hit counter script

أخبار محليّة

كرامي: نحن على أبواب الانهيار ومناصفة الطائف تفاهم وتعايش لا حفظ حقوق

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 13:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى الوزير السابق فيصل عمر كرامي عشاء المشاركين في مؤتمر المستشفى الاسلامي الطبي الخامس عن "الطب وأمراض الأوعية والشرايين الدموية"، الذي أقيم بالتعاون مع مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي - جامعة المنار، في مبنى الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في حرم الجامعة، في حضور الرئيس الفخري للمؤتمر رئيس قسم الامراض العصبية ووحدة مكافحة الجلطة الدماغية في جامعات موندور في باريس فرنسا البروفسور حسان الحسيني، رئيس الجامعة العميد سامي منقارة، نقيب الاطباء في طرابلس الدكتور عمر عياش، نقيب أطباء الأسنان في طرابلس والشمال الدكتور أديب زكريا ممثلا بعضو مجلس النقابة ربيع العمري، منسق المؤتمر مدير العناية الطبية في المستشفى الاسلامي طرابلس الدكتور وسيم درويش، مدير المستشفى الاسلامي عزام اسوم، رئيس مجلس ادارة المستسفى الحكومي الدكتور فواز حلاب ونقباء الاطباء السابقين ومدراء مستشفيات وعمداء الكليات في الجامعة وعدد من أطباء طرابلس والشمال.

بعد النشيد الوطني كانت كلمة لمنسق المؤتمر الدكتور درويش استعرض فيها مسيرة المستشفى الاسلامي منذ التأسيس ايام الرئيس عبدالحميد كرامي، وقال: "ايها الاطباء، انتم حاملو ابناء الوطن على اكتافكم، وحاملو اللواء كما كل جند على حدود الوطن، انتم اهل التضحية، وخلقتم للتضحية، والاسلامي كان ولا يزال يقدم بصدق وعطاء خدمة للانسانية وستبقى هذه الثوابت، واهلنا في باقي مستشفيات لبنان يحملون معنا هذا المشعل، ونتمنى ان يأتي الوقت الذي تنظر فيه الدولة الينا بعين الابوة، ونؤكد باننا أجمعين متفقون ويدا واحدة وتجمعنا النقابة".

وشكر الرئيس الفخري للمؤتمر لكرامي رعايته وللدكتور درويش حسن التنظيم والإشراف، ورأى ان "عنوان المؤتمر مهم جدا ويؤكد ان الطب تطور، وفالج لا تعالج اصبح وراءنا. طرابلس تملك الكفاءات وهي في حاجة الى أقسام متطورة كما في العالم لمعالجة الجلطات الدماغية التي أصبحت ممكنة اذا توفرت المعدات"، واستعرض نجاحاته الطبية في فرنسا، وأكد أنه يعتز بانه طرابلسي ولبناني 100 % كما هو فرنسي 100 %، متمنيا ان "تعود طرابلس الفيحاء كما كانت فواحة بعطر زهر الليمون".

أما كرامي فقال: "يسعدني أن نلتقي مجددا، كما كل عام، في اختتام المؤتمر الطبي السنوي الذي ينظمه المستشفى الأسلامي الخيري بالتعاون مع نقابة الأطباء في طرابلس وكلية الصحة العامة في جامعة المنار - مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي. شكرا لكل المنظمين والإداريين والمساهمين في انجاح هذا الحدث العلمي في دورته الخامسة، والشكر الأكبر للأعزاء الأطباء الذين شاركوا في النقاش والحضور وتقديم الجديد على مستوى البحث الطبي، مؤكدين جدارتنا في لبنان وفي طرابلس خصوصا على مواكبة أحدث الإنجازات والاكتشافات العلمية ولا سيما في ميدان يتصل بالصحة التي هي أساس السعادة والاستقرار والإنتاج على مستوى الأفراد أو الجماعات. والشكر الكبير لرئيس المؤتمر الفخري البروفسور حسان الحسيني الذي حرص على الحضور من فرنسا للاسهام في نجاح المؤتمر وتقديم اضافة نوعية عبر خبرته ومكانته في العالم في مجال طب الأعصاب وخصوصا الجلطة الدماغية. الشكر أيضا للبروفسور عدنان بكري والبروفسور ماهر دبوسي لجهودهما الطيبة وحضورهما المتميز".

