hit counter script

أخبار محليّة

الحريري من الناقورة: لا سلطة فوق سلطة الدولة

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 14:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فور وصوله إلى مقر قوات الطوارىء الدولية في الناقورة حيث استقبله قائد "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري، وبعد أن استعرض ثلة من حرس الشرف، اجتماعا في مقر القيادة، حضره وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون وبيري، وتخلله عرض الأوضاع العامة في الجنوب والمهمات التي تقوم بها "اليونيفيل" مع الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة.

بعد الاجتماع، صرح الرئيس الحريري: "أردت اليوم أن أزور في الدرجة الأولى الجنوب والضباط المرابطين على الحدود، لكي أقول لهم يعطيكم العافية، لأن الجيش اللبناني هو وحده المكلف بحماية الحدود والذي يدافع عنا بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها، وبصفته أيضا النموذج الوطني الناجح والجامع خارج كل فئوية أو مناطقية".

أضاف: "بدأت زيارتي من مقر قوات اليونيفيل لكي أوجه لكل الدول المساهمة فيها شكر كل اللبنانيين على العمل الذي يقومون به لحفظ السلام على حدودنا الجنوبية، وأؤكد التزام لبنان بكل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 1701. نحن كدولة، رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، واجبنا الأساسي حماية السيادة والحدود والمحافظة على الأمن والاستقرار لأهلنا في هذه المنطقة العزيزة، والقرار 1701 والتزامنا به من الوسائل الحيوية لحفظ الحدود وأمن أهلنا واستقرارهم، ودور قوات اليونيفيل أساس في هذا المجال".

وتابع: "إسرائيل تنتهك القرار 1701، ونحن كحكومة نرفع الانتهاكات للأمم المتحدة من ناحية، ونذكر بضرورة الانتقال الى وقف دائم لإطلاق النار لوقف هذه التعديات من ناحية أخرى. الجيش اللبناني المرابط هنا لحماية السيادة يقوم بدوره الوطني على أكمل وجه، ونحن في هذا المجال نقوم أيضا بكل الجهود لتأمين مستلزمات التسليح والتدريب للجيش والقوى الأمنية الشرعية. والدولة في لبنان أيضا، من فخامة الرئيس إلى الحكومة وكل المؤسسات، إرادتنا حاسمة بتحرير ما تبقى من أراضينا المحتلة، وهذه مهمة يعززها عملنا الدبلوماسي اليومي والتزامنا بالشرعية الدولية والقرار 1701. الدولة اللبنانية لكل اللبنانيين، والجيش اللبناني لكل اللبنانيين، وليس لديه أي أجندة سوى مصلحة كل اللبنانيين وأمن واستقرار كل اللبنانيين وسيادتهم على أرضهم. ولا سلطة في لبنان فوق هذه السلطة ولا أجندة في لبنان خارج هذه الأجندة، وهذا الكلام يجب أن يكون واضحا للجميع".

وختم: "في لبنان اليوم عهد جديد، وسياسة جديدة بأن تتحمل الدولة مسؤولياتها، وأنا أتيت إلى هنا لكي أؤكد على هذا الموضوع وعلى أننا كحكومة وكدولة مسؤولون عن السلام في الجنوب، ونؤكد على واجبنا كدولة، بأنه فقط واجب الدولة اللبنانية. وأقول ان هذا الواجب سنقوم به وسنكمل به إن شاء الله، وأنا على تواصل دائم مع فخامة الرئيس ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع وقائد الجيش".

سئل: كيف تصفون المشهد بالأمس عن الجولة الإعلامية التي قام بها "حزب الله" والكلام الأمني عن الجهوزية على الحدود؟
أجاب: "ما حصل بالأمس في مكان ما هو أمر، نحن كحكومة، غير معنيين به ولا نقبل به بكل صراحة. لذلك أتيت إلى هنا لكي أؤكد أن دورنا كحكومة هو الحفاظ على القرار 1701. لا شك أن الجميع يعلم بأن هناك اختلافا في بعض الأماكن بالسياسة، لكن هذا لا يعني أن تذهب الحكومة بناء على هذا الاختلاف إلى مكان آخر. نحن نشدد على أن البيان الوزاري لهذه الحكومة يؤكد على تنفيذ القرار 1701. أنتم تعرفون جيدا جدا، وأنا قلتها مرات عدة، ان هناك خلافات سياسية نضعها جانبا، وهذه إحداها. لذلك وجودي هنا لكي أؤكد أن البيان الوزاري الذي أقررناه في مجلس النواب ننفذه هنا في الجنوب بالشكل الذي تم إقراره".

