hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الحواط في معرض بيبلوس في الامم المتحدة: جبيل مدينة العيش المشترك الحاضنة لكل ابنائها

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 11:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح في صالة المعارض في مبنى الامم المتحدة في نيويورك معرض عن جبيل - بيبلوس بعنوان "جبيل حيث ولد التاريخ"، تضمن لوحات عن المدينة التاريخية والاثرية برعاية رئيس البعثة اللبنانية في المنظمة الدولية السفير نواف سلام وباشراف تجمع السيدات العربيات في الامم المتحدة برئاسة الاعلامية اللبنانية سمر نادر وفي حضور رئيس بلدية جبيل زياد الحواط على رأس وفد من اعضاء المجلس البلدي.

شارك في حفل الافتتاح عدد من السفراء وفاعليات ديبلوماسية من مختلف الدول وموظفو المنظمة الدولية وابناء الجالية اللبنانية من مختلف الولايات المتحدة الاميركية.

وقد تم عرض اكثر من خمسة وعشرين لوحة باشراف البروفسور رشيد شمعون من الجامعة اللبنانية الاميركية جسدت مراحل الحضارات التي مرت على جبيل من الفينيقية الى الرومانية والكنعانية والبيزنطية والمملوكية والعثمانية حتى اليوم. كما تم عرض مشاهد وثائقية حول بيبلوس القديمة التي صارعت الحياة واستمرت حاضنة شعبها منذ اكثر من سبعة الاف سنة والتي تتحدى اليوم مدن العالم بجمالها وسحرها التاريخي الذي يعانق الحاضر والمستقبل.

بداية ألقى سلام كلمة رحب فيها بالحاضرين والوفد البلدي الجبيلي برئاسة الحواط، مشيرا إلى أن "مدينة بيبلوس هي اليوم من اهم المدن تجاريا وسياحيا"، وقال: "مدينة جبيل التي مرت عبر التاريخ في حقبات تغير فيها اسمها. ففي الكنعانية كانت غوبوبو، وفي البابلية كان إسمها الجبلة، وفي زمن الصليبية كانت جيبيليت. مدينة بيبلوس التي ولدت منذ أكثر من سبعة آلاف قرن هي مدينة مأهولة منذ نشأتها".

وتابع: "ان تاريخ هذه المدينة يعود الى 7000 سنة ما قبل الميلاد، حين بنى رجل العصر الحجري الحديث اول منازله في شكل أكواخ في خطة دائرية ومحاطة بجنائن صغيرة حيث زرعت فيها العديد من الحبوب".

وروى تاريخ بيبلوس منذ زمن العصر الحجري، الفينيقيين، الرومان، الصليبيين، المماليك والعثمانيين، متحدثا عن "الفينيقيين الذين أذاعوا ونشروا الحروف الأبجدية في الشرق".

الحواط بدوره شكر الحواط في كلمته منظمة الأمم المتحدة التي فتحت أبوابها لمدينة جبيل. وعرف عن جبيل بالمدينة الجبارة التي صارعت الحياة واستمرت تنبض بالحياة على مدى سبعة آلاف سنة.

وقال: "فكرة المعرض مستمدة من روح الحياة الفينيقية والفينيقيون الذين نشروا الأبجدية واهتموا بالعلم بدلا عن الغزوات والحروب. كان الفينيقون مسالمين، نشيطين ومغامرين. وقد أثبت العديد من المؤرخين أن الفينيقيين وصلوا شواطىء القارة الأميركية قبل البحار كريستوف كولومبوس. وفي هذا الإطار جئنا نقدم لكم روح مدينتنا المغامرة، النابضة بالعلم، ترفع رايات السلام على أشرعة سفنها".

أضاف: "بيبلوس مزيج من الحضارات: الكنعانية، البيزنطية، الرومانية، الفارسية، المملوكية، العربية، المسيحية والعثمانية جميعها صنعت بيبلوس المعروفة اليوم ب جبيل. كل هذه الحضارات لا تعيش فقط في نقوشها وصخورها في المواقع التاريخية، بل تعيش في وجدان الجبيليين وتقاليدهم وحبهم للحياة والضيافة. فجبيل تميزت خلال الحرب الأهلية اللبنانية بالعيش المشترك والسلم الأهلي. وحضنت أبناءها الذين عاشوا بسلام، على الرغم من الخلافات الطائفية، وكانت ملجأ لكل هارب من نيران الحرب".