أضاف: "أشد على أيدي الأحبة في الجهازين الإداري والطبي في المستشفى الإسلامي، الذين رغم المهمات الكبيرة الملقاة على عاتق المستشفى في تأمين الطبابة والرعاية الصحية في ظل ظروف اجتماعية صعبة، الا انهم لم يتوانوا عن أداء الدور المطلوب منهم في مجال البحث والعلم بالتعاون مع الجهات الأكاديمية والنقابية المعنية، وايمانا منهم بأن التطور هو سمة هذا العصر، وبأن التطور في المجال الطبي تحديدا هو ثورة علمية بكل المقاييس يشهدها عصرنا بوتائر سريعة تكاد تكون مدهشة. إن مستوى التحضر والرقي في الدول والمجتمعات يقاس بحجم ونوع الرعاية الصحية التي تقدمها هذه الدول والمجتمعات للمواطنين، بأقل كلفة مالية، وأحيانا بدون أي مقابل مالي، ولست أنا من يصنف الدول في هذه الخدمة، وليست دول العالم متساوية ومتشابهة في قوانين وتقديمات الرعاية الصحية، لكنني أستطيع أن أجزم أن لبنان يكاد يكون الدولة الوحيدة التي يموت فيها المرضى على أبواب المستشفيات، وأن المرض في مجتمعنا ليس فقط محنة تصيب المريض وعائلته، بل هو فضيحة تعرض المريض وعائلته وأقرباءه للتسول من الجهات الحكومية ومن الجهات السياسية والحزبية، وغالبا من يريد أن يحفظ كرامته يموت في بيته بصمت دون استشفاء ولا طبابة ولا أدوية".

وتابع: "ان مهمة المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس وكل مناطق الشمال كانت على الدوام تغطية هذا النقص في واجبات الدولة عبر مفهوم التكافل الاجتماعي، وعبر تأمين مؤسسة استشفائية تستقبل كل المرضى بلا أي شروط سياسية أو حزبية أو طائفية أو مالية، وقد أدى هذا المستشفى مهمته بنجاح عبر السنين وصار مستشفى كل الناس في ظل الغياب الفاضح للمستشفيات الحكومية التي تفتقر الى الفعالية لأسباب شتى معظمها مريب ومفتعل. خلال السنوات الخمس الماضية قام هذا المستشفى بتزويد أقسامه كافة بأحدث التجهيزات والآلات الطبية، كما جرى تحديث أقسام عدة، منها قسم غسيل الكلى وقسم الصحة العامة. واستراتيجية السنوات المقبلة للمستشفى تتضمن أهدافا نوعية وثورية على مستوى لبنان بحيث يكون المستشفى قادرا على التعامل مع كل الحالات الطبية، والعمل على استحداث القسم المخصص لعلاج سرطان الأطفال. وكل ذلك، انما بتوفيق من الله عز وجل، وبمؤازرة المجتمع الشمالي واللبناني، وبدعم الأصدقاء وزراء الصحة في الحكومات المتعاقبة، وطبعا بفضل إيمان الجهازين الطبي والإداري برسالة هذا المركز الطبي في المدينة والمجتمع. ومع ذلك، ان يدا واحدة لا تستطيع التصفيق، والاستشفاء في لبنان ليس بمتناول كل مرضى لبنان، وكلنا نسمع ونقرأ عن معاناة اللبنانيين في كل المناطق".

وقال: "هذه الحقيقة المؤسفة والحزينة تقودني الى القول أن لبنان ليس بخير، بل هو بحاجة لأطباء من كل الاختصاصات لأنه مصاب بكل العلل التي تصيب الأوطان. هل أعدد هذه العلل التي نعرفها جميعا؟ علة الفقر وعلة البطالة وعلة انعدام التنمية وعلة انعدام العدالة وعلة الكهرباء والماء والنفايات والتلفونات وتراجع مستوى التعليم وطغيان الواسطة والمحسوبيات وصولا الى علة الهجرة باتجاهين، هجرة أصحاب الاختصاصات والمهارات الى الخارج وهجرة البائسين والفقراء الى الداخل. أما علة العلل التي تسببت بكل هذا المشهد الأسود فلها اسم واحد لا غير: انها علة الطائفية. انها العلة المزمنة التي تفاقمت وجلبت معها كل الشرور والجهل واليأس والفساد، ولا قيامة للبنان الا بالقضاء الكامل على الطائفية لعن الله من اخترعها ورباها وقواها، وألهم الله من لا زالوا يتمسكون بها بأن يعوا انها الخطر الأكبر عليهم وعلى كل البنية اللبنانية".

أضاف: "اني أيها الأحبة، وعبركم، عازم الليلة على مصارحة اللبنانيين ببعض الحقائق التي قد لا تعجب لا الحلفاء ولا الخصوم في السياسة، لكنها قطعا حقائق تحفظ الوطن اذا أردنا لهذا الوطن أن يستمر وأن يكون قائما على أسس عصرية متينة وعلى أرض آمنة غير معرضة للهزات والزلازل المتلاحقة. الحقيقة الأولى انه لا توجد أي فرصة جدية لبناء لبنان على التحاصص بين الطوائف والمذاهب، وان صيغة العيش المشترك كلها بحاجة الى اعادة نظر تنتشلها من العصور الوسطى وتدفع بها الى القرن الحادي والعشرين. الظروف التي نشأ فيها لبنان عان 1943، وأقصد الوقائع السياسية والاستراتيجية والقوى الكبرى ذات الفاعلية في منطقتنا، كلها ظروف صارت من الماضي، وكلنا نعرف أننا انتهينا بحرب عبثية دامت 17 سنة لكي نعيد تركيب تسويات تلائم الظروف الجديدة والزمن الجديد، ومن هنا ولد اتفاق الطائف الذي صار دستورا، لكنه الدستور الذي لم يبصر النور تطبيقا وتنفيذا. وأقول في هذا السياق وبمنتهى الصراحة، دعونا نعود الى الطائف ونعتمده وصفة انقاذ مرحلية، قبل أن يفوت الأوان. الطائف حصر الفكرة الطائفية بتوزيع الرئاسات على 4 مذاهب، الموارنة والسنة والشيعة والدروز باعتبار أن مجلس الشيوخ الذي ستتمثل به المذاهب سيكون برئاسة درزي. غير ذلك، كل مبحث طائفي أو مذهبي هو لعب بالنار".

