hit counter script

الحدث - دافيدعيسى - سياسي لبناني

كلمة حق في وجه التحامل والظلم

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

المسألة في غاية البساطة فجعلوها في غاية التعقيد، مطلوب قانون جديد للإنتخاب يؤمن الشراكة الفعلية والحقيقية فكان الردّ الإتهامي لهم بأنهم يريدون تكريس ثنائية مسيحية وكتلة الثلث المعطل في مجلس النواب.

- ماذا يريد المسيحيون...
- ما يريده المسيحيون من قانون الانتخاب هو في الواقع المشاركة الحقيقية في الحكم مع شركائهم في الوطن من خلال قانون انتخابات عادل ومتوازن يساوي بين اللبنانيين، لكنهم وضعونا امام ثلاث خيارات كلها سيئة، انتخابات وفق قانون الستين، او الفراغ، او التمديد.
1- المسيحيون لا يريدون قانون "الستين" ولا إجراء انتخابات على اساس هذا القانون الذي لم يعد صالحاً للإستخدام، حيث ان هذا القانون يجعل المناصفة شكلية ورقمية وفاقدة لهويتها السياسية ومعناها الحقيقي طالما ان المسيحيين لا يمكنهم ان يختاروا بأصواتهم الا قلة من نوابهم ويتعين على اكثرية نوابهم ان يكونوا "تابعين سياسيآ" لقيادات الطوائف الآخرى التي توصلهم الى الندوة البرلمانية.
2- المسيحيون لا يريدون ايضآ الفراغ في مجلس النواب ولا يعملون له ولا يهدّدون به، فهم لا ينقصهم الوعي السياسي والحسّ الوطني كي يدركوا مخاطر وعواقب الوصول الى الفراغ النيابي الذي يفوق في خطره الفراغ الرئاسي والحكومي لأن مجلس النواب هو مصدر السلطات، فأذا تعطّل تعطّلت، واذا انتهى انتهت معه.
والفراغ النيابي اذا حصل يعني الدخول في "المجهول" والسقوط في هاوية الأزمة الوطنية التي تعلن فشل وسقوط اتفاق الطائف وتفرض الذهاب الى مؤتمر تأسيسي، والسؤال هنا اذا كان الإتفاق على قانون انتخاب امراً متعذّراً، فكيف سيكون ممكناً الإتفاق على نظام ودستور جديدين.
ورئيس مجلس النواب نبيه بري على حق في ما قاله في هذا الصدد عندما حذر من استسهال الذهاب الى الفراغ، حيث قال .. إذا دخلنا فيه لا نعرف كيف نخرج منه واذا عرفنا كيف يبدأ لا يمكن ان نعرف كيف ينتهي.

3- المسيحيون لا يريدون التمديد، ويعتبرونه تعارضاً مع النظام الديمقراطي ومبادئه واولها مبدأ تبادل السلطة وتجديد الحياة السياسية وكذلك هروباً الى الأمام وتهرّباً من مسؤولية وضع قانون جديد، لكن كلمة حق تقال انه وبالرغم من كل ذلك يبقى هذا الخيار هو الاقل سوءآ وشرآ بين الخيارات المتبقية اذا ما كان هناك جدية في انجاز قانون انتخابي جديد في اسرع وقت ممكن.
- قانون انتخاب جديد يؤمن الشراكة بين اللبنانيين...
اذن المسيحيون يريدون قانون انتخاب جديد، لا بل "الشعب كله وبكل طوائفه يريده"، انها رغبة لبنانية جامعة وجامحة في رؤية التغيير في الوجوه والأشخاص وفي الذهنيات والسلوكيات وانماط الحكم، والى رغبة التغيير تُضاف عند المسيحيين رغبة تأكيد الدور والتأثير في مجرى الأحداث والمشاركة في صناعة القرارات، ولا يكون ذلك ممكناً الا من خلال تأمين شراكة فعلية عبر وجود فاعل ومؤثر للمسيحيين في المؤسسات بدءاً من مجلس النواب.

