hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

عملية "نظيفة" ومباغتة للجيش أعادت عرسال إلى الواجهة

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شكّلت العملية النوعية التي نفّذها الجيش اللبناني، أمس، في بلدة عرسال الحدودية مع سورية (على السلسلة الشرقية) وانتهتْ إلى توقيف 10 إرهابيين خطيرين ومقتل الأمير الشرعي لـ «داعش» في منطقة القلمون السوري حسن المليص، إشارة مزدوجة إلى الجهوزية العالية للمؤسسة العسكرية في تصديها الوقائي للإرهاب، وإلى حساسية الوضع في هذه البقعة التي صارتْ منذ أعوام على تماس مباشر مع الحرب السورية من خلال انتشار مجموعات مسلّحة في جرودها، وغالباً ما تُسلَّط الأضواء على أهميتها الاستراتيجية في سياق إكمال إحكام القبضة على الحدود المشتركة مع لبنان من الشمال الشرقي إلى المصنع.

وما جعل العملية «النظيفة» والمباغتة للجيش اللبناني في عرسال، أمس، تستقطب الأنظار انها جاءت في غمرة كلام كثير عن «شيء ما» سيجري على هذه الجبهة وجرودها التي تشكل المقلب اللبناني من جرود القلمون، وذلك في سياق استكمال «نتائج» الحدَث البارز الذي شكّلته عملية «الترانسفير المذهبي» بين بلدات مضايا - الزبداني والفوعة - كفريا والتي ينقصها «معالجة ثغرة» عرسال، البلدة المؤيدة للثورة السورية و«الجزيرة» ذات الغالبية السنية في محيط شيعي وصاحبة الجغرافيا المترامية التي تربطها بالأزمة السورية من خلال حدود بمساحة أكثر من 50 كيلومتراً.

ومن هنا اتخذ توقيف الإرهابيين العشرة ومقتل المليص أبعاداً بارزة، وجعل «العيون» تشخص على ما بَعده في ظل الـ «إشارات» المتزايدة إلى توجّه لقفل «ثغرة عرسال» وارتسام ملامح سباقٍ - من ضمن قرار بإنهاء ملفات محيط العاصمة السورية دمشق - بين «معركة القلمون» وبين تسويةٍ بدأ الحديث عنها تقضي بنقل المسلحين المنتشرين في جرود القلمون وامتدادها اللبناني الى منطقة إدلب، وذلك في سياق ما اعتبرت تقارير أنه يجعل من المنطقة خالية تماماً من المسلحين ويريح النظام السوري ويُطمْئن «حزب الله» إلى «تأمين» منطقة نفوذه الممتدة بين سورية ولبنان، من خلال «حماية ظهر» دمشق أكثر فأكثر وتوسيع إحكام القبضة على المناطق المحيطة التي ترتبط بلبنان بما يوفّر له الاحتفاظ بخط الإمداد الإستراتيجي الذي يصله بإيران عبر سورية والعراق.

ومعلوم أن «جبهة عرسال» شكّلت منذ بدء الأزمة السورية أحد أبرز عناوين «اتصال» الواقع اللبناني بها، هي التي تستضيف 120 ألف نازح يشكلون 3 أضعاف عدد سكانها، وشهدتْ في اغسطس 2014 مواجهات دامية بين الجيش اللبناني ومجموعات من «داعش» و«جبهة النصرة» تخللها ايضاً أسْر العشرات من العسكريين وعناصر الدرك تمّت تصفية أربعة منهم ذبحاً وبالرصاص وأُطلق مَن كان بينهم لدى «النصرة» في عملية تبادُل (قبل 16 شهراً) ليبقى 9 في قبضة «داعش».

وفي الوقائع الميدانية لما شهدتْه عرسال يوم امس، أشارتْ تقارير الى ان الجيش كان في صدد القبض على شبكة إرهابية متمركزة في بعض المنازل والخيم في عرسال ومتهمة بعمليات اغتيال وتفجير وتحضير لهجوم على مراكز الجيش. وخلال عملية الدهم في منطقتي وادي الحصن ومخيم المعراوة حصل اشتباك مع مجموعة من المسلحين سقط عدد منهم بين جريح وقتيل ومن هؤلاء «الأمير الشرعي» لـ «داعش»، فيما نجح الجيش في توقيف 10 أخطرهم وائل ديب الفليطي وشقيقيه اللذين أصيبا في الاشتباكات.

وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان لها ان «قوة من الجيش نفذت فجر السبت (أمس) عملية دهم سريعة وخاطفة في بلدة عرسال، أسفرت عن توقيف 10 إرهابيين خطيرين، كانوا تسللوا إليها في أوقات سابقة، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر القوة المداهمة».

لتضيف في بيان ثانٍ أنّه «خلال العملية تعرضت القوة المداهمة لإطلاق نار من جانب العناصر الإرهابية، وقد ردّت القوة بالمثل ما أدّى إلى مقتل الأمير الشرعي لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة القلمون السوري حسن المليص، وهذا الأخير كان قد شارك مع المجموعات المسلّحة في مهاجمة مراكز الجيش واقتحام مبنى قوى الأمن الداخلي وخطف عسكريين في بلدة عرسال بتاريخ 2 /‏8 /‏2014».

وكشف البيان ان الموقوفين هم السوريون: فوزي محمد السحلي، وعلاء خليل الحلبي، وأحمد حسن ميمان، وعبدالله عبدالكريم حسيان، وأحمد فوزي السحلي ومحمد فوزي السحلي. واللبنانيون: وائل ديب الفليطي، وحسين ديب الفليطي، وأمين محمد حميّد ومحمود ديب الفليطي.

وفي موازاة ذلك، أكد قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال جولة قام بها على ثكنة فوج المغاوير في رومية «أنّ الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة الكاملة للجيش، وأنّ أي إخلالٍ بمسيرة الأمن والاستقرار سيواجه بقوّة وحزم»، لافتاً إلى «أنّ العملية النوعية التي نفّذتها قوّة من الجيش... في بلدة عرسال، تثبت مرّة أخرى، أنّ لا ملاذ آمن للإرهابيين في أيّ منطقة لبنانية، وأن عيون الجيش قادرة على رصد أيّ وجود أو نشاط إرهابي والتصدّي له بصورة فورية»، وداعياً العسكريين إلى التمسّك بالمناقبية والانضباط والبقاء إلى جانب المواطنين، والاستعداد الدائم لمواكبة مختلف التطوّرات والاستحقاقات المرتقبة.

(الراي الكويتية)

  • شارك الخبر