رعى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ممثلا بوزير الشؤون الاجتماية بيار بو عاصي احتفال تدشين مولد وشبكة توزيع كهرباء في بلدة خريبة الجرد في محافظة عكار، قدمته “القوات” في منطقة عكار وبإشراف تقني وفني من مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة CDDG .

وحضر الاحتفال النائب رياض رحال، مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا، النقيب السابق لمحامي الشمال ميشال خوري، رئيس مركز التنمية الديمقراطية والحوكمة مارك زينون، رئيس لجنة الاشراف والرقابة في “تيار المستقبل” محمد المراد، منسق “القوات” في عكار الدكتور نبيل سركيس ، المنسق العام لـ"تيار المستقبل" في عكار المحامي خالد طه، منسق هيئة “التيار الوطني الحر” في عكار طوني عاصي، آمر فصيلة درك مشمش النقيب عماد عازار، وفاعليات المنطقة ورؤساء بلديات ومخاتير.

بو عاصي:
وألقى بو عاصي كلمة نقل قي مستهلها تحيات جعجع، وقال: “أهالي هذه البلدة صنعوا بلدتهم بزنودهم وهذا الارث الذي تركه لنا آباؤنا واجدادنا علينا ان نحافظ عليه والا سنكون مجرمين تجاه الله وتجاه انفسنا. من اجمل القداديس التي حضرتها هو هذا القداس الذي حضرته اليوم في هذه الكنيسة التي غصت بالمصلين واحسست انني بين اهلي وهذا حقيقي اذ انني انتمي الى هذه الارض وهذه الجذور بغض النظر اذا كنت من عكار او لا”.
ودعا الامهات “قبل مغادرة خريبة الجرد إلى ان يسمحوا لاطفالهم بأن ياخذوا معهم “كمشة تراب” من هذه الارض ويتنشقونها جيدا لان هذه الذكرى ستبقى في عقولهم وحواسهم مدى العمر وسيورثون محبة هذه الارض لابنائهم. في المدن ما من طفولة، هنا في هذه الحقول تنمو الطفولة وشخصيتهم وحبهم للوطن واحترامهم للطبيعة، وبقدر ما اطلب ان تحبوا هذه الارض وهذا الوطن، ارجو واطلب ان تحبوا بعضكم بعضا انتم وجيرانكم وهذا اساس كل شيء”.

واذ بارك لاهالي خريبة الجرد المولد، حيا “ابناء القرية المتمسكين بأرضهم ولم يغادروها فهم الخميرة التي ستملأ المعجن”، وقال: “لا يمكن لأي مجتمع ان ينمو ويتطور من دون توافر الحد الادنى المقبول من البنى التحتية، واننا نتطلع مع هذا الاهتمام او التعلق بالارض من قبلكم لأن يعود كل ابناء القرية للعيش هنا. في الاساس يجب ألا يكون هناك مولد، فأين الدولة؟ هناك مشكلة فعلية بكل تاكيد، فمحطة دير عمار قريبة جدا، وهل يعقل اننا في القرن 21 ولا زلنا نفكر كيف سنتدبر امر النفايات وكيف يمكننا تأمين الكهرباء؟ هناك تقصير غير مقبول ان على مستوى التخطيط او التنفيذ او إيجاد مصادر وموارد او ايقاف الهدر. كلنا نتحمل المسؤولية وانا في الطليعة. يجب ان نفعل شيئا إذ لا يجوز ان تستمر الامور على هذا النحو، فالبنى التحتية ضرورية لتطور المجتمعات الحديثة، ولو انني اتمنى بان تبقى خريبة الجرد بهذا الطابع القروي وبهذه الطبيعة الرائعة جدا، لكن من دون صرف صحي ستتضرر المياه الجوفية ومن دون كهرباء لا يمكن للمرء ان يعيش في هذا العصر، ومن دون طرقات لا يمكن ان نصل الى هذه القرى. ندعو الى توفير البنى التحتية في كل المناطق. هناك تقصير كبير ونحن كحزب قوات لبنانية نفعل كل جهدنا في مختلف المواقع التي نحن فيها، إذ من الضروري جدا ان نبدأ من مكان معين، ونقوم ايضا بجهد كبير في وزارة الشؤون الاجتماعية”.

وختم بو عاصي: “التزامنا اليوم كقوات لبنانية، وأشدد، قبل واثناء وبعد الانتخابات النيابية، ليس هناك اي رابط بين ما نقوم به على الصعد الانمائية وبين الانتخابات، فمن يريد ان يصوت لنا لاننا قدمنا مولدا، نرجوه ان يحكم ضميره ويصوت لمن هو مقتنع به بانه يخدم مصلحة لبنان وليس للذين قدموا مساعدة او مولدا، لا نحن ولا غيرنا. تعهدنا تجاهكم جميعا، ان ابوابنا ستبقى مفتوحة ولا تترددوا في قول ما يجب ان تقولوه”.

واستهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وبكلمة ترحيبية لريتا غصن، ثم شكر مختار القرية نبيل غصن جعجع “الذي بادر الى الاستجابة الفورية إلى تقديم الدعم لاعادة الحياة الى هذه القرية عبر تأمين مولد كهربائي وتجهيزات كافية لإنارة البلدة وهي من سلسلة مشاريع تسعى القوات لتحقيقها عبر الوزارات المعنية”.

كامل:

 وألقى الاب كامل كامل كلمة قال فيها: “نتطلع لان تستمر الجهود تجمع ابناء هذه المنطقة العزيزة، خزان الجيش والقوى الامنية الذين نوجه لهم كل تحية”. وشرح “الظروف التي أملت اتخاذ القرار باعادة الحياة الى هذه القرية العكارية التي هجرها اهلها منذ 40 عاما الى بلدة كوسبا لان حياة الأهالي هي هنا بين اهلهم وبيئتهم ومحيطهم وفي اراضيهم”، وشكر لجعجع “مبادرته القيمة وكل الذين يتعاونون معنا في هذه القرية لتأمين كل ظروف ومتطلبات الحياة”.