وتابع كرامي: "الحقيقة الثانية التي تفرض نفسها هنا هي أن المناصفة التي يقرها الطائف، هي مناصفة تفاهم وتعايش ورقي بين المسيحيين والمسلمين، وليست في أي لحظة مناصفة حفظ حقوق، فحفظ الحقوق من اختصاص المؤسسات والقضاء والعدالة الاجتماعية ولا علاقة لرؤساء الطوائف، لا الروحيين ولا الزمنيين بحفظ حقوق المواطنين. ان وعي هذه الحقيقة يزيل الكثير من الغشاوات والطموحات الجامحة والأحلام المجنونة التي بدأنا نراها ونسمعها اليوم عبر طروحات انتخابية عجيبة ومعيبة تحت شعار حفظ حقوق المجموعات الطائفية. وبالمناسبة أقول للمسيحيين اللبنانيين أن من يحميهم ويحفظهم وينصفهم ليس الزعيم مع احترامنا لكل الزعماء، وتشغيل المعداد ليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا كمواطنين، بل نراهن عليهم وعلى وعيهم لإخراج البلد من بدعة التنافس بين السنة والشيعة، وليس العكس، أي لا نتوقع منهم أن يكرروا لعبة الموت ويصبح الإنجاز هو التنافس بين السنة والشيعة والمسيحيين".

وقال: "تبقى الحقيقة الثالثة، وهي أخطر الحقائق، لأنها تشكل المفترق الذي سيعبره لبنان خلال أقل من شهر، وستترتب عليه نتائج مصيرية. نحن، أيها السادة، وحتى اللحظة لا نعرف سوى أن البلد في نفق التجاذبات والطموحات واللااتفاق، فهل سنصل الى التمديد للمجلس النيابي؟ هل سنصل الى الفراغ؟ هل سنعتمد قانون انتخابات يقوم على النسبية؟ هل سنتحايل على مفهوم العيش المشترك ونذهب الى المختلط أو التأهيلي؟ هل سيصبح قانون الستين أمرا واقعا يوقع البلد في الهاوية التي لا قيامة منها؟ كل هذه الأسئلة لا أحد في البلد يعرف أجوبة حقيقية لها، والمصيبة أن كل الاحتمالات واردة. اليوم، وحين تضعنا السلطة والقوى الحاكمة أمام 3 خيارات، اما التمديد واما الفراغ واما الستين، نقول أننا نختار الطائف. ولكن هل يدرك أهل السلطة ما هم فاعلون بالبلاد والعباد؟ هل يدركون أن اللبنانيين لن تنفع معهم هذه المرة طاولة حوار أو بيانات تفاهم أو وعود ومواعيد؟ هل يدركون أن الشارع سيكون مفتوحا للجميع، سواء أصحاب القضايا والمطالب المحقة أو سواهم من اللاعبين بالنار أو حتى المكلفين من أجهزة ودول بتنفيذ ما هو أدهى؟ نحن ببساطة على أبواب الانهيار الشامل، وهو يفوق بأشكاله التي سيتخذها كل الحروب والصراعات التي شهدناها واعتقدنا أننا عبرناها بأقل الأضرار. وأكتفي هنا بالقول بأن الشعب لن يرحم والتاريخ لن يرحم، وأترك للأعزاء الأطباء الحاضرين معنا أن يخبروا الناس ما الذي يحل بجسم عليل أصيب بكل هذه "الاشتراكات"، ولبناننا جسم عليل يحتاج الى العناية الفائقة السريعة والجيدة والصادقة".

وختم كرامي: "أجدد امتناني لدوركم الرائد في انجاح هذا المؤتمر العلمي الذي نحتفل هذا المساء بأختتام أعماله، وأجدد اعتزازي بفعالية القيمين على المستشفى الأسلامي وجامعة المنار، وأشكر الحاضرين فردا فردا على أمل اللقاء في السنة المقبلة في وطن معافى بلا علل يليق بأحلام وطموحات الأجيال الجديدة".

وفي الختام قدم كرامي للحسيني درع المؤتمر، وقدما معا دروعا تكريمية للأطباء ماهر دبوسي وجميل عكاري وجمال حافظ ورائد محمد عثمان ونبيل كبارة وجميل النشار وكرم كرم وبلال كبارة وعمر حلوة والأستاذين في العلوم التمريضية خليل خليل ومازن لحام.

  • شارك الخبر