hit counter script

أخبار محليّة

مهرجان تضامني في ذكرى الرابعة اختطاف بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 18:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام اللقاء الأرثوذكسي والرابطة السريانية، مهرجانا تضامنيا في الذكرى الرابعة اختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، تحت عنوان لن ننسى لن نسكت وذلك في قاعة نبيل كحالة - مبنى بلدية سن الفيل.
تكلم في المناسبة كل من ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الاتصالات جمال الجراح، أمين عام اللقاء الارثوذكسي النائب السابق مروان ابو فاضل و رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام.
وقد حضر كل من الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي المطران كوستا كيال، ممثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق مار اغناطيوس افرام الثاني المطران ميخائيل شمعون، ممثل بطريرك الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المونسنيور جان فرج، وممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوريوس غبرويان الأرشمندريت باران فارتانيان.
وحضر أيضا النائبان غسان مخيبر وبلال فرحات وممثلين لوزراء المهجرين طلال أرسلان، وزير الدولة علي قانصو الإعلام ملحم رياشي الطاقة سيزار أبي خليل الاقتصاد رائد خوري، وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون العميد عثمان شمس الدين، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" ، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية والوزراء السابقون: بشارة مرهج، نقولا الصحناوي، ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن،المطران جورج صليبا، المطران يوحنا بطاح، ممثل المطران الياس عوده الأب جورج ديماس، ممثل المطران الياس كفوري الأب غريغوريوس سلوم، ممثل مطران ميشال قصارجي الشماس بشارة زحلاوي، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد خالد موسى ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد جرجس مرون، مثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد بسام أبو فرح، ، ورئيس إتحاد بلديات الجومة فادي بربرورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة و رئيس بلية الغبيري السابق الحاج ابو سعيد الخنسا، رؤساء أحزاب الوعد جو حبيقة ، المشرق فادي الديري، و رئيس الحركة التصحيحية حنا عتيق وحشد من الشخصيات السياسية والروحية والاجتماعية.
افرام
بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس الرابطة السريانية كلمة قال فيها: "نعتذر منكما، أربع سنوات، لا أعدناكما بطلين محررين مكرمين، كما تليق بكما العزة، ولا طوبناكما قديسين شهيدين، كما الاسلاف. نعتذر، كان علينا أن نناضل أكثر، غير كافية المهرجانات والبيانات والخطابات واللقاءات والمؤتمرات والسفراء والوزراء والضغط، كان علينا أن نفك اللغز والسر بأي ثمن".
أضاف: "نعتذر، نحن قليلو الايمان، معلمنا قال لو على قدر حبة خردل ننقل جبالا، فما بالنا نخاف من شياطين آخر الأزمنة، يرفعون رايات سوداء مثل قلوبهم. ومع ذلك، نحن أبناء الحق والحقيقة. لن نقبل اليد التي تذبحنا، ولن نعطي أي سبب تخفيفي لمن يخطفنا ويهجرنا ويفجر كنائسنا من الاسكندرية وطنطا والقديسة كاترين، الى الخابور وصيدنايا الى برطلي واور، الى قلب جبل لبنان، لمن يسبي نساءنا ويكفرنا، ولن نسكت عن ذمية سياسية أو دينية".
وتابع: "كلنا مطرانان، هما رمز هذه المسيحية المشرقية المعذبة المصلوبة. ان المسيحية مهددة بإبادة بطيئة تتجاوز الأرقام الى العقل الالغائي الرافض لكل آخر، ونحن كلنا أمام تحد وجودي تاريخي. أي حراك أقل من ثورة في العقل لن يفيد، نبدأ فينا، في صمودنا، رغم كل المخاطر، في أرضنا والأوطان، ليس لدينا أي بديل، الهجرة مقتلنا، كل سراب بجواز سفر جديد هو سحب الدم والاوكسجين من عروقنا".
وأردف: "رغم أننا أيتام في منطقة لا تفهم إلا لغة القوة، فرسالتنا المحبة والشراكة والعطاء، وشهادتنا أننا على اسمه نحيا ونموت. مهما يئس البعض، وفقد آخر الرجاء، واستسلم قسم لخدمة البلاطات".