زينون:
اما رئيس مركز التنمية الديمقراطية والحوكمة مارك زينون فقال: “لا قيمة لما تعطيه ما لم يكن جزءا من ذاتك. في الحرب أعطينا من ذاتنا وكذلك سنفعل في السلم ليبقى أولادنا … ليبقى لبنان… لبنان العيش المشترك أيها الحضور الكريم، يسرنا اليوم ان نجتمع في هذه البلدة التي كانت مهجورة نهائيا وتحولت خرابا، هذه البلدة التي استعادت انفاسها بعد غياب دام نحو ال42 عاما، فأصبحت عنوانا للنضال والعنفوان ورمزا للمقاومة والوطنية. شهداؤنا ينظروننا اليوم مهللين إبتهاجا لأنّ بطولاتهم ودمائهم وشهادتهم لم تذهب سدا فتكلّلت بعودتكم الى أرض الاهل والاجداد”.
وأضاف: “عندما يكون الوطن معلقا على الصليب فلا يخفى عنا أن بعد الصلب تأتي القيامة، نحن شعب يعشق الحرية لم نعرف يوما إلا المقاومة والصمود لذلك ناضلنا في سبيل عقيدتنا ووجودنا في وجه المحتلّ، متسلّحين بالإيمان والصلاة ومتكلين على الرب “فإن كان الله معنا فمن علينا””، قائلاً: “وجودنا معكم اليوم هو لنؤكد أننا متشبثون في أرضنا، ولن تقوى علينا الصعوبات مهما اشتدت العواصف والشدائد من حولنا، فنحن مغروسون في هذه الأرض كما جذور أرزنا ضاربة في الاعماق. إنّنا اليوم في صلب معركة إستعادة حق العيش بكرامة في وطن وجدنا في أساس تكوينه”.

وتابع زينون: “نجتمع اليوم لتدشين مشروع ليس سوى خطوةً تنموية استكمالا لمسيرة العودة لكامل ابناء البلدة اليها، جاء نتيجة سعي وتقديم من حزب “القوات اللبنانية” بتوجيه من الدكتور سمير جعجع لمولد كهرباء بقوة 100 KVA، من أجل تأمين التّيار الكهربائي على مدار الساعة في البلدة، كذلك تمّ تقديم الكابلات التي ستربط المولّد بالمنازل من خلال شبكة قام بدراستها وتصميمها إختصاصي من مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة CDDG”.

وختم قائلاً: “يهدف مركز التنمية والدمقراطية والحوكمة CDDGإلى النهوض في كافة المجالات المكونة للمجتمع المحلي لبناء مجتمع متطور ومتقدم اقتصاديا واجتماعيا بحيث تكون أسس العيش الكريم متاحة للجميع، لذلك نعدكم اليوم اننا لن نوفر اي فرصة للنهوض ببلدتكم حتى تبقى خريبة الجرد مفخرتا لأبنائها”.

سركيس:

وألقى منسق عكار في القوات نبيل سركيس بدوره كلمة رحب فيها ببو عاصي ممثلا جعجع في بلدة خريبة الجرد وبكل المشاركين، وشرح “الظروف التي توافرت للوصول الى ما نحن عليه في هذه القرية والمساعدة التي قدمتها القوات بتوجيهات من الدكتور سمير جعجع”، وقال: “ان دافعنا ليس دينيا او طائفيا بل دافع انساني وخصوصا لان عودة الانسان الى أرضه بعد زوال مسببات رحيله عنها هي حق مكتسب، وعودة اهل الخريبة اليها تأتي بتشجيع وتسهيل ومبادرة من كل اهالي بلدات الجوار، ونحن نعلم ان عكار لا يمكن ان تنمو وتزدهر الا بتكافل وتضامن كل ابنائها الى اي طائفة انتموا”.
وختم: “اننا كقوات وعدنا وبدأنا نفي بوعودنا وندعو كل الاحزاب والفاعليات الى الضغط على الوزارات المعنية لمساعدة هذه القرية واهلها فالحاجات كثيرة من بنى تحتية وكهرباء وماء وطرقات وغيرها الكثير”.

وبعد الكلمات، قص وزير الشؤون الاجتماعية والفاعليات شريط تدشين المولد وتشغيله، وكانت مأدبة محبة أقامها اهالي البلدة للمناسبة.

وكانت قد استهلت الزيارة بلقاء في مكتب منسقية “القوات” في عكار في بلدة منيارة، اطلع فيه من المسؤولين في المنسقية على الاوضاع في المنطقة.

ثم توجه إلى بلدة خريبة الجرد حيث استقبله الاهالي عند مدخل القرية بنحر الخراف على وقع قرع جرس كنيسة البلدة واطلاق المفرقعات ونثر الورود والارز وصولا الى كنيسة مار يوسف في البلدة، حيث اقيم قداس احتفالي ترأسه الاب كامل كامل، الذي اشار في عظته الى ان “الذبيحة الإلهية تقام اليوم عن روح والدة الدكتور جعجع المرحومة ماري حعجع”، شاكرا لبو عاصي زيارته وحضوره “وهو اول وزير يزور هذه البلدة. واضاف: "نتطلع لان تكون فاتحة خير يحتذي بها كل الوزراء”، مؤكدا أن “عودة الحياة الى هذه البلدة فعل خير وايمان وان عكار التي تفخر بعيش ابنائها وبحياتهم الواحدة المشتركة ستبقى على هذه الروح”.