hit counter script

مقالات مختارة - حبيب افرام

24 نيسان سيفو: عامان بعد المئة الذاكرة والحق لاتمحوها السنون!

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 09:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يحق لأي انسان أو حزب أو هيئة أن تعلن انتهاء قضية أو خسارتها أو عبثيتها تحت أي ذريعة أو حجة، لا بإسم الواقعية ولا بإسم الزمان ولا باسم العجز ولا التعب ولا أن لا أحد يهتم.
سيفو، الابادة، المجازر العثمانية ضد شعبنا وأهلنا ومسيحيي السلطنة، أرمنا سريانا آشوريين كلدانا ويونانا، ليست حرباً صغيرة، ولا صفحة في تاريخنا. إنها طعنة في قلبنا.
حين تخسر ما يقارب نصف شعبك، ونصف أرضك، وتهجَّر وتقتلع من جذور، من تراب أجدادك ومرقد عظامهم،
حين السيف يذبحك والعالم صامتٌ، تحمل هذا الوجع في دمكَ كشعب، في عقلك وقلبكَ.
" سيفو" تعيش معنا وفينا. هي رمز المسيحية المشرقية المعذّبة المصلوبة.
ولا يهم اذا بقيت تركيا تنكر وترفض الاعتراف والاعتذار.
ولا يهم اذا كانت مصالح الدول مع تركيا الدولة الاقليمية أقوى من أي اعتراف بحقوقكَ، وحتى الدول التي اعترفت" بسيفو" مشكورة، فهي غير راغبة في دعم قوانين تجبر تركيا على الاعتراف والتعويض.
ما يهمّ أن يبقى شعبنا ابن قضية ابن هوية ابن لغة ابن تراث ابن رسالة وشهادة. هكذا يثبت أنه لا يموت، إنه انتصر بعنقه على السكين.
ما يهمّ أنْ لا تجرفه سيفو الجديدة على يد داعش وأخواتها، كأنّ التاريخ يعيد نفسه، فها إننا نخسر في الديموغرافيا والجغرافيا من جديد، كأننا على الرمق الاخير، كأننا نودِّع حضورنا خاصة في سوريا والعراق، بعد ايران وتركيا وفلسطين، وها نحن نتعرّض بعد الى "سيفو" يومي، في كنائس مصر، وقرى الخابور، وسهل نينوى، والى" سيفو سياسي" لإلغاء المشاركة المسيحية في صناعة القرار الوطني اللبناني تحت ألف ذريعة.
سيفو حقنا. طالما فينا دمٌ ينبض.حتى آخر الازمنة. ولوْ بقي منّا صوتٌ وروحٌ، لا بد من عدالة على هذه الأرض.
نذكر أجدادنا قرانا شهداءنا. إنهم ضمير حيّْ.
نذكر كل شهداء المسيحية المشرقية. هم شعلة تُعلّمنا أن النضال والقضية أعمق من أن يختصرها أي حزب وأي شخص وهي ملك شعوبنا ومن يناضل فيها دون خنوع ولا ذمية.
نحن سيفو الى المنتهى.
 

  • شارك الخبر