وقال: "ثم في العقل العربي والاسلامي المدعو، وهو الغارق في دمه، وهو الذي يراقب سقوط الدول والكيانات والحدود، وهو الذي يسرق منه كتابه وآياته، الى وقفة ضمير وتصد ضد كل فكر داعشي إلغائي، هو مصيره ومستقبله على المحك. كيف يؤمن بالتنوع والتعدد واحترام كل آخر؟ كيف يثبت المواطنة والمساواة؟ فالشرق ليس لقومية واحدة ولا لدين واحد، ولا لمذهب واحد ولا لفكر واحد ولا لزعيم واحد".
أضاف: "في الضياع الغربي الذي فقد قيمه والمبادئ، لا نصدق أن تحالفا من 80 دولة غير قادر على داعش، وأن مخابراته لا تعرف مصير المطرانين، فإلى متى؟ كل هذا الاحتضان الوطني لذكرى المطرانين، إشارة لبنانية، الى أننا ما زلنا رغم كل جراحنا، واحة أمل مشرقية. لبنان، بحد ذاته، بطبيعته وتكوينه وتاريخه، هو المثال لحياة واحدة حرة كريمة بين أبناء وطن ينتمون الى طوائف ونتشارك في صناعة القرار الوطني".
وتابع: "ان انتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون كان إيذانا بأن عهدا جديدا قد بدأ، ليس بالشخص وبكل ما يمثله من تاريخ وعطاء، بل برمزية إعادة المسيحيين الى السلطة، بعد تهميش تاريخي منذ الطائف، وعلى كل المستويات الوزارية والنيابية والادارية، وإعادة الروح الى عمل مؤسسات نخرها الفساد والكسل. هذا هو التحدي، كي يثبت لبنان في وجه كل الأعاصير، في وجه الخطر الاسرائيلي الدائم وواجب مقاومته، في خطر النزوح السوري على كل المستويات وضرورة إيجاد حل له، في خطر سلاح المخيمات واستعمالها فتنة وأولوية ضبطها أمنيا، وفي خطر شعور أي مكون وأي مواطن أنه مهمش. لا نتذاكى على بعضنا، فلننظر حولنا، قدرنا أن نلتقي إذا أصر بعضنا على نهج الاستئثار وهضم حقوق الآخرين والامعان في فساد والتعامل على أن المناصفة منة، والتهويل الدائم بالعدد، فإننا نكون نعد لدفن نظام لم يعد ينفع أحدا. نحن، نجدد العهد والوعد، قيامتنا ليست يوما في تاريخ، بل نصنعها نحن كل يوم. المسيح قام حقا قام".

ثم ألقى أمين عام اللقاء الارثوذكسي كلمة قال فيها: "في زمن الفصح العظيم، زمن نصر المسيح وغلبته على الموت، يجذبنا بهاء حضوركما في القلوب والعقول، رغم قساوة الاختطاف ووحشيته. نعود إليكما مدركين أن ذلك الكهف المظلم حيث أنتما مخطوفان، ليس أقوى من قبر مظلم تحول في لحظة إلى ضياء ساطع وغالب، فكما المسيح وطئ الموت بموته، وانتصر على المؤامرة العبثية بقيامته بعد صلبه، فأنتما عتيدان أن تنتصرا على عبثية اختطافكما، وأنتما منتصران لأننا نعيدكما بالفكر المديد والحب السخي، لنقول ما يلي: لقد تحررت حلب وما زلتما قيد الاختطاف، أبصرت النور، وأنتما مخطوفان في الظلمات، عاد اهل الشهباء إلى بيوتهم، وأنتما لم تعودا ومصيركما مجهول، فكيف نرضى ذلك، كيف ترضى المسيحية المشرقية الصمت المطبق عوض الحراك الجذري بثورة الحق بغية معرفة مصيركما. وأنت أيها الضمير المسيحي العالمي، ماذا فعلت وبذلت لتحرير مطرانين جليلين مخطوفين، يبشران بمسيح المحبة، وما خطفهما سوى اختطاف للمسيحية المشرقية وللمسيحيين العرب، كيف يمكن أن تبرر عجزك وقلة عدلك لكنيستين موجوعتين من جرح الغياب والاختطاف؟".
أضاف: "أيها الضمير الإسلامي، وأنت الأساس في انبعاث العيش والشراكة، ماذا فعلت لمحو عار وإجرام منظمات تكفيرية خطفت حبرين جليلين، وفجرت كنيستين في مصر يوم أحد الشعانين، واعتدت يوم سطوع الفصح على دير القديسة كاترينا في سيناء، وهو من أعرق الأديرة المسيحية في دنيا العرب، بل في العالم كله؟ أيتها الدول، لماذا الصمت يبتلع ألسنتك، والخطب جلل، والمسيحيون يرون أنفسهم مخطوفين مع المطرانين، ألا يستحق هذا الإجرام حراكا على مستوى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكل المنظمات الدولية حتى ترتاح عقولنا وتطمئن قلوبنا؟ الوجع بليغ، والصمت شيطاني مخيف يجعلنا مقيمين في القلق، وهذا بدوره عار كبير، نربأ بكم أن تتزينوا به".
