hit counter script

باقلامهم - مازن عبّود

الجيك وأبو الفحول في مناوشات الأول من أيار

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٧ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وحصلت مناوشات كلامية ما بين "الجيك" العلكجي الناعم والرفيق "أبو الفحول" اللحّام في عيد العمال في الأول من أيار من السنة الأولى على تولي السيد "دونالد ترامب" رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، مناوشات كانت ناعمة الملمس لكن خشنة المضمون وقد أحببت ان انقلها لكم.

صودف انّ "الجيك" الملقب ب"هاي" كان مارا يتمايل مع النسمات لحظة كان الرفيق "أبو الفحول" يلعن الرأسمالية المتوحشة والعولمة ويتأوه مستذكرا الأيام الذهبية للاتحادات العمالية والتحركات وسائر القضايا. فألقى "الجيك" عليه "الهاي" بشكل مطوّل وفق الأصول ومن ثم راح يتراقص ويمضغ علكته ويرمي كلماته مستهزئا بالقضايا وببشر أيام زمان. دعا العلكجي اللحّام الى حفلة رقص وفقش وفرفشة عند المعلم "جامو" للاحتفاء بهذه المناسبة ودعاه الى إعادة رسم المناسبة في باله بما يتوافق مع عصر الهواتف الذكية والحدود المفتوحة والفردية والموسيقى الصناعية والإرهاب ما الى ذلك. ثمّ سأله ان يعرج على السوبر ماركت كي يتحوج مبادئ ونظما تتناسب مع واقع حاله. فأغتاظ الرجل ورد الدعوة بدعوة الى المشاركة في التحرك قبالة بيت المختار بقيادة الرفيق المناضل الرئيس "أبو الشنبات" الذي سيتلو خطابا طنانا مدته خمس وأربعين دقيقة موجه الى قادة الدول الرأسمالية المارقة من اجل وقف استغلالها للشعوب ودهسها الطبقات الكادحة. وقال له: " انّ هذا ينفع أكثر من هز الخصر وخلع الوبر يا فتى "النايلون".

ما تأثر الناعم كثيرا بالكلام فمن له كل هذا العدد من العوالم والأصدقاء على الفايسبوك لا يعد يهتم للناس ولواقع أولئك الذين لا ينتمون الى الحضارة والعصر. والحضارة بالنسبة الى "الجيك" وجماعته كانت شاشة ذكية او هاتفا ونغما وهنداما وسلسلة أفكار تزيل الضوابط كل الضوابط فلا يعود أحد يخشى أحدا او شيئا.

فبينما كان الأول يصر على تحرر الشعوب من الرأسمالية الفاحشة ويدعو الى العدالة الاجتماعية ما بين البشر عبر فرض نظام او نمط عيشة ما، كان الثاني ينادي بتحرر الفرد من كل الضوابط والقيود وبالحكومة العالمية والحدود المفتوحة واللغة الموحدة، وفي كلا الحالتين كان الانسان يغتال في البشري ولا يعود التحرر تحررا بل استعبادا ام لما هو ملموس ومنظور ومقيم ما بين حدود الدول، ام لما هو غير منظور ومعلوم ويتحكم بكل شيء عن بعد. وقديما كان الوحشان يخشيان بعضهما البعض مما خلق توازن رعب ما، توازن منح الناس فسحة، والفسحة ذابت وعادت فتكونت هامشية وصغيرة.

كانت "الجيك" يمضغ علكته، وقد حرر جسده ونفسه من كل القيود فصار يتمايل ولا يثبت إذا ما مشى من خفة وزنه، بينما أمسى "أبو الفحول" ثقيلا لا يقوى على الحراك من مكانه بسبب ثقل وبيروقراطية وكهولة وسائله. لقد كان الاثنان يدعوان الى التحرر النظري الا انهما كانا يبعدان عن الفعلي كل يوم أكثر فأكثر.

خرج "أبو الفحول" من العصر و"الجيك" صار دمية العصر الذي أسقط كل القضايا الكبرى ابتداء من حقوق العمال وسيادة الدول وصولا الى العدالة الاجتماعية واستبدلها بحقوق من نوع آخر وطعمة حيوانية. ما جمعهما كان قاعدة الانطلاق التي تؤدي الى نفس النتيجة.

  • شارك الخبر