وتابع: "نحن كبلدية، وضعنا خطة استراتجية تضمن الإستمرارية في جبيل كي ننقلها الى الأجيال القادمة. وسعينا الى تعزيز أهمية جبيل السياحية والثقافية، وجعلنا من مدينتنا قبلة أنظار السياح من كل أنحاء العالم، كما فتحنا قلوبنا ومنتزهاتنا في جبيل لأبناء وطننا اللبنانيين كي يأتوا للتمتع بمواقعنا الأثرية. أقمنا مشاريع إنمائية كبرى، طورنا الحدائق وأنشأنا قرية رياضية وساعدنا في تنشيط قطاع الفنادق والمطاعم. وقد فازت جبيل بثاني أجمل شجرة ميلادية في العالم. وأصبحنا على لائحة المدن السياحية العالمية".

وختم شاكرا "جميع الذين ساهموا في تنفيذ المعرض.

وألقى المحامي الأميركي الجبيلي الأصل فيليب نصرالله كلمة اعرب فيها عن افتخاره بجذوره اللبنانية والجبيلية.

وقال: "منذ أكثر من مئة عام غامر اللبناني راكبا امواج البحار قاصدا القارتين. هؤلاء لم يكونوا سفراء دبلوماسيين، لقد عملوا في مصانع النسيج والمناجم، في بيع البقالة والكشة، هؤلاء كانوا أجدادنا وأهلنا، كانوا سفراء حقيقيين للبنان، حملوا تراثهم وتقاليدهم الى القارتين وأورثوها لنا. ورثنا عن أهلنا حب العائلة والإلتزام الأسري، الأمر الذي جعلنا قبلة أنظار الأميركيين وقدوة في السلوك الإنساني، ومنحنا احترام كافة الجاليات لنا. أنا إبن الجيل الثاني، إبن العاقورة وقد ولدت في ولاية ماساتشوستس الأميركية، أحمل في قلبي جبيل مدينة أجدادي، وفي روحي تقاليد وعادات وطني لبنان".

وختم: يقال إن كلمة الكتاب المقدس "بايبل" تأتي من كلمة "بيبلوس". أنا فخور بمدينتي التي أطلقت الحرف، كما أني فخور بأبناء مدينتي المثقفين. بيبلوس هي مدينة عظيمة، ان حيوية شعبها النشيط منحها الإستمرار الى أكثر من سبعة آلاف سنة. فلنصل من أجل أهلنا في لبنان وجبيل كي يبقوا القدوة في العلم امام الأجيال المقبلة".

وتحدث الدكتور رشيد شمعون من الجامعة اللبنانية - الاميركية الذي اشرف على اخراج لوحات المعرض عن جبيل الكنز التراثي والتاريخي التي اصبحت مادة للباحثين في التاريخ والجيولوجيا الذي يقصدونها من مختلف انحاء العالم كي يقدموا اطروحاتهم حول بيبلوس القديمة.

وفي الختام، اقيم حفل استقبال على شرف الحاضرين تميز بكرم الضيافة اللبنانية على أنغام الموسيقى الرحبانية اللبنانية وصوت العملاقين الراحلين صباح ووديع الصافي. وتم توزيع هدايا تذكارية من مدينة جبيل على الحاضرين، بالإضافة الى منشورات عن تاريخ المدينة.

إشارة إلى أن الوفد البلدي الجبيلي سوف يقوم بجولة على مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية للقاء أبناء الجالية اللبنانية والأصدقاء الأميركيين في اطار حملة سياحية تهدف الى التعريف عن قيمة جبيل السياحية والتاريخية. وأول محطة سوف تكون في مدينة بروكلين في نيويورك، تتبعها محطات في ولايات ميشيغن، اوهايو وأريزونا في غرب الولايات المتحدة الأميركية.

  • شارك الخبر