- التوازن الوطني المفقود...
من هنا نقول اذا كانت القوى والأحزاب والكتل السياسية اللبنانية وعلى مختلف طوائفها ومذاهبها جادة في تأمين التمثيل الشعبي الصحيح والتوازن الوطني المفقود وتحقيق الشراكة الفعلية في هذا الوطن عليها ان تثبت ذلك من خلال الاتفاق على قانون عادل يؤمن الشراكة الفعلية في الفترة المتبقية من الشهر الذي علق فيه رئيس الجمهورية عمل البرلمان وقبل الوصول الى التمديد الحتمي او التقني.
- محاولات تضليل وتحريف للحقائق...
واما محاولات التضليل والتمويه والتحريف للوقائع والحقائق، وشن حملات الإفتراء والتحامل والتجنّي على المسيحيين فكلها مردودة لأصحابها والجهات التي تقوم بها ولن تغير في مسار الأمور والمطالب المحقة شيئاً، وهنا لا بد من كلمة حق في وجه التحامل والظلم الذي اصابنا.
المسيحيون لا يهابون المضللين واصحاب الحملات الظالمة ولا يأبهون لتهديدات ايا كان مصدرها وشكلها سياسية كانت ام اعلامية، والى الاعلامي التي سّولته نفسه ان يذكّرنا بالحرب الأهلية وبانها لم تعلمنا، نقول ان المسيحيين مثلما دافعوا في الماضي عن وجودهم وخاضوا معركة الدفاع عن النفس، مستعدون لأن يدافعوا وبالتصميم والعزم ذاته عن وجودهم السياسي ودورهم الوطني ولن يثنيهم عن ذلك لا تهديد ولا وعيد ولا ضغط ولا تهويل.
- ليس دفاعآ عن جبران باسيل.
انا لست في موقع الدفاع عن الوزير جبران باسيل، ولست من تياره السياسي، ولكن كلمة حق تُقال ان جبران باسيل حاول وسعى واقترح في مسألة قانون الإنتخاب بينما كان الآخرون ينتقدونه ويتفرجون عليه ويعيّرونه ويحجمون عن المبادرة وتقديم صيغ ومقترحات، من هنا اقول قد يكون باسيل اصاب او أخطأ في طروحاته ومقتراحاته حول قانون الانتخاب ولكنه على الأقل حاول وجرّب واظهر جدية في التعاطي مع هذا الملف الحساس.
اما من آثروا في انتقاد باسيل واغلبيتهم من حلفاء " التيار الوطني الحر"، فإنهم التزموا السلبية المطلقة تجاه هذا الرجل عبر محاولات التشويش والتمييز والفصل تارة بين موقف ورأي رئيس الجمهورية وموقف ورأي رئيس "التيار الوطني الحر"، وتارة اخرى بين موقف ورأي "التيار" وموقف ورأي "القوات اللبنانية"، ووصلت الأمور الى حد القول ان باسيل حول المشكلة في قانون الإنتخاب الى "مسيحية – اسلامية" بعدما كانت "سنية- شيعية"، فيما المشكلة هي في الواقع مشكلة وطنية تحدث بشأنها انقسامات "مسيحية مسيحية" وانقسامات "اسلامية اسلامية" وانقسامات حتى داخل الفريق السياسي نفسه احيانا".
- المشكلة ليست عند المسيحيين والكرة ليست في ملعبهم...
في الختام على الجميع ان يعرف انه مهما بلغت هذه الحملات فإنها لا تغيّر في الواقع الذي يفيد ان قانون الإنتخاب العادل والمتوازن هو ضرورة وطنية يساوي بين مختلف الطوائف ويؤمن المناصفة والشراكة الفعلية، وان قانون الإنتخاب لا يمكن ان يتحول الى سبب ومصدر لخلاف "مسيحي – اسلامي" لا سمح الله، لكن على المعنيين ان يعرفوا ايضآ ان المشكلة ليست عند المسيحيين والكرة ليست في ملعبهم، ومن له اذنان سامعتان فليسمع.
 

  • شارك الخبر