وتابع: "من هذا القلق الوجودي حول مصير المطرانين، ننتقل إلى لبنان لنقول: إنه في ظل اصطفاف لقوى تمارس لغة الإبهام وترنو إلى الإيهام بدلا من الانطلاق من صدق منير يقود إلى الصفاء والوضوح، أود أن أذكر بأن اللقاء الأرثوذكسي كان أول من بادر إلى وضع أسباب موجبة وجوهرية حول التمثيل الحقيقي شكلت رافعة ترجمت في مشروع قانون انتخابي قدمه تكتل التغيير والإصلاح. أما اليوم، فبعدما باتت القوى السياسية ومنها من تبنى المشروع متملصة منه، رغم أننا نسمع بخصوصية من هنا وهواجس من هناك تخفي في طياتها نفسا مذهبيا عميقا، وتعيب علينا مشروعنا الميثاقي المتوازن، والذي ولو اعتمد لمرة واحدة لجعل من مجلس النواب العتيد مجلسا تأسيسيا لا غبار على صحة التمثيل فيه، وتوثبنا جميعا من خلاله إلى دولة المواطنة، وكلكم يعلم أن الأرثوذكس متميزون بعروبتهم ومشرقيتهم العابرة للطوائف والمذاهب. ولذلك، لم يعد هنالك من مجال للمزايدة على المستوى المسيحي إطلاقا. ورغم ذلك، لا بد من القول إن النقاش مفتوح للوصول إلى تسوية سياسية ناضجة ورؤيوية تؤدي المبتغى أي تصحيح التمثيل بأبعد مدى ممكن، والتسويات لا تسمح ببطولات معظمها وهمي، ولا تقسيمات تحاك على مقاس فئات وأشخاص، بل تفترض بالضرورة الارتكاز على مبدأ النسبية الكاملة والانفتاح على محافظات انتخابية تقسم بصورة متوازنة، وتتشابه فيها التقسيمات المناطقية وتعتدل بحق فيؤمن ذلك انتخابا صحيحا يؤمن تمثيلا سليما".
وأردف: "بعيدا عن المزايدات الرخيصة التي نسمعها من هنا وهناك، وإذا رام الجميع تسوية شاملة تقود إلى انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، فبموازاة ذلك ينتخب مجلس الشيوخ وفقا للقيد الطائفي باعتماد مشروع اللقاء الأرثوذكسي. وهنا، من حقنا أن نطرح سؤالا افتراضيا، هل يسري انتخاب مجلس النواب خارج القيد الطائفي على طائفية رئاسته؟ وهل ستبقى طائفية الرئاسات كافة ومذهبيتها على ما هي عليه؟ فإذا بلغنا هذا الرقي السياسي تخضع رئاسة مجلس الشيوخ لمبدأ المداورة. وأما إذا تم تثبيت طائفية الرئاسات رغم انتخاب المجلس خارج القيد الطائفي، فحتما تكون رئاسة مجلس الشيوخ للأرثوذكس بدلا من نيابتي رئاسة المجلس النيابي والحكومة التي كرست لنا في غياب الرئاسة الرابعة المفقودة منذ أيام الميثاق الوطني، وتذهب النيابات الرئاسية الثلاث للطوائف الأخرى. وبانتظار جلاء الموقف، يبقى كل ذلك مجرد حديث في الهواء، كأننا نأكل سمكا لا يزال في البحر، فنطلب من المزايدين في السياسة، ومن أصحاب الأقلام السخية التي نقدرها التروي إلى حين جلاء كل هذا الموقف".
