hit counter script

الحدث - الجزء 6 ? ليبانون فايلز

الشيف سامي خويري وخفايا الصمود في الحرب اللبنانيّة: إلى القوات اللبنانية

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما ورد في هذا المقطع هو جزء بسيط، من مقاطع وصفحات متتالية تروي قصة يوم الوعد وانتقال مجلس الأمن الكتائبي الى قيادة بشير الجميّل، وانشاء الاسلحة المختلفة في الكتائب،  أما التفاصيل فسترد من ضمن كتاب كامل ينشره موقع ليبانون فايلز، اضافة الى كتب اخرى تؤرخ مرحلة الحرب اللبنانية على لسان قادة من أحزاب أخرى، جرى البدء فعلياً بكتابتها.

ناشر ليبانون فايلز: ربيع الهبر

 

مع هدوء الوضع نسبياً تفرّغ الشيخ بشير إلى تنظيم المجلس الحربي الكتائبي ليخوض في مرحلة لاحقة أشرس المعارك مع الجيش السوري والتي كرّسته قائداً وزعيماً للقوى المسيحيّة. وبعد عمليّة توحيد البندقيّة أقيم مهرجان "يوم الوعد" وحصل الانتقال العسكري من "حزب الكتائب" إلى "القوّات اللبنانيّة" التي تكرّست القوّة العسكريّة الوحيدة على الأرض.

 

المجلس الحربي الكتائبي بقيادة بشير

بعد معركة شكّا اعتبر الشيخ بشير أنّني منحاز إلى شقيقه الشيخ أمين ممّا خلق جواً متوتراً انتهى بعدم تجديد مهمّتي الحزبيّة في قيادة كسروان. ومع دخول قوات الردع في مطلع عام 1977 في عهد الرئيس الياس سركيس، تفرّغ الشيخ بشير لتشكيل قيادة المجلس الحربي بعد أن أصبح رئيسه بعد استشهاد وليم حاوي في تمّوز 1976. فأنشأ الشِعَب وأجرى التشكيلات العامة لكافة قيادات المناطق مركّزاً على إنشاء ثكنات تابعة له مركزياً. وهنا برز دور إيلي حبيقة وشاكر عون ود. فؤاد أبو ناضر ود. الياس الزايك وجو إدة وديب أنسطاس وبطرس خوند والدكتور سمير جعجع ومسعود الأشقر وأسعد سعيد وريمون أسايان وجوزف الياس وناجي بطرس ونزار نجاريان وغيرهم. وفي العام 1976 كان تمّ إنشاء أسلحة تابعة لمجلس الأمن الكتائبي فتمّ تثبيتها مع بشير وهي: "سلاح المدفعيّة"؛ "سلاح المدرّعات"؛ "سلاح الإشارة"؛ "سلاح البحريّة"؛ "سلاح الهندسة"؛ "سلاح المضاد"؛ "سلاح المشاة"؛ "الشرطة العسكريّة"، "وحدات الإسعاف"، وقادة الشِعَب وهي الشعبة الأولى (مكتب إداري وأمانة السر)؛ الشعبة الثانية (المخابرات)؛ الشعبة الثالثة (تدريب)؛ الشعبة الرابعة (التجهيز والتموين والمواصلات)؛ الشعبة الخامسة (التوجيه والإعلام). وبوشر في تنظيم المفوّضيات والثكنات.

وحافظ إقليم المتن الشمالي برئاسة الشيخ أمين الجميّل وبمساعدة جورج غانم وتوفيق داغر وسليم رعيدي على استقلاليّة خاصة تابعة مباشرة لرئيس الحزب. وكان للمفوّض جورج قسّيس دور كبير في تشكيل القيادة الخاصة لإقليم المتن على غرار المجلس الحربي. وكان له الفضل في التنسيق بين القيادة العسكريّة في المتن وقيادة المجلس الحربي محافظاً بذلك على مناخ موحّد بين قيادات الحزب. وقد عاونه في ذلك أعضاء القيادة معه وهم عادل أبو حبيب، جورج حدّاد، جوزف راشد، وجورج روحانا، وبيار جلخ، جاك نصّار، جوزف عبّود، جو عقل، سامي أبو جودة، جان داغر، جورج أبو جودة، وغيرهم من الذين شاركوا في القتال في حرب السنتين وبعدها.

وبرز في الفترة الممتدة من عام 1977 إلى العام 1980 اسم بشير الجميّل في "حرب المئة يوم" بإخراجه الجيش السوري من بيروت الشرقيّة وأصبح البطل الأوّل للمجتمع المسيحي الذي يهابه الجميع. وبعد عمليّة إهدن في حزيران 1978 وتداعياتها السلبيّة، هجمت قوات سوريّة بحجة مطاردة المشتركين بالعمليّة على منطقة البترون واحتلّت قرى الوسط وكانت المعركة الأشرس في تصدّي القوى النظاميّة الكتائبيّة لها على مشارف بلدة كور التي قاومت بقيادة نعّوم موسى وبطرس سابا ولم يتمكّن السوريّون من احتلالها إلا بعد عمليّة إنزال مروحيّة وسقط عدد من الشهداء وهُجّر أهل البلدة. ولمع أيضاً اسم الدكتور سمير جعجع لينظّم بعدها خطاً دفاعياً ثانياً مع انتشار الجيش السوري في الشمال. وتعزّز كذلك دور "الجبهة اللبنانيّة" والأحزاب الحليفة وبدأ بشير بتشكيل قيادة "القوّات اللبنانيّة" تدريجاً حيث تمّ تطبيقها ميدانياً على الأرض بعد عمليّة 7 تمّوز 1980.

