hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

مراسم إحياء ذكرى أنزاك على ضوء الشموع في مدافن الكومنولث في بيروت

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 15:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

صدر عن السفارة الأوسترالية البيان الآتي:
"قبيل بزوغ فجر هذا اليوم، إنضم وزيرا الدفاع يعقوب الصراف والشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي إلى سفراء وملحقين عسكريين ورؤساء وكالات أممية وما يزيد على 100 ضيف آخر للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى أنزاك في مدافن الكومنولث في قصقص.

يرقى تقليد أنزاك إلى مثل هذه الساعة المبكرة في 25 نيسان 1915، عندما بدأ 16 ألف جندي أوسترالي ونيوزيلندي إنزالهم تحت وابل من النيران على شواطئ غاليبولي التركية. كانت لحظة حاسمة في تاريخ الأمتين.

بالإجمال، سقط في غاليبولي ما يزيد على 8700 أوسترالي و2700 نيوزيلندي إلى جانب آلاف الجنود البريطانيين والأتراك ومن قوات الحلفاء.

وفي كلمته التذكارية للمناسبة، كانت للسفير الأوسترالي غلين مايلز لفتة خاصة تجاه الجنود اللبنانيين-الأوستراليين الذين قضوا في المعارك.

وقد شارك لبنانيون أوستراليون كتر في الحملات الأوسترالية في الحربين العالميتين الأولى والثانية، بما فيها في غاليبولي. وعلى غرار مواطنيهم، ضحى كثر منهم بحياتهم.

المحزن أن من أوائل الجنود الأوستراليين الذين سقطوا في الحملة على سوريا خلال الحرب العالمية الثانية كان نيكولاس أو نيك خوري، وهو جندي أوسترالي من أصل لبناني عاشت عائلته في مرجعيون، على مقربة من المكان الذي قضى فيه. قبل اندلاع الحرب، أدار نيك متجرا للألبسة بالقرب من العاصمة الأسترالية كانبيرا. كان في السادسة والعشرين من العمر عندما لقي حتفه. كان أحد الجنود الأستراليين الـ 441 الذين قضوا في الحملة على سوريا. وهو يرقد اليوم هنا إلى جانب رفاقه في مدافن الكومنولث في بيروت".

ولفت السفير مايلز إلى أن ذكرى أنزاك تتعدى الإحتفال بالحرب أو تمجيدها، لتتوقف عند الثمن المروع الذي يتكبده كل من يرسل إلى القتال.

كما أعرب عن امتنانه لعناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى الذين يعرِّضون حياتهم للخطر للحفاظ على سلامة الأمة.

وتردد موضوع المصالحة طوال المراسم. تلا السفير التركي تشاغاتاي أرسياز الكلمات التي أتت على لسان الرئيس أتاتورك في مواساة العائلات التي فجعت بخسارة أحبائها في غاليبولي. فقال: "وأنتن، أيتها الأمهات اللواتي أرسلن فلذات أكبادهن من بلاد بعيدة، كفكفن دموعكن. فأبناؤكن يرقدون الآن في صدورنا وهم في سلام. فبعد أن جادوا بأرواحهن في هذه الأرض، فقد صاروا، هم الآخرون، أبناءنا".

وتعبيرا عن هذه المشاعر، وصف الملازم الطيار ليم سكوت من سلاح الجو الملكي النيوزيلندي كيف هاجم الجنود الأوستراليون والنيوزيلنديون هذه الشواطئ كأعداء، لكن أحفادهم يعودون اليوم إلى هذه الشواطئ نفسها "بعناق حار - كصديق قديم، وليس كعدو".

وبعد المراسم، أشار مايلز إلى أن المجتمع الدولي يصلي لكي تساعد روح المصالحة نفسها على تضميد الجراح التي نكأها النزاع الذي لم ينته فصولا بعد في سوريا. كما أمل في أن يقدِّم لبنان، باستضافته العدد الأكبر من النازحين، مثالا ساطعا على روح الزمالة التي يحتفى بها في ذكرى أنزاك، والفضل في ذلك يعود إلى قادة البلد".
 

  • شارك الخبر