وقال: "في ما خص مسألة التعيينات، لقد انكب اللقاء الأرثوذكسي على متابعتها بدقة ضمن مقاربة ركزت على الكفاءة والتفاعل العملي مليا قبل أي اعتبار آخر، وقد نجحت مقاربتنا بنسبة موضوعية في تأمين حقوق الطائفة الأرثوذكسية. وهنا، لا بد لي من التنويه باحتضان فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمطالبنا، وقد ترجمها القادة العسكريون والأمنيون من ضمن المبادئ التي ارتكزنا عليها. وفي موازاة هذه الإيجابيات، فوجئنا على سبيل المثال بتغييب طائفتنا عن مجلس إدارة مرفق سياحي مهم ككازينو لبنان، وليعلم الجميع أننا لن نسكت عن هدر حقوق الطائفة الأرثوذكسية الثرية بمروحة واسعة من المهارات، ونرحب بانضمام أي صوت فعال إلى صوت اللقاء وسط صمت مطبق مهين للكثيرين، وأنوه بجهود جنود مجهولين تفاعلوا معنا ولا يزالون، لتحقيق استكمال جهادنا لأننا نعلم أن إخوتنا وأبناءنا الأرثوذكس يشكلون قيمة مضافة في إدارة شؤون الدولة والوطن".
أضاف: "إن استعادة المشرق العربي لتوازنه لن يتم إلا بحرب واحدة وموحدة على الإرهاب. الإرهاب الذي خطف المطرانين هو عينه يقتحم العالم كله ويسفك الدماء في معظم قاراته، هو عينه يهدد الأمن العالمي برمته ويهدد الوجود المسيحي وفق خطة ممنهجة تهدف إلى القضاء على شعب المسيح ويهدد الإسلام القرآني. ويتوازى مع نشر هذا الإرهاب، انبثاث إعلام صهيوني بغيض ينقض على الإسلام والمسيحية سواسية عبر أفلام تشوه الرسالات النورانية ببث صور العنف المفرط، تغسل أدمغة الناس وتشوش على عقولهم لتبطل بهاء الرسالات السماوية. وفي خضم ذلك، لقد ثبت الموقف الروسي وحلفاؤه في رؤيته البعيدة المدى، بمقاربتهم العسكرية والسياسية وتثبيت حقوق الشعوب باخيار قياداتها، وبات الأمل قائما بابتكار تسوية سياسية كبرى ترتكز على هذه الرؤى والمبادئ، تحصن المشرق وتؤمن الانتقال من الحريق الميداني إلى السلام العادل والمنشود".
ختم: "في زمن الفصح نؤمن بأن المطرانين بولس ويوحنا ستكون لنا معهما مواعيد على الرجاء، والرجاء لن يخيب، فلنغلب اليأس في زمن القيامة ولنصرخ: Christos vaskres... vaistinou vaskres المسيح قام حقا قام".
الجراح
وألقى الجراح كلمة قال فيها: "أربع سنوات مرت على اختطاف المطرانين الجليلين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم اللذين نذرا نفسيهما للعبادة وللدعوة لصلاح البشرية وارشاد العباد للحق والمعرفة وقيم التسامح والمحبة والسلام ولقيم الانسانية وتعاليم السيد المسيح. كانا يحاولان ان يكونا واحة للعقل والحكمة في وطن ابتلاه الله، يحاكم ظالما يقتل شعبه، مستخدما كل انواع اسلحة الفتك والابادة، مخالفا بذلك كل التعاليم السماوية. ألم يقل السيد المسيح "لا تقتل"؟ ان الرب ليس عنده غير الانسان قيمة وجوهرا. ألم يصلب السيد المسيح لخلاص البشر وافتدائهم؟".
أضاف: "إن الشعب السوري، الذي يعاني أشد المعاناة من قتل وتهجير، وسوريا التي تدمر مدنها وتاريخها وثقافتها وحضارتها، كم بحاجة للمطرانين الجليلين ليقولا كلمة الحق ويكونا صوت العقل. لهذا اختطفا - لأنهما نقيض ما يحدث - لأنهما منارة مضيئة في ليل سوريا المظلم - ولأنهما يرفضان القتل والاجرام والهدم والتهجير، ويأتي بعد ذلك من يدعي الاسلام زورا ليرتكب ابشع الجرائم بإسم الدين ويقتل ويخطف وليعتدي على الصالحين المؤمنين بإسم الدين - والدين منهم براء. الاسلام يا سادة كغيره من الاديان السماوية ارتكز في جوهره وفلسفته وتعاليمه على الانسان - يحرم القتل وسفك الدماء - بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل نفسا بغير نفس كأنه قتل الناس أجمعين".
وتابع: "عندما كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يرسل جيشا للقتال كان يوصي جنوده بألا تعذروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا او امرأة ولا كبيرا فانيا ولا معتصما بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء. وكان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يوصي جنوده بما اوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويضيف: "لا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا الا لمأكله وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع فدعوهم لما فرغوا انفسهم اليه".

