hit counter script

أخبار محليّة

كرامي: المناصفة التي يقرها الطائف ليست في أية لحظة مناصفة حفظ حقوق

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 11:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى الوزير السابق فيصل عمر كرامي ان "مستوى التحضّر والرقي في الدول والمجتمعات يقاس بحجم ونوع الرعاية الصحية التي تقدمها هذه الدول والمجتمعات للمواطنين". وتساءل هل يدرك أهل السلطة ما هم فاعلون بالبلاد والعباد؟ وهل يدركون أن اللبنانيين لن تنفع معهم هذه المرة طاولة حوار أو بيانات تفاهم أو وعود ومواعيد؟ وهل يدركون بأن الشارع سيكون مفتوحا للجميع، سواء أصحاب القضايا والمطالب المحقة أو سواهم من اللاعبين بالنار أو حتى المكلّفين من أجهزة ودول بتنفيذ ما هو أدهى؟ ولفت الى "اننا ببساطة على أبواب الأنهيار الشامل.
كلام كرامي جاء خلال رعايته حفل عشاء في مطعم دار القمر في طرابلس، للمشاركين في مؤتمر المستشفى الاسلامي الطبي الخامس حول "الطب وأمراض الأوعية والشرايين الدموية"، الذي اقيم بالتعاون مع مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي جامعة المنار، في مبنى الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في حرم الجامعة.
وحضر حفل العشاء الى كرامي، الرئيس الفخري للمؤتمر رئيس قسم الامراض العصبية ووحدة مكافحة الجلطة الدماغية في جامعات موندور في باريس فرنسا البروفيسور حسان الحسيني، رئيس جامعة المنار العميد سامي منقارة، نقيب الاطباء في طرابلس الدكتور عمر عياش، نقيب أطباء الأسنان في طرابلس والشمال الدكتور أديب زكريا ممثلا بعضو مجلس النقابة ربيع العمري، منسق المؤتمر مدير العناية الطبية في المستشفى الاسلامي طرابلس الدكتور وسيم درويش، مدير المستشفى الاسلامي عزام اسوم، رئيس مجلس ادارة المستسفى الحكومي الدكتور فواز حلاب، و نقباء الاطباء السابقون، مدراء المستشفيات في طرابلس والشمال ولبنان، عمداء الكليات في الجامعة وعدد من أطباء طرابلس والشمال.
بعد النشيد الوطني، قال كرامي: " يسعدني أن نلتقي مجددا، كما كل عام، في اختتام المؤتمر الطبي السنوي الذي ينظمه المستشفى الأسلامي الخيري بالتعاون مع نقابة الأطباء في طرابلس وكلية الصحة العامة في جامعة المنار - مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي، شاكرا لكل المنظمّين ولكل الأداريين ولكل المساهمين في انجاح هذا الحدث العلمي في دورته الخامسة، والشكر الأكبر للأعزاء الأطباء الذين شاركوا في النقاش وفي الحضور وفي تقديم الجديد على مستوى البحث الطبي، مؤكدين جدارتنا في لبنان وفي طرابلس خصوصا على مواكبة أحدث الأنجازات والإكتشافات العلمية، لا سيما في ميدان يتصل بالصحة التي هي أساس السعادة وأساس الأستقرار والأنتاج على مستوى الأفراد أو الجماعات. والشكر الكبير لرئيس المؤتمر الفخري البروفسور حسّان الحسيني الذي حرص على الحضور من فرنسا للأسهام في نجاح المؤتمر وتقديم اضافة نوعية عبر خبرته ومكانته في العالم في مجال طب الأعصاب وخصوصا الجلطة الدماغية. والشكر أيضا الى البروفسور عدنان بكري والبروفسور ماهر دبوسي على جهودهما الطيبة وحضورهما المتميّز.
