hit counter script

أخبار محليّة

باسيل: هناك محاولة إبادة ثقافية لهويتنا عبر التحولات الديمغرافية الممنهجة

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 22:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت القطاعات الشبابية في الأحزاب الأرمنية الثلاثة: "الطاشناق" و"الهنشاك" و"الرمغافار"، تجمعا عند الثامنة والربع من مساء اليوم، في باحة كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في انطلياس، في اطار النشاطات التي تقام في الذكرى الثانية بعد المئة للابادة الارمنية، وذلك بعدما وصلت المسيرة الطالبية والشبابية التي نظمتها مصلحة طلاب "زاواريان" لحزب "الطاشناق" وقطاع الشباب في الحزب من برج حمود إلى مكان التجمع.

وشارك في التجمع رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، الامين العام لحزب "الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، النائبان سيرج طور سركيسيان وسيبوه قالباكيان، الوزير السابق سيبوه هوفنانيان، ممثلو الاحزاب الارمنية الثلاثة والجمعيات والأندية الأرمنية وحشد من الشباب والطلاب.

بعد النشيد الوطني والنشيد الارمني ووضع اكاليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الابادة الارمنية، القيت كلمات لكل من الاحزاب الارمنية الثلاثة، حيت فيها "الشعوب المضطهدة من الارمن والسريان والاشوريين واليونانيين، الذين لم ينسوا ولن ينسوا مجازر 1915، رغم كل القهر والغربة والتشتت في جميع اصقاع الارض، شعوب مناضلة بذلت الغالي والنفيس من اجل الاعتراف بالمجازر، التي تعرضت لها والتعويض عليها ولكنها لن تستغيث بل ستتوحد وستتكل على قوة هذه الوحدة وشراكة المصير".

وشددت على ان "ابادة كاملة جرت، اكدتها عشرات الوثائق والابحاث التاريخية والدراسات وافضل توصيف لتلك الايام السوداء، هو ما اورده الاديب اللبناني الراحل توفيق عواد في كتابه "الرغيف" و"سفر برلك".


واعتبرت أن "الجماعات التكفيرية اليوم، التي تدعي الاسلام تستخدم العبارات ذاتها لتبرئة اعمالها الشنيعة ضد الناس، الذين لا يشاطرونها افكارها الاقصائية المتطرفة. وان عدم معاقبة الاتراك على جرائمهم في بداية القرن العشرين، اتاحت الفرصة لغير مجموعات، لتكرار اعمالها الشنيعة بعد مئة عام. هذه هي الحقيقة التي لا لبس فيها. ولكن هذه المرة انقلب السحر على الساحر التركي خلال الازمة السورية، حيث سهلت تركيا تنقل الافراد المنتمين الى الجماعات التكفيرية من والى داخل الاراضي السورية، حتى وصلوا الى العمق الاوروبي والعمليات الارهابية، التي نفذتها تلك الجماعات كسرت الجرة بين تركيا والدول الاوروبية، وليس ببعيد اليوم الذي ستتخلى اوروبا فيه عن تركيا كدولة متقدمة، بعيدة كل البعد عن حقوق الانسان والقيم التي يؤمن بها الاتحاد الاوروبي. حينذاك سيأتي يوم الحساب الكبير حيث ستدفع تركيا الثمن الباهظ لسياساتها غير الانسانية خلال قرون".

ودعت الكلمات "وريث السلطنة العثمانية اي الجمهورية التركية الى التخلي عن سياسة انكار ما حدث في بداية القرن العشرين، وعليه الاعتراف بالمجازر، والتعويض ماديا واعادة الاراضي المسلوبة لكل الشعوب المتضررة كما فعلت المانيا بالنسبة الى مجازر اليهود".

وختمت "المشرق كان ولا يزال مهد الحضارات ومنه انطلقت الديانات السماوية الثلاث".

من جهته، قال باسيل: "اردنا ان نكون معكم اليوم، لاننا ابناء تاريخ واحد وحاضر واحد ومستقبل واحد والزيارة، التي قمنا بها منذ سنتين الى ارمينيا في الذكرى المئوية الاولى للابادة، تركت اثرا في نفسي، لان في كل الصور التي شاهدناها هناك رأيت اننا نراجع تاريخا مشتركا، لا تنسوا ان لبنان عام 1915 تعرض لابادة جماعية وحصار ادى الى تهجير ثلث شعبه، ومقتل ثلث آخر، وبقي الثلث الباقي وكل لبناني له قريب ترك وهاجر لبنان بسبب ما تعرضنا له معا، الارمن واللبنانيون وكل ابناء المشرق. لذلك هذه الذكرى تعنينا كما تعنيكم ، كلنا معنيون بمحاولة ابادة نتعرض لها بشكل ممنهج".

أضاف "انا من الذين هاجر اشخاص من عائلته، جدي هاجر من لبنان وقرأت في ما بعد كتاباته، التي تحكي عم العذابات، التي تعرض لها مع كل من هم حوله، واكدت انهم تركوا لبنان وهاجروا الى بقاع العالم. نحن نعيش هذه المأساة ليس فقط في هذا اليوم، حيث نقف معا ونفكر ونصلي معا، بل نعيشها في كل يوم نقوم فيه بنضال من اجل بقائنا، فنحن نقاتل كل يوم من اجل بقائنا، لان الابادة التي نتعرض لها ليست فقط لمحو انساننا، بل هناك محاولة ابادة ثقافية لكل ثقافتنا ولهويتنا من خلال التحولات الديمغرافية الممنهجة والمقصودة، وهذا يعني انهم يحاولون تغيير هويتنا ومحوها وكذلك من خلال التعرض لنا اقتصاديا، يعني ان هناك عملية ابادة اقتصادية، وكذلك هناك عملية ابادة سياسية، كل مرة ننجو منها لنعود وندخل في مخاض ثان".

وتابع "لذلك نحن جميعا نقاتل لنبقى حاملين هذه الهوية المشرقية، هوية الانسان الذي يريد ان يعيش حرا ومتآخيا ومتآلفا مع اخيه الانسان الآخر. عندما نحكي عن قانون الحرية، لان الحرية هي القاسم المشترك الذي يجمعنا، ومن دون حرية لا يمكن ان نعيش، فمن اجل الحرية قتلنا، ومن اجل الحرية سنبقى مضطهدين وملاحقين، ومن اجل الحرية سنبقى نقاوم ونقاتل. لذلك نحن شعب واحد، نحمل هما واحدا، ولن يكون في يدنا الا سلاح واحد هو سلاح السلام والحرية والانفتاح على الآخر، هذه رسالتنا التي دفعنا وسندفع كثيرا من اجلها، ولكن اقول لكم ان هذه هي رسالة الانسان، الذي سينتصر بكرامته وبحريته"، خاتما "والى اللقاء الدائم انتصارا للكرامة وللحرية".

بعد ذلك التقى باسيل كاثوليكوس الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول، واختتم التجمع ببرنامج فني احياه فنانان من كاراباغ اضافة الى تراتيل.


 

  • شارك الخبر