وأردف: "كم نحن بحاجة الى العودة الى جوهر الاديان وتعاليمها وسموها لنرسم طريق خلاصنا مما نحن فيه، وكم نحن بحاجة الى العقل والحكمة والتروي لنبني مستقبلنا ومستقبل اوطاننا، ونحافظ على استقرارنا وعلى امن مواطنينا ونسعى للقضاء على آلات القتل المتنقلة بين اوطاننا، تقتل وتدمر وتخطف تارة باسم شرعية زائفة، وطورا باسم عصبية عمياء ليس فيها من الاديان السماوية شيء، فهي لا تعرف الا الحقد والجهل والظلم. في النهاية، لا يسعني، الا أن ادعو الله معكم ان يخلص المطرانين من ايدي الخاطفين ويعيدهما سالمين الى رعيتهما واهلهما واحبائهما، وان يعيد جنودنا الاسرى الى وطنهم".

 من جهته، قال النائب بزي: "4 سنوات مرت على خطف المطرانين الجليلين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم على يد عصابات الارهاب والاجرام والتكفير. ورغم اثارة هذا الملف الانساني طوال هذه المدة أمام أرفع المستويات الدولية والاقليمية والعربية، الا أنه لم تظهر للاسف اي معطيات ايجابية حول مصيرهما، مما يطرح تساؤلات مشروعة ومؤلمة في آن معا حول صمت العالم حيال كرامة وحرية وانسانية الانسان".
أضاف: "خطف المطرانين خطف لإمامين، وخطف لكل قيمة مضافة في الخير والمحبة والسلام وطريق النور. ستكونون مضطهدين من الكل من اجل اسمي، قالها السيد المسيح، لكن هذا الاضطهاد لن يزيد المؤمنين، الا صلابة في عقيدتهم، والتزاما في اخلاقياتهم، فطوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات، وطوبى للحزانى لانهم يتعزون، وطوبى للودعاء لانهم يرثون الارض، وطوبى للجياع والعطاش الى البر فإنهم يشبعون، وطوبى للرحماء فإنهم يرحمون، وطوبى لأنقياء القلب لانهم يعاينون الله، وطوبى لصانعي السلام، وطوبى للمطرودين من اجل البر، وطوبى لكم اذا عيروكم او طردوكم، انتم ملح الارض، انتم نور العالم".
وتابع: "الامام السيد موسى الصدر هو أيضا إمام مخطوف، كان يدرك اننا سنعيش في عالم تملأه الذئاب، وعبر خير تعبير عن محبة المسيح الغاضبة، حين قال "ها هو المسيح في محبته الغاضبة يصرخ "لا"، لا يجتمع حب الله مع كره الانسان". وأكد في بيان في 8 تموز 1965 على تلاقي الديانتين المسيحية والاسلام في ايمانهما بالله الواحد، وبقيامهم معا على تعزيز قيم روحية ومبادئ خلقية مشتركة تصون كرامة الانسان وتعلن حقه في الحياة الفضلى، وتنهض بالارض وما عليها في محبة وسلام ووئام".
أضاف: "إن ما نتعرض له من ظلم وفتن وكراهية، وازاء هذه الحرائق المشتعلة في منطقتنا، يدفعنا الى صيانة وحماية وطننا، والاقلاع عن سياسة جلد الذات وسياسة التفنن في صناعة الازمات وسياسة فرز المواطنين والمواطنات، ونجهل كيف تفرز النفايات. فلنتسابق الى تدعيم اواصر وحدتنا الداخلية، وتثبيت ركائز عيشنا المشترك، وترسيخ مسيرة المحبة والسلم والحوار والكرامة، وتحطيم الهياكل الطائفية العفنة التي تعشش في النفوس والنصوص لان العيش الاسلامي - المسيحي ثروة يجب التمسك بها دائما وابدا. في العالم المليء بالمعايير المزدوجة، كلنا مضطهدون ومستهدفون، معا ننتصر من أجل المطرانين ومن أجل كرامة الانسان ومن أجل لبنان.
رفول
وألقى الوزير رفول كلمة قال فيها: "ببالغ التهيب لألم المناسبة، كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تمثيله في المهرجان التضامني الذي تداعى كل من "اللقاء الأرثوذكسي" و"الرابطة السريانية" لإقامته، في الذكرى السنوية الرابعة على اختطاف صاحبي السيادة المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم. وإذ ليس بغريب عن اللقاء والرابطة أن يعملا على ابقاء شعلة الحق خافقة في الضمائر، فلهما كل التقدير".
