hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

اختتام اعمال مؤتمر العرب من مرج دابق إلى سايكسبيكو

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 11:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اختتم المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات أعمال مؤتمره المنعقد في البريستول تحت عنوان "العرب: من مرج دابق إلى سايكس-بيكو 1516-1916 - تحولات بنى السلطة والمجتمع - من الكيانات والامارات السلطانية إلى الكيانات الوطنية"، بجلسة ختامية ترأسها ناصر الدين سعيدوني وتحدث فيها الدكتور مسعود الديلمي عن "تبلور الدولة -الامة في تركيا والدولة القطرية في المشرق العربي نتيجة الحرب العالمية الأولى"، فقال: "ان هذه الحرب أحدثت في منطقة الشرق الأوسط تغيرات جذرية على المستويات السياسية والاجتماعية والجغرافية، إذ تغيرت انظمة الحكم في بعض الدول وتحولت الخريطة الجغرافية لدول اخرى وتبدلت التركيبة السكانية لبعض المناطق، متوقف أمام الهزيمة التي حلت بالنظام العثماني في معاهدة سيفر التي اهانت تركية لكن اتاتورك فاوض من موقع القوة وفرض شروطه في معاهدة لوزان 1923 التي أعطت تركيا الحديثة شرعيتها واستطاعت انهاء مشروع ارمينيا الكبرى وكردستان وألغت الخلافة"، مشيرا إلى أن "العرب وتحديدا النخب السورية - اللبنانية حاولوا الاستفادة من نتائج تلك المرحلة لمشاركتهم في مؤتمر باريس سنة 1913 باسم المؤتمر القومي العام كأول تعبير عن الوطنية العربية، ولكن من دون المطالبة بالانفصال عن الدولة العثمانية، ولكن مع اعدامات جمال باشا حدثت تحولات في مواقف هؤلاء النخب العربية من ألتعاطف إلى المطالبة بالاستقلال عن السلطنة العثمانية".

وتابع متحدثا عن الثورة العربية سنة 1916 وعن الدور البريطاني وعن اتفاقية سايكس-بيكو والتي وصفها بأنها كانت إعلان مبادئ نفوذ كرسته الاتفاقات اللاحقة والتي نتج عنها الانتدابات الفرنسية والبريطانية عن دول المشرق العربي، مبديا أسفه بأن "النخبة العربية فشلت في فرض وجهة نظرها وغاب نموذج رجالات الدولة وعمل الحلفاء على تدمير المشروع الوحدوي العربي وهكذا وجد العرب انفسهم امام الدولة القطرية التي سترسخ الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس-بيكو".

ثم عرض الدكتور محمد أزهر الغربي لدور خير الدين التونسي، كما عرض الدكتور سيمون بدران لتداعيات المملكة الدستورية العثمانية على طلائع الفكر الدستوري العربي.

وكانت الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه قد تحدثت عن "السياسة البريطانية في السودان 1821 - 1914 أساليب محاصرة وتصفية الحضور العثماني والنفوذ المصري بالسودان، أستندت فيه إلى وثائق بريطانية غير منشورة ووثائق مصرية منشورة لتبيان علمية بحثها، وأشارت أن بريطانيا باعتبارها الأمبراطورية الاستعمارية الأقوى استطاعت وبالديبلوماسية الحاذقة التي استخدمتها وبسبب نفوذها القوي في مصر في عهد الخديوي اسماعيل أن تحتل مصر العام 1882 كما انها انتهزت فرصة قيام الثورة المهدية وحكم وطني في السودان لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية بنصحها مصر بإخلاء السودان".

كما أشارت إلى أن "بريطانيا استخدمت القوة تارة والدبلوماسية تارة أخرى، فنجحت في فرض سيطرتها على السودان، ولم يكن ذلك بسبب فشل الحكم التركي-المصري في تكوين وحدة حقيقية بين السودان ومصر، لأن بريطانيا أوصلت وضع مصر في السودان إلى نقطة اللاعودة، فقد تعقدت الأمور بفرض بريطانيا حمايتها على مصر في كانون ألأول 1914 بعد انضمام الدولة العثمانية إلى إلمانيا والنمسا، وتلى ذلك تنازل تركيا عن سيادتها على مصر والسودان بموجب معاهدة لوزان 1923 ".