واني هنا أشدّ على أيدي الأحبة في الجهازين الأداري والطبي في المستشفى الأسلامي، والذين ورغم المهمات الكبيرة الملقاة على عاتق المستشفى في تأمين الطبابة والرعاية الصحية في ظل ظروف اجتماعية صعبة، الا انهم لم يتوانوا في أداء الدور المطلوب منهم في مجال البحث والعلم بالتعاون مع الجهات الأكاديمية والنقابية المعنية، وايمانا منهم بأن التطور هو سمة هذا العصر، وبأن التطور في المجال الطبي تحديدا هو ثورة علمية بكل المقاييس يشهدها عصرنا بوتائر سريعة وتكاد تكون مدهشة".

اضاف: " ان مستوى التحضّر والرقي في الدول والمجتمعات يقاس بحجم ونوع الرعاية الصحية التي تقدمها هذه الدول والمجتمعات للمواطنين، بأقل كلفة مالية ممكنة، وأحيانا بدون أي مقابل مالي، ولست أنا من يصنّف الدول في هذه الخدمة، وليست دول العالم متساوية ومتشابهة في قوانين وتقديمات الرعاية الصحية، لكنني أستطيع أن أجزم أن لبنان يكاد يكون الدولة الوحيدة التي يموت فيها المرضى على أبواب المستشفيات، وأن المرض في مجتمعنا ليس فقط محنة تصيب المريض وعائلته، بل هو فضيحة تعرّض المريض وعائلته وأقرباءه للتسول من الجهات الحكومية ومن الجهات السياسية والحزبية، وغالبا من يريد أن يحفظ كرامته يموت في بيته بصمت دون استشفاء ولا طبابة ولا أدوية. ان مهمة المستشفى الأسلامي الخيري في طرابلس وكل مناطق الشمال كانت على الدوام تغطية هذا النقص في واجبات الدولة عبر مفهوم التكافل الأجتماعي، وعبر تأمين مؤسسة استشفائية تستقبل كل المرضى بلا أي شروط سياسية أو حزبية أو طائفية أو مالية، وقد أدى هذا المستشفى مهمته بنجاح عبر السنين وصار مستشفى كل الناس في ظل الغياب الفاضح للمستشفيات الحكومية التي تفتقر الى الفعالية لأسباب شتى معظمها مريب ومفتعل. خلال السنوات الخمس الماضية قام هذا المستشفى بتزويد أقسامه كافة بأحدث التجهيزات والآلات الطبية، كما جرى تحديث عدة أقسام، منها قسم غسيل الكلى وقسم الصحة العامة. واستراتيجية السنوات المقبلة للمستشفى تتضمن أهدافا نوعية وثورية على مستوى لبنان بحيث يكون المستشفى قادرا على التعامل مع كل الحالات الطبية، والعمل على استحداث القسم المخصص لعلاج سرطان الأطفال. وكل ذلك، انما بتوفيق من الله عز وجل، وبمؤازرة المجتمع الشمالي واللبناني، وبدعم الأصدقاء وزراء الصحة في الحكومات المتعاقبة، وطبعا بفضل ايمان الجهازين الطبي والأداري برسالة هذا المركز الطبي في المدينة والمجتمع.
ومع ذلك، ان يدا واحدة لا تستطيع التصفيق، والأستشفاء في لبنان ليس بمتناول كل مرضى لبنان، وكلنا نسمع ونقرأ عن معاناة اللبنانيين في كل مناطق لبنان".
وقال :"هذه الحقيقة المؤسفة والحزينة تقودني الى القول أن لبنان ليس بخير، بل هو بحاجة لأطباء من كل الأختصاصات، لأنه مصاب بكل العلل التي تصيب الأوطان. هل أعدد هذه العلل التي نعرفها جميعا؟
علة الفقر، وعلة البطالة، وعلة انعدام التنمية، وعلة انعدام العدالة، وعلة الكهرباء والماء والنفايات والتلفونات وتراجع مستوى التعليم وطغيان الواسطة والمحسوبيات، وصولا الى علة الهجرة بأتجاهين، هجرة أصحاب الأختصاصات والمهارات الى الخارج، وهجرة البائسين والفقراء الى الداخل.
أما علة العلل التي تسببت بكل هذا المشهد الأسود فلها اسم واحد لا غير: انها علة الطائفية. وانها العلة المزمنة التي تفاقمت وجلبت معها كل الشرور، وكل الجهل، وكل اليأس، وكل الفساد. ولا قيامة للبنان الا بالقضاء الكامل على الطائفية لعن الله من اخترعها وربّاها وقوّاها، والهم الله من لا زالوا يتمسكون بها بأن يعوا انها الخطر الأكبر عليهم وعلى كل البنية اللبنانية.
