصادر قراركم، تحصنوا بالأخلاق فالمسيح عليه السلام قال: "وجه قليل إلى الأدب وأذنيك إلى كلمات المعرفة"، لهذا الدير في أعناقنا دين كبير، فهو سجل للعطاء ولمكارم الأخلاقه".

وتابع: "لقد أعطى هذا الدير المكرم بشارة أبو مراد وراهبات ورهبان أجلاء نريدهم أن يبقوا رسل محبة وعطاء ونريدهم أن يثبتوا على طريق التلاقي بين جميع شرائح المجتمع في الإقليم والجوار".

وختم: "أبارك لك أيتها الأم الفاضلة هذه المنسبة، وأبارك للقيمين على هذا الدير وعلى هذه المدرسة، متمنيا أن يحل العام القادم وقد شهدنا عودة فاعلة ومتفائلة لأهلنا المسيحيين الذين لا يحلو لنا العيش من دونهم. أنتم اليوم أسبغتم على روحي وشم محبة لا يضمحل، منحتموني دفعا معنويا كبيرا يعينني على القيام بواجبي في ضوء القيم التي تجمعنا معا".

واكد انه "بدعائكم، بمحبتكم، بأصالتكم سنمضي معا نحو ما يريده هذا العهد وصاحبه فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون الذي يعد كما تعلمون أيقونة للمحبة والعطاء.
في هذا الصرح العامر أستشعر نفحات الإيمان الراسخة في حياة المخلص والمجسدة في تعاليمه، وأستشعر عمق محبتنا للمخلص وثبات علاقتنا مع الدير التي ربانا والدي عليها وأريد أن أنهي كلمتي بما أنهي به دائما من على منابر هذا الصرح المبارك وهو أن المخلص لنا جميعا من قلوبنا الحرة نحبه وفي أرواحنا الحارة نحفظ مقامه، والدير ديرنا نحن في قلبه ومن أولى اهتماماته وهو في عقلنا منارة تعقل وهدىً، حوله ندور ونسترشد السلوك القويم، هو لنا مرجعية ونحن أبناء الرعية.

بعدها، سلمت اسكندر والام وازن الوزير الخطيب درعا تقديرية، ومن ثم جرى توزيع الشهادات على المتخرجين.

  • شارك الخبر