hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ابتسام شديد

عندما يصبح ركوب الدراجة افضل من صياغة قانون انتخابي

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 07:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

لم يعد لدى التيار الوطني الحر ما يقوله انتخابياً، فكل الصيغ التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر أسقطت بالفيتوات والاعتراضات عليها وكان آخرها التأهيلي الذي واجه ثلاث لاءات من أمل والقوات والاشتراكي، ومؤخرا بدأت الصيغ والطروحات تتوالى من الآخرين، فرئيس الحزب الاشتراكي الذي صمت دهراً ولكن رافضاً لكل المشاريع الانتخابية خوفاً على زعامته غير المضمونة في القوانين غير المجربة حاول ان يقول «انا موجود» من خلال مشروع انتخابي يراعي وضعيته الحساسة بجعل عالية والشوف محافظة، فيما يقدم رئيس المجلس نبيه بري مشروعاً الاسبوع المقبل تعتمد على النسبية الكاملة في ستة دوائر في حين ان المستقبل لم يبادر الى طرح الصيغة الانتخابية التي يريدها، وقد كان موقفه لافتاً في خلال التجاذبات الانتخابية التي حصلت فالمستقبل لم يبادر الى فتح النار على مشاريع باسيل، وهو وان عبر بعض نوابه عن مواقفهم حيال القوانين فان آرائهم لم تتسم بالتشدد او الرفض المطلق والكلي لها.
المستقبل بدون شك يدرك ان رأسه على المقصلة في القوانين المطروحة، فوضعيته الانتخابية لا تشبه ما كان سائداً في الماضي حين كان الحريري قادراً على «لم» الشارع السني وضرب خصومه باطلالة واحدة على جمهوره او بموقف واحد من منابر 14 آذار، فرئيس المستقبل غير مرتاح في القانون الانتخابي مهما كان شكله نظراً لوضعية المستقبل غير الممسوكة منه بعد بالكامل على غرار الأيام الماضية، كما انه من جهة ثانية يتعاطى مع الملف الانتخابي على قاعدة «ترك الجميع يتناتشون ويتسابقون قبل المبادرة طالما ان هناك من يرفض ان يطلق يدا الثنائية المسيحية في صياغة القوانين، وعليه يتصرف الحريري من منطلق «فلتكن الحرب بينهم» والنأي بنفسه عن الغوص في مشاكل الآخرين ولعبة تصفية الحسابات. هو لا يريد ان «يغضب» رئيس الجمهورية او يتسبب بشرخ في العلاقة التي أسسها نادر الحريري وجبران باسيل على خلفية القانون الانتخابي. فرئيس المستقبل يدور في حلقة أزمة القانون او الدوامة نفسها،يتخبط في كل الصيغ الانتخابية التي تطرح ولكنه يحاذر السقوط و لكن السقوط في «فخ» قانون الانتخاب ممنوع والخلاف مع التيار الوطني الحر غير وارد حالياً او خط أحمر وعلى الطرفان اكمال المشوار الانتخابي باقل الخسائر الممكنة. بدون شك فان الحريري لم يكن في الصميم مرتاحاً الى مختلط باسيل ولا الى مشروعه التأهيلي، حاول التلطي بمعارضة بري ومن ثم جنبلاط له ومن ثم انتظر حزب الله، لياتي الرفض من الحليف في الضاحية وليس من رئيس الحكومة خصوصاً ان حزب الله أبلغ بعبدا والتيار الوطني الحر تحفظات وطالب بمعايير معينة تحفظ حلفائه في المعركة الانتخابية في الشمال وبعض النقاط.
يحاذر سعد الحريري اغضاب زعيم المختارة، حاول اكثر من مرة استيعاب تمرد زعيم المختارة على قانون باسيل وتفصيلاته الانتخابية حرصاً على العلاقة مع المختارة و خوفاً من فرط الحكومة تحت وطأة الخلاف السياسي بين المختارة التي تعمد الى تجييش الرأي العام الدرزي وقصر بعبدا الذي يلوح بخيارات تصعيدية في حال عدم السير بالاقتراحات الانتخابية التغييرية ويلوح بالفراغ. فالحريري يخشى على حكومته ويتطلع الى حكومة ما بعد الانتخابات وعليه لا يريد من جهة ان يخسر في الانتخابات ومن جهة أخرى ان يخرب علاقته برئيس الجمهورية او التيار الوطني الحر، فالتفاهمات السياسية بين السراي وبعبدا في أحسن احوالها.
يرفض الحريري السقوط في ملف الانتخاب، الخلاف مع رئيس الجمهورية «خط أحمر» هكذا يردد رئيس الحكومة امام سائليه، ولطالما سارت الأمور في شهور الحكم بين رئيسي الجمهورية والحكومة بشكل جيد، فلا يوجد عقدة امام حكومة الحريري إلا قانون الانتخاب، فالحريري لم يستجمع شتات ساحته السنية بعد او يلملم شظايا تمرد اركانه وكوادره السابقين بالكامل الذين يستدرجونه الى المعركة لكنه لا يبدو انه يشاكس رئيس الجمهورية او يعارضه، ومسار الاتصالات في كل التفاصيل لا تؤشر الى خلافات او تصعيد، وحيث ان الحريري يبدو كمن قرر الانسحاب من المعركة وترك التيار الوطني الحر يقلع شوكه بيديه خصوصاً ان المعركة بدأت تتخذ منحى طائفياً بعد ان ظهرت كل الاطراف وكأنها تعمل على حماية مكتسباتها، فرئيس الحكومة يحاول ان يبدو وكأنه خارج اطار المعركة، لا يتردد الحريري بالايحاء انه خارج اطار الصورة الخلافية، فهو لا يريد تقويض علاقته مع حزب الله او رئيس المجلس او رئيس الحزب الاشتراكي كما هو خائف على تعطيل الحكومة لذلك يحاول ان ياخذ الامور التي تهمه الى مكان آخر او ايهام الآخرين انه غير معني بكل ما يدور حوله فينشر صورة له على السراي وكأن ركوب الدراجة الهوائية اهم من كل الصيغ الانتخابية،او اخرى يتناول فيها السندويش في احد المطاعم الشعبية علها تكون قادرة على تحقيق الشعبية واعادتها الى زمانها الأول.
التفسير العملي والواقعي لموقف المستقبل في قانون الانتخاب ان اي قانون اليوم لا يبدو مربحاً للمستقبل بسبب تراكم الازمات عليه، والحريري ملزم تقديم تنازلات في القانون العتيد ولو أدت الى تقليص حصته النيابية لكنه برفض توتير العلاقة مع جنبلاط واصابتها بالخلل، وهو لا يرغب بالمواجهة مع رئيس الجمهورية اذ يتطلع الى حكومة العهد الثانية التي ستكون الحكومة الفعلية بعد «بروفا» الحكومة الاولى. في قناعة المستقبل ان التسوية التي سار فيها الحريري مع بعبدا لا رجوع عنها وان رئيس تيار المستقبل عندما انجزهاأعطي رئيس الجمهورية شيكاً على بياض بدون توقيع، ذلك ان ثقة الحريري بعون هي بدون حدود فالرجل «وفي» لالتزاماته وتحالفاته، وفي اعتقاد الاوساط ان رئيس الجمهورية يفعل المستحيل لانجاح عهده وتطبيق الميثاقية على كل مكونات وافرقاء الوطن وليس على المسيحيين وحدهم وفي كل الاستحقاقات، ورئيس الجمهورية استخدم صلاحياته الدستورية لتفادي الخلاف ولكي لا تتفاقم الامور وتدخل البلاد في متاهات معقدة.
 

  • شارك الخبر