hit counter script

مقالات مختارة - كمال ذبيان

الحريري يتحدث بالديبلوماسية وحزب الله بالاشتياق للقتال

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 07:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

عبر رئيس الحكومة سعد الحريري بصراحة عن وجود خلاف حقيقي بين القوى السياسية اللبنانية، حول مفهوم التصدي للعدو الاسرائيلي، وموضوع قرار الحرب والسلم، اضافة الى دور الدولة واداتها العسكرية الجيش اللبناني في الدفاع عن السيادة اللبنانية، وهو ليس مستجداً بل يعود الى عقود، ومنذ نشوء الكيان الصهيوني.
والزيارة التي قام بها الرئيس الحريري الى قيادة قوات الطوارئ الدولية في الناقورة، كانت رداً على الجولة الاعلامية التي نظمها «حزب الله»، لاطلاع وسائل الاعلام على التحضيرات العسكرية الاسرائيلية بالقرب من الحدود مع لبنان، وتعطي مصادر حزبية حليفة «لحزب الله» تفسيراً للزيارتين على ان كل فريق في لبنان، يريد مواجهة العدو الاسرائيلي، بطريقة مختلفة عن الاخرى، فرئيس الحكومة تحدث عن العمل الديبلوماسي، وعن القرار 1701 الذي لم تطبقه اسرائيل، وعن الدولة التي لا سلطة فوقها، في حين ان «حزب الله عبر احد ضباطه خلال شرح للاعلاميين عن ان المقاومة مشتاقة للقتال اذا ما فرضه العدو الاسرائيلي عليها، وان عناصرها هم في اتم الجهوزية للتصدي لاي مغامرة يقدم عليها الكيان الصهيوني الغاصب.
فعلى ارض الجنوب كانت لغتان تتخاطبان، بوجه العدو الاسرائيلي، الاولى لغة رئيس الحكومة الدبلوماسية، ورفض وجود المقاومة على تخوم الحدود، وان الجيش هو من يقوم بهذه المهمة، حيث حاول زج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع موقفه، وهو غير صحيح، لان الرئيس عون تحدث عن ان المقاومة تكمل الجيش، تقول المصادر. وهو ما اعتمدته الحكومات المتعاقبة من خلال مقولة الجيش والشعب والمقاومة التي ارسلت رسالة ردع الى العدو الاسرائيلي، بانها غير مشغولة عنه، بل هي تنتظره في اي لحظة يحاول القيام باعتداء او خرق للسيادة، وهي ترصد وتراقب كل اعماله العسكرية التي يحاول من خلالها تغيير قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة عليه، بان الجليل الاعلى هو مسرح العمليات العسكرية المقبلة، اذ ما غامر بعدوان على لبنان، تؤكد المصادر التي ترى ان الرئيس الحريري ما زال يراهن على «اللغة الخشبية القديمة»، بان لبنان تحميه الديبلوماسية او ضعفه وليست قوته التي تمثلت بالمقاومة التي حققت انجازين، الاول تحرير الارض في 25 ايار 2000 من الاحتلال الاسرائيلي، والثاني صمود 33 يوماً بوجه الحرب الاوسع على لبنان، وانزال هزيمة بالجيش الذي لا يقهر.
فالدبلوماسية لم تسترجع للبنان ارضه المحتلة، والقوات الدولية لم تنفذ القرار 425 الذي صدر بعد اول اجتياح لجنوب لبنان في اذار 1987، ولم تمنع العدو الاسرائيلي من غزو لبنان عام 1982، واحتلاله لاراضيه على مدى 18 عاماً، بل المقاومة اخرجته مرغماً وبالتعاون والتنسيق بينها وبين الجيش اللبناني واحتضان الشعب اللبناني.
قد تكون زيارة الرئيس الحريري الى مقر القوات الدولية، لتجنيب لبنان حرباً عليه لكن ليست المقاومة من ستقوم بها، ولا الجولة الاعلامية «لحزب الله»، يحضر لها، بل هو اراد التحذير منها، والاضاءة على ما يفعله العدو الاسرائيلي من استعدادات لها، حيث سبق لرئيس الحكومة ان حذر منها قبل اكثر من شهرين، وطلب من الامم المتحدة ان تقوم بدورها، دون ان يردع ذلك الكيان الصهيوني الذي يعرف رئيس الحكومة ان الجيش غير مؤهل عسكرياً للتصدي للعدو، وقد عبر عن ذلك الرئيس عون في احدى مقابلاته الاعلامية، كما ان المساعدات العسكرية للجيش مشروطة من قبل الدول المانحة، ان لا تكون للاستخدام ضد العدو الاسرائيلي، كما ان انواع المعدات هي للاستخدام الداخلي، اكثر منها لردع اي عدوان اسرائيلي، اذ ان قادة العدو يقلقهم امتلاك المقاومة لحوالى 150 الف صاروخ وفق تقديراتهم، تقول المصادر، وهذا ما يتركهم يفكرون الف مرة قبل الاقدام على اي عدوان، وقد خبروا في العام 2006 الى اين وصلت صواريخ المقاومة، ولم تكن بالكمية والنوعية نفسها اليوم، اذ تشير تقارير استخبارية اسرائيلية، ان المقاومة يمكنها ان تقصف الف صاروخ يوميا على الدولة العبرية، ولديها بنك اهداف حددته المقاومة مسبقاً، وهي حاويات «الامونيا» في حيفا، ومركز «ديمونا» النووي، وكل المطارات والثكنات العسكرية، وتل ابيب وما بعد تل أبيب، وان المسافة التي تصل اليها صواريخ المقاومة تصل الى نحو اكثر من 300 كلم، وتشمل مساحة فلسطين المحتلة، مما امن توازن رعب مع العدو الاسرائيلي.
فرئيس الحكومة كما اطراف سياسية حليفة له، ومنها «القوات اللبنانية» التي تريد «لبنان» هونكوي وليس هانوي، وهو الخطاب الذي بشر به النائب وليد جنبلاط بعد تحرير الجنوب عام 2000. الا ان المسألة تتعلق بفهم الفكر الذي ينطلق منه الصهاينة، وهو توراتي الغائي، يريد اقامة «اسرائيل الكبرى» ومن ضمنها لبنان، وقد نجح قادة العدو المؤسسين للدولة العبرية في ذلك حتى حرب تشرين 1973لتنقلب المعادلة مع المقاومة في لبنان، التي بدأت تغيير مجرى التاريخ.

  • شارك الخبر