hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

بو عاصي: إن تجذرت فينا قيم المتطوعين نكون أرضا خصبة لينبت فينا وطن

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 11:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيا الصليب الأحمر اللبناني الذكرى الثانية والثلاثين لشهدائه تحت شعار "وحدتنا بعملنا"، في احتفال حاشد أقيم على مسرح مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي في حضور رئيس الصليب الأحمر اللبناني أنطوان الزغبي والرئيسة السابقة للصليب الأحمر اللبناني سوزان عويس والاعضاء من اللجنة التنفيذية: بسام المقداد روزي بولس، أمينة فواز، باسل مكاوي، جورج مسلم، طوني الزغبي، غسان حنا، وسامر بو نادر، والأمين العام جورج الكتاني إضافة إلى أعضاء من اللجنة المركزية، رؤساء وأعضاء من اللجان المحلية، مدراء، أهالي الشهداء، وعدد كبير من المسؤولين والمتطوعين من فرق الإسعاف والطوارئ ومن الجمعية، ووفود من المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر العاملة في لبنان وممثلين عن عدد من الهيئات المحلية والرسمية والبلدية والتربوية والأهلية.

إفتتاحا، النشيد الوطني ونشيد الصليب الأحمر ووقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، وبعد كلمة ترحيب من الجنة المنظمة ألقتها رئيسة منطقة قرنة شهوان في فرق الإسعاف والطوارئ ماري تيريز كتانة، ألقى الزغبي كلمة فقال: "لأول مرة، أجمع كلماتي عساها تكون مثل دمع العين حنونة تليق بشهادتكم وتحفظ الذاكرة.
فلذكراكم معنى يجمع الأرض والسماء، التضحية والواجب، التطوع ونكران الذات فذكراكم اليوم، ذكرى الثانية والثلاثين، تحملنا مسؤولية تتخطى المناسبة، لنكون عند حسن ظنكم ولتكون شهادتكم أثمرت فينا، جمعية وطنية ثمرة تضحياتكم.
يا رسل الفكر ومبادئنا، يا رواد إرادة تحدت الموت، يا من زرع الإنسانية في قلوبنا، أنتم الأحياء فينا أنتم أحياء الصليب الأحمر اللبناني نعاهدكم اليوم، والأمس وغدا، ان تبقى رسالتنا حيادية، مستقلة، عالمية، أن يستمر بالوحدة وعدم التحيز والإنسانية نعاهدكم، بتطوع إنساني، ولكل إنسان في لبنان، فكنا وسنبقى صمام الأمان الصحي، بفرق إسعاف متفانية ومراكز نقل دم متطورة، وإدارة كوارث ساهرة، أن نستمر في خدماتطبية واجتماعية رائدة وفعالة، وأن ننشر مع ناشئينا وشبابنا، رسالة السلام والوئام والمحبة في ربوع الوطن".

أضاف: "رفاقي، شهداء الصليب الأحمر اللبناني. مهما الأرض حفظتكم، ومهما السماء حضنتكم، أنتم رموز لرفاقكم وأهلكم، أنتم لم تكونوا يوما مقاتلين ولا في البيت آمنين، كنتم للإنسانية متطوعين، وشهدتم للواجب، ولم تكونوا مكلفين، لأنكم، روح الشهادة وينبوع التضحية وقلب الوفاء لأنكم، رسل المحبة وأبناء الوحدة، وشهداء الرسالة والكرامة والإخاء.
لكل هذا نفتقدكم اليوم، وكل يوم. ولذكراكم الثانية والثلاثين، نعدكم بالمضي أكثر من أي وقت من أجل الاعتراف الرسمي بشهادتكم واعتباركم شهداء الواجب، ومن أحق منكم من أجل هذا، نحمل معاليكم ومن خلالكم المسؤولين في بلادنا للسعي في إقرار المرسوم اليوم قبل غد، من أجل الاعتراف بشهداء الصليب الأحمر اللبناني، شهداء واجب الإنسانية".
وختم: "نراهم يحضرون معنا كل احتفالاتنا ويسهرون علينا من عليائهم فهم من خلود الأرز وطهارة صنين وأبجدية العطاء أسطورة".

ثم كانت كلمة وزير الشؤون، فقال: "شرفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بطلب تمثيله في احتفال الذكرى الثانية والثلاثين لشهداء الصليب الاحمر اللبناني.
قد لا يعرف المواطن تفاصيل كثيرة عن الصليب الاحمر، ولكنه يدرك تماما انه اذا تعرض، هو او احد احبائه، الى حادث او عارض صحي، فأول من يحضر الى جانبه ويهتم به هو الصليب الاحمر.
ربما لا يتذكر المواطن اللبناني امورا كثيرة عن الحروب المتتالية التي عصفت بلبنان، وإن تذكر فقد يحقد على طرف ويؤيد طرفا آخر. ولكن الأمر الذي يجمع عليه اللبنانيون خلال تذكرهم مرحلة الحرب هو تفاني متطوعي الصليب الاحمر اللبناني في تلبية النداء، في أخطر الظروف، لإنقاذ المواطن وإسعافه.
متطوعو الصليب الاحمر اتوا من كل لبنان، لخدمة كل لبنان، من دون تمييز او تفرقة، بين دين او منطقة، او طائفة او انتماء سياسي".

أضاف: "على الصعيد الشخصي، اذكر امرين يلازماني ما حييت، الأول، يوم سقطت قذيفة بجانبي فأصيب على بعد امتار مني جار وصديق عزيز، وما هي الا دقائق حتى وصل مسعفو "الصليب الاحمر"، رغم القصف، وعمدوا الى اسعافه ونقله الى المستشفى. من يومها، وأنا اتساءل ما الذي يدفع هؤلاء الشبان للمجازفة في حياتهم لخدمة الآخرين.
الامر الثاني، هو يوم قال لي احد الاصدقاء الذين تطوعوا في "الصليب الاحمر" بأنه لا يسأل عن طائفة او دين او منطقة من يسعفهم ولا يميز بينهم، وانه يقوم بكل شيء لإيصالهم الى اقرب مستشفى حتى لو كان يعلم ان من ينقذه قد يطلق عليه النار بعد شفائه.
كان ذلك كلاما غريبا في زمن الحرب والحقد وهاجس استئصال الآخر من جذوره، نتيجة الذعر من الزوال،المتلازم مع الحروب".

وتابع بو عاصي: "على مر السنوات سقط شهداء للصليب الاحمر اللبناني، 15 شهيدا، ونحن نجتمع اليوم لتخليد ذكراهم تحت شعار الوحدة، ولكن الوحدة بين من ومن؟ ولماذا الوحدة؟ بكل بساطة، الوحدة أولا بين من رحلوا ومن بقي، اي نحن. ولكي نتحد معهم هناك سبيل واحد وهو ان نتوحد حول قيمهم النبيلة وشجاعتهم النادرة. فإذا أحببنا الانسان لقيمته الانسانية توحدنا، واذا استبسلنا في الدفاع عن حياة الانسان وكرامته توحدنا، واذا عشنا قيم التطوع والعطاء بتجرد من كل مصلحة ذاتية توحدنا.
إن تجذرت كل هذه القيم فينا، قيم متطوعي الصليب الاحمر اللبناني، شهداء واحياء نكون أرضا خصبة لينبت فينا وطن".

وتخلل الحفل عروض مؤثرة من وحي المناسبة لأفلام وموسيقى وأناشيد إضافة إلى توزيع رمز الذكرى على أهالي الشهداء.
 

  • شارك الخبر