hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

ندوة لمنتدى الفكر التقدمي عن الانتخابات الفرنسية: إذا تغير وجه فرنسا سيتغير وجه العالم

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٧ - 11:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقام منتدى الفكر التقدمي الاشتراكي ندوة عن "الانتخابات الرئاسية الفرنسية ومخاطر فوز اليمين المتطرف"، تحدث فيها نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال معوض ومرشحة الحزب الاشتراكي واليسار الفرنسي في الدائرة العاشرة للمغتربين الفرنسيين دعد النفي.

بداية اعلن الإعلامي وليد الداهوك "ان الاحد 7 أيار الحالي هو يوم حاسم في تاريخ فرنسا واوروبا، فاذا وصل اليمين المتطرف الى الحكم في فرنسا فستعود عقارب الساعة إلى ما قبل العام 1789 ذكرى الثورة الفرنسية". وقال:"هناك كثير من مبادىء وقيم هذه الثورة وخاصة مبادىء الاخوة والعدالة والمساواة سيزيلها اليمين المتطرف من قاموس فرنسا والعالم"، مبديا تفاؤله "بفوز المرشح الجامع لكل القوى السياسية الفرنسية الديموقراطية إيمانويل ماكرون الذي تشير إستطلاعات الرأي بفوزه بنسبة تتعدى 60%".

ثم تحدث معوض وقال:"هناك اسباب عدة تدعونا الى الاهتمام بالانتخابات الرئاسية الفرنسية ومخاطرها لأن هناك علاقات خاصة كثيرة تربط لبنان بفرنسا. ونحن في لبنان لا نعيش في جزيرة منعزلة، بل نتأثر بمحيطنا، ومحيطنا العربي سيتأثر بنتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وهذه الانتخابات سيكون لها بنتائجها انعكاسات على التركيبة الاوروبية ككل، وفرنسا تمثل بالنسبة الى كثيرين نموذجا للعلمانية والتعددية الثقافية، كذلك تمثل أحد ابرز نماذج دولة الرعاية الاجتماعية، حيث كان لليسار بصماته الاساسية في بناء دولة الرعاية بدءا من ثلاثينات القرن الماضي حين وصل الحزب الاشتراكي ضمن الجبهة الشعبية الى الحكم واعطى العمال حق العطل المدفوعة. لذلك فإن 90% من مكتسبات الفرنسيين كان وراءها اليسار والحزب الاشتراكي الفرنسي".

وأضاف:"نتائج الانتخابات حتى المرحلة الحالية شكلت زلزالا في العالم السياسي على مستوى العالم، واصبح الناخب في العالم امام خيارين لا ثالث لهما:الخيار الاول الليبرالية في الموضوع الاقتصادي، او نختار اقصى اليمين وهذا الفكر الشعبوي الذي هو جزء من اليمين المتطرف في معظم البلدان. بينما الخيار الذي ندعو اليه هو الخيار الاشتراكي الديموقراطي وكان خيارا منتصرا في كثير من الدول الاوروبية، ومع الاسف في المبارزة الحالية في فرنسا يبدو ان اليسار كأنه مغيب عن المنافسة الحقيقية".

ولفت الى "اننا في كل اوروبا، نلاحظ انحسار الاحزاب الاشتراكية. ففي هولندا مثلا حصل نزاع بين اقصى اليمين والحزب الليبرالي، فربح الليبراليون وكان الحزب الاشتراكي الديموقراطي مغيبا عن المعركة بعد ان حكم عشرات السنوات في تلك البلاد".

وسأل:"لماذا وصلت الاحزاب الديمقراطية الاشتراكية الى هنا"؟ وقال:"يوجد زلازل قائمة والفوضى التدميرية القائمة في العالم العربي وانعكاساتها وتدفق اللاجئين العرب والأفارقة الى الغرب وترافق ذلك مع تكاثر الأعمال الإرهابية في فرنسا وهذا ما سبب تصاعد موجة التطرف والدعوة الى الانغلاق على الذات".

