hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

افتتاح اجتماع لجنة الحريات لاتحاد الصحافيين العرب

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 17:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أطلقت لجنة الحريات للاتحاد العام للصحافيين العرب تقريرها السنوي، خلال مؤتمر صحافي عقدته ظهر اليوم في فندق "هوليداي ان - دون" في فردان، برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا بمستشاره أندريه قصاص، في حضور رئيس الاتحاد العام للصحافيين العرب مؤيد اللامي، نقيب محرري الصحافة الياس عون، رئيس لجنة الحريات في الاتحاد عبد الوهاب الزغيلات، مقرر اللجنة علي يوسف وممثلي النقابات والاتحادات والجمعيات الصحافية والإعلامية في العالم العربي.

بعد النشيد الوطني، القى عون كلمة قال فيها: "في الوطن الذي صدر الأبجدية الى العالم، وفي الوطن الذي تنعم صحافته بهامش واسع من الحرية، أرحب برئيس الاتحاد العام للصحافيين العرب والنقباء العرب الحاضرين ورئيس واعضاء لجنة الحريات في الاتحاد الذين اختاروا لبنان لاطلاق البيان السنوي عن حالة الحريات في العالم العربي. إنها المرة الاولى التي يطلق فيها مثل هذا البيان في لبنان والمرة الثالثة في تاريخ نقابة المحررين التي تعقد فيها لجنة الحريات في الاتحاد في ربوعه، فأهلا وسهلا بكم جميعا".

أضاف: "ان الصحافيين الذين يكرسون حياتهم سعيا وراء الخبر، وبحثا عن التحقيقات، وركضا وراء احاديث يجرونها مع السياسيين والاقتصاديين والتربويين، هم كوكبة اعلامية نعتز بها على الدوام. انهم خميرة صالحة دينها وديدنها الحرية في العمل الصحافي. وأكرم بها حرية تنعم بها الصحافة".

وتابع: "أنتم على الرحب والسعة في بلد صدر الصحافة الى العالم العربي، ولا يزال يقوم بتصديرها وجريدة "الأهرام " التي أسسها سليم وبشاره تقلا لدليل صارخ على ما أقول".

وأردف: "أهلا بكم في بلدكم الثاني، والأمل كبير في أن تعم حرية الصحافة كل عالمنا العربي، فيشعر العامل في مهنة المتاعب أن كلامه وآراءه الحرة هي وسع المدى، ويجب الا تضيق صدور من يتناوله الصحافي بالنقد لأن هدفه هو الاصلاح وتقويم الاعوجاج ومصلحة المجتمع العليا. كما نرحب بالصديق نقيب الصحافة الاستاذ عوني الكعكي الذي نتقاسم معه هموم المهنة وتحدياتها ونتصدى معا لكل ما يطاول الحرية ويتطاول عليها. ومن جديد اهلا بكم في ربوع الارز، في بلد الحرية الصحافية بكل مدلولاتها وأبعادها".

بدوره، ألقى قصاص كلمة وزير الاعلام وقال فيها: "بإسم معالي وزير الإعلام الأستاذ ملحم الرياشي أرحب بكم في البلد الذي تحبون، وهو الذي يتوق إلى أن يرى اشقاءه العرب في ربوعه مجددا، لما بينه وبينهم من علاقات ود واحترام ومصالح مشتركة. وقد حملني معاليه تحياته إلى كل فرد منكم متمنيا لكم إقامة طيبة بضيافة نقابة المحررين التي يثمن دورها عاليا في ما تقوم من أدوار مهمة لحماية الحرية وللدفاع عن حقوق الصحافيين، خصوصا في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها القطاع الإعلامي في لبنان نتيجة الضائقة الإقتصادية التي تؤثر سلبا على واقعه الإنتاجي، وقد شهدنا مؤخرا تعثرا واضحا في الصحافة الورقية أدى إلى اضطرار صحيفة عريقة كصحيفة "السفير" للتوقف عن الصدور، وهو أمر مؤسف ومحزن في آن".

أضاف: "لا شك في أن الثورة التكنولوجية التي شهدناها مؤخرا أثرت في شكل أساسي على تراجع دور الصحف ليس في لبنان والدول العربية فحسب بل في كل العالم، بعدما احتلت مواقع التواصل الإجتماعي حيزا واسعا من الإهتمامات اليومية للفرد والمؤسسات. وهذا الأمر يحدونا إلى إعادة التفكير في الدور الذي كان محصورا بالصحافة الورقية، الذي على رغم انحساره يبقى حاجة ملحة، نظرا إلى ما يتمتع به هذا النوع من الصحافة من موضوعية وصدقية وعمق في التحليل والإستنتاج، في زمن تتدفق فيه المعلومات المغلوطة في شكل عشوائي، وهي تفتقر إلى الحد الأدنى من الدقة والتمحيص والمراجعة".

وتابع: "هذا الأمر يقودنا إلى التفكير جديا في ما آلت إليه أوضاعنا بفعل تغييب الأصول والأخلاق المهنية، التي كانت سمة من سمات الإعلام الجدي والرصين والمسؤول. ولا يخفى على أحد ما يواجه دولنا العربية من موجات تطرف تتوسل هذه المواقع الإجتماعية لإيصال رسائلها الممهورة بالدم، والتي تستغل لوسم الإرهاب بالدين، وهو براء منها، بل يحاول مواجهته بالعقل والإعتدال والتحذير من مخاطره".