أضاف: "بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم قامتان مشرقيتان، عميقتان بإيمانهما وروحانيتهما المتألقة، شاهدا الآلام المحيية ورسولا القائم من الموت. الى هذا العناق بين حقيقة الانسان في ما هو اخ للانسان، ولحقيقة الله في ما هو محبة وعدل ورحمة، أوفد الشر مندوبا عنه يمثله، فحل الظلم والجبن والخيانة على يد شراذم من مرتزقة لا دين لها ولا ارتقاء الى قيم، تبغي قتل الحياة وتدمير هذه الحضارة المشرقية القائمة منذ عقود وعقود، لما أعلى الخير له مساحة على مستوى المشرق، مهبط الوحي. اسقفان خطفا، ومعهما رجال دين، راهبات، شبان وشابات...، دنست كنائسهم ودمرت مدائنهم، لماذا؟ ألأنهم كانوا قتلة؟ لا! فهم ما كانوا الا بيادر حنطة محملة بالبركة. وفي هذه اليوم أيضا، لا بد من أن نتذكر جنودنا وكل مخطوف على مساحة المخطط الجهنمي لتدمير هذه المنطقة".
أضاف: "إن الله، في كل الرسالات السماوية، هو إله الخير والسلام والمحبة يدعى، وليس إله الطغيان والعنف والكراهية. هذان الرسولان رفضا الاستسلام لمشيئة الخوف، وتسابقا لإنقاذ أبرياء ومظلومين وللقيام بعمل إنساني، فكانا ضحية اللامنطق واللاإنسانية. خطفا، ومنذ ذلك الحين نتقصى مكان وجودهما ونصلي لعودتهما سالمين. درب صليبهم هذا، تساوى فيه كل من ذاق ظلم الإرهاب والتكفير، مسيحيين ومسلمين، حتى غدا علم الحرية. به يحرجون جميع الضمائر وكل ما تبقى في الضمائر. ولكن، على هذا الدرب، وقد طال لسنوات، ما زال يحدونا الأمل".
وتابع: "بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، بحضورهما هذا، الأقوى من وطأة أي تغييب، يذكراننا اليوم اننا معا، مسيحيين ومسلمين، قياميون، ننتصر على الموت وعلى شبه الموت في كل محطات تاريخنا، ونأبى الرضوخ، وننهض على الدوام. فلا يخطئن احد، في الداخل او الخارج، ويظن ان بإمكانه اسكات اصواتنا، او محو حضورنا. فنحن من يرى في ظلمة العتمة نور الرجاء، ونحن من يحول التغييب القسري الى يقظة دائمة، والدماء الى فداء. اليوم، اليوم، دعوتنا ان نكون، معا، مسيحيين ومسلمين، متكاتفين في وجه هذا المخطط الجهنمي، فلا طريق لدينا، لإنقاذ مشرقنا وشعوبه وتحرير مخطوفينا، الا من خلال اتحادنا. من هنا، يحتم علينا الخروج من منطق الأكثريات والأقليات، فنحن إخوة في المواطنة، والمواطنة تقضي بتكافلنا وتضامننا، وهي التي تحمينا وتضمن حقوقنا".
أضاف: "إن مشرقنا الذي لم يكن يوما أرض تصادم حضارات أو صراع أديان، بل على العكس لطالما كان مساحة لقاء وحوار وتسامح، على أكتافه تقع مسؤولية مستقبل العالم المتخبط اليوم في الصراعات والانقسامات وأعمال الإرهاب، وذلك بإعطائه نموذج العيش في المجتمع التعددي والتنوع الثقافي والتراكم الحضاري، الضاربة جذوره في التاريخ، والأغنى في العالم".
وتابع: "للمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، تحية محبة وتضامن في غربتهما القسرية، على امل اللقاء القريب بهما، ووسط ابناء ابرشيتيهما. كما نصلي لكل مخطوفينا، ونتشارك العذاب والألم مع أهلهم وأحبائهم، سائلين الله أن يزيح عن صدرهم، كما عن صدر هذه المنطقة كابوس الإرهاب والمخططات الشريرة الهادفة الى التدمير والتهجير. أيها الأحبة، تذكروا أننا أبناء الرجاء، وأبناء القيامة، وأساليب الطغيان مهما تجبرت فلن تقوى علينا، والغلبة لن تكون إلا للخير وللسلام".

  • شارك الخبر