hit counter script

خاص - لايان نخلة

التفلت الجنسي في لبنان: تلذذ بالفضائح و"على عينك يا تاجر".. فإلى أين؟

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 06:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

... هو التفلت الجنسي في لبنان، الذي لم يعد محصوراً بين جدران الغرف الضيقة، بل بات منتشراً حتى أصبح ظاهرة تهدد مجتمعنا.
كانت الفضائح الجنسية محصورة من قبل في بعض الملاهي الليلية وبعض الشاليهات والمسابح، إلا أنها اليوم باتت بمتناول الجميع، وعلى هواتفهم، حتى بات البعض يتلذذ بهذه الفضائح.
كثرة وسائل التواصل الاجتماعي وعصر السرعة الذي نعيشه، وحب اللبناني لكل ما يسمى "فضيحة" يتسلى بها، جعلت التفلت الاخلاقي والجنسي يتفشّى بسرعة في المجتمع اللبناني.
وفي جولة سريعة حول آخر الفضائح الجنسية التي ضج بها لبنان في الاونة الاخيرة، يتأكد لنا ما سبق ذكره.
فمن فضيحة "البطة" في زحلة، إلى الفيديو الجنسي الذي كان بطله قاضٍ، إلى الفضيحة الجنسية الكبرى التي ضج بها وسط بيروت منذ أيام قليلة، بطلاها شاب وفتاة، قررا ممارسة الجنس الفموي، أمام أعين المارة، وصولاً إلى الفيديو الاخير، عند نهر الاولي، الذي يظهر شاباً وفتاة يمارسان الجنس، في مكان يفترض أن اللبنانيين يقصدونه للتسلية وقضاء الوقت مع العائلة.
هذا كله يضاف إلى الكم الهائل من هذه الجرائم التي ترتكب يومياً، والتي يبقى قسم منها غير معلن، والقسم الاخر تعلن عنه القوى الامنية بعد تمكنها من توقيف عدد كبير من الاشخاص الذين ارتكبوا جرائم جنسية كالتحرش وغيره.
أخبار كثيرة تردنا يومياً عن التفلت الجنسي في لبنان، ولكن اللوم لا يقع فقط على أبطال هذه الافلام الاباحية، بل على كل مواطن يقوم بنشر هذه الفيديوهات والاخبار على مواقع التواصل الاجتماعي.
أسئلة عدة تطرح في هذا السياق: ألهذه الدرجة وصل مستوى الانحطاط الاخلاقي في لبنان؟ ألم يعد هناك من خجل لدى اللبنانيين؟ لماذا هذا التفلت أمام أعين الجميع وفي الاماكن العلنية؟ لماذا هذا الانحراف؟ ألم يعد هناك من قيم نتمسك بها؟ ألا يوجد من يضبط هؤلاء ويعاقبهم ويحد من "انتشارهم"؟ وهل سنصل يوماً ما إلى أن يتصدّر لبنان المراتب الاولى ضمن لائحة البلدان الاكثر تفلتاً؟
كل هذه الاسئلة تدل على أن التفلت الجنسي في لبنان بات مرضاً خطيراً، يتفشى بسرعة، ولا بد من وضع ضوابط له، قبل فوات الاوان.
وفي هذا الاطار، أكد مرجع ديني رفيع، في حديث خاص لموقع "ليبانون فايلز"، أن"الانسان اليوم فقد قيمته، ونحن نسير وراء التفلت من دون أن ندرك المخاطر الكبرى جراء هذا الامر".
وأشار إلى أن "حياة الانسان مبنية على التراكمات، التي تدخل في اللاوعي لدى الانسان، وهذا ما يؤثر على شخصيته وطبيعته"، موضحاً أن "عذرية التفكير التي كانت موجودة فقدت اليوم، نتيجة وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مجرد "تلفزيونات" متواجدة بمتناول الشباب، وبإمكانها أن تهدم مجتمعاً وأن تشتت العائلة".
وتابع المرجع الديني: "بتنا في لبنان نأخذ الكثير من عادات الغرب، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ولكننا في لبنان نأخذ الفكرة عن الغرب ونطورها، فنتخلى عن عاداتنا وقيمنا".
وشدد المرجع الديني على أن "الكنيسة تقوم دائماً ببرامج توعية حول التفلت الجنسي ومخاطره، لكن لا يمكن للكنيسة أن تأخذ مكان الدولة في إطار وضع الضوابط للتفلت الجنسي والاخلاقي، وبالتالي لا يمكن للكنيسة سوى أن تقوم بالتوعية والارشاد".
وأضاف: "إذا بقي التفلت الجنسي والاخلاقي على هذا النحو، فنحن ذاهبون باتجاه كارثة بالطبع، وهناك محاولة لتغيير هوية المجتمع، والدولة لا تقوم بواجبها كما يجب، ولا يمكن للمجتمع الديني أن يأخذ مكان الدولة في هذا الاطار".
وقال: "رغم كل التفلت الموجود، لا نزال ننظر بإيجابية إلى وطننا لبنان، ولا خوف على لبنان لأنه محمي، ولكن رغم ذلك، يجب التحرك للحد من التفلت، وهذا التحرك يبدأ من العائلة أولا".
إذا، التفلت الجنسي والاخلاقي في لبنان بات في مراحله المتقدمة، ولكن رغم كل ذلك، لا يزال الامل موجوداً بأن نصل يوماً إلى وضع الضوابط لهذه الظاهرة، وبأن نتمسك بقيمنا من جديد، علّنا نكون يوماً ما قدوة لسائر البلدان.
 

  • شارك الخبر