وختم: "هنا يأتي دور الإعلام العربي الواعي لمسؤولياته التاريخية في محاربة الإرهاب والتطرف وإظهار الحقائق وفضح كل من تسول له نفسه تشويه هذه الحقائق، وذلك من خلال التركيز على النواحي الإيجابية التي لا تزال تتمتع بها مجتمعاتنا العربية، وقد تكون صيغة لبنان الفريدة من خلال تعايش أبنائه، مسلمين ومسيحيين، الرد المباشر على محاولات التشويه، مع ما يستلزمه ذلك من تضافر الجهود العربية لمساعدة لبنان لتمكينه من الثبات في موقعه الطبيعي ضمن أسرته العربية، بما له من خصوصية تمايزية تجعله مؤهلا للدفاع عن القضايا العربية المحقة في المحافل الدولية، ولمواجهة التطرف والإرهاب أينما وجد".

وختم قصاص كلمته بدعوة اتحاد الصحافيين العرب باسم وزارة الاعلام، الى المساعدة في كشف مصير الصحافي سمير كساب.


من جهته، أبدى اللامي سروره "لعقد هذا اللقاء في بيروت"، مشيرا الى ان "لبنان سبق العديد من البلدان في المنطقة بحرية الصحافة وانتعاش مفاهيم الحرية والرأي والرأي الاخر منذ عقود من الزمن".

وقال: "هناك أوجاع في بلداننا العربية لا سيما على صعيد التضييق على الصحافيين حيث يقبع العديد من الصحافيين العرب خلف القضبان، إضافة الى المضايقات المتعددة التي يتعرضون لها ومقتل العديد منهم في العالم العربي".

وأعلن "التضامن الكامل للاتحاد العام للصحافيين العرب مع جميع الصحافيين خلف القضبان، أولئك الذين يتعرضون للتهديد والبعض للخطف"، محذرا "بعض الحكومات العربية التي تقمع الحريات والصحافيين من أن الاتحاد لن يسكت عن صحافي خلف القضبان بسبب تقرير او موضوع كتبه لكشف فساد او فشل او خلل في هذا المكان او ذاك".

وأكد أن "أي بلد يريد ان يبني ديموقراطية وحرية لا بد ان تكون فيه صحافة حرة ومستقلة".

وحيا "الدول التي ترعى الحريات والصحافيين وتدافع عنهم"، مستذكرا "الصحافيين الذين يسقطون نتيجة العمليات الارهابية التي تستهدف الصحافيين كما المدنيين، في اكثر من بلد عربي كسوريا وفلسطين واليمن".

كما حيا "مئات الاسرى الفلسطينيين الذين أعلنوا الاضراب عن الطعام"، مؤكدا "الوقوف الى جانبهم في وجه الاحتلال الغاشم".

وقال: "أغلب الصحافيين العرب لم تتلوث أيديهم لا بفساد ولا بخلافات بل كانوا ينشدون السلام ويريدون توحيد الامم والشعوب".

وأمل ان "تزول الازمة الاقتصادية التي يعانيها بعض وسائل الاعلام خصوصا الورقية منها، وإنقاذ ما يمكن انقاذه من تلك الصحف بسبب الضائقة المالية والهجمة الالكترونية"، معتبرا ان "جريدة السفير هي ارث مهم في لبنان".

ووجه "كل تقدير واحترام للرئيس ميشال عون الذي أبدى بعد الاجتماع معه اليوم، كل تفهم وشعور بمعاناة وسائل الاعلام لا سيما الورقية منها".


أما الزغيلات فقال: "يأتي إطلاق تقرير الحريات من بيروت لان لبنان وطن عشق الحرية كما عشقته الحرية، وهو وطن عشق العرب وعشقته العرب".

وأسف لكون "التقرير هذه السنة سوداويا في ما يتعلق بحرية الصحافة في العالم العربي"، واصفا وضع الصحافة العربية بالـ"مؤلم جدا وغير الطبيعي".

وقال: "قبل الخريف العربي كانت مشكلة اتحاد الصحافيين العرب مع الحكومات العربية هي الاعتقالات والتضييق على الكلمة والصحافي، اما اليوم فنحن نواجه الارهاب الذي يتعامل معه الصحافي العربي سواء في سوريا او العراق او اليمن او ليبيا بحيث بتنا لا نعلم من نخاطب ومن نناشد، فهناك من قرر ان يقتل الطفل كما الصحافي".

أضاف: "ان العدو الاسرائيلي ورغم مضايقته وتضييقه على الصحافة الا انه يبقى هناك مجال لمخاطبة المنظمات الدولية والجهات المعنية وإيصال الكلمة الى جهة ما، لكن تعامل الارهاب مع الصحافة العربية هو أسوأ بكثير".

وكشف عن "أرقام مخيفة في التقرير"، وقال: "في عام واحد سقط في اليمن وحدها 272 صحافيا بين مفقود وشهيد، وهو رقم لم نعتد عليه في السابق، والاعداد قد تكون اكثر بكثير".

  • شارك الخبر