واني أيها الأحبة، وعبركم، عازم الليلة على مصارحة اللبنانيين ببعض الحقائق التي قد لا تعجب لا الحلفاء ولا الخصوم في السياسة، لكنها وقطعا حقائق تحفظ الوطن اذا أردنا لهذا الوطن أن يستمر وأن يكون قائما على أسس عصرية متينة وعلى أرض آمنة غير معرّضة للهزات والزلازل المتلاحقة.
الحقيقة الأولى انه لا توجد أية فرصة جدية لبناء لبنان على التحاصص بين الطوائف والمذاهب، وان صيغة العيش المشترك كلها بحاجة الى اعادة نظر تنتشلها من العصور الوسطى وتدفع بها الى القرن الحادي والعشرين.
ان الظروف التي نشأ فيها لبنان عان 1943، وأقصد الوقائع السياسية والأستراتيجية والقوى الكبرى ذات الفاعلية في منطقتنا، كلها ظروف صارت من الماضي، وكلنا نعرف أننا انتهينا بحرب عبثية دامت 17 سنة لكي نعيد تركيب تسويات تلائم الظروف الجديدة والزمن الجديد، ومن هنا ولد اتفاق الطائف الذي صار دستورا، لكنه الدستور الذي لم يبصر النور تطبيقا وتنفيذا.وأقول في هذا السياق، وبمنتهى الصراحة، دعونا نعود الى الطائف ونعتمده وصفة انقاذ مرحلية، قبل أن يفوت الأوان.
الطائف حصر الفكرة الطائفية بتوزيع الرئاسات على 4 مذاهب، الموارنة والسنّة والشيعة والدروز بأعتبار أن مجلس الشيوخ الذي ستتمثل به المذاهب سيكون برئاسة درزي.
غير ذلك، كل مبحث طائفي أو مذهبي هو لعب بالنار".
و تابع كرامي: "الحقيقة الثانية التي تفرض نفسها هنا هي أن المناصفة التي يقرّها الطائف، هي مناصفة تفاهم وتعايش ورقي بين المسيحيين والمسلمين، وليست في أية لحظة مناصفة حفظ حقوق، فحفظ الحقوق من اختصاص المؤسسات والقضاء والعدالة الأجتماعية ولا علاقة لرؤساء الطوائف، لا الروحيين ولا الزمنيين بحفظ حقوق المواطنين. ان وعي هذه الحقيقة يزيل الكثير من الغشاوات والطموحات الجامحة والأحلام المجنونة التي بدأنا نراها ونسمعها اليوم عبر طروحات انتخابية عجيبة ومعيبة تحت شعار حفظ حقوق المجموعات الطائفية.
وبالمناسبة أقول للمسيحيين اللبنانيين أن من يحميهم ويحفظهم وينصفهم ليس الزعيم مع احترامنا لكل الزعماء، وأن تشغيل المعداد ليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا كمواطنين، بل وأننا نراهن عليهم وعلى وعيهم لأخراج البلد من بدعة التنافس بين السنّة والشيعة، وليس العكس، أي لا نتوقع منهم أن يكرروا لعبة الموت ويصبح الأنجاز هو التنافس بين السنّة والشيعة والمسيحيين.
تبقى الحقيقة الثالثة، وهي أخطر الحقائق، لأنها تشكل المفترق الذي سيعبره لبنان خلال أقل من شهر، وستترتب عليه نتائج مصيرية.
نحن، أيها السادة، وحتى اللحظة لا نعرف سوى أن البلد في نفق التجاذبات والطموحات واللااتفاق.
هل سنصل الى التمديد للمجلس النيابي؟
هل سنصل الى الفراغ؟
هل سنعتمد قانون انتخابات يقوم على النسبية؟
هل سنتحايل على مفهوم العيش المشترك ونذهب الى المختلط أو التأهيلي؟
هل سيصبح قانون الستين أمرا واقعا يوقع البلد في الهاوية التي لا قيامة منها؟
كل هذه الأسئلة لا أحد في البلد يعرف أجوبة حقيقية لها، والمصيبة أن كل الأحتمالات واردة.
