hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

المؤتمر الدولي الأول في لبنان حول البيانات الضخمة والأمن السيبراني

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 12:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت "منسقية الحد من مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية" في رئاسة مجلس الوزراء و"المجلس الوطني للبحوث العلمية" المؤتمر الدولي الأول في شأن البيانات الضخمة، في السراي الكبير، بالتعاون مع "المركز الفرنسي لتحليل البيانات الضخمة Cognitus".

هدف المؤتمر الى توفير مقدمة شاملة عن البيانات الضخمة وسبل تطوير المجال في لبنان وتعزيز فرص مساهمة البيانات الضخمة في مختلف القطاعات الخاصة والعامة. وحضره ممثلون عن قيادة الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، مديرية الجمارك، وزارات الاقتصاد والتجارة، البيئة، الصحة، الاتصالات، التنمية الادارية والجامعتين اللبنانية واللبنانية الأميركية.

يستخدم الأشخاص، في عصرنا الرقمي، آلاف الأجهزة المتصلة بهم في حياتهم العملية واليومية.اذ يضم العالم، اليوم، 6.5 مليار جهاز هاتف و10 مليار جهاز متصل بالأفراد (connected objects) ومن المتوقع أن يرتفع العدد الى أكثر من 50 بليون جهاز متصل بسبعة ملايين شخص بحلول العام 2020. يتم ارسال نحو 31.25 مليون رسالة في الدقيقة الواحدة، ومشاهدة 2,77 مليون فيديو ويستخدم بليون شخص موقع "فايسبوك" يوميا. توفر جميع هذه الوسائل بيانات (data) يمكن تحليلها واستثمارها في مختلف مجالات الحياة، ما يؤدي الى ظهور أبرز الاختراقات العلمية لهذا العقد "البيانات الضخمة-Big data".

أشار منظم المؤتمر والمنسق الوطني للحد من مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية ومدير "الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية" التابعة ل"المجلس الوطني للبحوث العلمية" الدكتور بلال نصولي الى أن "معالجة البيانات الضخمة وتحليلها لاستخراج المعاني المفيدة تساعد صانعي القرار في اتخاذ القرارات الفعالة في مختلف القطاعات ومنها: الصناعة، حماية البيئة، الاقتصاد، الصحة العامة،الأمن القومي وغيرها".

وقال: "يشكل تحليل البيانات الضخمة أداة لدراسة وتقييم المخاطر البيولوجية والاشعاعية والنووية والكيميائية من خلال معرفة الأشخاص المنخرطين واتصالاتهم وخططهم ما يساعد على مكافحة التهديدات والحد منها".

طاهر
يلفت المنسق العلمي للمؤتمر والباحث في مجال البيانات الضخمة في جامعة "فرساي" الفرنسية وفي كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور يحيى طاهر الى ان النمو السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يساهم بظهور انترنت الأشياء ووسائل التواصل الإجتماعي ما يعزز تطور عالم متصل وذكي".
وقال: "توفر جميع الأدوات المحيطة بنا معطيات وبيانات يمكن للحكومات أن تستخدمها وتحللها بغية تحسين نوعية الخدمات في مختلف القطاعات مثل الاتصالات، الصحة العامة وغيرها".
ولفت الى ان "لبنان يمتلك الكثير من البيانات في مختلف القطاعات غير أنه يفتقر الى الخبرات في مجال معالجة البيانات وتحليلها ما يوجب العمل على تعزيز القدرات العلمية الوطنية بدل استيراد الحلول التقنية من الخارج". 

وشددت البروفسورة في جامعة "باريس-ديكارت" سليمة بن برنو على أهمية استخراج المعاني من البيانات "اذ لا يكفي توافر البيانات بل يجب العمل على تحليلها واعطائها معنى لاستثمارها في مختلف القطاعات".
وقالت: "على سبيل المثال، يساعد تحليل البيانات الضخمة على كشف الشبكات الارهابية، أو على تحديد المخاطر في مجال الصناعة ما يسهل عمل شركات التأمين، أو على تعقب حركة المهاجرين ما يعزز حمايتهم".

أضافت: "إن المدن الذكية،التي تتصدرها اليوم مدن فيينا ثم تورنتو وباريس ونيويورك، تلبي حاجة المجتمعات في ادارة أفضل للخدمات ومنها نقل العام وزحمة السير وانارة الشوارع وغيرها".

أما مدير التكنولوجيا في "المركز الفرنسي لتحليل البيانات- "Cognitus الدكتور رفيق الحق فيشرح اهمية البيانات الضخمة في المجال العسكري اذ تساعد المعلومات، التي يمكن رصدها من خلال الحساسات الموجودة على خوذات وبدلات العسكريين أو على المركبات العسكرية، على فهم أدق لساحات المعارك ما يساعد القادة العسكريين على الاستجابة بسرعة وعلى اتخاذ القرارات المناسبة". 

وتؤثر البيانات الضخمة، وفق مدير مختبر "Liris-Cnrs" في "جامعة كلود برنار ليون1" البروفسور مهند سعيد حسيد، "على مختلف القطاعات وعلى ادارة الموارد، وعلى مشاركة المواطن في اتخاذ القرار من خلال الوصول الى البيانات ما يعزز ديمقراطية المجتمعات (يشار الى المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا هم الدول المتصدرة في شأن البيانات المفتوحة للمواطن)".
واعتبر حسيد أن "لبنان بحاجة الى تدريب الباحثين، والطلاب والاساتذة في مجال البيانات الضخمة، وخلق الأعمال المرتبطة بهذا المجال ما يجعل انشاء مركز للخبرات ولمعالجة البيانات ضرورة علمية ووطنية". 

وشدد مدير "المركز الفرنسي لتحليل البيانات" نسيم شعيب على ان "انشاء مركز وطني للخبرات في مجال تحليل البيانات يساعد على مواكبة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي (artificial intelligence) وعلى تدريب جيل جديد من الخبراء في تحليل البيانات ما يعزز تطور المجتمع في مختلف القطاعات". 

ولفت مدير مختبر "Autonomic computing" في "جامعة اريزونا الأميركية" البروفسور سليم حريري الى ان "انفتاح لبنان وابداعه يساعدان على أن يكون مقر مركز الخبرات في البيانات الضخمة في الشرق الأوسط من دون وجود حاجة، في العصر الافتراضي، الى أن يقيم الخبراء في لبنان بل يمكن لهم متابعة المهام عن بعد". ورأى أن "مستقبل التكنولوجيا يرتكز على البيانات الضخمة وتحليلها بهدف استخراج المنتجات والقيمة المعلوماتية في جميع المجالات ما يساعد الحكومات على اتخاذ القرارات الصائبة والفعالة".

وأوصى المؤتمر بضرورة انشاء مركز خبرات في مجال تحليل البيانات الضخمة وتدريب الكفاءات في مختلف القطاعات العامة والخاصة، على أن يتابع المنظمون التوصيات المقترحة والخطوات التالية.  

  • شارك الخبر