وتناول الدكتور قيصر موسى الزين في بحثه "التحولات بين التعريب الثقافي والتتريك العثماني في سياق سياسي متغير في أطراف العالم العربي: حالة السودان 1504-1885 عالج فيه التحولات الكبرى التاريخية التي حدثت في السودان تحت مظلة الحكم التركي، واتجاهات التحولات الثقافية المرتبطة بالتحولات السياسية المتمثلة في تعاقب نظم الحكم، لانف إلى أن مظاهر التتريك الثقافي كانت محدودة بسبب الوجود السطحي للأتراك في السودان ورغبتهم في الاستغلال الاقتصادي للبلاد مع تجنب الاحتكاك والتفاعل مع عامة السكان، إما من باب الاستعلاء وإما التخوف منهم، وإحساسهم بالغربة في ذلك المجتمع الأفريقي الزنجي".

وتناولت الدكتورة أمال غزال في بحثها:" شمال أفريقيا من حرب طرابلس إلى الحرب العالمية الأولى بين الاستقلال والاتحاد العثماني - وادي ميزاب مثالا"، ركزت فيها على الحركات والنشاطات السياسية والفكرية في وادي ميزاب في صحراء الجزائر أثناء الحرب العالمية الأولى، وارتباط هذه الحركات بشبكات فكرية وسياسية عثمانية ومغاربية، داعية إلى الوحدة الاسلامية، من زاوية الحاجة لمناهضة الاستعمارالفرنسي في شمال أفريقيا.

أما الدكتور ناصر السعدي، فقد تحدث عن "نشأة الدولة في عمان 1624" فأشار إلى التحولات السياسية الاجتماعية في العهد العثماني من القرن السادس عشر إلى غاية النصف الأول من القرن العشرين، فكانت عمان أول دولة في المشرق العربي تواجه الموجة الاستعمارية الأولى المتمثلة بالبرتغاليين الذين سيطروا على السواحل العمانية نحو مئة عام، ولكن بعد انتصار العثمانيين في معركة مرج دابق فتح هذا الانتصار الباب لهم لمقاتلة البرتغاليين في تلك السواحل".

وترأس الدكتور عبد الحميد هنية إحدى الجلسات، وتحدث فيها الدكتور أنيس القيسي عن "العلاقات السياسية بين الدولة العثمانية والمغرب السعدي- دراسة في إشكالية التجاور -التباعية - الاستقلال 1550- 1603، مبينا عدم قيام الدولة العثمانية بضم المغرب الأقصى إلى نفوذها السياسي".

وتناول الدكتور نهار محمد نوري في بحثه بعنوان "النزاعات العراقوية ومدلولاتها في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين: دحض فرضية الدول المصطنعة، متحدثا عن النزعات والميول العراقوية في ولايات العراق الثلاث بغداد والبصرة والموصل في العهد العثماني المتأخر ومطلع القرن العشرين".

وتحدث الدكتور جميل موسى النجار عن "الدولة الوطنية العراقية 1921: جذور التأسيس العثماني" فقال أن مملكة العراق الممتدة على جغرافيا الولايات العثمانية بغداد والموصل والبصرة إستمدت اسمها من اسم الإقليم الجغرافي الذي يضم ولايتي بغداد والبصرة، وهو إقليم العراق أو السواد أو عراق العرب، مشيرا إلى أن توحيد العثمانيين لتلك الولايات أتى من خلال إدراكهم أهمية ممتلكاتهم في هذه الأقاليم الجغرافية، وضرورة جمعها في منطقة حاجزة مع إيران، ولم يأت تشكيل البريطانيين الدولة الوطنية العراقية، كإفراز لاتفاقية سايكس - بيكو، عملا اصطنع حدودا سيادية وطنية وهمية، بل كان ذلك مخاضا لولادة الدولة التي أبصرت النور في عام 1921". 

  • شارك الخبر