hit counter script

- ميراي حداد

بين الأمس واليوم... التلفزيون تبدل

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على جهاز التلفزيون في منزلي نظامين "للساتلايت" يجمعان حوالي المئتي محطة تلفزيونية في جميع اقطار الكرة الارضية، محطات تقدَم كل المواضيع من السياسة الى الطبخ والديكور والموضة والمسلسلات والافلام والدين والرياضة والفن والترفيه وغيرها وغيرها وذلك على مدار اربعة وعشرين ساعة.
الخيار كبير وواسع جدا" وفي كثير من الاحيان نقلَب الريموت كونترول، فيستوقفنا برنامج لا نلبث ان ننتقل الى غيره وهكذا دواليك، الى ان نطفىء الجهاز وننصرف الى ملهاة اخرى.
نعود بالذاكرة والحنين الى برامج تلفزيون لبنان عام 1973 كما كانت تظهر في الجريدة اليومية آنذاك، لنتذكر معا" القناة 7 والقناة 9، والقناتان 5 و11...
كانت فترة المساء العائلية تبدأ عند الساعة السادسة والنصف موعد بدء البث التلفزيوني بالرسوم المتحركة Hekel & Jekel أو popeye أوThe Flinstones ، يليه مسلسل خفيف مثل الكلب الذكي الشهير Rintintin أو الساحرة Bewitched وصديقها الكابتن Nelson، أو أرض العمالقة Land of the Giants ، ثم نشرة الاخبار أو "جريدة التلفزيون"، ناهيك عن الثوابت أبو ملحم وموسيقى الgenerique التي ما زلنا نتذكرها و"أبو سليم".
أما المسلسل المحلي فكان من 13 حلقة يعرض مرة في الاسبوع، وكان الأكثر متابعة وانتظارا" في كل أنحاء البلاد، نتذكر toute la ville chante وهو استديو الفن على القناة 9 (لغة فرنسية) واستديو الفن يوم الأحد، حيث كانت تفرغ الشوارع ساعة عرضه، سجل مفتوح لعادل مالك والرجل الجبار Ironman.
مجرد ذكر هذه البرامج يحرك الحنين لأيام عبرت، فيدخلنا في حلم الماضي بكل صوره وأحاسيسه وروائحه، فنتذكر طفولتنا، انتظاراتنا، مدرستنا، أصدقائنا، حزننا عندما يهوي الAntenne على السطح بسبب الرياح، وعندما تشوش الصورة على الشاشة بسبب العاصفة.
فرحنا عند أول يوم مطر في تشرين، فنحمل المظلة ونلبس القبعة حتى لو كنا على الشرفة، وفرحنا عند أول عاصفة هواء ساخن في أيار، فنسرق ارتداء "كم قصير" كما لو كنا في عزّ الصيف، نسمع تعليقاتنا المميزة كيف صدرت منا للمرة الاولى، وصارت "cliché" ترافقنا حتى اليوم.
يمرّ أمامنا شريط لا أدري لماذا أراه بالأبيض والأسود، مع أن حياتنا كانت ملوّنة، أراه قريبا"جدا" بمتناول اليد، وكأنه أمس الذي عبر.

  • شارك الخبر