hit counter script

- عبدالله بارودي - الجمهورية

حرفوش إبن طرابلس... إبداع عالميّ يسطع في 14 و19 أيار

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٧ - 07:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مرة جديدة يعود الموسيقار العالمي عازف البيانو عمر حرفوش الى مسقط رأسه مدينة طرابلس بعد أن شكّلت زيارته الأخيرة مفاجأة فنية مدهشة لأبناء مدينته، بعد الحفل الاستثنائي الرائع الذي قدّمه في مؤسسة الصفدي.
غادر عمر حرفوش لبنان منذ شهر ونيّف، واعداً كلّ محبّيه بتلبية أي دعوة تأتيه من لبنان وتحديداً من طرابلس، لإحياء حفل موسيقي ومن دون أي مقابل.

وبالفعل، لم تطل فترة انتظاره حتى تلقّى دعوة من رئيسة الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس السيدة جمانة الشهال تدمري لإحياء حفل موسيقي، على درج مقهى «التلّ العليا» الأثري في طرابلس يوم الأحد 14 أيار، في اختتام مهرجان «تراثي تراثك».

تدربتُ على يد الأفضل

«الجمهورية» التقت حرفوش في مقرّ إقامته في فندق «فيا مينا» في مدينة الميناء، وسألته عن بداياته فقال: «منذ صغري عشقت العزف على آلة البيانو، وتدربت على أيدي أفضل الأساتذة في طرابلس، بدعم كامل من عائلتي. لكن نقطة التحوّل كانت بعد مشاركتي في المسابقة الفنية التي نظّمتها سفارة الاتحاد السوفياتي في مقرّ الرابطة الثقافية، أوائل ثمانينات القرن الماضي.

في نفس الفترة، وصلتني منحة كاملة من مؤسسة الحريري لدراسة الموسيقى في فرنسا. في ليلة السفر، رنّ جرس الباب، لأكتشف أنّ وفداً من السفارة السوفياتية أتى ليبلّغني رسمياً بأنني حصلت على المركز الأول في المسابقة التي شاركت فيها، وبأنّ الجائزة عبارة عن منحة دراسية كاملة للتخصّص في دراسة العزف على آلة البيانو. وكان عليّ أن أقرر في لحظتها موقفي النهائي».

ولهي وشغفي

يضيف حرفوش: «كان الخيار صعباً، لكن في نفس الوقت، ولهي وعشقي بالبيانو جعلني لا أتردّد في الموافقة على المنحة الروسية، فكتبت رسالة شكر لمؤسسة الحريري، وغادرت الى موسكو عبر مطار دمشق الدولي باعتبار أنّ مطار بيروت كان مغلقاً حينها بسبب الأوضاع المأساوية التي كان يعيشها لبنان».

يتابع: «شاءت الصدف أن تندلع المواجهات في الاتحاد السوفياتي، ومن ثم الانقلاب العسكري على الرئيس غورباتشوف، وتفكّك الاتحاد السوفياتي الى جمهوريات مستقلّة. بعدها، سافر شقيقي الى اوكرانيا، فعملنا سوياً في عدة مجالات اعلامية واعلانية وتجارية، وحصدنا أرباحاً طائلة. لكن هذا الأمر لم يعقني عن متابعة شغفي في العزف على البيانو لأكوّن لنفسي خطاً ومدرسة موسيقية ذاع صيتها في الخارج».

أرفض أي جنسية ثانية

وعن رفضه الجنسية الاوكرانية التي قدّمها له رئيسها يؤكد حرفوش: «نعم، هذا صحيح، رفضتها بطريقة لائقة، وأرفض نيل أي جنسية أخرى غير لبنانية. قد تستغرب الأمر، لكنني مستعد أن أقف في صف طويل بأيّ مطار في العالم، ولا أن يُقال إنني من بلد آخر غير لبنان. فأنا رغم صداقاتي مع الكثير من زعماء العالم، وشهرتي التي ذاع صيتها عالمياً، لا أزال متعلّقاً بهويتي اللبنانية والشرقية، ومتعلّقاً أكثر بجذوري الطرابلسية».

ويشير حرفوش الى أنّ: «الشهرة لا تعنيه، ما يهمّه في الدرجة الأولى أن يرى أو يلمح تقدير الناس وإعجابهم في اللوحات الفنية والموسيقية التي يقدمها على خشبة المسرح، كما حصل في حفلته الأخيرة بمؤسسة الصفدي، حين رأى الدموع تنهمر من عيون الناس في نهاية الحفلة».

حرفوش الذي يرفض الحديث كثيراً عن عائلته، متزوّج من عارضة الأزياء الروسية يوليا لوبوفا والتي تعتبر اليوم من أهم 10 عارضات في العالم، ولديه منها ابنة وحيدة.

حفلة مميّزة

وعن أهداف زيارته الى لبنان يقول: «أتشرّف بتلبية دعوة الصديقة جمانة تدمري الشهال لإحياء حفلة على درج مقهى «التل العليا». أعتقد بأنها ستكون من الحفلات المميّزة، خصوصاً لجهة طابعها التراثيّ والأثريّ الغريب نوعاً ما، وهو ما شدّني الى إحيائها أكثر. هذه أول مرة أعزف فيها على درج قديم وأثريّ أمام الجمهور، وأنا متشوّق لألاحظ ردة فعلهم على ما سأقدمه».

ويتابع: «إضافة الى ذلك، سألبّي هذه المرة بعض الدعوات الاعلامية، للظهور للمرة الأولى على عدد من القنوات اللبنانية والعربية، وهو أمر أتشرّف به خصوصاً أنّ معظم أرشيفي الاعلامي أجنبيّ الطابع».

ويختم حرفوش: «كان من المفروض أن أغادر لبنان في الخامس عشر من هذا الشهر، الّا أنني تلقّيت منذ يومين دعوة لإحياء حفلة طابعها إنسانيّ، لجمعية رياضية مهمة في بيروت، سيحضرها شخصيات لبنانية مرموقة. لذلك سأحيي في 19 أيار هذه الحفلة الخيرية، على أن أغادر بعدها مباشرة الى باريس».

عبدالله بارودي - الجمهورية

  • شارك الخبر