سئل: هناك تصريحات أميركية في الآونة الأخيرة تتحدث عن "حزب الله" وعن إيران، فهل تخشى من حرب يكون لبنان أو المنطقة مسرحها وتتطور؟
أجاب: "ما دمنا ننفذ البيان الوزاري الذي التزمنا به في هذه الحكومة فإني لا أخاف من حرب. أنا أعرف أننا كلبنان نقوم بواجبنا، نعم هناك خلافات سياسية في بعض الأمور، لكننا كحكومة نتحمل مسؤولياتنا. السبب الأساسي لمجيئي إلى هنا هو أن هذه الحكومة تتحمل مسؤولياتها. أريد أن أقول للبنانيين ألا نضخم الأمور ولا نعطيها أكبر من حجمها، هناك حدود لهذه الأمور. مجيئي إلى هنا لكي أعيد التأكيد على أننا نقوم بواجبنا بالتنسيق مع فخامة الرئيس".

سئل: هل تعتبر أن "حزب الله" خرق البيان الوزاري؟
أجاب: "أنا قلت ان هناك بعض الأمور التي نختلف عليها في السياسة، ونحن متفقون على وضع هذه الخلافات جانبا، نحن كحكومة نقوم بواجبنا، وواجبنا أن نكون هنا في هذه اللحظة".

سئل: أنت كلبناني وعدوك إسرائيل، هل يعقل ألا يطمئنك "حزب الله" بأنه إلى جانب الجيش اللبناني في حال حصل أي عدوان؟
أجاب: "ما يطمئنني هو البيان الوزاري الذي وافق عليه كل الأفرقاء السياسيين وأعطوا الحكومة الثقة على أساسه، وما يطمئنني هي وحدة اللبنانيين التي هي أساس في أي مشكل يمكن أن يحصل في لبنان، إن كان من الإرهاب أو من عدوان أو غير ذلك. هناك خلافات وأنتم تعرفون موقفي. أنا لن أقنع حزب الله ببعض الأمور وهو لن يقنعني ببعض الأمور. هذا أمر واضح وصريح. نحن كقوى سياسية وكدولة وكحكومة نقوم بواجبنا، هناك أمور نتوافق عليها وأخرى نختلف عليها، لن نضع البلد في مكان آخر. لذلك أردت أن آتي إلى هنا لكي أؤكد أن هذه الدولة وهذه الحكومة مع فخامة الرئيس مسؤولة على الحفاظ على القرار 1701 وعلى تطبيقه. آن الأوان أيضا إن تفهم إسرائيل ضرورة الانتقال إلى وقف إطلاق نار، فمنذ 11 سنة ونحن على الموال نفسه، والحمد لله لم يحصل شيء".

أضاف: "علينا أن نصل إلى وقف إطلاق نار. وفي الاجتماعات الدورية التي تحصل، أوضح لبنان بالأمس بكل وضوح موقفه وقال هذه الخلافات التي لدينا معكم، تفضلوا قولوا ماذا لديكم لكي نصل إلى وقف إطلاق النار. لا يجوز أن يبقى لبنان في هذا الطريق لأن علينا أن نطمئن أهلنا في كل لبنان بأن ينتهي هذا الموضوع، ونستعيد شبعا والغجر ونحدد حدودنا وننتهي من هذا الأمر".

كلمة في سجل الشرف
ولدى مغادرته المقر، دون الرئيس الحريري في سجل الشرف الكلمة الآتية: "لقد كانت سعادة كبرى وشرف عظيم بالنسبة إلي أن أزور المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة. لبنان يشكر اليونيفيل وكل الدول المشاركة فيها على دورهم في إبقاء حدودنا الجنوبية سالمة وآمنة".

بعد ذلك، انتقل الرئيس الحريري إلى موقع الجيش اللبناني في اللبونة بخراج بلدة علما الشعب مرورا بالخط الأزرق، يرافقه الصراف وقائد الجيش. ولدى وصوله كان في استقباله قائد اللواء الخامس الذي ينتشر في المنطقة العميد رينيه حبشي، حيث استمع إلى شرح مفصل للمهام التي يقوم بها الجيش في تلك المنطقة.

ثم اجتمع الرئيس الحريري مع صراف وعون بالضباط، وتناولوا جميعا العصير والحلوى في الموقع.

بعد ذلك تفقد الرئيس الحريري، يرافقه الصراف وعون، موقع النمر، حيث يوجد أقرب موقع إسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.

وعند الثالثة والنصف بعد الظهر، انتقل الرئيس الحريري إلى استراحة صور لتلبية دعوة وزير المال علي حسن خليل الى مأدبة غداء أقامها على شرفه، حضرها وزير الدفاع ووزير الشباب والرياضة محمد فنيش وقائد الجيش والنائبان علي خريس وعبد المجيد صالح ومفتي صور وجبل عامل الجعفري حسن عبد الله ومفتي صور مدرار حبال والمطارنة: نبيل الحاج، الياس كفوري ومخايل أبرص وقيادات أمنية وعسكرية وعدد رؤساء بلديات المنطقة.


 

  • شارك الخبر