hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الرياشي في ندوة عن المخدرات: دور الإعلام إستراتيجي لدفع الشباب نحو مكافحة آفتها

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٧ - 20:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت جمعية "نسروتو - الأناشيد" ندوة في فندق "مونرو" - عين المريسة بعنوان "المخدرات ما بتضر...بس بتقتل"، برعاية وحضور وزير الإعلام ملحم الرياشي ومشاركة جمعيات مدنية ومهتمين.

وركزت الجولة الأولى من الندوة على "كيفية تأمين السبل العلاجية والوقائية للمدمنين والتحذير من مخاطر الإدمان الرقمي"، وقدم المحاضرين الإعلامي ماجد أبو هدير.


بداية النشيد الوطني ثم تحدثت القاضية نازك الخطيب ممثلة وزير العدل سليم جريصاتي عن "دور وزارة العدل بالتعاطي مع هذا الملف الخطر"، مشددة على أن "الدور التشريعي في مجلس الوزراء هو المفتاح لحل عقدة هذا الملف وكيفية القيام بالإجراءات الإستباقية قبل الوقوع في براثن الإدمان، لأن المدمن لا يفقد قواه العقلية وحسب بل يكون ضحية لأمراض نفسية خطرة تؤثر في سلوكياته لذا يجب إيجاد مفاعيل رادعة ووقائية كما يجب تطبيق الأحكام المشددة على تجار ومروجي المخدرات".

اضافت: "نظمت وزارة العدل عام 2013 لجنة مكافحة الإدمان للاشراف على وضعية المدمن ومساعدته على تنظيف سجله العدلي لأنه يعتبر مريضا وعلى وزارة العدل توعية القضاة الجدد للقيام بتنفيذ وإصدار أحكام قضائية شديدة بحق التجار والمروجين"، مشددة على "صيغة التنسيق ما بين الوزارات وتحديدا الوزارات المعنية مثل التربية والتعليم، الشؤون الاجتماعية، الداخلية والبلديات لأن الهدف الرئيس من هذا الملف حماية الإنسان".

وشدد رئيس مكتب مكافحة المخدرات العميد غسان شمس الدين ممثلا وزير الداخلية نهاد المشنوق في كلمته على "ماهية عمل المكتب المعني لأن المسؤولية تقع بنسبة 90% عليه"، وتطرق إلى "ضرورة دعم مهام القوى الأمنية التي تنفذ المهام الموكلة إليها تحت الخطر"، معددا "الصعوبات التي تواجه مسار عمل المكتب وأبرزها عدم توفر مركز رسمي لمعالجة المدمن والإفتقار لأي عملية تساعد المدمن على إيجاد فرصة عمل جديد ما بعد الشفاء"، كما تطرق إلى "كيفية تحديث وتبديد مخاوف هذه الآفة ومد جسر تعاون ما بين الجهات الرسمية المعنية والمجتمع المدني وعدم توفير إنزال العقوبات المتشددة على التجار والمروجين لهذه السموم القاتلة".

من جهته، شدد الوزير السابق سليم الصايغ على "دور الثقافة المختصة في خفايا هذا الملف ومخاطره"، متحدثا عن "الأدوات النفسية والإنسانية والطبية التي يجب توافرها"، متطرقا إلى "نوع جديد من الإدمان يشكل خطرا على أطفالنا، الإدمان الرقمي الذي يولد ظاهرة العنف منذ الطفولة في نفسيات أولادنا"، كما تطرق إلى "ضرورة الإبتعاد عن التطرف الطائفي حيال المدمن وتحديد نوعية ألعاب أطفالنا لأن بعض الألعاب تولد العنف".

وختم الصايغ مؤكدا أن "المراقبة على البرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي حاجة ضرورية في ملف المخدرات".

وقالت ممثلة وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة هيلدا خوري ان "ملف المخدرات من أولى الملفات الشائكة والمهمة في البلد، خصوصا أن خطورته تكمن في إفساد الجيل الناشئ والمجتمع أيضا ولكل وزارة من الوزارات دورها في تفعيل ورعاية ودراسة هذا الملف. ويجب تنبيه أي تربية نريدها للمواطن".

اضافت: "بعض المناهج تعود الطفل على صفة الإستسلام لذا من الضروري ردع الجيل الشاب عن فكرة الإستسلام والتعاون مع الجمعيات والمنظمات التي تهتم في ملف المخدرات من خلال توفير فريق صحي ونفساني لإصابة الأهداف في تصحيح وجهة المدمن وايصاله إلى شاطئ الأمان".

وختمت بأن "الحل الوحيد في هذا الملف هو التشريع".


بدورها شددت ممثلة وزير الصحة غسان حاصباني، رئيسة دائرة المخدرات في وزارة الصحة ماري تيريز مطر على ان الوزارة "لديها مصح لمعالجة المدمنين في مستشفى ضهر الباشق وسوف يفتح مركز آخر في مستشفى رفيق الحريري الحكومي".

وأكدت أن "هذه الظاهرة الاجتماعية في حركة تصاعدية ينتج عنها حالات نفسية وصحية مميتة، لذا قامت وزارة الصحة بوضع دراسة خاصة حول هذا الملف تحت إشراف أطباء مختصين وهي على تعاون مع الوزارات الأخرى، لأن الملف هو بحد ذاته قضية إجتماعية إنسانية وطنية تحدد مصير الوطن".