واليوم، وحين تضعنا السلطة والقوى الحاكمة أمام 3 خيارات، اما التمديد واما الفراغ وامّا الستين، نقول أننا نختار الطائف.
ولكن هل يدرك أهل السلطة ما هم فاعلون بالبلاد والعباد؟
هل يدركون أن اللبنانيين لن تنفع معهم هذه المرة طاولة حوار أو بيانات تفاهم أو وعود ومواعيد؟
هل يدركون بأن الشارع سيكون مفتوحا للجميع، سواء أصحاب القضايا والمطالب المحقة أو سواهم من اللاعبين بالنار أو حتى المكلّفين من أجهزة ودول بتنفيذ ما هو أدهى؟
نحن ببساطة على أبواب الأنهيار الشامل، وهو يفوق بأشكاله التي سيتخذها كل الحروب والصراعات التي شهدناها واعتقدنا أننا عبرناها بأقل الأضرار.
وأكتفي هنا بالقول بأن الشعب لن يرحم والتاريخ لن يرحم، وأترك للأعزاء الأطباء الحاضرين معنا أن يخبروا الناس ما الذي يحل بجسم عليل أصيب بكل هذه "الأشتراكات"، ولبناننا جسم عليل يحتاج الى العناية الفائقة السريعة والجيدة والصادقة".
وختم كرامي :" أجدد امتناني لدوركم الرائد في انجاح هذا المؤتمر العلمي الذي نحتفل هذا المساء بأختتام أعماله، وأجدد اعتزازي بفعالية القيمين على المستشفى الأسلامي وجامعة المنار، وأشكر الحاضرين فردا فردا على أمل اللقاء في السنة المقبلة في وطن معافى بلا علل يليق بأحلام وطموحات الأجيال الجديدة".
وكان الاحتفال، بدأ بكلمة لمنسق المؤتمر الدكتور درويش، رحب فيها بالحضور، واستعرض مسيرة المستشفى الاسلامي منذ التأسيس ايام المغفور له الرئيس عبدالحميد كرامي، وقال: "ايها الاطباء انتم حاملي ابناء الوطن على اكتافكم، وحاملي اللواء كما كل جند على حدود الوطن، انتم اهل التضحية، وخلقتم للتضحية، والاسلامي كان ولا يزال يقدم بصدق وعطاء خدمة للانسانية وستبقى هذه الثوابت، واهلنا في بقية مستشفيات لبنان يحملون معنا هذا المشعل، ونتمنى ان يأتي الوقت الذي تنظر فيه الدولة الينا بعين الابوة، ونؤكد باننا جمعين متفقين ويدا واحدة وتجمعنا النقابة".
تم تحدث، الرئيس الفخري للمؤتمر البروفيسور الحسيني، شاكرا لكرامي رعايته، وللدكتور درويش حسن التنظيم ولاشراف، ورأى ان" عنوان المؤتمر مهم جدا ويؤكد ان الطب تطور، وان فالج لا تعالج اصبح وراءنا، وان طرابلس تملك الكفاءات، وهى بحاجة الى اقسام متطورة كما في العالم لمعالجة الجلطات الدماغية التي اصبحت ممكنة اذا توفرت المعدات"، واستعرض نجاحاته الطبيةفي فرنسا. وأكد بانه يعتز بانه طرابلسي ولبناني100%، كما هو فرنسي 100%، متمنيا ان تعود طرابلس الفيحاء كما كانت فواحة بعطر زهر الليمون.
وفي الختام كرم كرامي البروفيسور حسان الحسيني فقدم له درع المؤتمر، كما سلم والحسيني دروع اخرى تكريمية للأطباء: ماهر دبوسي، جميل عكاري ، جمال حافظ، رائد محمد عثمان، نبيل كبارة، جميل النشار، كرم كرم، بلال كبارة، عمر حلوة وللأستاذين في العلوم التمريضية خليل خليل ومازن لحام.

  • شارك الخبر