إنتهت فترة ابتعادي عن المسؤوليّات الحزبيّة في أواخر حزيران 1980 حيث تمّ تعييني مفوّضاً عاماً لإقليم كسروان-الفتوح، وكان هذا ترجمة لعودة الثقة بيني وبين الشيخ بشير بعد مصالحة غوسطا صيف عام 1979.

 

"يوم الوعد"

مع عودة الأمور إلى مجاريها كان هدفي إبراز دور كسروان كخزان للمقاومة اللبنانيّة وإرسال تحيّة إلى أبطالها وشهدائها إضافة إلى إبراز الشيخ بشير بحلّته الجديدة كقائد عام للقوّات اللبنانيّة. والجواب كان في إقامة احتفال تكريمي لشهداء كسروان وإبراز قوّتها كـ"خزّان المقاومة اللبنانيّة" وذلك بمناسبة عيد الكتائب السنوي الذي يلي عيد الاستقلال بأسبوع.

وبدأت أحضّر لإقامة مهرجان كبير. وكنّا بحاجة إلى موقع يستوعب استعراض الفرق ويكون مضبوطاً أمنياً فوقع اختياري على الملعب البلدي في جونية. وبدأنا التحضير له، وكان عندنا مركَزَ قيادة للإقليم هو قصر شارل حلو في الكسليك. فأنشأت غرفة عمليّات في مكتب المفوّضية لهذا المشروع وبتعليمات من الشيخ بشير كُلّف المخرج منير معاصري للعمل عليه، فوضعنا سويّة مخطّط المهرجان وعدّلنا فيه ما يجب تعديله وبدأنا نعمل على فكرة الاحتفال وموضوعه هو دمج القوات الكتائبيّة في "القوّات اللبنانيّة" وهي الانطلاقة لانضواء القوى العسكريّة في الأحزاب المختلفة فيها؛ والهدف من ذلك، هو طبعاً الوعد بتحرير لبنان، ولذلك سمّينا المهرجان "يوم الوعد".

إستغرقت الاستعدادات 22 يوماً تابعت مع منير معاصري طوالها تفاصيله خطوة بخطوة، وأقمنا المهرجان في عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني. وشارك في العرض العسكري نحو ألفي شاب خلال الليل وتضمّن مسيرة دخلت الملعب بالمشاعل لترسم أرزة الكتائب في أرضه على وقع نشيد المهرجان "نحن جنود الحريّة" وتبعها "خطاب الوعد" الشهير للشيخ بشير، وفي نهايته أقسمتُ قسم الوعد بتحرير لبنان. وكان استُقبل الشيخ بيار استقبالاً عاصفاً من الحشود، وسلّمني عَلَمَ إقليم كسروان الخاص الذي وضعته تكريماً لهذه المنطقة، وشارك فيه أيضاً شخصيّات كثيرة ومعظم أعضاء "الجبهة اللبنانيّة".

وكانت بداية جديدة لانتقال القوّات العسكريّة الكتائبيّة إلى صفوف "القوّات اللبنانيّة" وفقاً لخطة القائد العام الشيخ بشير الجميّل بموافقة المكتب السياسي الكتائبي.

بعد "يوم الوعد" تابعنا المسيرة التي شملت مرحلة حرب زحلة التي لعبت كسروان دوراً رئيسياً فيها، وبعدها دخول إسرائيل إلى لبنان واغتيال رئيس الجمهوريّة الشيخ بشير ومن ثمّ انتخاب الشيخ أمين وصولاً إلى أحداث حرب الجبل وانتفاضات داخليّة كان لها الأثر الكبير في تغيير موازين القوى داخل الصف المسيحي، وهو ما سيرد مفصّلاً في الكتاب المزمع نشره.

 

تعليقاً على هذه الأجزاء المنشورة بمناسبة ذكرى الحرب الأليمة والتي تُبيِّن تضحيات شباب الكتائب رغم محدوديّة أعدادهم وتجهيزاتهم في مواجهة القوى المعادية المتفوّقة عليهم عدّة وعديداً بفارق كبير، فقد فاجأوا الجميع محلياً ودولياً بصمودهم الرائع وكسرهم المراهنات على أنّ "5 فدائيّين يرمون الكتائب في البحر"، وإمكانيّة أنْ يصبح لبنان وطناً بديلاً عن فلسطين.

ولكن أيضاً أقول إنّنا خسرنا فرصاً كثيرة مسيحياً بعد استشهاد بشير سببها انقساماتنا الداخليّة التي فتحت الباب للمؤامرة الإسرائيليّة والسوريّة ليتقاسما المغانم والمصالح في الدولة اللبنانيّة.

واليوم إيماناً منّي بتضحيات دماء الشهداء إلى أيّ طائفة انتموا، أدعو إلى العمل على مشروع السلام في لبنان وذلك عبر الحوار المفتوح والمستمر بين القوى كافة وعدم القبول بأن نكون أداة لحروب الآخرين على أرضنا.

 

 للاطلاع على الأجزاء السابقة يرجى الضغط على الروابط التالية:

الجزء الأول: http://www.lebanonfiles.com/news/1170944

الجزء الثاني: http://www.lebanonfiles.com/news/1172534

الجزء الثالث: http://www.lebanonfiles.com/news/1172924

الجزء الرابع: http://www.lebanonfiles.com/news/1173336

الجزء الخامس: http://www.lebanonfiles.com/news/1173749

  • شارك الخبر