ثم بدأت مناقشات الجولة الثانية بعد استراحة غداء وتحدث فيها رئيس مكتب مكافحة المخدرات في فيينا Esbjorn Hornberg،ممثلة عن مكتب مكافحة في الأمم المتحدة Mirella DummarFrahi والمديرة التنفيذية في Mentor Arabia ثريا إسماعيل. وقدمت الجولة الثانية رئيسة المؤسسة الفيديرالية الدولية لمكافحة المخدرات ليندا نيلسون.

واختتمت الجولة الثالثة من المناقشات بكلمة للوزير الرياشي الذي تحدث عن الإعلام وعالم المخدرات، فلفت الى أن "الإعلام يروج في بعض المرات لنهاية المخدرات ومكافحتها من دون الإنتباه إلى أنه يروجها"، وقال: "الإعلام سيف ذو حدين والأهم من الشكل هو المضمون ومن المظهر هو الجوهر، يجب على من يتعاطى في مهنة الإعلام ورسالته أن يكون رسولا حقيقيا متعمقا وضليعا في أي مادة يقدمها للرأي العام،الإعلام والمخدرات عالم واسع وهو المشروع الأساسي لتوعية المجتمع والرأي العام على مخاطر المخدرات".

أضاف: "مرات نقع بالتضليل ومرات بتعليب العقول ويجب أن نستفيد من تجارب بعضنا البعض وأن نقدمها للرأي العام للتعرف على المخاطر الحقيقية للمخدرات. ان أفضل ما يمكن أن يقدمه الإعلام لمكافحة المخدرات هو شهادات حياة حية من مدمنين سابقين تمت معالجتهم، هو موقف واضح يضع الحقائق أمام الرأي العام لطبيعة أنواع المخدرات ومخاطرها الحقيقية وطبيعة المروجين والتجار الذين يتعاطون في شأن المخدرات لأنه في بعض المرات يوجد بيننا مروجون غير مدمنين ومرات للأسف بعض المدمنين لكي يستطيعوا الحصول على حاجاتهم من المخدرات يتحولون الى مروجين، بمعنى أنها مخاطر متعددة الإتجاهات والأسباب ولكن اخيرا دور الإعلام والمواقع الإلكترونية هو دور إستراتيجي يمكن أن يشكل حافزا كبيرا لدفع الشباب نحو مكافحة هذه الآفة وعدم تعاطيها".

واعتبر الرياشي أن "دفع الشباب نحو عدم التعاطي ليس كافيا، بل يجب دفع الشباب نحو مكافحة هذه الآفة، شباب لبنان يجب أن يكون حافزا أساسيا في المدارس والجامعات والجمعيات والأندية وفي الأماكن كافة لإيجاد، أولا، البدائل الترفيهية والتنفيسية عن الحاجة إلى اللجوء إلى الإدمان، وثانيا، التوعية حول مخاطر الإدمان والمخدرات، وثالثا، المساهمة الفعلية والفعالة في مكافحة هذه الآفة، مكافحة المخدرات تبدأ من منشور يوزع على المواطنين وصولا إلى عرض تلفزيوني يدخل إلى بيوتنا يفصل كل هذه المخاطر وينبهنا من هذه الآفة".

ووعد أنه "بعد تعيين مجلس إدارة جديد لـ"تلفزيون لبنان" ستكون هناك حلقات متخصصة لمكافحة المخدرات وفتح أثير "إذاعة لبنان" التي نطورها حاليا وإرسال سيارتين مخصصتين للنقل الخارجي إلى البلدات والقرى اللبنانية لأخذ آراء المواطنين وإلغاء منطق الإذاعة الرسمية والرسميين لكي تصبح إذاعة اللبنانيين لأن الدولة هي في خدمة الشعب اللبناني وستتحول الإذاعة منبرا لمكافحة المخدرات".

وأكد أن "وزارة الإعلام أبوابها مفتوحة وستتعاون لبث أي نشاطات وإعلانات في كل الوسائل الإعلامية للتوعية حول مخاطر الإدمان على المخدرات أو أي آفة أخرى في المجتمع اللبناني لأن المخدر يضر ويذل".

واجاب الرياشي على أسئلة الحاضرين فأكد أن "دور الوزارة مهم على صعيد التوعية على تناول المشروبات الروحية لأنها أخطر من المخدرات ودورها هو انعكاس لدور وزارات أخرى لديها اختصاصات أكثر"، وتمنى على "وزارتي الصحة العامة والإقتصاد والتجارة التحرك للتوعية حول مخاطر الإدمان على الكحول".

وردا على سؤال رأى أن "الإضاءة في الإعلام على أي منفذ حول المواد المخدرة هو ضروري ومهم ولكن أيضا هناك دور إستثنائي للأجهزة الأمنية لمكافحة المخدرات ومنع وصولها إلى أيدي الشباب ويجب إبلاغ مكتب مكافحة المخدرات لأنه نشيط على هذا الصعيد"، مؤكدا أن "اليأس ممنوع في موضوع مكافحة المخدرات لأنه يشكل أكبر إنتصار لتجار هذه الآفة، ولا يجب أن نتعاطى مع المدمن كأنه مجرم بل التعاطي معه كأخ حقيقي وإحتضانه ومعالجته".

وأعلن أن "وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يريد إيجاد حل بالتعاون مع بريطانيا لبناء سجن جديد في منطقة مجدليا طرابلس لفصل المدمنين والمروجين عن بقية المساجين.

وختم مشددا على "ضرورة إحتضان المدمن على المخدرات ومعاقبة تجار المخدرات بقسوة وعدم التسامح معهم".

  • شارك الخبر