فجر اليوم استفاق الشعب اللبناني في سجن كبير، وسقط رهينة سائقي الشاحنات الذين قطعوا الطرقات امام اللبنانيين وارزاقهم، وقطعوا معها اعناقهم وحرقوا اعصابهم في زحمة السير، طريق الجنوب قُطع بعد انفاق المطار، طريق جبل لبنان قطع في الصفرا، طريق البقاع - بيروت قطع في ضهر البيدر وفي ترشيش، إذا لبنان تم تقسيمه الى فدراليات، وكل عصابة تولت قطع جهة منه.
وزير الداخلية نهاد المشنوق اتخذ قرارا منذ ايام يقضي بإقفال كل الكسارات والمرامل في لبنان واعداد دراسة في مدة شهر ليتحرك على اساسها، وفورا عمل اصحاب الكسارات على تحريك شاحناتهم وقطع الطرقات على اللبنانيين، وليس على القادة السياسيين الذين اوصلوا البلاد الى هذه المرحلة. والذي يخنق المواطن اكثر انه لدى مروره في "زحمة الذل" يرى القوى الامنية تحمي هؤلاء وتضحك معهم ويشربون القهوة، بدلا من ان "تجرهم" الى السجون لانهم قطعوا ارزاق المواطنين وطرقاتهم ونغصوا عيشهم واذلوهم، فالموظف لم يصل الى عمله والمريض لم يصل الى المستشفى، والتلميذ لم يصل الى صفه وامتحانه.
ما يحصل هو إذلال وارتهان للبنانيين من قبل عصابات يتم تحريكها للضغط على وزير الداخلية، فهؤلاء يعملون على كسر ذراع المواطنين لانهم لا يستطيعون كسر ذراع الدولة، والذراع التي يجب كسرها هي اذرعتهم هم لان ما يقومون به خرج عن اللياقات والديموقراطية وحق التظاهر، ألا يستطيع وزير الدخلية اكمال معروفه مع اللبنانيين واعطاء امر للقوى الامنية بالتحرك وفتح الطرقات؟ ام ان كل "زمرة" تريد قطع طريق من اليوم وصاعدا اصبح الامر مباحا لها، وأضحينا نعيش في "جمهورية الموز"؟
ما ذنب عشرات آلاف اللبنانيين حتى يعلقوا لساعات في سياراتهم، هل لأن الدولة اهملت موضوع الكسارات على مدى اعوام وتذكرته فجأة؟
هل شاهدتهم من يعتصم في الطريق وكيف يتم توقيف الشاحنات؟ غالبية تلك الشاحنات تعود الى اشخاص لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة، وغالبية سائقي تلك الشاحنات هم من السوريين العاملين لدى لبنانيين، ألا تستطيع الدولة كسر رؤوس هؤلاء وفتح الطرقات أمام المواطنين؟ ففي احدى المرات استقدمت قوى الامن رافعات كبيرة وازالت الشاحنات من وسط اوتوستراد نهر الكلب، ام ان القانون يطبق فقط من الدورة الى المدفون؟
تحية ورسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال "بي الكل"، رجاء اتخذ القرار السريع وافتح الطرقات في وجه آلاف اللبنانيين لأن هناك عصابة تعمل على حرق ما تبقى من اعصابهم وحياتهم.