hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

"قاعدة عوكر" الأميركية: نحن هنا

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على بعد 100 كلم تقريباً من قاعدة طرطوس البحرية التي أنشأها الروس، وضعت السفارة الأميركية في لبنان حجر الأساس لاحدى أكبر سفاراتها في الشرق الاوسط في منطقة عوكر، بمساحة كبيرة تكاد تضاهي بحجمها وتكلفتها مقرّ قيادة "قاعدة" عسكرية متقدّمة.

ولأننا نتكلم بالمساحات والمسافات، فان المقرّ الجديد أيضاً يبعد بضعة عشرات الكيلومترات عن الحدود اللبنانية الجنوبية حيث تتمركز القوات الدولية، وأيضاً حزب الله اللبناني الذي نظّم الأسبوع الماضي جولة للاعلاميين على هذه الحدود لاستعراض قوته وتوجيه رسائله المتعددة الاتجاهات.
فهل عاد لبنان مجدداً ساحة لتبادل الرسائل الاقليمية والدولية، أو صندوق بريد في سياق تبادل هذه الرسائل بين القوى الكبرى؟
سؤال يتبادر الى ذهن كل مراقب بات يدرك أن المنطقة مقبلة على تطورات دراماتيكية بدأت بشائرها تطلّ من سوريا والعراق ولبنان.
اذ في حمأة المفاوضات حول الأزمة السورية، والمتطايرة بين جنيف واستانة ونيويورك، أراد حزب الله أن يذكّر الأطراف الدولية الباحثة عن تسوية سورية أن هذه الأخيرة غير ممكنة من دونه، فأتاه الردّ مزدوجاً: زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري ومعه وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش الى الجنوب حيث أقام الحزب استعراضه، مذكراً بأن لبنان جزء من الشرعية الدولية وملتزم قراراتها ذات الصلة بالشأن اللبناني وأهمها القرار 1701، ومن ثم اعلان السفارة الأميركية في بيروت عن انشاء مقرّها الجديد يندرج في اطار تثبيت وجودها في هذا البلد، وتثبيت مفهوم الشراكة معه لما فيه استقرار لبنان، وتعزيز سيادته وسلطته عبر مدّه بالمساعدات اللازمة ليتمكّن من تحصين وضعه ومحاربة الجماعات الارهابية التي تشكّل الخطر الأكبر حالياً على لبنان مع الخطر الاسرائيلي بحسب خبراء عسكريين.
هذه الأجواء تخيّم بشدة على الساحة الداخلية، في وقت تنشغل قوانا السياسية بالبحث عن جنس الملائكة في قانون انتخابات يبدو بعيد المنال.

  • شارك الخبر