وتابع:"هناك حدثان اساسيان حصلا في العالم ويشيران الى خطورة صعود اليمين المتطرف في العالم. الأول هو وصول دونالد ترامب الى الرئاسة الاميركية من خارج مؤسسة الحزب الجمهوري وانتصاره بشعارات كانت تبدو مضحكة وغير واقعية، وعلى الرغم من ذلك وصل الى الرئاسة.أما الحدث الثاني، فهو خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، والذي حصل في بريطانيا مؤخرا شكل دليلا على النزعة الانغلاقية التي وللأسف ستشمل بلدان عدة".

وأشار:"إلى عوامل عديدة ساهمت في وصول التطرف منها تحول الديموقراطيات الى أنظمة اوتوقراطية وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما يجري في تركيا اليوم، الى جانب تراجع النمو في الغرب وازدياد عدد العاطلين عن العمل وفشل الحكومات الى حد كبير في معالجة البطالة والنمو، الى جانب ذلك إنتعاش اليمين المتطرف من جراء وجود التطرف الاسلامي الذي هو من اكثر داعمي مارين لوبان".

وشرح كيف أن "الاعمال الارهابية الكبيرة التي حصلت في فرنسا وأوروبا والتي ساهمت في إنتشار الذعر والرعب والخوف، وهذه الأعمال هي من نتاج أعمال تيارات اسلامية متطرفة تنشط في دول اوروبا مدعومة بأموال خارجية وائمة سلفيين يدعون الى رفض الاندماج بالمجتمعات والى التمايز في العيش اليومي".

بدورها قالت النفي:"ان مارين لوبن باتت مشهدا عاديا كأي مشهد من فرنسا، جاءت الى لبنان واستقبلها رئيسا الجمهورية والحكومة وكان عليهم عدم فعل ذلك وخاصة الرئيس سعد الحريري فكيف إستقبلها وهي التي تكره الاسلام والمسلمين".

واضافت:"اليوم يوجد 6 ملايين مسلم مندمجين في فرنسا، وما تتكلم عنه اليوم عن الاسلام والديانات والجذور هو ممنوعا في الجمهورية ومبادئها العلمانية. واليوم تنسى لوبان ان التاريخ لا يتوقف والوضع اليوم تغير، فالاسلام دخل الى فرنسا وإندمج فيها ولكن المرشحة لوبان ورثت التعصب من أبيها جان ماري لوبان ومن سياسات ساهمت في تعبيد الطريق لها وخاصة من رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي".

وتابعت:"إن الفاشية ليست وجهة نظر وهي غالبا ما تتحول إلى دكتاتورية"، مؤكدة "أن حزب لوبان هو حزب فاشي بامتياز، وهي شخصية فاشية، تكذب وتزور الحقائق وتستخدم كل الوسائل للوصول الى هدفها. وهي تضع كل اللوم على الغرباء وخاصة المسلمين وتعتبر ان كل المشاكل التي تعاني منها فرنسا هي منهم، ونسيت لوبان أن هؤلاء ساهموا ويساهمون في إنماء وتطوير فرنسا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا".

وأضافت:"إن حزب لوبان يبني كل سياسته على تخويف الناس من الآخر وفي لبنان قالت انها ستعمل لإقرار قانون خاص لمسيحي الشرق الاوسط، وقد ضحكت على اللبنانيين في موضوع الجنسية ووعدتهم أنه في حال إقرار قانون الجنسية الذي تريده للفرنسيين ستسمح للبنانيين بالمحافظة على جنسيتهم. وهي تعتمد في سياساتها الخارجية على دعم ديكتاتوريات في الخارج"، لافتة الى ان "خطورة شعبوية لوبان تكمن في تغلغل نفوذها بين الاوساط الشعبية والعمال الذين صوتوا لها بنسبة كبيرة".

وختمت مشيرة الى "أنه إذا تغير وجه فرنسا سيتغير وجه العالم".  

  • شارك الخبر